الإستخبارات السعودية
غزة-دنيا الوطن
نشر موقع ايلاف التقرير التالي:حقًا إنها صرعة جديدة في داخل أحد أهم الأجهزة الحكومية داخل المملكة العربية السعودية، وهو جهاز الاستخبارات العامة الذي طالما كان بعيدًا عن الضوء منذ أكثر من نصف قرن حين تم خلقه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز الخليفة الأول لمؤسس الدولة، ويعود حاليًا إلى الظهور بقوة على صدور الصحف الأول في البلاد عبر إعلانات دعائية بارزة. ولاحظ مراقبون أن الصحف المحلية في البلاد المحافظة امتلأت خلال الأيام الفائتة بالإعلانات التي دفع قيمتها بالكامل جهاز الإستخبارات في إطار حملة التسويق الدعائية لمؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني الذي يعتبر المؤتمر العام الأول الذي ينظمه هذا الجهاز منذ تأسيسه، ويستهدف رفع الوعي المعلوماتي والبحثي لمنسوبي هذا الجهاز المقدر عدده بالآلاف.
ويبدأ المؤتمر الدولي العام، الذي بوسع جميع المفكرين والباحثين السعوديين المشاركين فيه والحصول على جائزة مالية، في الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لمدة ثلاثة أيام تحت رعاية عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز، في خطوة غير مسبوقة بكل المقاييس من قبل دولة مثل هذه المملكة النفطية التي تعتبر واحدة من دول العالم الثالث.
وتعتبر الرياض من الدول النادرة في العالم الثالث التي يعرف المواطنون فيها هوية رئيس الاستخبارات، ويصدر أمرًا ملكيًا ينشر في جميع الصحف الرسمية عن المسؤول المعين أو المُقال، وذلك عكس ما يحدث في دول كثيرة تحرص على إبقاء هوية رئيس هذا الجهاز الحساس في طي الكتمان حتى يفارق الحياة.
ويبدو هذا الجهاز الحكومي، الذي يرأسه الأمير مقرن بن عبد العزيز ويحظى بدعم مباشر من قبل أخيه ملك البلاد، قد تخلص من عقد البيروقراطية في دولة لا تختلف عن أغلب دول المشرق العربي من ناحية وجهة النظر السلبية التي تغلف الرؤية الشعبية لأجهزة رسمية تدخل في نطاق العمل السري مثل الاستخبارات والمباحث.
وحل الملك عبد الله بعد توليه زمام الحكم بوقت قصير قصة المركز الشاغر لجهاز الاستخبارات العامة ذي الحساسية البالغة لدى السعوديين، إذ كان أكثر من عضو في الأسرة السعودية الحاكمة يتطلع إلى شغله، بما فيهم الأمير بندر بن سلطان الذي تردد أنه سيشغله بعد الأمير نواف بن عبد العزيز، الذي لم تمهله الجلطة الدماغية طويلاً، فاضطر إلى ترك المنصب والذهاب إلى موقع المستشار الخاص للملك.
ومنصب الاستخبارات السعودية مر بأطوار من التمدد والانكماش خلال الأربعين سنة الماضية، إذ بدأ جهازًا صغيرًا إبان حكم الملك سعود الذي خلع عن السلطة عام 1964، ثم تطور في عهد الملك فيصل الذي استفاد من الأزمات التي تعصف بالعالم العربي، وأصبح ذراعًا قوية تضخمت بسب إشراف الشيخ المرحوم كمال ادهم المتوفي عام 2000.
والشيخ الراحل هو الأخ غير الشقيق للملكة السابقة عفت الفيصل، وخال الأمراء محمد وسعود وتركي ، على الرغم من أن رئيس الاستخبارات هو السيد عمر شمس، وهو آخر شخص من العموم يتولى المنصب قبل أن يذهب لواحد من أفراد الأسرة المالكة وهو الأمير تركي الفيصل.
على أن تطور هذا الجهاز تبعه تطور أقوى من جانب جهاز المباحث العامة التابع لوزارة الداخلية، والذي شهد قفزات ملحوظة سواء حين كان يشرف عليه الملك، الأمير آنذاك، فهد أيام كان وزيرًا للداخلية، أو حين تولاّه الأمير نايف بن عبد العزيز الذي وفر له كافة الأدوات ليكون من أقوى الأجهزة الأمنية في المنطقة.
