50 عاماً قوة دفاع البحرين: مشاركات من حرب رمضان 1973 إلى عاصفة الحزم 2015
يثبت تاريخ مشاركات قوة دفاع البحرين في العديد من الميادين وجبهات القتال أن قيادتها الشجاعة وجنودها البواسل كانوا على أهبة الاستعداد دوماً لأداء الواجب المقدس، وأنهم سيظلون العون والسند لأشقائهم في دول الخليج العربي، وأحد أركان دعم حائط الصد العربي والدولي.
ويكشف المتتبع لتاريخ هذه المشاركات عن عدة حقائق مهمة، منها: أنها تعود لعقود مضت، وقديمة قدم تاريخ إنشاء وتأسيس القوة ذاتها، كما أنها لم تقف عند الحدود الجغرافية لمنطقة الخليج العربي أو الدول العربية والإسلامية التي ترتبط معها برباط الأخوة والمصير الواحد، وإنما تجاوزت متطلبات أداء الواجب الوطني ناحية دول العالم أجمع بما يفرضه الواقع الإنساني والتهديد المشترك.
ولم تقتصر هذه المشاركات المتعددة على المعارك الميدانية وخدمات الإسناد اللوجيستي والمواجهات الحربية، حيث كانت قوة دفاع البحرين بمثابة رأس حربة متقدمة في العديد من المعارك التي استهدفت حماية الحدود للدول الشقيقة والصديقة، وإنما امتدت أدوارها إلى تأمين وصول المساعدات والاحتياجات إلى الدول التي بحاجة إليها، وتثبيت مقومات الاستقرار بها، ومؤازرتها في مواجهة أية تحديات أو مخاطر تعرضت أو ستتعرض لها، ناهيك بالطبع عن تثبيت أطر الشرعية والقانون، والمشاركة في مواجهة الخارجين وتدمير مواقعهم.
حرب رمضان أكتوبر 1973
بدأت مشاركات قوة دفاع البحرين خلال حرب رمضان أكتوبر 1973م رغم أنها كانت ما زالت حديثة التشكيل، حيث كلفت عناصر القوة آنذاك بواجبات إسناد قوات الدول العربية الشقيقة خلال هذه الحرب، حيث تم تشكيل مجموعة قتال شملت كتيبة المشاة الآلية الملكية 1 وعناصر الإسناد اللازمة.
وترصد العديد من الأدبيات دور هذه المجموعة المختارة من القوة التي كان يقودها الرائد خليفة بن أحمد آل خليفة (صاحب المعالي القائد العام للقوة حالياً المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد)، وكيف ساهمت هذه المشاركة في تطوير عمليات التجميع والتدريب والاستعداد، ومستوى الوعي والروح المعنوية العالية التي اكتسبها الجنود المختارين، والتي فاقت في فائدتها وحجمها عمر هذه القوة، حيث طبقت الكتيبة المشاركة مختلف التمارين التعبوية اللازمة استعدادا لأداء الواجب، حيث انتقلت أولاً للأراضي السعودية ومنها إلى ساحة العمليات، لكن صدرت التعليمات بوقف إطلاق النار، وتقرر إيقاف التحرك.
حرب الناقلات (الحرب العراقية الإيرانية) 1980 - 1988
ونتيجة للأحداث التي مرت بالخليج في ثمانينيات القرن الماضي، وفي الوقت الذي بدأت فيه خبرات وجاهزية قوة دفاع البحرين في التبلور، ودورها الأمني في التزايد، ساهم سلاح البحرية الملكي في حماية ناقلات النفط أثناء الحرب العراقية الإيرانية من 1980م إلى 1988م، وذلك في الحملة الدولية لمكافحة الألغام التي كانت خلال الفترة من 1987م إلى 1988م.
ويلاحظ هنا أن سلاح البحرية الملكي البحريني قد بذل جهوداً كبيرة في مكافحة آثار الألغام في مياه الخليج وسلامة مرورها في المناطق التي تدخل ضمن اختصاص المملكة، خاصة أن الألغام تسببت في وقوع 179 حادثة هجوم خلال عام 1987م و90 أخرى عام 1988م.
