ترامب رئيساً لمجلس الأمن

العثور على دخائر امريكية من نوع M141 Bunker defeat Munition BDM لدى داعش في القنيطرة ههه ويقولون داعش ليست بصناعة امريكية
1911555_1000-min-750x422.jpg
ههه
1000x667_q95-min-2-750x337.jpg
600x375_q75.jpg
 
أهلا بك مجددا أخي الفاضل .... سأقوم بالرد من خلال تلوين فقرات كلامك باللون الأزرق ثم أجعل ردي تعقيبا على كل منها باللون الأسود العادي.


كلام جميل ومثقف للغاية احييك عليه
لكن اخي الكريم انت اخطأت بأمر رئيسي في كلامك وهو اختزالك مستقبل امريكا والحضارة الغربية بتصرفات وسياسات ترامب وكأنه الكارثة التي حلت على الغرب ولا يمكن التخلص منها
انت تعرف جيداً ان الانظمة الديموقراطية لا تعطي تلك السلطات المطلقة لاي كان لكي يتلاعب ويدمر مبادىء اساسية مترسخة فيها منذ نشأتها لا يستطيع رئيس لديه معتقدات واهواء ايديولوجية تغييرها بالمطلق فضلاً عن كونه داخل منظومة هو جزء منها ومقيد بها وليس متحكم بها ولا يستطيع تغيير اساسياتها بأي حال من الاحوال علاوة على وجود نخبة تشاركه السلطة لن تسمح بذلك وستدفع الى عزله اذا تجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بها
ما قلته انا وانت علقت عليه ليس امراً مسلماً وقابل للتفنيد طبعاً
لكن ما نتفق عليه جميعاً هو دخول الغرب في مرحلة الافول وتراجعه كأمة وكأفراد
اما اذا جئت لاناقش دور ترامب بطريقة اوسع فأنا لا انكر حماقته في كثير من الاحيان لكن ما لا نستطيع ان ننكره هو عمله القوي على اكثر من ناحية لارجاع التوازن لعلاقات امريكا سياسياً واقتصادياً وعسكريا مع العالم وتعريف دور امريكا فيه بصورة اكثر خشونة عن سابقيه واسلافه
بنهاية الامر ترامب سيحكم فترة من اربع سنوات او فترتين كما هو متعارف عليه وليس زعيماً ابدياً للامة الامريكية مع ان سياساته ايضاً لها قبول داخل حزبه بما يتعلق بالشق الاقتصادي تحديداً وبعض السياسات الداخلية والخارجية
الحضارة الغربية التي تكلمت عنها انت هي بالواقع حضارة عرجاء لنفيها العامل الروحي كخاصية اساسية لها ولكن ثقافياً ما زالت هي الحضارة الاكثر هيمنة على العالم ومن المبكر الاعتقاد بإضمحلالها لمجرد تولي رئيس يحمل نزعات استبدادية الحكم بأقوى دولة بها
وبإعتقاد شخصي لدي فأنا ارى ان هذا القرن هو الاخير لهيمنة الغرب على العالم بالصورة التي نعرفها
وهو في مرحلة اخيرة من ذلك بدأت تضح معالمه بعد احداث كثيرة فيه وصعود قوى وامم كثيرة تسعى لان تؤكد هويتها الثقافية مستقبلا متحدية الغرب بآن واحد

أهلا بك مجددا أخي الفاضل ...

مسألة اختزال مستقبل أمريكا والغرب في شخص ترامب ليس موجود في كلامي ... ولكن كلامي يشرح إن استمرار ترامب في السلطة ستكون تداعياته الطبيعية جدا مزيد من التفكك والتمزق الشديد للبنية الجيوسياسية الأمريكية داخليا وخارجيا معا.
وعلى قدر فرصة استمرار ترامب في السلطة فقد نرى حجم النتائج الكارثية يتناسب مع حجم استمرار وقت ترامب بالسلطة قبل أن يتم وضعه بالسجن لاحقا.
أما بخصوص مسار النظام العالمي المتداعي الحالي القائم في جوهره على النموذج الثقافي الغربي فهذا لتحليله يحتاج بالطبع لمقال آخر منفصل تماما لشرح وتوضيح الصورة بمنتهى الشفافية والاستكمال لمعظم الجوانب الرئيسية الهامة المؤثرة والمشكلة لمحصلة التصور عن النظام العالمي المتداعي الحالي.

لذلك مقالي السابق لا يتحدث عن أزمة النظام الغربي عامة هذا ليس صحيح ... إنما بشكل محدد يتحدث عن تأثير وجود ترامب بالسلطة على هذا النظام الغربي وبالأخص التأثير على أمريكا داخليا وخارجيا.






انت تعرف جيداً ان الانظمة الديموقراطية لا تعطي تلك السلطات المطلقة لاي كان لكي يتلاعب ويدمر مبادىء اساسية مترسخة فيها منذ نشأتها لا يستطيع رئيس لديه معتقدات واهواء ايديولوجية تغييرها بالمطلق فضلاً عن كونه داخل منظومة هو جزء منها ومقيد بها وليس متحكم بها ولا يستطيع تغيير اساسياتها بأي حال من الاحوال

أولا أسمح لي هنا بتجاوز أزمة المسمى نفسه "الأنظمة الديموقراطية" وعدم التوقف عندها أو معالجتها لأنها ستأخذنا لمسار مختلف تماما ليس مجاله محور نقاشنا الأساسي الرئيسي هنا.
ولكن بالمختصر وبغض نظر عن طبيعة الأنظمة الغربية وقوانينها وأسسها ... ولكننا هنا لا نتحدث عن الحالات العادية التي بالعادة تواجهها تلك الأنظمة.
من الأساس نحن نتحدث عن ترامب وهو يشكل عن جدارة تامة وبكل المقاييس حالة استثنائية فريدة جدا.

