بلغت مساحة الأراضي التي اشتراها اليهود من عرب فلسطين، وبعضها نتيجة قانون نزع الملكية، وتنفيذاً لأحكام أصدرتها المحاكم المختصة، أو لظروف اقتصادية بالغة القسوة 261,400 دونماً من مساحة فلسطين التي تبلغ 270,000,000 دونماً، ويتضح من هذه الأرقام أن بعض الفلسطينيين باعوا – ومعظمهم تحت ظروف قاهرة – أقل من 1 % من مجموع مساحة البلاد البرية.
وقد باع الإقطاعيون حوالي 625,000 دونماً، طبقاً لما أوردته الوكالة اليهودية، مع الأخذ في الاعتبار أن الكثير من هؤلاء الإقطاعيين لم يكونوا فلسطينيين بالأساس، بل كانوا من عائلات عربية حصلوا على هذه الأراضي عندما باعت الدولة العثمانية لكبار الملاك اللبنانيين والسوريين القرى والأراضي الفلسطينية التي عجزت عن تسديد ديونها؛ بسبب الضرائب الباهظة التي فُرضت على تلك القرى من قِبل الحكومة العثمانية. فقد تمكّن الثري اللبناني “سرسق” على سبيل المثال من شراء 60 قرية في سهل مرج بني عامر في فلسطين عام 1869، وباعها لليهود بعد ذلك حين دفعوا له أكثر. وقد قامت بما قام به سرسق عائلات أخرى غير فلسطينية كانت قد حصلت على أرض فلسطينية بنفس الطريقة، ومن هذه العائلات (القباني – التويني – الجزائري – سلام – الطيان). ولا ينفي ذلك أن بعض إقطاعي فلسطين قاموا هم أيضا ببيع أراضيهم، ومن بين هؤلاء (كسار – روك – حنا – خوري).