تركيا بوست
رغم مرور 19 عاما على عملية القبض على زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية عبد الله أوجلان في 15 فبراير/ شباط 1999، إلا أنه ما يزال لم يتم الإفصاح عن تفاصيل كثيرة بخصوص احد أبرز النجاحات الاستخباراتية للدولة التركية في العقود الأخيرة.
في مقابلة صحفية، كشف البروفيسور حسن إشغوزار عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة أنقرة، تفاصيل جديدة عن العملية التي لزمها الكتمان وعُرفت بالغموض طيلة السنوات الماضية.
كان إشغوزار يشغل حينها وظيفة مستشار في وزارة المواصلات، ومسؤولا عن الطيران المدني، عندما تم ضمه إلى فريق العملية نظرا لتطورات الأحداث.
يقول إشغوزار: “الأمر بدأ مع قدوم مسؤولين من جهاز الاستخبارات التركية “MIT” وإبلاغي بحاجتهم لي في توفير عدد من الوثائق اللازمة لطائرة ستغادر تركيا للقبض على أوجلان وإقتياده إلى البلاد”.
وأضاف: “وصل الجهاز معلومات تفيد بتأجير اليونان طائرة لنقل أوجلان من كينيا التي كان مختبأً فيها إلى هولندا، فبدأ العمل على تجهيز طائرة من نفس الطراز، وتحمل نفس اللون والمواصفات للطائرة المُستأجرة؛ لاستخدامها في خطفه ونقله إلى تركيا”.
وتابع: “لم نجد في تركيا طائرة تحمل المواصفات المطلوبة إلا لدى رجل أعمال تركي واحد، وتم التفاهم معه واستئجارها منه، دون إبلاغه بأية معلومات عن العملية”.
وأوضح إشغوزار أنه بعد إتمام كافة الإجراءات اللازمة وتغيير معالم الطائرة، وجعلها مطابقة لنظيرتها الهولندية، تمت مغادرة تركيا وعلى متنها طياران و 4 أو 5 أشخاص من الجهاز”.
وزاد: “لاحقا تم إبلاغ الطيارين أن مصر ثم أوغندا هما وجهتا السفر، وكما هو متبع في مثل هذه الأمور تم إرسال بيانات الركاب إلى الإدارة العامة للطيران المدني، لكنها كانت مزيفة تظهرهم في صورة تجار موز”.
- خطة ناجحة
وأضاف: “أقلعنا من مطار أوغندا، بعد وصول معلومات مؤكدة عن مغادرة الطائرة الحقيقية هولندا، وهبطت طائرتنا في مطار كينيا قبل وصول الأخيرة بساعتين كاملتين”.
- 60 ثانية فارقة
وتابع: “الأمر صار في إطار طبيعي وتلقائي للغاية، حيث دخلت سيارة أوجلان قبل بقية السيارات، وكان هو في غاية الراحة والاطمئنان، وفي صورة أنيقة يرتدي بدلة وربطة عنق”.
واستطرد: “وفي غضون 60 ثانية، فُتح باب الطائرة، والقي القبض على أوجلان حال دخوله، وسرعان ما أغلق الباب، ثم غادرت الطائرة على الفور قبل وصول سيارات المرافقين لأوجلان”.
- 18 دقيقة رعب فوق قبرص الرومية
وأوضح أن المسؤولين القبارصة طلبوا إرسال رمز ذيل الطائرة، وتم إخبارهم به، لكنهم لم يصلوا إلى بيانات توثق هذه الطائرة، فتم مماطلتهم وإبلاغهم ببيانات خاطئة والتذرع بعدم إتقان اللغة الإنجليزية، حتى مرت 18 دقيقة، دخلنا بعدها المجال الجوي التركي”.
وتمت عملية الاعتقال في 15 فبراير/ شباط من عام 1999، ووصل أوجلان إلى القاعدة العسكرية التركية في منطقة باندرما شمال غربي تركيا في اليوم التالي.
ويقضي أوجلان حاليا، حكمًا بالحبس مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، في بحر مرمرة، بعد مثوله أمام القضاء والحكم عليه بالإعدام بتهمة “الخيانة العظمى”، ثم خُفف الحكم إلى السجن “مدى الحياة”، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.
المصدر:الأناضول