أشرح مقصدي بشكل أوضح ..... ترامب أعلن من قبل إنه سيسعى لتعديل بالدستور الأمريكي مشابه لتعديل قام به الرئيس الصيني شي جينغ بين يعطيه صلاحية الترشح للرئاسة مدى الحياة.
ترامب مدح هذا الإجراء من الرئيس الصيني وقال إنه سيحاول فعل شيء ما مثله في المستقبل.... لكن العاصفة التي واجهها ترامب جعلته مضطرا للتراجع وللإعلان إنه كان "يمزح" فقط ليس إلا.
ترامب لو لم يكن وجد أمامه وقتها هذا الهجوم المضاد والعنيف لم يكن آبدا لينثني عن القيام بإجراء مشابه في أمريكا.
كذلك ترامب كثيرا ما يخرج عن كل الأعراف والقوانين والتقاليد السائدة ... ترامب قام بوصف مديرة اتصالات البيت الأبيض السابقة بأنها كلبة مسعورة ونحوها من كلمات غير معهودة مطلقا على هذا المستوى السياسي.

ترامب حاول سحب التراخيص الأمنية من معظم المدراء السابقين لمعظم الأجهزة السيادية الأمريكية ولولا إنه استشعر حجم العاصفة التي يستطيعون ردها عليه لما تأخر لثانية واحدة في سحب تراخيصهم كلهم ..... بدليل إن ترامب فعليا سحب الترخيص الامني من جون برينان.

ترامب حاول مقاضاة الرئيس باراك أوباما نفسه ومحاكمته بتهم متعددة لكي يزيح ترامب تعليقات أوباما الإعلامية المستمرة على مواقفه وقراراته ... وبالفعل ترامب نجح فعليا في إزاحة أوباما بدرجة كبيرة جدا عن مضايقته .... أحد كبار أنصار ترامب المهمين قال لميشيل أوباما كلام منتهى العنصرية والقبح بشكل جنوني.
بعد خروجها وزوجها من الرئاسة قال لها هذا الترامبي العنصري يمكنك العودة لأدغال أفريقيا الآن واللعب على جبالية الشمبانزي أو القرود مع عائلتك هناك؟!!!!
هذا موقف ترامب وأنصاره من الرئيس الامريكي الذي سبقه مباشرة ... فهل تعتقد إن مثل هذا يأبه بأي قوانين أو أعراف أو تقاليد من أي نوع أيا كان؟!!

ترامب فتح على نفسه جهنم في بداية رئاسته بإقالة جيمس كومي ... بل مدراء الأجهزة الأمنية الأمريكية أعلنوا علانية إنهم يتعرضون لضغوط قوية من ترامب وفريقه لوقف التحقيق في التدخل الروسي.
لدي عشرات ومئات الأمثلة التي لن ينتهي سردها وشرحها عن طبيعة ومكانة ما تسميه من نظام ديموقراطي وقواعده وما يمثله عند شخص مثل ترامب.
الخلاصة في هذه النقطة ... بغض النظر عن طبيعة النظام نفسه لكن ترامب ليس حالة عادية يواجهها النظام ... ترامب حالة شديدة الاستثنائية تمثل خطر وجودي حقيقي وكامل على النظام نفسه بأكمله بغض النظر عن كثرة التفاصيل اليومية التي لا حصر لها.







علاوة على وجود نخبة تشاركه السلطة لن تسمح بذلك وستدفع الى عزله اذا تجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بها

تلك النخبة التي تشارك ترامب السلطة ... أصبحت كلها في موقع خطر داهم ... كل من يشارك ترامب أي سلطة يتحول لموضع استهداف شديد ودائم من ترامب إلا يكون تابع أعمى لترامب.
وجود هذه النخبة نفسه أصبح معرض الآن للخطر ... أبسط دليل أنظر لمقال النيويورك تايمز اليوم الذي يتحدث عن وجود مقاومة سرية هادئة داخل إدارة ترامب، أنظر كيف حاول كل الجنرالات نفي المقال عن أنفسهم لما قد يجلبه عليهم من مخاطر إن عرف لأي منهم مثل هذا المقال.
ترامب ليس حالة عادية ولا يفهم الإجراءات العادية ولا يهتم بها أصلا.

كما أن ترامب تدريجيا بالفعل يقوم بقصقصة وهدم وتمزيق أي مقاومة ضده .... ترامب لن يتم عزله ... ترامب سيكون عبرة بشكل شديد الاستثنائية.. لن يتم الاكتفاء بحبس ترامب أو سجنه بل سيكون هناك حالة تنظيف شامل كامل غير مسبوقة وغير معهودة على أمريكا آبدا من قبل ...
وتابع الأيام وسترى كلامي هذا بالتفصيل الممل في معظم الأحداث القادمة.

وفي نهاية ردي هنا سأشرح احتمالات المسارات المختلفة في أمريكا لزيادة البيان والوضوح.






ما قلته انا وانت علقت عليه ليس امراً مسلماً وقابل للتفنيد طبعاً
لكن ما نتفق عليه جميعاً هو دخول الغرب في مرحلة الافول وتراجعه كأمة وكأفراد


أخي هذه قصة آخرى مختلفة تماما عن قصة ترامب برغم وجود علاقة وثيقة جدا بينهما لكن التفاصيل والمجالات ومعالجة العناوين تختلف بشدة بين الموضوعين.
ودعني أكتفي بالتركيز هنا على موضوع ترامب حتى لا تتشعب الأمور من بشدة ولا أجهد المتابعين والقراء بكثرة وتنوع مجالات المعلومات مما قد يسبب ثقلا شديدا على المتلقي.
دعني مؤقتا أكتفي بالوقت الحالي بموضوع ترامب وشتى أبعاده المختلفة المتعلقة بترامب نفسه وأثره.







