تحدثنا كثيرا عن اقليمنا ومشاكله التي لا تنتهي، آخر سؤال قبل أن نتحدث عن موضوع آخر:
سد النهضة، نشاهد تسلحا مصريا كبيرا في الشق البحري والجوي. نشاهد تهديدات مصرية اعلامية لاثيوبيا. نشاهد ضغوطا دبلوماسية وتدخلا امريكيا لصالح مصر. ومع هذا نشاهد تعتنا اثيوبيا لا مثيل له وكأنها دولة عظمى.
في تقييمك مالذي يجري؟
اولا اثيوبيا تمارس حقها وفي نطاق سيادي.
ومصر ايضا من حقها ان تحافظ على منسوب المياه لديها بما ان النهر هو اطول مجرى له هو في مصر.
ولكن النزاع هنا في كيفية امتلاء السد، الاثيوبيون يريدون امتلاء السد بسرعة حتى يستفيدوا منه بانتاج الكهرباء ومن ثم تصدير الفائض منها.
حتى ان بعض المنظمات الدولية ترى في سد النهضة مشروعا يقضي على فقر الطاقة في افريقيا حيث سيستفيد الكثيرون من الانارة والطاقة الكهربائية التي يوفرها السد وهذا مشروع مستديم لاثيوببا بوفر لها استثمارات وتدفق اموال.
مصر لا اعتقد انها تتسلح من احل اثيوبيا
فاحتمالات النزاع العسكري معها شبه منعدمة حيث لا يجمع الدولتين حدود.
ايضا مصر لا تملك الادوات اللازمة للقيام بضرب السد واساسا هي ليست معترضة الا على طريقة ومعدل ملىء السد كما ذكرت)
ايضا لا تملك مصر القدرة على تحمل تبعات القيام بعمل عسكري ضد اثيوبيا. التبعات الدولية ستكون موثرة حتى على الوضع الداخلي المصري. وربما نشاهد عقوبات دولية على مصر.
بالنسبة للتدخل الامريكي فهو غير ملزم لامريكا نفسها ولا يمثل ثقلا امريكيا بما ان الخزانة الامريكية هي من تدخلت وهي من بالواجهة وليس جهة حكومية اخرى.
التسلح المصري ليس من اجل اثيوبيا بل قبل موجة التسلح هذه كانت القوات المسلحة المصرية اساسا بحاجة الى تحديث نظرا لتقادم الكثير من معداته.
ايضا لاحظ ان التسليح هذا لم ليكن ممكنا بدون قروض ومساعدات خليجية وخاصة سعودية. وهذا يدل على تفضيل مصر لاستخدام هذه الاموال المقترضة من اجل تحديث قواتها على صرفها على اوجه اخرى.
وجب ان اذكر هنا ان حصول مصر على المسترال كان حلا توافقيا وديا بين فرنسا وروسيا. حيث الحكومة الفرنسية كانت ترفض تسليم السفن لروسيا واتفق الجانبان على تملك مصر لها كحل توافقي حيث لا يريد الروسيون الترفيط بها بشكل كامل لتذهب لصالح دولة حليفة للغرب بشكل كامل ولا بريدونها ان تبقى الحاملات رهينة لدى فرنسا.
بالنسبة للقوات الجوية المصرية فلا تزال محرومة من التسليح النوعي، خاصة بعد الحرمان الامريكي لمصر من الحصول على صواريخ سكالب وميتيور الاوروبية ومنع مصر من الحصول على صلاحيات استخدام الاشارة العسكرية لنظام gps حتى بعد توقيع مصر لاتفاقية cismoa وجب على مصر التوجه بشكل كامل نحو روسيا والصين حيث اصبح من المتوقع ان تبقى الرافال على حالها مثلها مثل سابقتها الميراج 2000 المصرية التي لم تخضع لاي عملية تحديث منذ دخولها الخدمة.
وللاسف رغم ان السلاح الروسي افضل للمصريين، الا انه ايضا ليس ندا تكنولوجيا للاسلحة الغربية. مثلا مقاتلات سوخوي وميج المصرية الحديثة لا تملك رادارات حديثة مثل مثيلتها الغربية الحديثة التي تملك رادارات aesa.
هناك العديد من مواقع العجز في التسليح المصري واصلاح هذا الامر يتطلب وقتا ومالا وفيرا لا تستطيع مصر توفيره بسهولة