تونس تعتمد إطارًا جديدًا لاقتناء المعدات الدفاعية لتسريع التحديث العسكري
السياق الاستراتيجي
أقرت تونس إطارًا وطنيًا جديدًا للمشتريات العسكرية، مما يُمثل تحولًا حاسمًا نحو تسريع عمليات الاستحواذ، وتعزيز المشاركة الصناعية، وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب.
يأتي هذا الإصلاح في وقت تواجه فيه تونس تصاعدًا في انعدام الأمن على الحدود، وتفاقمًا في التهديدات الساحلية، وفجوات في القدرات الهيكلية لقواتها المسلحة.
العناصر الأساسية لإطار المشتريات الجديد
هيكلية اقتناء مُبسطة
يُستبدل هذا القانون إجراءات الموافقة القديمة متعددة الطبقات بنظام مُبسط يُتيح:
الاستحواذ المُسرع للمتطلبات التشغيلية العاجلة،
تبسيط عملية التحقق من العقود،
والتنسيق المباشر بين مؤسسات الدفاع والمالية والرقابة.
المشاركة الصناعية الإلزامية
يجب أن يتضمن كل عقد أجنبي رئيسي الآن ما يلي:
التجميع المحلي أو الإنتاج الجزئي؛
أحكام نقل التكنولوجيا؛
برامج التعويض الصناعي التي تُفيد الشركات التونسية؛
مكونات التدريب والصيانة.
يضمن هذا أن تُساهم المشتريات في تعزيز القدرة الصناعية الوطنية بدلاً من مجرد استيراد منصات جاهزة.
دعم منظومات الدفاع المحلية
تُرسي هذه السياسة أسس قاعدة دفاعية صناعية منظمة من خلال:
تصنيف الشركات المحلية القادرة على الإنتاج المشترك،
تشجيع الشراكات في مجالات الإلكترونيات، والطائرات بدون طيار، والأنظمة البحرية، والأمن السيبراني،
وتشجيع الابتكار من خلال التقنيات ذات الاستخدام المزدوج.
الآثار المترتبة على الوضع الدفاعي التونسي
دورات تحديث أسرع
من المتوقع أن تُحدّث القوات المسلحة بسرعة:
أصول مراقبة الحدود،
قدرة المركبات المدرعة على الحركة،
وقدرات الدوريات البحرية،
وأنظمة الاتصالات التكتيكية.
يعزز هذا بشكل مباشر قدرة تونس على مكافحة الإرهاب، وشبكات التهريب، وانعدام الأمن البحري.
إعادة التوازن الجيوسياسي
يسمح الإطار الجديد لتونس بتنويع شراكاتها الدفاعية بما يتجاوز المصادر الغربية التقليدية من خلال فتح الباب أمام:
الشركات المصنعة التركية والإيطالية والفرنسية والآسيوية،
فرص المشاريع المشتركة في تقنيات الصيانة والطائرات بدون طيار،
ودبلوماسية المشتريات متعددة الاتجاهات التي تتجنب الاعتماد المفرط على كتلة واحدة.
الآثار الاقتصادية والتكنولوجية غير المباشرة
يُولّد التجميع المحلي ونقل التكنولوجيا ما يلي:
العمالة الماهرة،
والخبرة الصناعية طويلة الأمد،
وإمكانات التصدير في الإلكترونيات الدقيقة، ومكونات الطائرات بدون طيار، والصيانة البحرية.
المخاطر والقيود الهيكلية
تشمل أوجه عدم اليقين الرئيسية ما يلي:
محدودية القدرة الاستيعابية للصناعات المحلية؛
عزوف الجهات الأجنبية عن مشاركة التقنيات الحساسة؛
الضغوط المالية التي تؤثر على الجداول الزمنية للتحديث؛
التحولات السياسية المحتملة التي قد تُؤخر التنفيذ.
قد تُبطئ هذه التحديات - ولكنها لا تعكس - المسار العام للإصلاح.
الخلاصة
يُمثل قانون المشتريات الجديد في تونس نقطة تحول استراتيجية.
إنه يُسرّع التحديث، ويُرسّخ نقل التكنولوجيا كمتطلب أساسي، ويدعم ظهور منظومة محلية للصناعات الدفاعية قادرة على المشاركة في سلاسل التوريد الإقليمية.
يُعزز هذا الإطار كلاً من الوضع الأمني لتونس ومرونتها الاقتصادية، مما يضعها كشريك صناعي مستقبلي في المشهد الدفاعي المتطور في شمال إفريقيا.
Tunisia has approved a new national framework for military procurement, marking a decisive shift toward faster acquisitions, stronger industrial participation, and reduced dependence on foreign suppliers.
www.africansecurityanalysis.org