اما اذا جئت لاناقش دور ترامب بطريقة اوسع فأنا لا انكر حماقته في كثير من الاحيان لكن ما لا نستطيع ان ننكره هو عمله القوي على اكثر من ناحية لارجاع التوازن لعلاقات امريكا سياسياً واقتصادياً وعسكريا مع العالم وتعريف دور امريكا فيه بصورة اكثر خشونة عن سابقيه واسلافه

أخي الكريم ... لقد شرحت بنوع من التفصيل في مقالي السابق إن ترامب إلى جوار كل ما سبق لكن فعلا ترامب يعاني من الجهل وقصر النظر ... أنظر أخي ترامب كان يعاني أشد المعاناة أثناء قراءة التقارير الأمنية التي تلخصها الاستخبارات الأمريكية لعرضها على الرئيس الامريكي صباح كل يوم.
هذا التقرير اليومي المخابراتي يكلف أمريكا لإعداده كل يوما سنويا نحو 80 مليار دولار أو أكثر ومع ذلك ترامب كان يتسبب في مشكلة كبيرة وهي إنه لا يستطيع قراءة الملخصات اليومية الصباحية لهذا التقرير.
لذلك وجدت الاستخبارات نفسها مضطرة لإعادة تعديل طريقتها في إعداد هذا التقرير حتى تناسب طبيعة شخص مثل ترامب ... لدرجة أن سبب التناغم بين ترامب ومايك بومبيو إن أثناء ما كان بومبيو رئيس السي اي ايه ويقوم بتقديم التقارير الصباحية لترامب كان بومبيو يتعامل مع ترامب بطريقة خاصة وكأنه يتعامل مع طفل صغير تحايله والدته ليشرب بعضا من اللبن قبل النوم .. وهذه الطريقة هي التي جعلت ترامب يحب بومبيو ويتناغم معه .... ومن لا يتعامل مع ترامب بتلك الطريقة يقوم ترامب بالهجوم عليه وطرده مثلما فعل مع ريكس تيلرسون وجيمس كومي وغيرهم الكثير .
الشاهد إذا كان ترامب لا يحسن حتى التعامل مع ملخص التقرير الاستخباراتي القومي الأمريكي صباح كل يوم ... هل تعتقد إن مثل هذا الشخص يستطيع قراءة مجالات معقدة مثل علوم الدورات الحضارية المعقدة والمتداخلة التي تعتبر بالنسبة له نوع من الطلاسم الفارغة التافهة التي لا أي قيمة لها؟!
ببساطة شديدة هذه هي شخصية ترامب .. وترامب لا يفهم أهمية تلك الأمور بل دعونا نقول إن ترامب أصلا لا يريد أن يفهم تلك الأمور ... ترامب يهتم بمصلحته الشخصية فقط ولا يهتم بمصلحة أمريكا نفسها إلا عندما تصب في مصلحته الشخصية فقط ولذلك ترامب لا يهتم بالأثار الكارثية بعيدة المدى لكل قراراته هو يكتفي بتحصيل قشرة مكاسب سريعة جدا و آنية و وقتية تتيح لها بالإعلام التفاخر ونسبة انجازات بزعمه إنها هائلة وعظيمة لنفسه وبفضل تواجده العظيم في الرئاسة.
هذه بالضبط شخصية ترامب في هذا الجانب ... حمار غبي أحمق متخلف لا يهتم إلا بمصلحته الخاصة ولا يهتم حتى بمصلحة بلده إلا عندما تصب في مصلحته الخاصة.
ترامب عندما كان يتحدث عن وزارة العدل الأمريكية ... قال بالنص "وزارتي للعدل" ونسب الوزارة لنفسه وليس للدولة لو كان الأمر في نظام ملكي لما أظن أن يستطيع أن يقول ملك الدولة مثل هذا المصطلح شديد العجرفة والعنجهية الفارغة والتي تدل على شخصية شديدة التفاهة والسطحية .... ترامب يفعل مثل هذا الفعل بصورة يومية.
ترامب ينسب أمريكا بأكمله إلى نفسه ولا يكاد ينسب نفسه لأمريكا إلا من باب احتكاره لتمثيل أمريكا كحق مطلق له لا ينبغي لأحد منافسته فيه.
ترامب لا يدفع أمريكا لأي خطوات نحو الأمام من أي نوع أيا كان ... كل إجراءات ترامب سيكون لها عواقب شديد الكارثية على أمريكا داخليا وخارجيا ولن ننتظر طويلا حتى نشاهد تلك العواقب الكارثية.








بنهاية الامر ترامب سيحكم فترة من اربع سنوات او فترتين كما هو متعارف عليه وليس زعيماً ابدياً للامة الامريكية مع ان سياساته ايضاً لها قبول داخل حزبه بما يتعلق بالشق الاقتصادي تحديداً وبعض السياسات الداخلية والخارجية

ترامب بالفعل حاول بكلجهده أن يعدل الدستور الأمريكي ليسمح له بالبقاء مدى الحياة ... والأمر ليس من باب السخرية أو نحوه بل هذا أمر موثق حدث بالفعل ثم عاد ترامب للتراجع عنهلاحقا وأعلن إنه كان يمارس بعض المزاح ليس إلا.
عندنا مثل في اللغة العربية يقول ( لكل ساقطة في الأرض لاقطة) وهو مشابه بدرجة ما للمثل (الطيور على أمثالها تقع) الشاهد من الأمثلة كما كان يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن دوما ما تجد فئة من الناس هم بمثابة (عامة رعاع أتباع لكل ناعق) وترامب ديمجاوجي غوغائي شعبوي يخاطب ود كل من يستطيع فمنوافقه كان حبيبا قريبا له ومن خالفه كان عنده عدوه المطلق حتى لو كان ابنه أو أقرب الناس له ... وهذا مثال ممتاز على شخصية الناعق السفيه الذي يتبعه عامة رعاع يحبون المستسهل من القول والفعل.
لذلك أتباع ترامب عامة من الجهلاء والمتعصبين والعصابات العنصرية وعصابات المافيا وبعض الرعاع الجهلاء على تنوعهم.

أما أكابر الحزب الجمهوري مثل بوب كروكر وجون ماكين وآل بوش وغيرهم من الأسماء الشهيرة فراجع علاقتهم بترامب ستجدها في قمة التوتر في معظم الأحوال .... راجع تقرير الـ 50 خبير جمهوري الذي وضعت بعض الفقرات البسيطة منه في مقالي السابق أيضا لتتأكد تماما إن الخبراء الحقيقيين يقفون على النقيض تماما من ترامب بل ولا يكاد أحد منهم أصلا أن يحترم شخص جاهل غوغائي بهذه المواصفات التي تتناقض مع معارفهم وخبراتهم وتعليمهم وعملهم الاستراتيجي في شتى المجالات الاستراتيجية الامريكية لمدى زمني طويل.











