التقرير الأخير الذي صدر عن المجلس الاستخباراتي الأمريكي يرسم صورة لتجزئة العالم في السنين العشرين القادمة.
ويصدر تقرير كهذا كل خمس سنوات، وهذا هو التقرير الرابع من نوعه.
ومن ضمن النبوءات التي يتضمنها التقرير أن الولايات المتحدة ستبقى أقوى دولة في العالم ولكن نفوذها سيضعف، وأن القوة ستنتقل من الغرب الى الشرق، وأن تأثير القاعدة سيضعف وأن عالما متعدد الأقطاب سينبثق تلعب فيه الصين والهند أدوارا أكبر، وأن قوسا من عدم الاستقرار سيلتف حول العالم في بلدان يشكل الشبان فيها أغلبية السكان.
لم تكن تقارير كهذه دائما صائبة، ففي عام 1980، حين كان رونالد ريجان يتنافس مع جيمي كارتر على الرئاسة الأمريكية فإنه فعل ذلك على أساس أن نفوذ الاتحاد السوفياتي واليابان كان على وشك أن يطغى على نفوذ الولايات المتحدة.
في ذلك الوقت كانت اليابان تشغل مركز الصين حاليا، وكانت على وشك أن تسيطر على العالم اقتصاديا.
الولايات المتحدة في الواقع كانت الولايات المتحدة هي التي اشتد عودها، فقد نشأت صناعة جديدة على أنقاض القديمة.
حكمت ميكروسوفت العالم بينما دخلت اليابان في مرحلة طويلة من الركود النسبي، ولم نعد الان نتحدث عن نفوذها العالمي. أما بالنسبة للاتحاد السوفياتي فكلنا نعرف القصة. لم يتنبأ الكثيرون بانهيار الاتحاد السوفياتي، ولا حتى معدو هذه التقارير.
نفس الشيء حدث الآن مع الأزمة الاقتصادية.
روسيا اذا نظرنا الى التقرير المشابه الذي صدر عام 1997 والذي تضمن تنبؤات تمتد الى 2010، بالامكان ملاحظة مشاكل النبوءات.
ورد في ذلك التقرير ان "التأكل الذي اعترى السلطة المركزية في روسيا من الصعب اصلاحه".
لقد تمكن الرئيس بوتين من استعادة السلطة المركزية. كذلك كان تقرير عام 1997 متفائلا بخصوص الديموقراطية في روسيا، فماذا حصل ؟
وحتى أكون منصفا لا بد أن اشير الى ان التقرير وفق في التنبؤ بشيء يتعلق بالسياسية الخارجية الروسية، وهو توجهها الى بسط نفوذها على الدول المجاورة لها، وكذلك صدقت نبوءته فيما يتعلق باطاحة نظام صدام حسين.
ولكن أهمية تقارير كهذه تكمن في أنها تلفت انتباه القادة الى أنهم لا يعرفون كل الاجابات.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_7743000/7743289.stm