السلام عليكم
فعلا هي مؤشر قوي على قرب دخول سلاح الغواصات فمن مهامها هو رسم خرائط مفصلة للشذوذات المغناطيسية و شكل التضاريس البحرية و درجات حرارة و شكل و احجام و خصائص الكتل المائية و تغيراتها و سرعة و اتجاه التيارات و تغيرها حسب الفصول و المواسم
فمثلا وضع خريطة للتضاريس و معدلات العمق يعطي ادراكا لبيئة الاعماق و ذلك لتجنب الكمائن من جهة و نصب اخرى من جهة اخرى
اما خريطة الشذوذات المغناطيسية فهي تعطي ادراكا بالمحيط من ناحية كشف اي دخيل ذي بصمة معدنية سواء كان غواصة معادية او لغم زرع في مسار القطع الصديقة من جهة و من جهة اخرى يعطي ادراكا جيدا للمحيط و ذلك لنشر الالغام بتمويه جيد مستغلة مناطق الشذوذ المغناطيسي العالي كحطام السفن او الصخور المتبلورة حتى يصعب كشف حقل الآلغام و مباغتة العدو
اما بالنسبة للكتل المائية فمعرفة خصائصها حرارة و كثافة و ملوحة ' الاملاح الذائبة في الماء مؤشر فارق في الموصلية ' و تغيراتها لا من حيث التموضع و لا من حيث الحجم و التوزع يفيد في عمل السونارات ' السلبية منها و الايجابية ' بكفائة لا من حيث دقة الاشارات او الترددات المناسبة حسب الكثافة فكل تغير في خصائص وسط الانتقال يؤثر على سرعة و صيانة الموجة الصوتية و انعكاسها كما انه يفيد الغواصة في تجنب السونار و ذلك باللعب في منطقة تداخل الكتل المائية لتلعب على تشتيت الموجات في حيز التداخل لتعدم الموجات المتوافقة على الطور بعضها فتضعف الاشارات و تقل جودتها
و اخيرا اتجاه و تغير التيارات المائية حسب الفصول و المواسم و استغلالها يكمن في زيادة نجاعة الغواصة و فترة بقائيتها عبر انسيابها مع التيارات المائية مستغلة زخمها لتوفير الوقود و الاكسجين الآزم للاحتراق و ما يوفره من وسط اخماد ممتاز حيث تقل الاشارة الصوتية للغواصة من جهة عبر خفظ قوة الدفع و من جهة اخرى خلفية صوت التيار تغطي على صوت المحركات و الغواصة قد تستغل ايضا معرفتها بالتيارات لتجعل المسارات البحرية من اولوياتها في التعقب و بالتالي خفظ نطاق دورية الاعماق و حصرها في حيز مجالي اكثر نجاعة و عملياتيا
من خلال نقاط القوة هذه يتبين الحكمة من ادخال سفن الابحاث المحيطية و التي يفضل ان تعمل معها بالتوازي سفن الهيدروغرافيا و كاسحات الالغام و طائرات الدورية البحرية لتكون الذراع اللوجيسية و الاستطلاعية سواء لسلاح الغواصات او المضادة لها كفرقاطات الفريم و هو مؤشر على نضج هذا الفرع من البحرية في حرب الاعماق بشقيها
بالتوفيق