مشكور استاذناالرشـــــــــــــاش الروســــــــــــــي الآلــــــــــــــي الثقيـــــــــــــل KORD
تشكل المدافع الرشاشة المتوسطة والثقيلة ، خط الدفاع الذاتي والأخير لدبابة المعركة الرئيسة تجاه أخطار الهجمات الأرضية (مشاة يحملون قواذف مضادة للدروع) والهجمات الجوية (مروحيات ، طائرات هجوم أرضي) ، بما في ذلك الاطلاع في أغلب الأحيان بمهام الكبح والإخماد suppression missions . فقد أثبتت المعارك التي جرت في أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا وغيرها ، أن المشاة المسلحون جيداً ، يمكن أن يقاتلوا الدبابات من التضاريس القريبة ، أو من خلال الأغطية النباتية ، وكذلك من خلال المناطق الحضرية urban areas ، بهدف حرمان هذه الدبابات الاستفادة من عناصرها الرئيسة ، مثل قابلية الحركة ومدى المواجهة standoff range . وفي الحقيقة فإن هذه المدافع أو الأسلحة الثانوية لا تختلف كثيراً عن الرشاش التقليدية ، باستثناء احتوائها على التعديلات التي تسمح بتثبيتها واستخدامها يدوياً manually-controlled من داخل الدبابة ، أو من أعلى فتحة الكوة يدوياً أو آلياً ، بحيث تستطيع توفير نيران دعم وإسناد حتى مديات مؤثرة لا تقل عن 900-1500 م .
المصممين الروس طوروا لصالح قواتهم المسلحة قبل سنوات رشاش آلي ثقيل حمل التعيين الرسمي "كورد" kord (اختصار أسماء مصمميه Konstruktsija - Oruzheinikov - Degtyarovtsev) . هذا السلاح الآلي هو الآن في مرحلة الإنتاج الشامل لدى مصنع الرشاشات "دكتيريوف" Degtyaryov في مدينة "كوفروف" Kovrov ، حيث تم تبنيه رسمياً من قبل القوات المسلحة الروسية (المصنع يصنف على نحو قياسي من بين الشركات الـ200 الأكبر في روسيا من ناحية المبيعات) .. أدخل الرشاش الثقيل كورد من عيار 12,7 ملم إلى الخدمة في نهاية التسعينات لاستبدال الرشاشة الأقدم NSV . وفي الحقيقة فريق التصميم كان يعمل على تطوير رشاش آلي ثقيل منذ العام 1987 لكن سقوط الإتحاد السوفيتي أخر العمل . متطلبات الجيش الروسي الجديدة فرضت على مهندسي مصنع دكتيريوف نفض الغبار من جديد عن رسوم التصميم السابق ، لكن نقص التمويل وقلته أخرت إنجاز العمل ، ليتم أخيراً تجميع أول دفعة تجريبية من السلاح في ديسمبر العام 1997 ، وفي 8 سبتمبر 1998 صدر مرسوم حكومة الاتحاد الروسي بتبني القوات المسلحة للرشاش كورد بعد خضوعه للاختبارات ، ويوضع السلاح في الإنتاج الشامل العام 2001 . هو الآن ينتج الآن بثلاثة نسخ ، فبالإضافة إلى النسخ المخصصة للمشاة التي تحمل التعيين 6P50 و6P51 ، هناك النسخة المضادة للطائرات التي تثبت على برج الدبابة الروسية T-90S وتحمل التعيين الرسمي 6P49 (يبلغ طولها 1625 ملم وزنها 27 كلغم ، وهي مجهزة بزناد إطلاق كهربائي electric trigger) كما يمكن تثبيت السلاح على هياكل المروحيات والدوريات البحرية .