حرب تحرير دولة الكويت 1990- 1991
ومع التطورات الإقليمية التي شهدها الخليج مطلع التسعينيات من القرن الماضي، تنامت مؤشرات مشاركة القوة، وتنوع وتباين دورها بطبيعة المشاركات التالية، خاصة أبان حرب تحرير دولة الكويت 1990م إلى 1991م، حيث شاركت القوة ضمن قوات درع الجزيرة المتواجدة في حفر الباطن بالسعودية، وكانت هذه القوات المكونة من الدول الـ 6 في طليعة القوات البرية المدافعة عن الحدود الشمالية للسعودية.
والمعروف هنا أن القوات البرية البحرينية التي كان لها دورها البارز في هذه المهمة الوطنية المقدسة للدفاع عن إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، شاركت بمجموعة قتال برية سميت بقوة الواجب عيسى، وتألفت من 238 ضابط وفرد. وساهم سلاح الجو الملكي بسرب الطائرات F-16 وسرب طائرات F-5 وقامت بعدد 303 طلعة عمليات و181 طلعة حماية جوية ومرافقة.
كما قامت الطائرات العمودية المقاتلة AB 212 بعدد 376 طلعة، وكان لقاعدة عيسى الجوية دور ملحوظ في الإعداد والمساهمة في المعارك الجوية، ومساندة قوات التحالف، وشارك سلاح البحرية بعدد 6 سفن صاروخية و4 سفن مدفعية وسفينتي نقل.
المساندة في أفغانستان 2005
في هذه الفترة ظهر على الساحة سلاح البحرية البحريني، وذلك عقب مساهماته الجبارة في حرب تحرير دولة الكويت، حيث برز دور الفرقاطة "صبحا" في الجهود الدولية والمساعي الإنسانية الرامية لتثبيت الاستقرار وإعادة إعمار أفغانستان في إبريل 2002م. كما شاركت القوات الخاصة الملكية مع القوات المساندة في أفغانستان عام 2005م، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب التزاما منها بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة واحترامها للقانون الدولي.
وكان لهذه التجربة أثر مهم في اكتساب سلاح البحرية الوطني والفرقاطة صبحا تحديداً خبرة وتجربة البقاء في البحر لفترة طويلة والتعامل والتعاون مع البحريات متعددة الجنسيات بعد أن قضت شهراً كاملاً في بحر العرب.
يشار هنا إلى أن مهام الفرقاطة صبحا شملت مرافقة وحماية السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها لمرافقها وعمليات البحث والإنقاذ والإخلاء لأي إصابات ضمن نطاق المسؤولية الموكلة إليها والتعاون مع القوات البحرية الأميركية بتنفيذ رماية بالذخيرة الحية على أهداف سطحية وجوية محققة إصابات مباشرة ودقيقة أكدت المستوى الراقي والمتطور الذي يتمتع به طاقم السفينة.
الكويت مرة أخرى في عام 2003
وعقب ذلك، شاركت قوة دفاع البحرين في الدفاع عن دولة الكويت، حيث تحركت مجموعة القتال السابعة البحرينية في الكويت ضمن منظومة قوات درع الجزيرة من قواعدها في البحرين يوم 28 فبراير 2003م، وتولت القوة مهمة الدفاع عن القطاع الجنوبي الغربي للكويت، واستطاعت المجموعة عبر سلاح الجو الملكي بحماية أجواء الكويت من أي اعتداء جوي وتغطية القوات الموجودة بالكويت، حيث كانت تقوم بحماية سماء الكويت ككل من خلال دوريتين يومياً، ووصل مجمل عدد الدوريات والطلعات 90 طلعة بلغت مدتها 215 ساعة.
وشارك سلاح البحرية بالفرقاطة صبحا والفريقطة أحمد الفاتح والفريقطة المحرق لتعزيز جهود القوة البحرية الكويتية وتأمين خطوط المواصلات للسفن التجارية، فضلاً عن تأمين حماية سفن المساعدات الإنسانية المتجهة للعراق، ومرافقة السفن في مياه الخليج حتى وصولها للموانئ العراقية.
مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن 2009
ومع تنامي الخبرات التي اكتسبتها الفرقاطة صبحا، فقد شاركت في أكتوبر ونوفمبر 2009م مع قوة الواجب 151 المعنية بمكافحة القرصنة البحرية بخليج عدن. وكانت البحرين الدولة الوحيدة التي شاركت القوات متعددة الجنسيات في عمليات هذه المهمة الدولية على المستويين الخليجي والعربي، وجاءت ضمن التعاون الدولي لجهود عمليات حفظ السلام ومكافحة القرصنة تحت مظلة الأمم المتحدة. وكذلك تولى سلاح البحرية الملكي البحريني في نوفمبر 2017م قيادة هذه القوة.