الحضارة الغربية التي تكلمت عنها انت هي بالواقع حضارة عرجاء لنفيها العامل الروحي كخاصية اساسية لها ولكن ثقافياً ما زالت هي الحضارة الاكثر هيمنة على العالم ومن المبكر الاعتقاد بإضمحلالها لمجرد تولي رئيس يحمل نزعات استبدادية الحكم بأقوى دولة بها
وبإعتقاد شخصي لدي فأنا ارى ان هذا القرن هو الاخير لهيمنة الغرب على العالم بالصورة التي نعرفها
وهو في مرحلة اخيرة من ذلك بدأت تضح معالمه بعد احداث كثيرة فيه وصعود قوى وامم كثيرة تسعى لان تؤكد هويتها الثقافية مستقبلا متحدية الغرب بآن واحد

أسمح لي بتأجيل الحديث عن الحضارة الغربية إلى وقت لاحق حتى لا أجهد أو أشتت القراء معنا في متشعبات معقدة أكثر مما قمت بعرضه بالفعل ...
ولكن بشكل عام ومبسط يمكننا أن نقولالحضارة الغربية وصلتلمرحلة انسداد الأفق "الحضاري" بغض النظر عن المستوى المادي والتطبيقي ولكن المستوى الحضاري نفسه أصبح يعاني بشدة انسداد أفق شديد جدا على معظم المستويات ولم يتبق إلا القليل جدا لجريان سنة التعاقب في الدورات الحضارية المختلفة التي مرت على البشرية.





أما آخر مسألة باختصار شديد جدا ... فتتعلق بمسار الأحداث داخل أمريكا في ظل ترامب بشكل خاص.
نحن الآن أمام مسارين لا ثالث لهما ... إما أن يبتلع ترامب أمريكا ويهضمها ويتغذى عليها أو العكس تماما بأن تبتلعه أمريكا وتهضمه وتتغذى عليه.
أحد أكابر مدراء السي اي ايه استشهد بنفس نص كلامي هذا تقريبا بالحرف وبالمعنى الواضح جدا والمباشر جدا منه إن ترامب سيدمر أمريكا أو أمريكا ستنجو منه وتدمره ودعني أحتفظ باسمه الآن فكلهم يتعرضون لضغوط هائلة من ترامب بالفعل.
الشاهد إنه لا مسار ثالث من أي نوع .. الوضع وضع تصادمي بجدارة تامة وليس هناك أي مخرج إلا باستمرار تطور الصدام ... ترامب يعتبر نفسه في صراع على الوجود والبقاء بغض النظر عما إذا كان ذلك قد يفني وجود وبقاء أمريكا نفسها ... وبالتالي ردة الفعل الطبيعية المتوازنة مع ذلك ستكون أيضا أن تدخل أمريكا في معركة على وجودها وبقاءها في ظل ترامب.
فإما يدمر ترامب الشكل الحالي الذي نعرفه لأمريكا ويعتبر نفسه الأب المؤسس الجديد والوحيد لأمريكا الجديدة القادمة أيا كان شكلها ... أو أن تقوم أمريكا بالنجاة من ترامب وتدمره وتجعل منه عبرة رهيبة بكل ما تحمله الكلمة من معاني.



وشاكر لك أسلوبك الراقي في الاختلاف والمعارضة هنا.
واسمح لي بنقل نسخة من هذا التعليق بموضوع آخر لي.


خالص تحياتي.
 
أهلا بك مجددا أخي الفاضل .... سأقوم بالرد من خلال تلوين فقرات كلامك باللون الأزرق ثم أجعل ردي تعقيبا على كل منها باللون الأسود العادي.




أهلا بك مجددا أخي الفاضل ...

مسألة اختزال مستقبل أمريكا والغرب في شخص ترامب ليس موجود في كلامي ... ولكن كلامي يشرح إن استمرار ترامب في السلطة ستكون تداعياته الطبيعية جدا مزيد من التفكك والتمزق الشديد للبنية الجيوسياسية الأمريكية داخليا وخارجيا معا.
وعلى قدر فرصة استمرار ترامب في السلطة فقد نرى حجم النتائج الكارثية يتناسب مع حجم استمرار وقت ترامب بالسلطة قبل أن يتم وضعه بالسجن لاحقا.
أما بخصوص مسار النظام العالمي المتداعي الحالي القائم في جوهره على النموذج الثقافي الغربي فهذا لتحليله يحتاج بالطبع لمقال آخر منفصل تماما لشرح وتوضيح الصورة بمنتهى الشفافية والاستكمال لمعظم الجوانب الرئيسية الهامة المؤثرة والمشكلة لمحصلة التصور عن النظام العالمي المتداعي الحالي.

لذلك مقالي السابق لا يتحدث عن أزمة النظام الغربي عامة هذا ليس صحيح ... إنما بشكل محدد يتحدث عن تأثير وجود ترامب بالسلطة على هذا النظام الغربي وبالأخص التأثير على أمريكا داخليا وخارجيا.






انت تعرف جيداً ان الانظمة الديموقراطية لا تعطي تلك السلطات المطلقة لاي كان لكي يتلاعب ويدمر مبادىء اساسية مترسخة فيها منذ نشأتها لا يستطيع رئيس لديه معتقدات واهواء ايديولوجية تغييرها بالمطلق فضلاً عن كونه داخل منظومة هو جزء منها ومقيد بها وليس متحكم بها ولا يستطيع تغيير اساسياتها بأي حال من الاحوال

أولا أسمح لي هنا بتجاوز أزمة المسمى نفسه "الأنظمة الديموقراطية" وعدم التوقف عندها أو معالجتها لأنها ستأخذنا لمسار مختلف تماما ليس مجاله محور نقاشنا الأساسي الرئيسي هنا.
ولكن بالمختصر وبغض نظر عن طبيعة الأنظمة الغربية وقوانينها وأسسها ... ولكننا هنا لا نتحدث عن الحالات العادية التي بالعادة تواجهها تلك الأنظمة.
من الأساس نحن نتحدث عن ترامب وهو يشكل عن جدارة تامة وبكل المقاييس حالة استثنائية فريدة جدا.