وفي الذاكرة الشعبية لمواطني دول العالم الثالث، فإن ذكر أسم الاستخبارات يرتبط بالأعمال السيئة السمعة التي تجري داخل مقارها التي لا تحمل لوحًا إرشادية، إلا أنه في الرياض يظل دورًا يكتنفه الغموض وعدم اليقين حتى مدت الاستخبارات السعودية قفازها المدني الممثل في ظهورها العلني للمرة الأولى.
أما المنتمين إلى أجهزة الاستخبارات من المواطنين، فإنهم يحظون بمعاملة مليئة بالحذر والتشكك طوال الوقت بسبب مهنتهم السرية التي يتمنى الجميع عدم التعامل معهم طوال عملهم الرسمي حتى الوصول إلى اللحد، على النقيض من سكان الدول الغربية التي يعتبرون التعامل مع هذا الجهاز ذو الحساسية المفرطة أمرًا وطنيًا يستحق التكريم.
ومع الوقت ربما تتخذ الاستخبارات السعودية خطوة ثورية جديدة تتمثل في إنشاء موقع الكتروني خاص بها على الطريقة البريطانية مما يجعلها حاملة لواء الإصلاح الأولى من بين الأجهزة البيروقراطية في البلاد.
ويرأس جهاز الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي تولى مراكز حساسة منها إمارتي حائل والمدينة المنورة حيث مثوى النبي محمد (ص)، وهو طيار سابق ويحظى بشعبية غير محدودة بين العائلة والرأي العام السعودي، فضلاً عن أنه يحظى بثقة غير محدودة من قبل أخيه ملك البلاد.
ويعاونه الأميران فيصل بن عبد الله وعبد العزيز بن بندر اللذان توليا منصب مساعد رئيس الاستخبارات بينما لا يزال كرسي نائب الرئيس خاليًا منذ استقالة الأمير سعود بن فهد الابن الثالث للملك الراحل فهد بن عبد العزيز.
وعلى مدار السنوات الخمس الأخيرة صاحب سمعة الاستخبارات والمباحث في المملكة العربية السعودي تغير لافت، جنح إلى الوجهة الايجابية المطلقة، بعد تحسينات دخلت على الجهازين ونتيجة مقدرتهما على مقاومة الإرهاب والتصدي له في أكثر من مجال.
نشر موقع ايلاف التقرير التالي:حقًا إنها صرعة جديدة في داخل أحد أهم الأجهزة الحكومية داخل المملكة العربية السعودية، وهو جهاز الاستخبارات العامة الذي طالما كان بعيدًا عن الضوء منذ أكثر من نصف قرن حين تم خلقه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز الخليفة الأول لمؤسس الدولة، ويعود حاليًا إلى الظهور بقوة على صدور الصحف الأول في البلاد عبر إعلانات دعائية بارزة. ولاحظ مراقبون أن الصحف المحلية في البلاد المحافظة امتلأت خلال الأيام الفائتة بالإعلانات التي دفع قيمتها بالكامل جهاز الإستخبارات في إطار حملة التسويق الدعائية لمؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني الذي يعتبر المؤتمر العام الأول الذي ينظمه هذا الجهاز منذ تأسيسه، ويستهدف رفع الوعي المعلوماتي والبحثي لمنسوبي هذا الجهاز المقدر عدده بالآلاف.
ويبدأ المؤتمر الدولي العام، الذي بوسع جميع المفكرين والباحثين السعوديين المشاركين فيه والحصول على جائزة مالية، في الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لمدة ثلاثة أيام تحت رعاية عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز، في خطوة غير مسبوقة بكل المقاييس من قبل دولة مثل هذه المملكة النفطية التي تعتبر واحدة من دول العالم الثالث.
وتعتبر الرياض من الدول النادرة في العالم الثالث التي يعرف المواطنون فيها هوية رئيس الاستخبارات، ويصدر أمرًا ملكيًا ينشر في جميع الصحف الرسمية عن المسؤول المعين أو المُقال، وذلك عكس ما يحدث في دول كثيرة تحرص على إبقاء هوية رئيس هذا الجهاز الحساس في طي الكتمان حتى يفارق الحياة.
ويبدو هذا الجهاز الحكومي، الذي يرأسه الأمير مقرن بن عبد العزيز ويحظى بدعم مباشر من قبل أخيه ملك البلاد، قد تخلص من عقد البيروقراطية في دولة لا تختلف عن أغلب دول المشرق العربي من ناحية وجهة النظر السلبية التي تغلف الرؤية الشعبية لأجهزة رسمية تدخل في نطاق العمل السري مثل الاستخبارات والمباحث.
