الشرق الأوسط من‏'‏ عدم الاستقرار‏'‏ إلي‏'‏ التفكيك‏'‏

هدى مجدى

عضو جديد
إنضم
9 يونيو 2008
المشاركات
410
التفاعل
160 0 0
[SIZE=+2]التقرير الإستراتيجي العربي[/SIZE] [FONT=Arial (Arabic)]الشرق الأوسط من‏'‏ عدم الاستقرار‏'‏ إلي‏'‏ التفكيك‏'‏
بقلم : محمد فايز فرحات

[/FONT]


[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]تنازع الخلاف حول مستقبل السياسات الأمنية واستراتيجية الأمن القومي الأمريكية‏2002‏ في ظل إدارة بوش الثانية موقفان رئيسيان‏.‏ ذهب الأول إلي أن تلك السياسات تشهد تغيرات جوهرية‏.‏ ويستند هؤلاء إلي عدد من السلوكيات الأمريكية الدولية سواء في تفاعلها مع الحلفاء الأوروبيين أو الأمم المتحدة‏.‏ وينتهي هؤلاء إلي أن السياسة الأمنية الأمريكية تتجه في ظل تلك الإدارة نحو مزيد من الواقعية‏.‏ وعلي العكس‏,‏ تري الرؤية الثانية أن تغيرات جوهرية لم تطرأ علي تلك السياسات‏,‏ ويستندون في ذلك إلي طبيعة استراتيجية الأمن القومي باعتبارها استراتيجية عامة مفتوحة غير مغلقة‏,‏ لا تلتزم بأفق زمني أو بنطاق جغرافي محدد‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]ويناقش التقرير الجدل القائم بين تلك الرؤي في ضوء المبادئ الرئيسية التي حكمت استراتيجية الأمن القومي‏,‏ خاصة مبادئ الحرب الاستباقية‏,‏ ومبدأ الأحادية في السياسة الأمريكية‏,‏ ومبدأ بوش لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير‏.‏ وينتقل التقرير بعد مناقشة هذا الجدل إلي مناقشة الجدل الداخلي حول الملف العراقي والذي شكل أحد أهم محاور الاستقطاب داخل الولايات المتحدة‏,‏ كما شكل أحد مداخل تطوير سياسة الأمن القومي الأمريكي خلال فترة بوش الثانية‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]وعلي الجانب الآخر من الأطلنطي يرصد التقرير عددا من التطورات المهمة شهدها الاتحاد الأوروبي‏,‏ والتي أثارت بدورها تساؤلات عدة حول مستقبل عملية التكامل الأوروبية باعتبارها أحد النماذج الديناميكية الناجحة‏,‏ وحول فرص تحول الاتحاد إلي قطب دولي في المدي المنظور‏.‏ فمن ناحية‏,‏ كشف استفتاءان منفصلان في فرنسا وهولندا حول مشروع الدستور الأوروبي عن رفض هذا المشروع بنسبة‏54.67%,61.6%‏ علي الترتيب‏.‏ ومن ناحية أخري‏,‏ شهدت المفاوضات الأوروبية‏-‏ التركية حول انضمام تركيا إلي الاتحاد‏,‏ والتي بدأت في أكتوبر‏2005,‏ تباينا بين القوي الأوروبية الرئيسية حول مشروعية وشروط الانضمام التركي‏,‏ وهو تباين مازال يتعلق بالقضايا الخلافية التقليدية‏.‏ وبالإضافة إلي هذين التحديين الرئيسيين‏,‏ شهدت الساحة الأوروبية تطورين آخرين سيكون لهما انعكاساتهما المهمة علي مسار التجربة الأوروبية‏,‏ الأول هو تصاعد اليسار الأوروبي‏,‏ والثاني هو تفاقم الاحتكاكات العقائدية بين اليمين الأوروبي والجاليات الإسلامية‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]وعلي مستوي بينة النظام الدولي يتناول التقرير عملية إصلاح الأمم المتحدة‏,‏ وإشكاليات تلك العملية في ضوء الخلافات القائمة بين القوي الدولية المعنية‏.‏ وعلي مستوي تفاعلات النظام الدولي أو ما يمكن أن نطلق عليه أداء النظام‏,‏ تناول التقرير عددا من القضايا المهمة‏,‏ شملت تسارع مشكلة الكوارث الطبيعية باعتبارها إحدي مظاهر عملية العولمة‏,‏ ومشكلة البرنامج النووي لكوريا الشمالية كتعبير عن استمرار مشكلة الانتشار النووي‏,‏ وتصاعد طالبان كتعبير عن فشل الولايات المتحدة والأمم المتحدة في إعادة بناء الدولة الأفغانية عقب الحرب علي أفغانستان‏.‏ وأخيرا ينتهي هذا القسم بتحليل مؤشرات أداء الاقتصاد العالمي‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]الشرق الأوسط‏:‏ من‏'‏ عدم الاستقرار‏'‏ إلي‏'‏ التفكيك‏'‏[/FONT][/SIZE]
[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]يقر التقرير أن سمة عدم الاستقرار هي إحدي السمات الهيكلية الأساسية لإقليم الشرق الأوسط‏,‏ والتي تطورت بفعل عدد من العوامل المتداخلة التي شكلت ملامح البيئة الاستراتيجية للإقليم‏,‏ والتي أدت بدورها إلي دخوله في‏'‏ حلقات مفرغة‏'‏ من العنف بمستوياته وأشكاله المختلفة‏.‏ ولكن التقرير يطرح هنا فرضية أخري مهمة‏,‏ وهي أن الحالة الأمنية في الإقليم تشهد تدهورا جديدا في اتجاهات أكثر حدة مما ساد في العقود السابقة في اتجاه انتقال الإقليم من حالة‏'‏ عدم الاستقرار‏'‏ إلي حالة‏'‏ التفكيك‏'‏ نتيجة تفاعل عدد من العوامل‏,‏ وتصاعد أنماط التهديدات غير التقليدية التي تواجه الإقليم وأطرافه الرئيسية‏,‏ علي نحو يثير التساؤل حول مدي استقرار مفهوم‏'‏ الإقليم‏'‏ ذاته‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]ويتناقش التقرير في هذا السياق ثلاثة أنماط من التهديدات‏:‏ الأول هي التهديدات غير التقليدية لجغرافية الإقليم والتي قادت إلي حالة الارتباك الشديد في تحديد المقصود بمنطقة الشرق الأوسط‏,‏ خاصة ظهور مفهوم‏'‏ الشرق الأوسط الكبير‏',‏ وبروز نظم إقليمية فرعية كأمر واقع واكتسابها معني محددا في ظل حالة التفكك العامة في النظام الإقليمي الأوسع‏,‏ وميل القوي الدولية إلي التعامل مع تلك النظم خارج الإطار العربي العام‏,‏ هذا بالإضافة إلي عودة الأطر عابرة الإقليم من جديد مثل‏'‏ الإطار الإسلامي‏'.