وتسلم سلاح البحرية البحرينية مسؤولية قيادة قوة الواجب المشتركة 152 التابعة لقوات التحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة العاملة في وسط وجنوب الخليج العربي مرتين الأولى في مارس 2008م والثانية في يناير 2011م
وتعد البحرية البحرينية أول سلاح يتسلم هذه المهمة في المنطقة على مستوى الأسلحة البحرية، وذلك للثقة التي بات يكتسبها، والدور القيادي لقوة دفاع البحرين وأفرع أسلحتها المختلفة.
هذا بالإضافة إلى المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في الخليج العربي منذ 2006م وحتى يومنا هذا، والمعروف أن القوات المشاركة في القوة 152 تتألف من 25 دولة حول العالم قاطبة، والهدف مكافحة الإرهاب، ووقف تهريب الأسلحة والمخدرات والجرائم البحرية.
عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل من 2015 وإلى الآن
لقد كان تأكيد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه دائما أن قوة دفاع البحرين ستستمر في أداء واجبها السامي مع الأشقاء، وذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في الأحداث الفارقة، وهو ما أثبته استشهاد 9 من أبناء المملكة أثناء قيامهم بتأدية الواجب ضمن القوات المشاركة مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل 2015م.
يشار إلى أن البحرين شاركت بسرب مكون من 12 طائرة ضمن قوات التحالف العربي المشتركة بقيادة المملكة العربية السعودية، وكذلك شاركت بقوة من رجال البحرين في حماية أمن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، كما شاركت الفرقاطة صبحا في تأمين طريق وصول المساعدات التي التزمت بها دول التحالف العربي في اطار عملية إعادة الأمل والاستقرار في اليمن وتأمين منطقة بحر العرب وذلك بتأمين مسافة 250 ميلاً ضمن منطقة مهمة قوات التحالف العربي الممتدة من البحر الأحمر لبحر العرب في الحدود مع عمان.
وتبرز التقارير أن حجم المساعدات التي قامت الفرقاطة صبحا بإيصالها لليمن بلغت 910 طناً من المساعدات الغذائية والإنسانية والدوائية، وقد زار عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى قوة مملكة البحرين المشاركة ضمن قوات التحالف العربي في مايو 2015م واطلع على خط الطيران بقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، كما قام صاحب المعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين في يناير 2016م بزيارة تفقدية لقوة الواجب التابعة للقوة في منطقة جازان وقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف.
الحرب على الإرهاب (داعش) 2014
ولسلاح الجو الملكي البحريني دوره الكبير، ففي سبتمبر 2014م شارك نسور القوات الجوية الوطنية القوات الصديقة والحليفة والشقيقة بدول مجلس التعاون الخليجي بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي.
وكذلك فقد شاركت مجموعة من طائرات سلاح الجو الملكي في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب في فبراير 2015 بالأردن، وأثبت الطيارون البحرينيون ما يتمتعوا به من كفاءة واحترافية ودقة وروح معنوية عالية تعكس بجلاء مدى جاهزية رجال قوة دفاع البحرين.
مشاركات أخرى في هايتي والنيبال
وبجانب هذه الأدوار القتالية المهمة، كان لرجال القوة أدوارهم الإغاثية والإنسانية أيضاً، حيث شاركت الخدمات الطبية الملكية ضمن حملة الوعد المستمر عام 2011م في هايتي تحت مظلة الأمم المتحدة، وذلك لتقديم مساعدات علاجية طبية متنوعة لضحايا الزلزال هناك، وتمكن الفريق الطبي البحريني من تقديم خدمات التشخيص والعلاج المجاني للمرضى تراوحت أعدادهم من 700 إلى 1000 حالة في اليوم الواحد.
هذا بالإضافة إلى مشاركة الحرس الملكي في الجهود الإنسانية في نيبال مايو 2015م، حيث وصلت طائرة الشحن الإغاثية البحرينية وعلى متنها 30 طنا من المواد الطبية والمساعدات الغذائية بعد الزلزال المدمر الذي ضربها.
