طائرات صينية دون طيار سلاح مصري لاصطياد الإرهابيين
[نُشر في 2017/12/26، العدد: 10852، ص(6)]
تطوير العتاد وحده لا يكفي في مواجهة الإرهاب المتطور
القاهرة – تأخذ الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب تحولات جديدة بعد أن طورت العناصر الإرهابية استراتيجيتها الهجومية وصعدت من هجماتها.
كما فتحت منافذ أخرى لدعم جبهة سيناء، فيما يكشف إعلان الجيش المصري عن عقد صفقات في أنواع جديدة من الأسلحة لم تكن معروفة في السابق لدى القوات المسلحة عن تغيير في العقيدة العسكرية في إدارة الحرب مع هذه العناصر والجماعات على جبهتين معقدتين، في سيناء والصحراء الغربية.
وأبرمت القوات المسلحة المصرية صفقات سلاح متطورة لمختلف أفرعها الرئيسية من طائرات حربية، وصواريخ أرض- جو، وسفن وغواصات وحاملات طائرات، لكنها أضافت نوعا جديدا من الأسلحة النوعية هو الطائرات دون طيار (درونز).
ويكشف استهداف مطار العريش بإحدى القذائف أثناء قيام وزيري الدفاع والداخلية بجولة تفقدية بعاصمة محافظة شمال سيناء عن تحد واضح من التنظيمات الإرهابية ينبئ بتصعيد خطير وحرب غير سهلة تحتاج إلى عقيدة دفاعية متطورة لوجتسيا وفكريا، وتتعامل مع الخطر الإرهابي وفق الجهة القادم منها، فمواجهة الإرهابيين في سيناء تختلف عن الحرب ضدهم على الحدود مع ليبيا مثلا.
وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” عن اتباع الحكومة خطة جديدة تعتمد فيها على تقنية الطائرة دون طيار، والتي سيتم اعتمادها أساسا في الحرب ضد الإرهاب على الجبهة الليبية نظرا للمساحة الجغرافية الشاسعة حيث تمتد الحدود المصرية الليبية على نحو 1200 كم.
في المقابل، ستتم الاستفادة من وسائل أخرى في الحرب على جبهة سيناء التي تعتبر صغيرة ومحدودة جغرافيا، بالإضافة إلى أن المنطقة باتت معروفة بالنسبة لدى قوات الأمن باعتبارها المعقل التقليدي للإرهابيين وبالنظر إلى الحرب المستمرة ضدهم منذ سنوات، مقارنة بالوضع مع الجبهة الليبية الحديثة.
سمير فرج: التهديد يفرض على الجيش المصري وجودا مستمرا على خط الحدود
طائرات صينية
وتتبع مصر استراتيجية خاصة لدخول عالم الطائرات دون طيار، وتعمل على بناء أسطول من الطائرات دون طيار، بعد أن وقعت مؤخرا على شحنة جديدة من طائرات من هذا النوع ذي المدى الطويل مع الصين من طراز سي اتش 5. وستكون مصر أول دولة تبدأ في تشغيل هذا النوع بعد الصين، والذي يصل مداه إلى 6500 كم وعدد ساعات الطيران إلى 60 ساعة متواصلة، كما يمكنه أن يحمل 24 صاروخ أرض- جو. وكانت القوات المصرية أجرت اختباراتها عليه في يونيو الماضي.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن هناك أعمالا إنشائية ضخمة تمت لتطوير البنية التحتية للمطارات المصرية القريبة من الحدود الشرقية، أبرزها مطارا المليز وسيوة، لاستيعاب الطائرات المروحية الهجومية والطائرات دون طيار للمشاركة بكثافة في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء وفي الصحراء الغربية.
وأضافت أن البرنامج المصري للطائرات دون طيار يستهدف بناء واستخدام طائرات يصل مداها إلى 10 آلاف كم بحيث يمكن تغطية 90 بالمئة من الأراضي الليبية.
وبدأت القاهرة أيضا تصنيعا مشتركا مع بكين لطائرة من نوع وينغ لونغ، كما تعمل على التعاون مع روسيا وفرنسا وكوريا الجنوبية لتسليح الجيش المصري بهذا النوع من الطائرات لمراقبة الحدود ومحاربة الميليشيات على حدودها الشرقية والغربية.
وكشفت تقارير أمنية مؤخرا عن اتخاذ إجراءات أخرى لمواجهة هذه الأزمة المستفحلة، أبرزها استحداث خرائط جديدة للأوكار الإرهابية للتعرف على التمركزات الجديدة لتلك العناصر، والخلفية التنظيمية التي تنتمي إليها، والجهات الدولية التي تدعمها وتمولها ماديا ومعلوماتيا.