‏ كل هذه العوامل وغيرها عمقت من اضطراب مفهوم إقليم الشرق الأوسط‏,‏ وتصاعد سيناريوهات مختلفة لمستقبل هذا الإقليم تدور حول التفكيك أو الذوبان في أطر عبر إقليمية‏.‏ ولا تقتصر التهديدات علي المساحة الجغرافية التي تشكل الإقليم‏,‏ ولكنها شملت أيضا أطرافه الأساسية‏,‏ مثل استخدام القوة العسكرية بصورة شاملة‏,‏ أو محاولة المساس بأسس النظم السياسية القائمة‏,‏ أو الخروج عن نمط التفاعل المعتاد في إدارة الصراعات‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]وفي الاتجاه ذاته‏,‏ يطرح التقرير نمطين آخرين مهمين من التهديدات غير التقليدية للإقليم‏,‏ الأول هو التهديدات التي تواجه سكان الإقليم‏,‏ والتي تتوزع علي تفاقم مشكلات الأقليات في الإقليم‏,‏ وتصاعد مشكلات اللاجئين‏(‏ اللاجئون الفلسطينيون داخل الدول العربية‏,‏ اللاجئون السودانيون‏,‏ اللاجئون الصوماليون في اليمن‏),‏ وتعقيدات مشكلة العمال الآسيويين في منطقة الخليج العربية‏.‏ النمط الثاني هو التهديدات غير التقليدية لموارد الإقليم‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]كما يحاول التقرير تقديم تحليل موضوعي لأزمة أحد الفاعلين الإقليميين الرئيسيين داخل الإقليم‏,‏ وهو إيران‏,‏ علي مستويين رئيسيين‏.‏ يركز الأول علي مجموعة التفاعلات الداخلية الرئيسية خاصة صعود الرئيس أحمدي نجاد إلي السلطة والذي يمثل الجناح الأصولي المتشدد من التيار المحافظ‏,‏ وما استتبعه من توتر شديد بين المرشد والرئيس‏,‏ وعودة المهدي المنتظر إلي الخطاب الإيراني الداخلي والخارجي‏,‏ وتأثير جميع تلك التحولات علي التوازن القائم بين القوي السياسية الإيرانية‏,‏ وانعكاسها علي علاقة إيران بالخارج والتي تناولها التقرير بالتفصيل‏.‏ ويركز المستوي الثاني علي تحليل أزمة البرنامج النووي الإيراني‏,‏ من خلال تحليل المبادرات وتحركات القوي الدولية المعنية بإدارة تلك الأزمة‏,‏ وردود الفعل الإيرانية إزاء تلك المبادرات‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]العدوان علي لبنان‏:‏ تعميق الاستقطاب ومحاور جديدة للصراع[/FONT][/SIZE]
[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]قبل انتهاء عام‏2006‏ وقبل تخلص لبنان ومنطقة الشرق الأوسط من تداعيات اغتيال الحريري‏,‏ تعرض لبنان في يوليو لعدوان إسرائيلي واسع النطاق‏,‏ عمق من حالة التداخل بين الداخل والخارج في إدارة الملفات اللبنانية المفتوحة حتي بدء تلك الحرب‏,‏ كما عمق من حالة الاستقطاب بين القوي السياسية اللبنانية علي خلفية تلك الملفات‏,‏ خاصة مستقبل الرئيس لحود‏,‏ وسلاح حزب الله‏,‏ والعلاقة مع سوريا‏,‏ والحاجة إلي قانون انتخابي جديد‏,‏ بل وظهور خطاب غير المباشر لدي بعض القوي اللبنانية حول ضرورة تغيير معادلة التوازن الطائفي القائمة‏.‏ وعلي الرغم من أن القوي السياسية اللبنانية‏,‏ والشارع اللبناني بشكل عام‏,‏ قد أبديا درجة كبيرة من التماسك الداخلي خلال فترة العدوان‏,‏ إلا أنه بمجرد انتهاء هذا العدوان بدأت القوي اللبنانية في إعادة النظر في مقولاتها وخطاباتها المعلنة‏,‏ وتوظيف نتائج العدوان للتأكيد علي مقولاتها ومواقفها بشأن الملفات الأساسية موضوع الخلاف الرئيسي بين تلك القوي قبل العدوان‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]وفي هذا الإطار‏,‏ تبع انتهاء العدوان الإسرائيلي حالة من الجدل السياسي العميق وواسع النطاق حول إشكاليات عدة مثل العلاقة بين السنة والشيعة‏,‏ ومستقبل المد الشيعي في المنطقة‏,‏ وجدوي المنهج السلمي التفاوضي في إدارة الصراع مع إسرائيل‏,‏ وحدود الحسابات العقلانية في مقاومة السياسات العدائية الإسرائيلية‏...‏الخ‏,‏ وحدود قدرة الردع الإسرائيلي والآلة العسكرية الإسرائيلية وذلك في ضوء ما كشفت عنه خبرة العدوان من إمكانية إلحاق أضرار جسيمة ومؤثرة بالجيش والمجتمع الإسرائيليين اعتمادا علي بعض بعض الأسلحة المحدودة بالمقارنة بالآلة العسكرية المتقدمة‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]وبالإضافة إلي ذلك‏,‏ فقد أكدت خبرة العدوان حدود الاعتماد علي المجتمع الدولي بشكل عام‏,‏ والولايات المتحدة والأمم المتحدة بشكل خاص‏,‏ في إدارة الصراع مع إسرائيل في ضوء ما أكدته خبرة العدوان من انحياز أمريكي شديد الوضوح والصراحة بجانب إسرائيل‏,‏ بل وتقديم الدعم العسكري واللوجيستي المباشر لإسرائيل أثناء العدوان‏.‏[/FONT][/SIZE]