أشرح مقصدي بشكل أوضح ..... ترامب أعلن من قبل إنه سيسعى لتعديل بالدستور الأمريكي مشابه لتعديل قام به الرئيس الصيني شي جينغ بين يعطيه صلاحية الترشح للرئاسة مدى الحياة.
ترامب مدح هذا الإجراء من الرئيس الصيني وقال إنه سيحاول فعل شيء ما مثله في المستقبل.... لكن العاصفة التي واجهها ترامب جعلته مضطرا للتراجع وللإعلان إنه كان "يمزح" فقط ليس إلا.
ترامب لو لم يكن وجد أمامه وقتها هذا الهجوم المضاد والعنيف لم يكن آبدا لينثني عن القيام بإجراء مشابه في أمريكا.
كذلك ترامب كثيرا ما يخرج عن كل الأعراف والقوانين والتقاليد السائدة ... ترامب قام بوصف مديرة اتصالات البيت الأبيض السابقة بأنها كلبة مسعورة ونحوها من كلمات غير معهودة مطلقا على هذا المستوى السياسي.

ترامب حاول سحب التراخيص الأمنية من معظم المدراء السابقين لمعظم الأجهزة السيادية الأمريكية ولولا إنه استشعر حجم العاصفة التي يستطيعون ردها عليه لما تأخر لثانية واحدة في سحب تراخيصهم كلهم ..... بدليل إن ترامب فعليا سحب الترخيص الامني من جون برينان.

ترامب حاول مقاضاة الرئيس باراك أوباما نفسه ومحاكمته بتهم متعددة لكي يزيح ترامب تعليقات أوباما الإعلامية المستمرة على مواقفه وقراراته ... وبالفعل ترامب نجح فعليا في إزاحة أوباما بدرجة كبيرة جدا عن مضايقته .... أحد كبار أنصار ترامب المهمين قال لميشيل أوباما كلام منتهى العنصرية والقبح بشكل جنوني.
بعد خروجها وزوجها من الرئاسة قال لها هذا الترامبي العنصري يمكنك العودة لأدغال أفريقيا الآن واللعب على جبالية الشمبانزي أو القرود مع عائلتك هناك؟!!!!
هذا موقف ترامب وأنصاره من الرئيس الامريكي الذي سبقه مباشرة ... فهل تعتقد إن مثل هذا يأبه بأي قوانين أو أعراف أو تقاليد من أي نوع أيا كان؟!!

ترامب فتح على نفسه جهنم في بداية رئاسته بإقالة جيمس كومي ... بل مدراء الأجهزة الأمنية الأمريكية أعلنوا علانية إنهم يتعرضون لضغوط قوية من ترامب وفريقه لوقف التحقيق في التدخل الروسي.
لدي عشرات ومئات الأمثلة التي لن ينتهي سردها وشرحها عن طبيعة ومكانة ما تسميه من نظام ديموقراطي وقواعده وما يمثله عند شخص مثل ترامب.
الخلاصة في هذه النقطة ... بغض النظر عن طبيعة النظام نفسه لكن ترامب ليس حالة عادية يواجهها النظام ... ترامب حالة شديدة الاستثنائية تمثل خطر وجودي حقيقي وكامل على النظام نفسه بأكمله بغض النظر عن كثرة التفاصيل اليومية التي لا حصر لها.







علاوة على وجود نخبة تشاركه السلطة لن تسمح بذلك وستدفع الى عزله اذا تجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بها

تلك النخبة التي تشارك ترامب السلطة ... أصبحت كلها في موقع خطر داهم ... كل من يشارك ترامب أي سلطة يتحول لموضع استهداف شديد ودائم من ترامب إلا يكون تابع أعمى لترامب.
وجود هذه النخبة نفسه أصبح معرض الآن للخطر ... أبسط دليل أنظر لمقال النيويورك تايمز اليوم الذي يتحدث عن وجود مقاومة سرية هادئة داخل إدارة ترامب، أنظر كيف حاول كل الجنرالات نفي المقال عن أنفسهم لما قد يجلبه عليهم من مخاطر إن عرف لأي منهم مثل هذا المقال.
ترامب ليس حالة عادية ولا يفهم الإجراءات العادية ولا يهتم بها أصلا.

كما أن ترامب تدريجيا بالفعل يقوم بقصقصة وهدم وتمزيق أي مقاومة ضده .... ترامب لن يتم عزله ... ترامب سيكون عبرة بشكل شديد الاستثنائية.. لن يتم الاكتفاء بحبس ترامب أو سجنه بل سيكون هناك حالة تنظيف شامل كامل غير مسبوقة وغير معهودة على أمريكا آبدا من قبل ...
وتابع الأيام وسترى كلامي هذا بالتفصيل الممل في معظم الأحداث القادمة.

وفي نهاية ردي هنا سأشرح احتمالات المسارات المختلفة في أمريكا لزيادة البيان والوضوح.






ما قلته انا وانت علقت عليه ليس امراً مسلماً وقابل للتفنيد طبعاً
لكن ما نتفق عليه جميعاً هو دخول الغرب في مرحلة الافول وتراجعه كأمة وكأفراد


أخي هذه قصة آخرى مختلفة تماما عن قصة ترامب برغم وجود علاقة وثيقة جدا بينهما لكن التفاصيل والمجالات ومعالجة العناوين تختلف بشدة بين الموضوعين.
ودعني أكتفي بالتركيز هنا على موضوع ترامب حتى لا تتشعب الأمور من بشدة ولا أجهد المتابعين والقراء بكثرة وتنوع مجالات المعلومات مما قد يسبب ثقلا شديدا على المتلقي.
دعني مؤقتا أكتفي بالوقت الحالي بموضوع ترامب وشتى أبعاده المختلفة المتعلقة بترامب نفسه وأثره.