وقال اللواء خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، “إن الاعتماد على الطائرات دون طيار في الحرب على الإرهاب من الوسائل التكنولوجية الناجحة والمهمة”.
وشدد في تصريحات لـ”العرب” على أن هذا النوع من الطائرات مزود بتقنيات تكنولوجية متطورة طلبها الجانب المصري كي يتمكن من ملاحقة الإرهابيين بما سيكون له أثر إيجابي على الأمن القومي المصري في فترات قادمة.
وأشار إلى أن الحدود الغربية ضخمة للغاية، ومصر أعلنت في أكثر من مناسبة أن المنطقة ستشهد عبور الإرهابيين الذين كانوا في سوريا والعراق في اتجاه ليبيا الملاذ الآمن الجديد لهذه الجماعات، لافتا إلى أن مصر تتحدث عن هذا الخطر منذ أربعة أشهر مضت وحذرت بقوة منه ولدى جميع الأجهزة الأمنية حالة استنفار قصوى لمجابهة الخطر الشديد. واستبق الجيش المصري تلك التطورات من خلال توسيع القاعدة العسكرية في سيدي براني قرب الحدود مع ليبيا، وتدشين أخرى جديدة تحمل اسم الرئيس المصري الراحل محمد نجيب.
ويقول خبراء أمنيون إن الحل الأمثل لمواجهة الجماعات المسلحة هو مباغتة الجماعات في عقر دارها قبل وصولها إلى الأراضي المصرية، ما يعزز من أهمية استخدام الطائرات دون طيار كسلاح يصعب تدميره، ويمكنه الوصول إلى نقاط بعيدة المدى في عمق الأراضي الليبية، بالإضافة إلى أن تدميره لا يعرض حياة الجنود المصريين للخطر.
واستهدف الإرهابيون عددا من المصريين من المقيمين في ليبيا، وكانت أبرز حادثة في ذلك إعدام 19 مصريا قبطيا في 2015 وردت القاهرة على تلك الهجمات بقيام سلاح الجو المصري بتدمير مراكز رئيسية لتدريب وتخزين الأسلحة في منطقة درنة.
واختارت القوات المصرية درنة باعتبارها أقرب نقطة للأراضي المصرية يسيطر عليها المتطرفون، لكن تلك الضربات لم تكن مؤثرة، لأن الجماعات ومراكزها الحقيقية تتركز في وسط ليبيا، والضربات المؤثرة تحتاج إلى الدخول في العمق الليبي، وهي إحدى قدرات ومميزات الطائرات دون طيار.
وأوضح خبراء عسكريون أن هذه الطائرات تستخدم أيضا لجمع المعلومات والبيانات الاستخبارية لصالح الجيش المصري، لأن مبدأ الدفاع عن النفس يكفل لمصر مطاردة الإرهابيين خارج الحدود دون التعرض للحكومات المركزية في هذه الدول التي تأوي عناصر إرهابية.
وأكد اللواء جاد الكريم الطرابيلي، الرئيس السابق للشركة المصرية للمطارات، أن مصر بدأت دخول عالم الطائرات دون طيار بقوة لدواع تتعلق بالحفاظ على أمنها القومي ومكافحة الإرهاب وتتبع مساراته والتعجيل برصد عناصره قبل القيام بعمليات داخل حدود الدولة المصرية.
وتابع جاد الكريم في تصريحات لـ”العرب” أن هذا النوع من الطائرات لا يحتاج إلى تجهيزات مختلفة عن التجهيزات التي تتم للأنواع الأخرى في المطارات العسكرية أو المدنية وربما يحتاج إلى تجهيزات أقل تكلفة كما يمكن أن يستخدم نفس المطارات.
أهمية استراتجية
زادت الأهمية الاستراتيجية للطائرات دون طيار مع ازدياد الشواغل الأمنية لمعظم البلدان في الشرق الأوسط، لأنها أقل تكلفة من الطائرات الحربية وتطير على ارتفاعات منخفضة ويصعب رصدها من قبل الرادارات الأرضية.
وكانت حتى عام 2000 تحتكر صناعتها الولايات المتحدة، ولكن انتقلت صناعتها بعد ذلك لتنحصر بين بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، حتى فاجأت الصين العالم في بداية عام 2010 بنجاحها في صناعة وتطوير الطائرات دون طيار، وسمحت بتصديرها لدول مختلفة حول العالم.
ولعبت الطائرات دون طيار دورا محوريا في الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق بعد أن اعتمدت عليها الولايات المتحدة في توفير غطاء جوي لقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد داعش بمحافظة دير الزور.
