غاز البحر المتوسط ... اكتشافات هائلة واحتياطات ضخمة
15 فبراير 2018
تشير نتائج مسوحات جيولوجية جرت في مطلع الألفية الثانية إلى أن حوض
دول البحر المتوسط يحتوي احتياطات ضخمة من الغاز والنفط.
ووفق تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية والشركات العاملة في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، فإن المنطقة تقوم فوق بحيرة من الغاز تكفي لسد حاجة الأسواق الأوروبية لمدة ثلاثين عاما والعالم لمدة عام واحد على الأقل.
وتقع هذه البحيرة داخل الحدود البحرية الإقليمية لست دول هي
تركيا وقبرص ولبنان ومصر وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة.
وفي ظل تفاوت تقديرات حجم الغاز في المنطقة، قدّرت الوكالة الأميركية، في تقرير سابق، احتياطي هذا الحوض من النفط بـ 7.1 مليارات برميل، ومن الغاز بـ 122 تريليون قدم. وبهذا الاحتياطي من الغاز فإن هذا الحوض يعدّ من أهم أحواض الغاز في العالم.
ومن أبرز الاكتشافات في تلك المنطقة، حقل "تمار" في عام 2009 ويبلغ إجمالي المخزون الاحتياطي، نحو 10 تريليونات قدم مكعبة. واكتشف حقل "داليت" غرب مدينة الخضيرة الفلسطينية، ويتراوح الاحتياطي ما بين 0.35 و0.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وفي عام 2012 اكتشف حقل "تانين" أو "تنين" وهو سابع حقل قام العدو الإسرائيلي باكتشافه، وقدّر بشكل مبدئي احتواؤه على احتياطي من الغاز يبلغ 1.2 تريليون قدم مكعبة.
كما تم اكتشاف حقل "ليفاثان" ويصل المخزون الاحتياطي المتوقع، نحو 17 تريليون قدم مكعبة، يقع الحقل على مسافة 135 كم من شواطئ شمال مدينة حيفا، وذلك بعمق 1600 متر تحت سطح البحر، بالإضافة إلى اكتشاف حقل "غزة مارين" الذي قامت شركة بريتش غاز التابعة لشركة بريتش بتروليوم باكتشافه على مسافة 36 كم من شواطئ قطاع غزة، حيث يُقدر إجمالي المخزون الاحتياطي للحقل ما يقارب تريليون قدم مكعبة من الغاز. كما تم اكتشاف حقل "أفروديت" على بعد 180 كم من الشاطئ الجنوبي الغربي
لقبرص، ويقدر إجمالي المخزون الاحتياطي لأفروديت يقارب 9 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
وفي مصر أعلنت شركة إيني الإيطالية عن اكتشاف حقل ظُهر قبالة سواحل البحر المتوسط، باحتياطي غاز بلغ 30 تريليون قدم مكعبة، وذلك إلى جانب حقول دلتا النيل على سواحل المتوسط، والتي تبلغ كمية الغاز الطبيعي فيها نحو 50 تريليون قدم مكعبة.
يذكر أن شركات نفط عالمية تدير عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حوض شرق المتوسط، وأبرزها ثلاث وهي: إيني الإيطاليّة في مصر وقبرص، وTotal الفرنسيّة في قبرص، وائتلاف Nobel Energy الأميركية مع شركة Delek الإسرائيليّة، الذي كان يحتكر حقول الغاز في فلسطين المحتلة، وائتلاف شركة "توتال" الفرنسية، "إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية في لبنان.
ورغم أن سورية شغلتها الحرب عن الاستثمار في قطاع الغاز إلا أن توقعات تشير إلى احتواء سواحلها على احتياطي كبير منه.
ويرى الباحث السوري، سمير سعيفان، في حديثه لـ "العربي الجديد" أن سورية بعيدة عن صراعات الغاز والطاقة شرقي المتوسط، التي نشبت بين تركيا وكل من مصر وقبرص مدعومتين من إسرائيل، معتبراً أن الاحتلال يسعى لخلق نزاع في المنطقة للسطو على مزيد من حقول الغاز.
ويقول سعيفان: لا يوجد حدود بحرية سورية مع إسرائيل، وبالتالي لا مجال لخلق خلاف بينهما على غاز المتوسط، في الوقت الحالي.