اما اذا جئت لاناقش دور ترامب بطريقة اوسع فأنا لا انكر حماقته في كثير من الاحيان لكن ما لا نستطيع ان ننكره هو عمله القوي على اكثر من ناحية لارجاع التوازن لعلاقات امريكا سياسياً واقتصادياً وعسكريا مع العالم وتعريف دور امريكا فيه بصورة اكثر خشونة عن سابقيه واسلافه

أخي الكريم ... لقد شرحت بنوع من التفصيل في مقالي السابق إن ترامب إلى جوار كل ما سبق لكن فعلا ترامب يعاني من الجهل وقصر النظر ... أنظر أخي ترامب كان يعاني أشد المعاناة أثناء قراءة التقارير الأمنية التي تلخصها الاستخبارات الأمريكية لعرضها على الرئيس الامريكي صباح كل يوم.
هذا التقرير اليومي المخابراتي يكلف أمريكا لإعداده كل يوما سنويا نحو 80 مليار دولار أو أكثر ومع ذلك ترامب كان يتسبب في مشكلة كبيرة وهي إنه لا يستطيع قراءة الملخصات اليومية الصباحية لهذا التقرير.
لذلك وجدت الاستخبارات نفسها مضطرة لإعادة تعديل طريقتها في إعداد هذا التقرير حتى تناسب طبيعة شخص مثل ترامب ... لدرجة أن سبب التناغم بين ترامب ومايك بومبيو إن أثناء ما كان بومبيو رئيس السي اي ايه ويقوم بتقديم التقارير الصباحية لترامب كان بومبيو يتعامل مع ترامب بطريقة خاصة وكأنه يتعامل مع طفل صغير تحايله والدته ليشرب بعضا من اللبن قبل النوم .. وهذه الطريقة هي التي جعلت ترامب يحب بومبيو ويتناغم معه .... ومن لا يتعامل مع ترامب بتلك الطريقة يقوم ترامب بالهجوم عليه وطرده مثلما فعل مع ريكس تيلرسون وجيمس كومي وغيرهم الكثير .
الشاهد إذا كان ترامب لا يحسن حتى التعامل مع ملخص التقرير الاستخباراتي القومي الأمريكي صباح كل يوم ... هل تعتقد إن مثل هذا الشخص يستطيع قراءة مجالات معقدة مثل علوم الدورات الحضارية المعقدة والمتداخلة التي تعتبر بالنسبة له نوع من الطلاسم الفارغة التافهة التي لا أي قيمة لها؟!
ببساطة شديدة هذه هي شخصية ترامب .. وترامب لا يفهم أهمية تلك الأمور بل دعونا نقول إن ترامب أصلا لا يريد أن يفهم تلك الأمور ... ترامب يهتم بمصلحته الشخصية فقط ولا يهتم بمصلحة أمريكا نفسها إلا عندما تصب في مصلحته الشخصية فقط ولذلك ترامب لا يهتم بالأثار الكارثية بعيدة المدى لكل قراراته هو يكتفي بتحصيل قشرة مكاسب سريعة جدا و آنية و وقتية تتيح لها بالإعلام التفاخر ونسبة انجازات بزعمه إنها هائلة وعظيمة لنفسه وبفضل تواجده العظيم في الرئاسة.
هذه بالضبط شخصية ترامب في هذا الجانب ... حمار غبي أحمق متخلف لا يهتم إلا بمصلحته الخاصة ولا يهتم حتى بمصلحة بلده إلا عندما تصب في مصلحته الخاصة.
ترامب عندما كان يتحدث عن وزارة العدل الأمريكية ... قال بالنص "وزارتي للعدل" ونسب الوزارة لنفسه وليس للدولة لو كان الأمر في نظام ملكي لما أظن أن يستطيع أن يقول ملك الدولة مثل هذا المصطلح شديد العجرفة والعنجهية الفارغة والتي تدل على شخصية شديدة التفاهة والسطحية .... ترامب يفعل مثل هذا الفعل بصورة يومية.
ترامب ينسب أمريكا بأكمله إلى نفسه ولا يكاد ينسب نفسه لأمريكا إلا من باب احتكاره لتمثيل أمريكا كحق مطلق له لا ينبغي لأحد منافسته فيه.
ترامب لا يدفع أمريكا لأي خطوات نحو الأمام من أي نوع أيا كان ... كل إجراءات ترامب سيكون لها عواقب شديد الكارثية على أمريكا داخليا وخارجيا ولن ننتظر طويلا حتى نشاهد تلك العواقب الكارثية.








بنهاية الامر ترامب سيحكم فترة من اربع سنوات او فترتين كما هو متعارف عليه وليس زعيماً ابدياً للامة الامريكية مع ان سياساته ايضاً لها قبول داخل حزبه بما يتعلق بالشق الاقتصادي تحديداً وبعض السياسات الداخلية والخارجية

ترامب بالفعل حاول بكلجهده أن يعدل الدستور الأمريكي ليسمح له بالبقاء مدى الحياة ... والأمر ليس من باب السخرية أو نحوه بل هذا أمر موثق حدث بالفعل ثم عاد ترامب للتراجع عنهلاحقا وأعلن إنه كان يمارس بعض المزاح ليس إلا.
عندنا مثل في اللغة العربية يقول ( لكل ساقطة في الأرض لاقطة) وهو مشابه بدرجة ما للمثل (الطيور على أمثالها تقع) الشاهد من الأمثلة كما كان يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن دوما ما تجد فئة من الناس هم بمثابة (عامة رعاع أتباع لكل ناعق) وترامب ديمجاوجي غوغائي شعبوي يخاطب ود كل من يستطيع فمنوافقه كان حبيبا قريبا له ومن خالفه كان عنده عدوه المطلق حتى لو كان ابنه أو أقرب الناس له ... وهذا مثال ممتاز على شخصية الناعق السفيه الذي يتبعه عامة رعاع يحبون المستسهل من القول والفعل.
لذلك أتباع ترامب عامة من الجهلاء والمتعصبين والعصابات العنصرية وعصابات المافيا وبعض الرعاع الجهلاء على تنوعهم.