وتتيح الأنواع المختلفة من هذه الطائرات ميزة تفوق للقوات المسلحة المصرية، منها ما يحلق على ارتفاعات عالية ومنها ما يطير بصورة منخفضة، وهناك نوع منها يمكث لعدة أيام في الجو ومزود بأجهزة استطلاع وذخائر ويتم التحكم فيه من غرف قيادة العمليات في المطارات أو في أماكن أخرى محددة.
وقال الخبير الأمني اللواء سمير فرج “وفقا لمقتضيات الأمن القومي المصري وبعد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي وتمركز عناصر مختلفة من التنظيمات الإرهابية بها، فرضت الأوضاع على المخطط العسكري المصري الالتزام بوجود مستمر على خط الحدود من خلال الطائرات دون طيار أو من خلال نقاط ثابتة ودوريات للربط بين هذه النقاط”.
وأضاف فرج لـ”العرب” أن هذا النوع من الخطر يعني التركيز على نوعيات خاصة من المعدات الحديثة منها هذه النوعية من الطائرات، فضلا عن أنواع خاصة من المركبات والمروحيات والاتصالات، التي استدعت قيام مصر بإنشاء قمر صناعي خاص للاتصالات، وأعمال الاستعلام والمراقبة.
ووفقا لإحصاءات صادرة عن الجيش، فإن القوات المصرية استطاعت خلال العامين الماضيين تدمير 1400 سيارة دفع رباعي تسللت عبر الحدود مع ليبيا إلى الصحراء الغربية.
وكشفت تقارير أمنية أن الإعلان عن ظهور تنظيمات متطرفة جديدة وظهور عناصر من تنظيم داعش وآخرين تابعين للقاعدة ينذر بمحاولات دمج قوى متطرفة من أجل صناعة نواة جديدة في الصحراء الشاسعة بين مصر وليبيا لتكون مركزا لعمليات كبيرة ضد مصر ودول أخرى.
http://www.alarab.co.uk/article/في العمق/127223/طائرات-صينية-دون-طيار-سلاح-مصري-لاصطياد-الإرهابيين
- باتت مصر عرضة لخطر الإرهاب أكثر من أي وقت مضى بعد أن انعكست هزيمة داعش في سوريا والعراق على الحالة الأمنية المصرية، وارتفعت وتيرة الأعمال الإرهابية بشكل كبير على شطري مصر الشرقي والغربي. وتبحث القاهرة تطوير أذرعها الأمنية لمواجهة الخطر بشكل أكثر فعالية، واستعانت مؤخرا بسلاح الطائرات دون طيار من الصين لمواجهة المتطرفين في عمق الأراضي الليبية قبل الوصول إلى الحدود المصرية.
تطوير العتاد وحده لا يكفي في مواجهة الإرهاب المتطور
القاهرة – تأخذ الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب تحولات جديدة بعد أن طورت العناصر الإرهابية استراتيجيتها الهجومية وصعدت من هجماتها.
كما فتحت منافذ أخرى لدعم جبهة سيناء، فيما يكشف إعلان الجيش المصري عن عقد صفقات في أنواع جديدة من الأسلحة لم تكن معروفة في السابق لدى القوات المسلحة عن تغيير في العقيدة العسكرية في إدارة الحرب مع هذه العناصر والجماعات على جبهتين معقدتين، في سيناء والصحراء الغربية.
وأبرمت القوات المسلحة المصرية صفقات سلاح متطورة لمختلف أفرعها الرئيسية من طائرات حربية، وصواريخ أرض- جو، وسفن وغواصات وحاملات طائرات، لكنها أضافت نوعا جديدا من الأسلحة النوعية هو الطائرات دون طيار (درونز).
ويكشف استهداف مطار العريش بإحدى القذائف أثناء قيام وزيري الدفاع والداخلية بجولة تفقدية بعاصمة محافظة شمال سيناء عن تحد واضح من التنظيمات الإرهابية ينبئ بتصعيد خطير وحرب غير سهلة تحتاج إلى عقيدة دفاعية متطورة لوجتسيا وفكريا، وتتعامل مع الخطر الإرهابي وفق الجهة القادم منها، فمواجهة الإرهابيين في سيناء تختلف عن الحرب ضدهم على الحدود مع ليبيا مثلا.
وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” عن اتباع الحكومة خطة جديدة تعتمد فيها على تقنية الطائرة دون طيار، والتي سيتم اعتمادها أساسا في الحرب ضد الإرهاب على الجبهة الليبية نظرا للمساحة الجغرافية الشاسعة حيث تمتد الحدود المصرية الليبية على نحو 1200 كم.