تحية لأبطال لن ننساهم .. تحية لشهداء قوة دفاع البحرين
شهدائنا فخر لنا .. شهداء العزة والكرامة
يثبت تاريخ مشاركات قوة دفاع البحرين في العديد من الميادين وجبهات القتال أن قيادتها الشجاعة وجنودها البواسل كانوا على أهبة الاستعداد دوماً لأداء الواجب المقدس، وأنهم سيظلون العون والسند لأشقائهم في دول الخليج العربي، وأحد أركان دعم حائط الصد العربي والدولي.
ويكشف المتتبع لتاريخ هذه المشاركات عن عدة حقائق مهمة، منها: أنها تعود لعقود مضت، وقديمة قدم تاريخ إنشاء وتأسيس القوة ذاتها، كما أنها لم تقف عند الحدود الجغرافية لمنطقة الخليج العربي أو الدول العربية والإسلامية التي ترتبط معها برباط الأخوة والمصير الواحد، وإنما تجاوزت متطلبات أداء الواجب الوطني ناحية دول العالم أجمع بما يفرضه الواقع الإنساني والتهديد المشترك.
ولم تقتصر هذه المشاركات المتعددة على المعارك الميدانية وخدمات الإسناد اللوجيستي والمواجهات الحربية، حيث كانت قوة دفاع البحرين بمثابة رأس حربة متقدمة في العديد من المعارك التي استهدفت حماية الحدود للدول الشقيقة والصديقة، وإنما امتدت أدوارها إلى تأمين وصول المساعدات والاحتياجات إلى الدول التي بحاجة إليها، وتثبيت مقومات الاستقرار بها، ومؤازرتها في مواجهة أية تحديات أو مخاطر تعرضت أو ستتعرض لها، ناهيك بالطبع عن تثبيت أطر الشرعية والقانون، والمشاركة في مواجهة الخارجين وتدمير مواقعهم.
حرب رمضان أكتوبر 1973
بدأت مشاركات قوة دفاع البحرين خلال حرب رمضان أكتوبر 1973م رغم أنها كانت ما زالت حديثة التشكيل، حيث كلفت عناصر القوة آنذاك بواجبات إسناد قوات الدول العربية الشقيقة خلال هذه الحرب، حيث تم تشكيل مجموعة قتال شملت كتيبة المشاة الآلية الملكية 1 وعناصر الإسناد اللازمة.
وترصد العديد من الأدبيات دور هذه المجموعة المختارة من القوة التي كان يقودها الرائد خليفة بن أحمد آل خليفة (صاحب المعالي القائد العام للقوة حالياً المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد)، وكيف ساهمت هذه المشاركة في تطوير عمليات التجميع والتدريب والاستعداد، ومستوى الوعي والروح المعنوية العالية التي اكتسبها الجنود المختارين، والتي فاقت في فائدتها وحجمها عمر هذه القوة، حيث طبقت الكتيبة المشاركة مختلف التمارين التعبوية اللازمة استعدادا لأداء الواجب، حيث انتقلت أولاً للأراضي السعودية ومنها إلى ساحة العمليات، لكن صدرت التعليمات بوقف إطلاق النار، وتقرر إيقاف التحرك.
حرب الناقلات (الحرب العراقية الإيرانية) 1980 - 1988
ونتيجة للأحداث التي مرت بالخليج في ثمانينيات القرن الماضي، وفي الوقت الذي بدأت فيه خبرات وجاهزية قوة دفاع البحرين في التبلور، ودورها الأمني في التزايد، ساهم سلاح البحرية الملكي في حماية ناقلات النفط أثناء الحرب العراقية الإيرانية من 1980م إلى 1988م، وذلك في الحملة الدولية لمكافحة الألغام التي كانت خلال الفترة من 1987م إلى 1988م.
ويلاحظ هنا أن سلاح البحرية الملكي البحريني قد بذل جهوداً كبيرة في مكافحة آثار الألغام في مياه الخليج وسلامة مرورها في المناطق التي تدخل ضمن اختصاص المملكة، خاصة أن الألغام تسببت في وقوع 179 حادثة هجوم خلال عام 1987م و90 أخرى عام 1988م.