أما أكابر الحزب الجمهوري مثل بوب كروكر وجون ماكين وآل بوش وغيرهم من الأسماء الشهيرة فراجع علاقتهم بترامب ستجدها في قمة التوتر في معظم الأحوال .... راجع تقرير الـ 50 خبير جمهوري الذي وضعت بعض الفقرات البسيطة منه في مقالي السابق أيضا لتتأكد تماما إن الخبراء الحقيقيين يقفون على النقيض تماما من ترامب بل ولا يكاد أحد منهم أصلا أن يحترم شخص جاهل غوغائي بهذه المواصفات التي تتناقض مع معارفهم وخبراتهم وتعليمهم وعملهم الاستراتيجي في شتى المجالات الاستراتيجية الامريكية لمدى زمني طويل.











الحضارة الغربية التي تكلمت عنها انت هي بالواقع حضارة عرجاء لنفيها العامل الروحي كخاصية اساسية لها ولكن ثقافياً ما زالت هي الحضارة الاكثر هيمنة على العالم ومن المبكر الاعتقاد بإضمحلالها لمجرد تولي رئيس يحمل نزعات استبدادية الحكم بأقوى دولة بها
وبإعتقاد شخصي لدي فأنا ارى ان هذا القرن هو الاخير لهيمنة الغرب على العالم بالصورة التي نعرفها
وهو في مرحلة اخيرة من ذلك بدأت تضح معالمه بعد احداث كثيرة فيه وصعود قوى وامم كثيرة تسعى لان تؤكد هويتها الثقافية مستقبلا متحدية الغرب بآن واحد

أسمح لي بتأجيل الحديث عن الحضارة الغربية إلى وقت لاحق حتى لا أجهد أو أشتت القراء معنا في متشعبات معقدة أكثر مما قمت بعرضه بالفعل ...
ولكن بشكل عام ومبسط يمكننا أن نقولالحضارة الغربية وصلتلمرحلة انسداد الأفق "الحضاري" بغض النظر عن المستوى المادي والتطبيقي ولكن المستوى الحضاري نفسه أصبح يعاني بشدة انسداد أفق شديد جدا على معظم المستويات ولم يتبق إلا القليل جدا لجريان سنة التعاقب في الدورات الحضارية المختلفة التي مرت على البشرية.





أما آخر مسألة باختصار شديد جدا ... فتتعلق بمسار الأحداث داخل أمريكا في ظل ترامب بشكل خاص.
نحن الآن أمام مسارين لا ثالث لهما ... إما أن يبتلع ترامب أمريكا ويهضمها ويتغذى عليها أو العكس تماما بأن تبتلعه أمريكا وتهضمه وتتغذى عليه.
أحد أكابر مدراء السي اي ايه استشهد بنفس نص كلامي هذا تقريبا بالحرف وبالمعنى الواضح جدا والمباشر جدا منه إن ترامب سيدمر أمريكا أو أمريكا ستنجو منه وتدمره ودعني أحتفظ باسمه الآن فكلهم يتعرضون لضغوط هائلة من ترامب بالفعل.
الشاهد إنه لا مسار ثالث من أي نوع .. الوضع وضع تصادمي بجدارة تامة وليس هناك أي مخرج إلا باستمرار تطور الصدام ... ترامب يعتبر نفسه في صراع على الوجود والبقاء بغض النظر عما إذا كان ذلك قد يفني وجود وبقاء أمريكا نفسها ... وبالتالي ردة الفعل الطبيعية المتوازنة مع ذلك ستكون أيضا أن تدخل أمريكا في معركة على وجودها وبقاءها في ظل ترامب.
فإما يدمر ترامب الشكل الحالي الذي نعرفه لأمريكا ويعتبر نفسه الأب المؤسس الجديد والوحيد لأمريكا الجديدة القادمة أيا كان شكلها ... أو أن تقوم أمريكا بالنجاة من ترامب وتدمره وتجعل منه عبرة رهيبة بكل ما تحمله الكلمة من معاني.



وشاكر لك أسلوبك الراقي في الاختلاف والمعارضة هنا.
واسمح لي بنقل نسخة من هذا التعليق بموضوع آخر لي.


خالص تحياتي.



أعتذر عن نسيان مسألة رئيسية بالغة الأهمية والأثر ... وهي تتعلق ببيان مدى خطورة أفعال ولماذا تأثيرها على التدميري على البنية الجيوسياسية للدولة الأمريكية لا مثيل له.


مسألة بالغة الأهمية والأثر لنفهمها بشكل أوضح و أوسع.

سأشرح لكم ببساطة ... تخيلوا مثل إن الشيخ أيمن الظواهري يخرج في تسجيل موثق بكامل حريته ليقول مثلا إن القاعدة ليست حركة إسلامية وإنما هي مجرد مجموعة عملا لأمريكا وأن 11 سبتمبر كذب وكل شيء كذب في كذب.
الآن دعك من كلام أعضاء وأتباع القادة وتعليقاتهم على الكلام السابق ولكن أنظر كيفية تأثير هذا الكلام بشكل حاسم جدا عند خصوم القاعدة كلهم على كل أنواعهم ... هل يستطيع بعد هذا الكلام أن يجادل أحد أتباع القاعدة أحد خصومها؟!

أعطيك مثال آخر .... تخيل أن أحد ملوك العرب وليكن ملك دولتك أنت أيا كانت دولتك العربية الملكية ... لكن تخيل أن يخرج ملك الدولة نفسه ليطعن بنفسه في شرعية الدولة وفي شرعية ملكه وفي شرعية ملك عائلته وتوارثها للحكم .... تخيل هل يستطيع أحد أتباع هذا الملك أن يجادل أحد خصومه بعد كلام ملكه الصادم جدا هذا؟!.

أعطيك مثال ثالث ... تخيل إن ملكة انجلترا خرجت لتعلن أن ملكها وعائلتها كان يتميز عبر التاريخ بالظلم وعدم المشروعية والفساد والكذب وإنه عليها تغيير نظام الدولة ككل ... هل يستطيع أحد ساعتها أحد أتباعها أن يدافع عما اعتبرته هي أخطاء سابقة في ملكها؟!