في المقابل، ستتم الاستفادة من وسائل أخرى في الحرب على جبهة سيناء التي تعتبر صغيرة ومحدودة جغرافيا، بالإضافة إلى أن المنطقة باتت معروفة بالنسبة لدى قوات الأمن باعتبارها المعقل التقليدي للإرهابيين وبالنظر إلى الحرب المستمرة ضدهم منذ سنوات، مقارنة بالوضع مع الجبهة الليبية الحديثة.
سمير فرج: التهديد يفرض على الجيش المصري وجودا مستمرا على خط الحدود
طائرات صينية
وتتبع مصر استراتيجية خاصة لدخول عالم الطائرات دون طيار، وتعمل على بناء أسطول من الطائرات دون طيار، بعد أن وقعت مؤخرا على شحنة جديدة من طائرات من هذا النوع ذي المدى الطويل مع الصين من طراز سي اتش 5. وستكون مصر أول دولة تبدأ في تشغيل هذا النوع بعد الصين، والذي يصل مداه إلى 6500 كم وعدد ساعات الطيران إلى 60 ساعة متواصلة، كما يمكنه أن يحمل 24 صاروخ أرض- جو. وكانت القوات المصرية أجرت اختباراتها عليه في يونيو الماضي.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن هناك أعمالا إنشائية ضخمة تمت لتطوير البنية التحتية للمطارات المصرية القريبة من الحدود الشرقية، أبرزها مطارا المليز وسيوة، لاستيعاب الطائرات المروحية الهجومية والطائرات دون طيار للمشاركة بكثافة في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء وفي الصحراء الغربية.
وأضافت أن البرنامج المصري للطائرات دون طيار يستهدف بناء واستخدام طائرات يصل مداها إلى 10 آلاف كم بحيث يمكن تغطية 90 بالمئة من الأراضي الليبية.
وبدأت القاهرة أيضا تصنيعا مشتركا مع بكين لطائرة من نوع وينغ لونغ، كما تعمل على التعاون مع روسيا وفرنسا وكوريا الجنوبية لتسليح الجيش المصري بهذا النوع من الطائرات لمراقبة الحدود ومحاربة الميليشيات على حدودها الشرقية والغربية.
وكشفت تقارير أمنية مؤخرا عن اتخاذ إجراءات أخرى لمواجهة هذه الأزمة المستفحلة، أبرزها استحداث خرائط جديدة للأوكار الإرهابية للتعرف على التمركزات الجديدة لتلك العناصر، والخلفية التنظيمية التي تنتمي إليها، والجهات الدولية التي تدعمها وتمولها ماديا ومعلوماتيا.
وقال اللواء خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، “إن الاعتماد على الطائرات دون طيار في الحرب على الإرهاب من الوسائل التكنولوجية الناجحة والمهمة”.
وشدد في تصريحات لـ”العرب” على أن هذا النوع من الطائرات مزود بتقنيات تكنولوجية متطورة طلبها الجانب المصري كي يتمكن من ملاحقة الإرهابيين بما سيكون له أثر إيجابي على الأمن القومي المصري في فترات قادمة.
وأشار إلى أن الحدود الغربية ضخمة للغاية، ومصر أعلنت في أكثر من مناسبة أن المنطقة ستشهد عبور الإرهابيين الذين كانوا في سوريا والعراق في اتجاه ليبيا الملاذ الآمن الجديد لهذه الجماعات، لافتا إلى أن مصر تتحدث عن هذا الخطر منذ أربعة أشهر مضت وحذرت بقوة منه ولدى جميع الأجهزة الأمنية حالة استنفار قصوى لمجابهة الخطر الشديد. واستبق الجيش المصري تلك التطورات من خلال توسيع القاعدة العسكرية في سيدي براني قرب الحدود مع ليبيا، وتدشين أخرى جديدة تحمل اسم الرئيس المصري الراحل محمد نجيب.
ويقول خبراء أمنيون إن الحل الأمثل لمواجهة الجماعات المسلحة هو مباغتة الجماعات في عقر دارها قبل وصولها إلى الأراضي المصرية، ما يعزز من أهمية استخدام الطائرات دون طيار كسلاح يصعب تدميره، ويمكنه الوصول إلى نقاط بعيدة المدى في عمق الأراضي الليبية، بالإضافة إلى أن تدميره لا يعرض حياة الجنود المصريين للخطر.
واستهدف الإرهابيون عددا من المصريين من المقيمين في ليبيا، وكانت أبرز حادثة في ذلك إعدام 19 مصريا قبطيا في 2015 وردت القاهرة على تلك الهجمات بقيام سلاح الجو المصري بتدمير مراكز رئيسية لتدريب وتخزين الأسلحة في منطقة درنة.