حرب تحرير دولة الكويت 1990- 1991
ومع التطورات الإقليمية التي شهدها الخليج مطلع التسعينيات من القرن الماضي، تنامت مؤشرات مشاركة القوة، وتنوع وتباين دورها بطبيعة المشاركات التالية، خاصة أبان حرب تحرير دولة الكويت 1990م إلى 1991م، حيث شاركت القوة ضمن قوات درع الجزيرة المتواجدة في حفر الباطن بالسعودية، وكانت هذه القوات المكونة من الدول الـ 6 في طليعة القوات البرية المدافعة عن الحدود الشمالية للسعودية.
والمعروف هنا أن القوات البرية البحرينية التي كان لها دورها البارز في هذه المهمة الوطنية المقدسة للدفاع عن إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، شاركت بمجموعة قتال برية سميت بقوة الواجب عيسى، وتألفت من 238 ضابط وفرد. وساهم سلاح الجو الملكي بسرب الطائرات F-16 وسرب طائرات F-5 وقامت بعدد 303 طلعة عمليات و181 طلعة حماية جوية ومرافقة.
كما قامت الطائرات العمودية المقاتلة AB 212 بعدد 376 طلعة، وكان لقاعدة عيسى الجوية دور ملحوظ في الإعداد والمساهمة في المعارك الجوية، ومساندة قوات التحالف، وشارك سلاح البحرية بعدد 6 سفن صاروخية و4 سفن مدفعية وسفينتي نقل.
المساندة في أفغانستان 2005
في هذه الفترة ظهر على الساحة سلاح البحرية البحريني، وذلك عقب مساهماته الجبارة في حرب تحرير دولة الكويت، حيث برز دور الفرقاطة "صبحا" في الجهود الدولية والمساعي الإنسانية الرامية لتثبيت الاستقرار وإعادة إعمار أفغانستان في إبريل 2002م. كما شاركت القوات الخاصة الملكية مع القوات المساندة في أفغانستان عام 2005م، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب التزاما منها بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة واحترامها للقانون الدولي.
وكان لهذه التجربة أثر مهم في اكتساب سلاح البحرية الوطني والفرقاطة صبحا تحديداً خبرة وتجربة البقاء في البحر لفترة طويلة والتعامل والتعاون مع البحريات متعددة الجنسيات بعد أن قضت شهراً كاملاً في بحر العرب.
يشار هنا إلى أن مهام الفرقاطة صبحا شملت مرافقة وحماية السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها لمرافقها وعمليات البحث والإنقاذ والإخلاء لأي إصابات ضمن نطاق المسؤولية الموكلة إليها والتعاون مع القوات البحرية الأميركية بتنفيذ رماية بالذخيرة الحية على أهداف سطحية وجوية محققة إصابات مباشرة ودقيقة أكدت المستوى الراقي والمتطور الذي يتمتع به طاقم السفينة.
الكويت مرة أخرى في عام 2003
وعقب ذلك، شاركت قوة دفاع البحرين في الدفاع عن دولة الكويت، حيث تحركت مجموعة القتال السابعة البحرينية في الكويت ضمن منظومة قوات درع الجزيرة من قواعدها في البحرين يوم 28 فبراير 2003م، وتولت القوة مهمة الدفاع عن القطاع الجنوبي الغربي للكويت، واستطاعت المجموعة عبر سلاح الجو الملكي بحماية أجواء الكويت من أي اعتداء جوي وتغطية القوات الموجودة بالكويت، حيث كانت تقوم بحماية سماء الكويت ككل من خلال دوريتين يومياً، ووصل مجمل عدد الدوريات والطلعات 90 طلعة بلغت مدتها 215 ساعة.
وشارك سلاح البحرية بالفرقاطة صبحا والفريقطة أحمد الفاتح والفريقطة المحرق لتعزيز جهود القوة البحرية الكويتية وتأمين خطوط المواصلات للسفن التجارية، فضلاً عن تأمين حماية سفن المساعدات الإنسانية المتجهة للعراق، ومرافقة السفن في مياه الخليج حتى وصولها للموانئ العراقية.
مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن 2009
ومع تنامي الخبرات التي اكتسبتها الفرقاطة صبحا، فقد شاركت في أكتوبر ونوفمبر 2009م مع قوة الواجب 151 المعنية بمكافحة القرصنة البحرية بخليج عدن. وكانت البحرين الدولة الوحيدة التي شاركت القوات متعددة الجنسيات في عمليات هذه المهمة الدولية على المستويين الخليجي والعربي، وجاءت ضمن التعاون الدولي لجهود عمليات حفظ السلام ومكافحة القرصنة تحت مظلة الأمم المتحدة. وكذلك تولى سلاح البحرية الملكي البحريني في نوفمبر 2017م قيادة هذه القوة.