وحل الملك عبد الله بعد توليه زمام الحكم بوقت قصير قصة المركز الشاغر لجهاز الاستخبارات العامة ذي الحساسية البالغة لدى السعوديين، إذ كان أكثر من عضو في الأسرة السعودية الحاكمة يتطلع إلى شغله، بما فيهم الأمير بندر بن سلطان الذي تردد أنه سيشغله بعد الأمير نواف بن عبد العزيز، الذي لم تمهله الجلطة الدماغية طويلاً، فاضطر إلى ترك المنصب والذهاب إلى موقع المستشار الخاص للملك.
ومنصب الاستخبارات السعودية مر بأطوار من التمدد والانكماش خلال الأربعين سنة الماضية، إذ بدأ جهازًا صغيرًا إبان حكم الملك سعود الذي خلع عن السلطة عام 1964، ثم تطور في عهد الملك فيصل الذي استفاد من الأزمات التي تعصف بالعالم العربي، وأصبح ذراعًا قوية تضخمت بسب إشراف الشيخ المرحوم كمال ادهم المتوفي عام 2000.
والشيخ الراحل هو الأخ غير الشقيق للملكة السابقة عفت الفيصل، وخال الأمراء محمد وسعود وتركي ، على الرغم من أن رئيس الاستخبارات هو السيد عمر شمس، وهو آخر شخص من العموم يتولى المنصب قبل أن يذهب لواحد من أفراد الأسرة المالكة وهو الأمير تركي الفيصل.
على أن تطور هذا الجهاز تبعه تطور أقوى من جانب جهاز المباحث العامة التابع لوزارة الداخلية، والذي شهد قفزات ملحوظة سواء حين كان يشرف عليه الملك، الأمير آنذاك، فهد أيام كان وزيرًا للداخلية، أو حين تولاّه الأمير نايف بن عبد العزيز الذي وفر له كافة الأدوات ليكون من أقوى الأجهزة الأمنية في المنطقة.
وفي الذاكرة الشعبية لمواطني دول العالم الثالث، فإن ذكر أسم الاستخبارات يرتبط بالأعمال السيئة السمعة التي تجري داخل مقارها التي لا تحمل لوحًا إرشادية، إلا أنه في الرياض يظل دورًا يكتنفه الغموض وعدم اليقين حتى مدت الاستخبارات السعودية قفازها المدني الممثل في ظهورها العلني للمرة الأولى.
أما المنتمين إلى أجهزة الاستخبارات من المواطنين، فإنهم يحظون بمعاملة مليئة بالحذر والتشكك طوال الوقت بسبب مهنتهم السرية التي يتمنى الجميع عدم التعامل معهم طوال عملهم الرسمي حتى الوصول إلى اللحد، على النقيض من سكان الدول الغربية التي يعتبرون التعامل مع هذا الجهاز ذو الحساسية المفرطة أمرًا وطنيًا يستحق التكريم.
ومع الوقت ربما تتخذ الاستخبارات السعودية خطوة ثورية جديدة تتمثل في إنشاء موقع الكتروني خاص بها على الطريقة البريطانية مما يجعلها حاملة لواء الإصلاح الأولى من بين الأجهزة البيروقراطية في البلاد.
ويرأس جهاز الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي تولى مراكز حساسة منها إمارتي حائل والمدينة المنورة حيث مثوى النبي محمد (ص)، وهو طيار سابق ويحظى بشعبية غير محدودة بين العائلة والرأي العام السعودي، فضلاً عن أنه يحظى بثقة غير محدودة من قبل أخيه ملك البلاد.
ويعاونه الأميران فيصل بن عبد الله وعبد العزيز بن بندر اللذان توليا منصب مساعد رئيس الاستخبارات بينما لا يزال كرسي نائب الرئيس خاليًا منذ استقالة الأمير سعود بن فهد الابن الثالث للملك الراحل فهد بن عبد العزيز.
وعلى مدار السنوات الخمس الأخيرة صاحب سمعة الاستخبارات والمباحث في المملكة العربية السعودي تغير لافت، جنح إلى الوجهة الايجابية المطلقة، بعد تحسينات دخلت على الجهازين ونتيجة مقدرتهما على مقاومة الإرهاب والتصدي له في أكثر من مجال.