هذا كله أشبه بما يحدث في أمريكا ... فترامب ليس شخص عادي بل هو رأس الدولة ورأس السلطة التنفيذية للدولة وهو أعلى ممثل للدولة وهو الحارس الأول لبنية الدولة وقيمها وثقافتها وتاريخها.
ثم فاجأة يأتي هذا الرئيس ويقول إن مؤسسات الدولة الامريكية باطلة وغير نزهية ومتآمرة وفاسدة وأيضا يقول إن إعلام الدولة كذاب وباطل ومزيف وملفق ومزور .
ويقول إن رؤوساء الدولة الأحياء السابقين كلهم عليه ... كلهم كانوا على خطأ .
وإن هناك دولة عميقة تتشكل من البنية الأساسية والقانونية للدولة عليه أن يجففها ويهدمها على رؤوس هؤلاء المتآمرين الملاعين.


أعيطكم مثال آخر ... في عام 2009 كانت لي مناظرات متعددة مع فريق التواصل الامريكي التابع لوزارة الخارجية الامريكة على عدد من المنتديات العربية الشهيرة وقتها ... لو تكررت اليوم هذه المناظرات أنا لن أكون محتاج لمهاجمة الدولة الأمريكية ومصداقيتها وقوة آلتها الناعمة وإستراتيجيتها الأمنية ... فقط في كل مشاركة سأقتبس بعضا من كلام الرئيس الأمريكي ترامب الذي يتحدث عن فساد وضلال الدولة الأمريكية ككل من قبله كمحصلة عامة على نظرة عامة على كلامه وتغريداته.
كلما أراد فريق التواصل أن يدخل أي موضوع أو أن أقطع عليهم أي موضوع سأكتفي فقط بنسخ بعض مقتطفات الرئيس الامريكي ترامب التي يهدم فيها ويكذب فيها مصداقية الإعلام الأمريكي والمؤسسات الامريكية وبنية الدولة المؤسساتية ككل.

الأمر يختلف عندما يريد أحد ألد أعداء أمريكا أن يطعن في مصداقية شبكة مثلا مثل شبكة سي ان ان ... قد ينفق أعداء أمريكا ترليون دولار ولا يستطيعون بأي حال النيل من مصداقية السي ان ان وترتفع أسهمها أكثر وأكثر ومع كل مرة تأخذ حصانة أكثر.
مهما كانت أسلحة أعداء أمريكا قد لا يستطيعون كلهم مجتمعين أن يؤثروا بدرجة مناسبة على مصداقية شبكة مثلا كالسي ان ان .... ولكننا الآن لدينا رئيس أمريكي يقول بنفسه إن الإعلام الأمريكي كله كذاب وملفق ومزور ومزيف عدا شبكة واحدة فقط مفضلة لديه.
الرئيس الأمريكي حقق لأعداء أمريكا لم يكونوا كلهم يستطيعونه لو جلسوا ألف عام وأنفقوا ألف ترليون دولار.
هذا على صعيد أثر ترامب على الإعلام الأمريكي وحده فقط .

الآن قس على ذلك كل ما قام ترامب بتخريبه وهدم مصداقيته واتهامه بشكل علني.

ترامب ليس رئيس عادي وإجراءاته ليست إجراءات أي رئيس عادي .... ترامب يتكفل بنفسه بتحقيق المهام المستحيلة تماما أن يستطيع أعداء أمريكا أن ينفذوها داخل أمريكا بدون وجود رئيس مثل ترامب.

أفعال ترامب كارثية بل أكثر من كارثية بكثير جدا وعلى كل المستويات.

أعطيكم مثال آخر شهير جدا ... تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي للحقوق والحريات ؟! كيف سوف تستطيع أمريكا أن تأتيها الجرأة لتعلن هذا التقرير مجددا بنفس طرقها السابقة.
أظن معظمنا يعلم إن أمريكا كانت تستخدم هذا التقرير للضغط على كثير من الدول ودفع سياستها بالاتجاه الذي تحدده وترسمه أمريكا .... الآن في ظل تصرفات ترامب كيف تستطيع الخارجية الامريكية إعلان هذا التقرير بنفس مستوى الزخم والضغط السابق المصاحب له؟!!

بالطبع الأمر لا يتوقف على هذا التقرير أو على مشاركات فريق التواصل الإلكتروني الأمريكي أو نحوها بل الأمر يتعدى كل ذلك حتى ولو بعد رحيل ترامب ستظل فترة ترامب أشبه بثقب أسود لا تعرف أمريكا كيف تستطيع معالجته أو التعامل معه.


الأمر لا يتوقف على الدبلوماسية أو الحقوق والحريات أو الصحافة والإعلام أو السياسات الاقتصادية التخريبية أو هدم مؤسسات الدولة واتهامها بالتآمر أو تفكيك البنية الثقافية التقليدية للوسط السياسي الامريكي أو هدم تحالفات أمريكا الخارجية أو تمزيق أمريكا داخليا أو حتى تهديد ترامب وفريقه القانوني بأعمال شغب مسلحة حالة تم عزل ترامب.
الأمور عندما تجمع كل ما سبق مع بعضه مع غيره الكثير والكثير ينبغي أن ندرك تماما أننا لسنا أمام أي حالة عادية من أي نوع أيا كان.
نحن أمام حالة تفكيك تام لبنية الدولة وإعادة تشكيلها من جديد بصورة لا يمكن معها التنبؤ عما ستنجم عنه عملية الهدم وإعادة التشكيل تلك.




كل ما أذكره هنا فعلا وحقا ليس كل سلبيات ترامب أو أثاره الكارثية كل ما أذكره أشبه بتلميحات سريعة عابرة حتى يستطيع الجميع تفهم كيف سيكون أثر ترامب تدميريا على أمريكا بشكل غير مسبوق.


وأكتفي مؤقتا بهذا القدر.

خالص تحياتي.
 
كل ما يفعله ترامب هو وضع الامور في نصابها لاصلاح ما افسده الرئيس المخنث اوباما و هذا بالطبع لن يرضي الاسلامجية باختلاف انواعهم وعلي رأسهم الاخوان و (اللي مش اخوان بس بيحترموهم )
بالاضافة اليسار او ما يطلق عليهم في مصر شمامي الكلة لذلك نحن مستفيدين جدا من وجوده لان عدو عدوي هو صديقي
ههههه شمامين الكله ذكرتني بمن اطلق عليهم هذا اللقب صاحب قناه في يوتيوب اختفى
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى