اراء الصحف الألمانية على
الأزمة السعودية الكندية
صحف ألمانية: السعودية تشعر بالقوة الكافية لإهانة حتى الشركاء
شغلت الأزمة الديبلوماسية بين السعودية وكندا تعليقات الصحف الألمانية والأوربية. وتساءلت صحف عديدة عن دوافع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من وراء تصعيد الأزمة بهذا الشكل غير المسبوق؟
في ما يلي لمحة عن أبرز أقوال وتعليقات الصحف الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (الثامن من آب/ أغسطس 2018) على تصاعد التوتر في العلاقات السعودية ـ الكندية وكذلك عن دوافع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من وراء تصعيد الأزمة بهذا الشكل الغير مسبوق:
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "فولكس شتيمه"، من مدينة ماغدبورغ بشرق ألمانيا:
"المملكة العربية السعودية والانطلاق نحو الحداثة: بشكل مفاجئ يُسمح للنساء بقيادة السيارة والذهاب إلى السينما، في الحقيقة ما قام به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاماً، هو ثورة صغيرة في بلد شديد المحافظة، ولكنه يبقى مجرد ثورة صغيرة. لأنه في حالة التعرض للانتقاد، في هذه الحالة من كندا، فإن تعامل الأسرة الحاكمة يبقى استبداديا كما كان عليه الحال من قبل. وبسبب تصاعد التوتر اضطر 7 آلاف طالب سعودي إلى مغادرة كندا، كما قامت الخطوط الجوية السعودية بإلغاء جميع رحلاتها الجوية المتوجه إلى تورنتو بكندا. من الواضح أن الحكومة الألمانية لا تتخذ موقفاً واضحاً في موضوع رد المملكة العربية السعودية. كما أن الاقتصاد الألماني لا يريد خسارة هذه الدولة العربية كشريك اقتصادي حالي أو محتمل. فقد عقدت ألمانيا صفقات ضخمة، بما في ذلك صفقات الأسلحة مع السعوديين لسنوات عديدة".
وكانت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" قد علقت أمس الثلاثاء على تصاعد الخلاف بين كل من السعودية وكندا وأشارت أيضاً إلى التوتر السابق بين المملكة العربية السعودية وألمانيا:
مختارات
في خطوة تصعيدية .. الرياض توقف جميع برامج العلاج في كندا
خبراء: الأزمة مع كندا تعكس تشددا في السياسة السعودية
الأزمة مع كندا - رسالة سعودية لوقف الانتقادات الغربية؟
"قبل الأزمة مع كندا عايشت ألمانيا غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من قبل وذلك عندما انتقد وزير الخارجية زيغمار غابرييل في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي السياسة الخارجية السعودية تجاه لبنان واليمن. وقامت الرياض بعدها بسحب سفيرها من برلين، ولم يتم إرجاعه لحد الآن. الأزمة مع كندا بدأت عندما دعت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند للإفراج عن ناشطات حقوق الإنسان المعتقلات، بعدها ذهبت المملكة العربية السعودية خطوة أبعد وصعدت الأزمة: فبالإضافة إلى استدعاء سفيرها من كندا، طلبت من السفير الكندي في الرياض مغادرة البلاد. السعودية تستعرض قوتها في الداخل والخارج. إنها تشعر بالقوة الكافية لإهانة حتى الشركاء، الذين لا يسيرون على نفس نهج الرياض. في البلاد يُجري ولي العهد الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ولكن لا ينبغي لأحد أن يفكر حتى في إبداء أرائه. ورغم أن السعودية تمنح حريات بشكل غير مسبوق، إلا أن التحرر بالمفهوم الغربي ليس موجوداً ".
صحيفة "راين بفالتس" الألمانية من لودفيغسهافن ألقت الضوء على علاقات الرياض مع الولايات المتحدة الأمريكية:
"ليس من المستغرب أن تصمت الولايات المتحدة ، جارة كندا، إلى حد ما على النهج المتشدد للأسرة الحاكمة في السعودية تجاه نشطاء حقوق الإنسان، وذلك راجع إلى العلاقات الجيدة التي تربط ولي العهد السعودي بحاشية ترامب، بما في ذلك صهره جاريد كوشنر . كما أنه ليس من المصادفة أن تكون رحلة دونالد ترامب الأولى له إلى الخارج كرئيس أمريكي إلى السعودية. ترامب يشعر بالراحة أكثر بالتواجد في دائرة الحكام الطغاة والمستبدين أكثر من تواجده بين السياسيين من أمثال أنغيلا ميركل وإيمانويل ماكرون وجاستن ترودو ".
من جهتها انتقدت صحيفة "نويه أوسنابروك تسايتونغ"سياسة ولي العهد السعودي وكتبت:
"الأمر يتعلق بحقوق الإنسان وكون هذه الحقوق لا تزال ممنوعة عن أولئك الذين لم يعودوا مستعدين لقبول الحكم الاستبدادي للعائلة المالكة من آل سعود. إذا كان ولي العهد محمد بن سلمان جادًا بشأن مطالبته بالحداثة، فعليه أن يتعلم ما يلي: من يدعوا للحريات الاجتماعية، سيواجه عاجلاً أم آجلاً مطالب بالمزيد من المشاركة السياسية، لأنه حيث يُسمح للنساء فجأة بقيادة سيارة، سيتغير أيضًا تفكير الناس هناك، ما يستدعي وجود مجال للنقد (الذاتي)".
وأخيراً من الصحافة السويسرية، كتبت صحيفة “نويه تسورشر تسايتونغ”
"الأسرة المالكة تريد تفسير تغريدة وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند عبر تويتر على أنها تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية للمملكة. وهو ما يبدو متناقضاً إذا ما تذكر المرء تحمس السعوديين للتدخل في اليمن المجاور. بالنسبة لولي العهد في حالة كندا، فيبدو أن الأمر يتعلق بتجسيد مثالٍ تحذيري. (...) وطريقة إراحة الضمير وفي الوقت نفسه عقد صفقات تجارية مع واحدة من أكثر الدول رجعية في العالم، يبدوا أنها أثارت حساسية ولي العهد السعودي، إلا أن عدم تناول الظلم وانتقاده، لا يعد بديلاً. وزيرة الخارجية الكندية لا تستحق سوى التضامن. فلماذا لم يبدأ زملاؤها في الغرب في إعادة نشر تغريدتها؟ "