غيرت الحكومة السعودية بعض جوانب الاتفاق الموقع مع اسبانيا من خلال نافانتيا لبناء خمسة كورفيتات من طراز افانتي 2200 ، علي غرار السفن الأربع التي بيعت إلى فنزويلا خلال حكومة رودريغيز ثاباتيرو.
وشمل الاتفاق الاولي الذي وصل اليه الطرفان قبل عامين وأيده الملك فيليبي السادس خلال زيارته للرياض في 15 يناير 2017 ، بناء وتجهيز السفن الخمس في اسبانيا ، وبناء الشركات الاسبانية القاعدة البحرية الجديدة التي ستكون مقر هذه الكورفيتات ، بالاضافة الى تدريب اطقم التشغيل المختلفه وإيعاز صيانة السفن أو تحديثها في المستقبل الى نافانتيا . وكانت هذه الشروط بصفه عامه هي البنود الرئيسية في العقد البحري بين اسبانيا والمملكة العربية السعودية بقيمه 2 مليار يورو. غير ان عدم استعجال السعوديين وتعطش شركة نافانتيا للصفقة والخسائر التي تعرضت لها في 2016 والتي بلغت 300 مليون يورو بالاضافة الى ضجر عمال احواض بناء الشركة في مدينة قادش جعل الشركة الاسبانيه تضطر ان تقبل مجموعه من الشروط التي فرضتها الحكومة السعودية في أعقاب ذلك .
فالقاعدة البحرية الجديدة سيتم بنائها من قبل الشركات السعودية وعملية اطلاق السفن ستتم في السعودية
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة السعودية لم تتخل في أي وقت من الأوقات عن مشروعها الطموح لتجديد أسطولها ، إلا أنها قامت ببطئ بعمل عقد جديد مع نافانتيا لتنفيذه . وكانت الاتصالات بين المديرين التنفيذيين للشركة الإسبانية وممثلي وزارة الدفاع السعودية مستمرة ، وفي الواقع أن بعثة عسكرية وفنية سعودية كانت في احواض بناء نافانتيا منذ شهور تعد الخدمات اللوجستية للعمل . وجاءت نقطة التحول بالتحديد في أغسطس من العام الماضي ، عندم اسافر أعضاء من الحكومة السعودية إلى مدريد للموافقة على عقد السرية مع نافانتيا وتوقيعه على أعمال الكورفيتات.
ووضعت السعودية شروطا على العمل الذي يفترض أنه قبلته إسبانيا واحدة منها يكمن في بناء القاعدة البحرية السعودية حيث سيكون مقر أسطول الكورفيتات في الخليج العربي . حيث في البداية كان مقرها في جدة ثاني أهم مدينة في المملكة العربية السعودية وتقع على ضفاف البحر الأحمر ولكن عمل هذه البنية التحتية الهامة لن يكون اسبانيًا تمامًا . فكما علمت الصحيفة فإن السعودية سوف تجرب بناء هذه القاعدة بشركاتها المحلية وهي من ستكون مسؤولة عن تنفيذ المشروع في حين يقتصر دور اسبانيا على الدعم .
العقد يتجاوز بناء السفن فهناك أيضا تقديم المساعدة في التكنولوجيا العسكرية . وهناك أيضا عقد لتطوير أنظمة التحكم والقتال للسفن ؛ كما يتضمن العقود انشاء مدرسة لتدريب الطواقم البحرية في المملكة العربية السعودية مع اجهزة محاكاه بحريه ، بالاضافة لتدريب حوالي 400 بحار سعودي في إسبانيا ، وقد أبدت السعودية رغبتها في إجراء تجارب إطلاق السفن في السعودية .
وفي هذا السياق نفسه أبدت الحكومة السعودية عزمها مع نافانتيا على السعي لإقامة شراكة استراتيجية مع الشركة من أجل المشاركة في المشاريع الدولية لنافانتيا. وعند هذه النقطة كانت نافانتيا قد قبلت أقسى شروط الاتفاق ، لأن الشركات السعودية يمكن أن تشارك مع الشركة الاسبانية في عروض بناء السفن الدولية. لا ننسى أن نافانتيا تشارك في ثلاث مسابقات عالمية لبناء الفرقاطات اهمها برنامج أستراليا، الذي يتضمن بناء تسع فرقاطات لبحريتها على غرار فرقاطات F-100 التابعة للبحرية الإسبانية ، بالاضافة الى مشاريع اخرى مع كندا والولايات المتحدة تطمح نافانتيا للفوز بها.
وتم التوقيع على اتفاق السرية والتعاون بين اسبانيا والمملكة العربية السعودية في أغسطس الماضي ، ويصدق على اتفاق بشأن الحماية المتبادلة للمعلومات السرية في مجال الدفاع. وهي وثيقة وقعها مدير مركز الاستخبارات الوطني فيليكس سانز رولدان، وممثل وزارة الدفاع السعودية ومساعد وزارة الدفاع السعودية محمد بن عبدالله العايش. ودخل الاتفاق حيز النفاذ في 25 أغسطس، ولديه صلاحية أولية مدتها خمس سنوات، ويمكن تمديدها لفترات متتالية مدتها سنة واحدة. وهذه خطوة أخرى في العلاقات الدفاعية الاسبانية-السعودية لضمان حماية المعلومات السرية المتبادلة وكذلك بين المتعاقدين المعتمدين لديها.
وبالنظر إلى هذا الوضع فإن مصادر تؤكد على ان التوقيع الرسمي والنهائي سيكون ما بين شهر فبراير ومارس قبل حفل افتتاح قطار الحرمين الذي شاركت في انشاءه عدة شركات اسبانية
المصدر