[SIZE=-1][FONT=Arial (Arabic)]وفي ضوء أهمية هذا العدوان وتداعياته بعيدة المدي‏,‏ أفرد التقرير قسما خاصا لدراسته‏,‏ ليكون بذلك أول تقرير علمي يناقش هذا العدوان مناقشة موضوعية وتحليلية‏,‏ من خلال خمسة محاور‏,‏ يركز خلالها علي تشريح حالة الاستقطاب والجمود السياسي داخل لبنان قبل العدوان‏,‏ ثم رصد أبعاد الجدل السياسي بعد العدوان‏.‏ ينتقل بعدها إلي تناول العدوان الإسرائيلي ذاته‏,‏ حيث يقدم تحليلا لخطابات ومقولات أطراف المواجهة الإسرائيلية‏-‏ اللبنانية‏,‏ والمواقف العربية والدولية‏,‏ وتعثر الجهود الدولية لوقف العدوان لفترة طويلة‏,‏ وأخيرا يقدم التقرير تحليلا عسكريا للمواجهة بين إسرائيل وحزب الله‏.‏


[/FONT][/SIZE]
 
الشرق الأوسط لا يهتم بالعلماء و بالشباب لهذا ينتقل من سقوط الي سقوط أكبر من ذي قبل
 
عودة
أعلى