ليس بالسلاح وحده .. تُحسم المعارك

mohsen223

عضو
إنضم
9 يونيو 2008
المشاركات
363
التفاعل
2 0 0
Israeli-soldier.jpg

عرّف المفكر العسكري الألماني، كارل فون كلاوزفيتز - وهو أحد اهم المفكرين الاستراتيجيين في التاريخ - الحرب، على أنها "عمل عنيف نقصد منه إجبار خصومنا، على الخضوع لإرادتنا".

اى ان الجيوش لابد ان تستخدم افضل الوسائل لديها من اسلحه وافراد فى الحاق الهزيمه بالعدو ولهذا تعمل الدول على تسليح جيوشها باكثر الاسلحه تدميرا وفتكا وتدريب الجنود - حتى فى اوقات السلم - عليها تحسبا لأى مواجهه عسكريه قد تساق اليها وهذا ما يبرر تزايد الأموال المخصصه فى ميزانيات وزرات الدفاع حول العالم.

لكن برغم ذلك فالتاريخ يثبت لنا في كل مرة وبما لا يدع مجالا للشكك أن السلاح ليس هو الضامن الوحيد للنصر، وأن من يملك أحدث الأسلحة أو أكثرها ليس بالضرورة هو المنتصر. وبأن السلاح لا يعدو أن يكون عنصر واحد فقط ضمن عناصر اخرى كثيرة في لعبة الحرب.

ولعل العنصر الأول هو التأييد الالهي، فالتاريخ يذكر بوضوح تام أن حروب المسلمين الأوّل والتي حققوا فيها انتصارات مدهشة على قوى عظمى، كان المسلمين فيها – بشكل دائم – اقل عددا وتسليحا من اعدائهم، ومع ذلك حققوا الانتصار بشكل ساحق.

فغزوة بدر كان المسلمون فيها 313 مقاتلا في مقابل 1000 مقاتل
وغزوة مؤتة كان المسلمون فيها 3000 مقاتل أمام 200000 مقاتل
وغزوة تبوك كان المسلمون فيها 30000 مقاتل أمام 200000 مقاتل

ولعل ذلك ينطبق ايضا على العصر الحديث ففي حرب السويس عام 1956 لم يشفع التفوق النوعي لثلاث جيوش هي اسرائيل وبريطانيا وفرنسا في حسم المعركة أمام قدرات عسكريه متواضعه للجيش المصرى آنذاك في ظل وجود معوقات سياسية عدة حسمت المعركة لصالح مصر في النهاية، في الوقت الذي كانت فيه القوات المعتديه من الضخامة بحيث أن النسبة فى القوات الجويه مثلا كان 1:7 لصالح القوات الاسرائيليه والانجليزيه والفرنسيه اما فى القوات البريه فكل عسكرى مصرى كان يقابله 3 جنود فى الجيوش الاخرى!

كذلك فى الحرب اللبنانيه الاسرائيليه الاخيره فى صيف 2006 وبالرغم من الفارق الضخم لصالح اسرائيل فانها لم تتمكن من تحقيق اهدافها حتى المعلنة منها وهو استعادة الجنديين المختطفين بعد ان تمكن حزب الله من استخدام كل ادواته بنجاح وبخاصة طبيعة الأرض حيث احتمت عناصره بالجبال وتعامل باسلوب حرب العصابات والمواجهه الفرديه وبذلك تمكن من تدمير اكثر من 10 دبابات ميركافا وسط دهشه العالم فضلا عن تحييد الطيران الاسرائيلى.

كما أن الصعوبات البالغة التي تواجهها قوات الاحتلال الأجنبية في كل من العراق وافغانستان يثبت ان السلاح قد يضمن لك التفوق على خصمك لكنه لن يضمن لك الانتصار في الحرب.

فوجود السلاح والقدره على ابتكاره وتصنيعه وعدم الاعتماد على قوى اجنبيه في الحصول عليه أمر في غاية الأهمية، لكن الخطأ هو الاعتماد الكلي عليه وحده واغفال الجوانب الاخرى في معادلة الانتصار من تأييد الهي وتخطيط واستغلال للإمكانات .. الخ.
 
شكرا لك اخي على الموضوع وبصراحه فان هذا الجانب مهم كثيرا ويجب النظر اليه فالايمان بالعقيده شيء مهم كثيرا وهو الذي
يصنع المحارب القوي القادرد على مواجهة كافة الاسلحه مها عظمت تكنولوجيا
(وان ينصركم الله فلا غالب لكم ) صدق الله العظيم
 
عودة
أعلى