واختارت القوات المصرية درنة باعتبارها أقرب نقطة للأراضي المصرية يسيطر عليها المتطرفون، لكن تلك الضربات لم تكن مؤثرة، لأن الجماعات ومراكزها الحقيقية تتركز في وسط ليبيا، والضربات المؤثرة تحتاج إلى الدخول في العمق الليبي، وهي إحدى قدرات ومميزات الطائرات دون طيار.
وأوضح خبراء عسكريون أن هذه الطائرات تستخدم أيضا لجمع المعلومات والبيانات الاستخبارية لصالح الجيش المصري، لأن مبدأ الدفاع عن النفس يكفل لمصر مطاردة الإرهابيين خارج الحدود دون التعرض للحكومات المركزية في هذه الدول التي تأوي عناصر إرهابية.
وأكد اللواء جاد الكريم الطرابيلي، الرئيس السابق للشركة المصرية للمطارات، أن مصر بدأت دخول عالم الطائرات دون طيار بقوة لدواع تتعلق بالحفاظ على أمنها القومي ومكافحة الإرهاب وتتبع مساراته والتعجيل برصد عناصره قبل القيام بعمليات داخل حدود الدولة المصرية.
وتابع جاد الكريم في تصريحات لـ”العرب” أن هذا النوع من الطائرات لا يحتاج إلى تجهيزات مختلفة عن التجهيزات التي تتم للأنواع الأخرى في المطارات العسكرية أو المدنية وربما يحتاج إلى تجهيزات أقل تكلفة كما يمكن أن يستخدم نفس المطارات.
أهمية استراتجية
زادت الأهمية الاستراتيجية للطائرات دون طيار مع ازدياد الشواغل الأمنية لمعظم البلدان في الشرق الأوسط، لأنها أقل تكلفة من الطائرات الحربية وتطير على ارتفاعات منخفضة ويصعب رصدها من قبل الرادارات الأرضية.
وكانت حتى عام 2000 تحتكر صناعتها الولايات المتحدة، ولكن انتقلت صناعتها بعد ذلك لتنحصر بين بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، حتى فاجأت الصين العالم في بداية عام 2010 بنجاحها في صناعة وتطوير الطائرات دون طيار، وسمحت بتصديرها لدول مختلفة حول العالم.
ولعبت الطائرات دون طيار دورا محوريا في الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق بعد أن اعتمدت عليها الولايات المتحدة في توفير غطاء جوي لقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد داعش بمحافظة دير الزور.
وتتيح الأنواع المختلفة من هذه الطائرات ميزة تفوق للقوات المسلحة المصرية، منها ما يحلق على ارتفاعات عالية ومنها ما يطير بصورة منخفضة، وهناك نوع منها يمكث لعدة أيام في الجو ومزود بأجهزة استطلاع وذخائر ويتم التحكم فيه من غرف قيادة العمليات في المطارات أو في أماكن أخرى محددة.
وقال الخبير الأمني اللواء سمير فرج “وفقا لمقتضيات الأمن القومي المصري وبعد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي وتمركز عناصر مختلفة من التنظيمات الإرهابية بها، فرضت الأوضاع على المخطط العسكري المصري الالتزام بوجود مستمر على خط الحدود من خلال الطائرات دون طيار أو من خلال نقاط ثابتة ودوريات للربط بين هذه النقاط”.
وأضاف فرج لـ”العرب” أن هذا النوع من الخطر يعني التركيز على نوعيات خاصة من المعدات الحديثة منها هذه النوعية من الطائرات، فضلا عن أنواع خاصة من المركبات والمروحيات والاتصالات، التي استدعت قيام مصر بإنشاء قمر صناعي خاص للاتصالات، وأعمال الاستعلام والمراقبة.
ووفقا لإحصاءات صادرة عن الجيش، فإن القوات المصرية استطاعت خلال العامين الماضيين تدمير 1400 سيارة دفع رباعي تسللت عبر الحدود مع ليبيا إلى الصحراء الغربية.
وكشفت تقارير أمنية أن الإعلان عن ظهور تنظيمات متطرفة جديدة وظهور عناصر من تنظيم داعش وآخرين تابعين للقاعدة ينذر بمحاولات دمج قوى متطرفة من أجل صناعة نواة جديدة في الصحراء الشاسعة بين مصر وليبيا لتكون مركزا لعمليات كبيرة ضد مصر ودول أخرى.
http://www.alarab.co.uk/article/في العمق/127223/طائرات-صينية-دون-طيار-سلاح-مصري-لاصطياد-الإرهابيين