تعليقي حول نقطة التصويت الأخيرة التي أثارت الجدل،
هو أن السعودية والنواة الصلبة في مشروع المواجهة مع إيران والمستفرسين مثل الأشقاء في الإمارات والبحرين،
قد قطعوا مسافة طويلة وبسرعة هائلة في المواجهة،
طبيعي أن يتخلف عن ركبنا من لديه مشاكل تثقل كاهله،
أو مخاوف من الإندفاع الذي قد يولد الأخطاء،
أو حتى الجبان الذي لايجرؤ على القتال والنزول في ساحات المعارك،
أو الكاره الحاقد الذي صدره ملئ بالقذاره والعفن،
إذا تحركنا مع الدول العربية من منطلق 'أريدك كلك معي'
فسنخسر الجميع،
كما خسرت امريكا حلفائها في العراق بعد 2003 وعلى رأسهم بريطانيا،
إذا تحركنا من منطلق 'أريد بعضك معي' فسوف نشكل جبهة واسعة جدا،
هناك دول عربية سنحصل منها على دعم إعلامي لمشروع المواجهة
وهناك دول سنحصل منها على دعم مخابراتي،
وهناك دول سنحصل منها على دعم سياسي،
وفي النهاية سيشترك الأغلبية معنا بنسبة معينة
وبشكل من أشكال المواجهة في حدها الأدنى،
فأقول:
السياسة لايصلح فيها الحدة ومنطق إن لم تكن معي فأنت ضدي،
الذكاء السياسي مطلوب في مواجهة إيران،
لأنه يؤلمهم كثيرا ويصعب عليهم،
واليوم السابق كنت قلق جدا من ردة فعل حكومتنا على ماجرى في قرار التصويت،
وبعد المتابعة الشاملة لإعلامنا وللخارجية بالذات،
حمدت الله أن رجالنا الأبطال في صناعة القرار السياسي،
كانوا أذكياء جدا وشرسين فعلا في المواجهة،
وسنبقى دائما بلا كلل ولا ملل نعد جبهة واسعة للمواجهة،
ونعيد تقييم عملها ونختبر جديتها كما حصل في التصويت الأخير،
لنكتشف العيوب فيها ونعيد إصلاحها وتشكيلها من جديد،
هذا الأسلوب يفرضه علينا دورنا التأريخي
كقائد للأمة العربية والإسلامية في حماية البوابة الشرقية للعرب وتنظيفها من زبالة الفرس،
لن نيأس في دعوة العرب والعالم إلى المواجهة،
ولن نتأخر عن ساحاتها الميدانية حتى لو كنا لوحدنا،
وصدورنا مفتوحة للجميع
دعني اختصر لك الموضوع
بداية اي ازمه تكشف لك حلفاءك الحقيقيين
ففي هذه الفتره يكون التصعيد الاعلامي والسياسي هو سيد الموقف ومن هو متردد في دعمك او لايرغب بذلك سيبدا بالتهرب واخذ دور الحياد تحت عنوان لا ارغب بالعداء مع احد !
اما من يريد دعمك ويؤمن بعلاقته معك سيكون في الصفوف الامامية ويصعد الموضوع معك اكثر واكثر
عندما ننتقل لمرحلة المواجهه الحقيقيه
ستجد ان من يتردد بدعمك يأخذ وضعية حمامة السلام ويظهر بمظهر ساعي السلام بينك وبين عدوك اما من لايرغب بدعمك ستجده يضربك من تحت الحزام من فتره لاخرى وقت المواجهه
اما طبعا من يريد ان يدعمك ستجده مازال صامد معك
عندما تنتصر في النهاية ستتفاجأ ان جميع الثلاثه الذين ذكرتهم يهللون ويفرحون لك وسيبدأ الحديث عن ان هذه الدول كانت تظهر خلاف ماتبطن وانها من خلف الكواليس تدعمك ليلا ونهارا وسترى مواطنين هذه الدول يتحدثون لك عن قدرات وانجازات مخابراتهم في دعمك وكيف انه لولا الله ثم دعمهم لم تكن لاتنتصر
وعندما تنهزم ستجدهم يستابقون للضحك عليك وعلى حكومتك وسذاجة القياده في بلدك وكيف انهم هم من يفهم ببواطن الامور وان دولتك مجرد مجموعه من القادة المتهورين وغيرها من الكلام الذي نسمعه منذ الان !
فباختصار افضل مايمكن ان تفعله هو ان تقرر قرارك وتمضي ومن يريد دعمك ستجده خلفك مباشره اذا لم يسبقك اساسا في المواجهه ومن يتخلف لاتحرجه فببساطه انت عرفت مافي قلبه بشكل واضح وصريح
السعودية دخلت في العديد من المشاكل دعما لكثير من الدول ونراها الان بكل بساطه ترفع يدها حتى في ابسط الامور التي تريدها منها المملكة
يجب على المملكة ان تتوجه نحو الداخل وتسلك مسار تطوير البلاد والشعب بشكل يجعلها تستغني عن الجميع وتنسى اسلوب الدعم المهول الذي كان يقدم لهذه الدول التي ما ان تنقلب الامور علينا يرفعون ايديهم بكل بساطه
بالمناسبة النقطه الوحيده التي انتصر فيها الشعب على الحكومه في السعودية هي مسألة دعم هذه الدول فقد كنت دائما اقول ان الدوله ابخص لكن لاول مره يصبح الشعب ابخص ويتوقع ان هذه الاموال والمساعدات ستكون بلا فائده مستقبلا
لا الوم حكومة المملكة بمافعلته ففي النهاية كل دوله تسلك مسار قد يصيب وقد يخيب !