وتسلم سلاح البحرية البحرينية مسؤولية قيادة قوة الواجب المشتركة 152 التابعة لقوات التحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة العاملة في وسط وجنوب الخليج العربي مرتين الأولى في مارس 2008م والثانية في يناير 2011م
وتعد البحرية البحرينية أول سلاح يتسلم هذه المهمة في المنطقة على مستوى الأسلحة البحرية، وذلك للثقة التي بات يكتسبها، والدور القيادي لقوة دفاع البحرين وأفرع أسلحتها المختلفة.
هذا بالإضافة إلى المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في الخليج العربي منذ 2006م وحتى يومنا هذا، والمعروف أن القوات المشاركة في القوة 152 تتألف من 25 دولة حول العالم قاطبة، والهدف مكافحة الإرهاب، ووقف تهريب الأسلحة والمخدرات والجرائم البحرية.
عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل من 2015 وإلى الآن
لقد كان تأكيد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه دائما أن قوة دفاع البحرين ستستمر في أداء واجبها السامي مع الأشقاء، وذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في الأحداث الفارقة، وهو ما أثبته استشهاد 9 من أبناء المملكة أثناء قيامهم بتأدية الواجب ضمن القوات المشاركة مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل 2015م.
يشار إلى أن البحرين شاركت بسرب مكون من 12 طائرة ضمن قوات التحالف العربي المشتركة بقيادة المملكة العربية السعودية، وكذلك شاركت بقوة من رجال البحرين في حماية أمن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، كما شاركت الفرقاطة صبحا في تأمين طريق وصول المساعدات التي التزمت بها دول التحالف العربي في اطار عملية إعادة الأمل والاستقرار في اليمن وتأمين منطقة بحر العرب وذلك بتأمين مسافة 250 ميلاً ضمن منطقة مهمة قوات التحالف العربي الممتدة من البحر الأحمر لبحر العرب في الحدود مع عمان.
وتبرز التقارير أن حجم المساعدات التي قامت الفرقاطة صبحا بإيصالها لليمن بلغت 910 طناً من المساعدات الغذائية والإنسانية والدوائية، وقد زار عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى قوة مملكة البحرين المشاركة ضمن قوات التحالف العربي في مايو 2015م واطلع على خط الطيران بقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، كما قام صاحب المعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين في يناير 2016م بزيارة تفقدية لقوة الواجب التابعة للقوة في منطقة جازان وقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف.
الحرب على الإرهاب (داعش) 2014
ولسلاح الجو الملكي البحريني دوره الكبير، ففي سبتمبر 2014م شارك نسور القوات الجوية الوطنية القوات الصديقة والحليفة والشقيقة بدول مجلس التعاون الخليجي بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي.
وكذلك فقد شاركت مجموعة من طائرات سلاح الجو الملكي في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب في فبراير 2015 بالأردن، وأثبت الطيارون البحرينيون ما يتمتعوا به من كفاءة واحترافية ودقة وروح معنوية عالية تعكس بجلاء مدى جاهزية رجال قوة دفاع البحرين.
مشاركات أخرى في هايتي والنيبال
وبجانب هذه الأدوار القتالية المهمة، كان لرجال القوة أدوارهم الإغاثية والإنسانية أيضاً، حيث شاركت الخدمات الطبية الملكية ضمن حملة الوعد المستمر عام 2011م في هايتي تحت مظلة الأمم المتحدة، وذلك لتقديم مساعدات علاجية طبية متنوعة لضحايا الزلزال هناك، وتمكن الفريق الطبي البحريني من تقديم خدمات التشخيص والعلاج المجاني للمرضى تراوحت أعدادهم من 700 إلى 1000 حالة في اليوم الواحد.
هذا بالإضافة إلى مشاركة الحرس الملكي في الجهود الإنسانية في نيبال مايو 2015م، حيث وصلت طائرة الشحن الإغاثية البحرينية وعلى متنها 30 طنا من المواد الطبية والمساعدات الغذائية بعد الزلزال المدمر الذي ضربها.
تحية لأبطال لن ننساهم .. تحية لشهداء قوة دفاع البحرين
شهدائنا فخر لنا .. شهداء العزة والكرامة