لقد جاء تصميم السلاح بشكل رائع جداً ، مع ثقة عالية في العمليات ضمن درجة حرارة بيئية تزيد عن 50 درجة مئوية ، كذلك في الظروف المتربة والمطرية والثلجية ، أو بعد الغمر في المياه ، أو حتى بدون عملية تنظيف وتزييت لبضعة أيام . هو أخف وزناً من سابقة ، وقد وفرت تعديلات التصميم المختلفة إمكانية تخفيض الارتداد less recoil بنسبة أكبر مقارنة مع الرشاشة السابقة NSV رغم وتيرة الرمي المرتفعة للسلاح . هذا سمح بزيادة الدقة أثناء النيران الثابتة لنحو 1.5-2 مرة مقارنة بالسلاح NSV ، وبات بالإمكان التسديد وإصابة هدف على مسافة 100 م مع هامش خطأ لا يتجاوز 0.22 م . السلاح كورد مجهز بأدوات تصويب حديدية مفتوحة open sights قابلة للتعديل لتأمين مشاغلة الأهداف حتى مسافة 2000 م ، لكن أيضاً يمكن تجهيزه عند الرغبة بأدوات تصويب نهارية أو ليلية أكثر تقدماً (تطابق في تثبيتها مساند أو دعامات معدة خصيصاً لهذا الغرض) ، وللنسخة المضادة للطائرات هو يجهز بمنظار تسديد بصري من نوع "كوليماتور" collimator sight . في الحقيقة ميزة تخفيض الارتداد غير العادية مكنت المشغل بالإضافة لقابلية الرمي بالسلاح وهو مثبت على حامل ثلاثي ثقيل الوزن يحمل التعيين 6T7 (يبلغ وزنه 16 كلغم) ، مكنته أيضاً من إطلاق النار والسلاح مثبت على مسند ثنائي خفيف الوزن يحمل التعيين 6T19 (يبلغ وزنه فقط 7 كلغم) . لقد طور النظام في أحد نسخه لكي يستخدم من فوق دبابات المعركة والعربات المدرعة الأخرى مع قابلية توفير معدل نيران لنحو 650-750 طلقة/دقيقة ، وحتى مدى مؤثر يبلغ 2000 م ضد الأهداف الأرضية ، و1500 ضد الأهداف الجوية ، مع سرعة فوهة تبلغ 820-860 م/ث . كما يمكن إجراء عمليات إطلاق النار ضمن رشقات قصيرة من 2-3 طلقات ، أو رشقات طويلة من 10-15 طلقات أو من خلال النمط الآلي المستمر . ويمكن عند الضرورة فصل واستبدال سبطانة السلاح بسهولة نسبية quick-detachable وذلك من خلال مزلاج محدد للفك/الإزاحة ، ثم إدارته للجانب الآخر للتثبيت/القفل .
هناك تشكيله متنوعة من الذخيرة 12.7 × 108 الخارقة للدروع لهذا السلاح والتي تحتوي في مؤخرتها خطاط/راسم tracer لتتبع المسار . فهناك الطلقات BS-41 التي تمتلك سرعة فوهة من 820 م/ث وتحوي بداخلها صميم خارق من التنغستن يتيح لها اختراق صفيحة فولاذية بسماكة 20 ملم من مسافة 750 م (طاقة الفوهة مقدرة بنحو 18625 جول) . هناك أيضاً الطلقة B-32 التي تحوي بداخلها صميم خارق من الفولاذ المقسى وتستطيع تحقيق نفس النتيجة لكن من مسافة 100 م فقط (طاقة الفوهة مقدرة بنحو 16240 جول) . هذا السلاح يتم إنتاجه حالياً ونشره لصالح قوات المشاة ، كما يتم تثبيته على أحدث الدبابات الروسية ، أمثال T-80U و T-90 (يمكن أيضاً استعماله على الدبابات T-72 واستبدال الأسلحة NSVT المتقادمة لأنه يستخدم نفس وصلات التثبيت) .
سلاح الإسناد والدعم الناري القريب
الرشـــــــــــــــــــــاش الآلــــــــــــــــــــــــي M2 Browning
طور الرشاش الثقيل M2 Browning الذي يتمتع بمواصفات البساطة والفاعلية ، أواخر الحرب العالمية الأولى وتحديداً العام 1918 ، وذلك بناء على طلب مباشر من الجنرال بيرشنغ Pershing ، قائد الهيئة الاستطلاعية الأمريكية في أوروبا . أعمال التطوير نفذت بواسطة مصمم الأسلحة الأمريكي الشهير "جون براوننغ" John Browning الذي يعتبر من أكثر مصممي الأسلحة النارية الآلية ونصف الآلية نجاحاً في القرن العشرين ، وينسب له نحو 128 براءة اختراع في هذا المجال . النمط الأساس للرشاشة الجديدة بما في ذلك استخدام خراطيش أكبر حجماً وأكثر قوة من العيار 0.5 بوصة (تعادل العيار 12.7 ملم في الشروط المترية) تم إقراره في العام 1921 ، ليتبنى السلاح رسميا بعد ذلك العام 1923 تحت التعيين M1921 . لقد أصبح هذا الرشاش الذي يغذى بشريط طلقات جانبي ويبرد بالماء في بدايته ، السلاح الرئيس المضاد للطائرات لكل من سلاح المشاة والبحرية الأمريكية . في العام 1930 الجيش الأمريكي تبنى نموذج معدل بعض الشيء ، حمل التعيين M1921A1 ، حيث تم التركيز على تطوير السلاح ليناسب أدوار أكثر تعدداً من ذي قبل . تغييرات التصميم الرئيسية نفذت من قبل الدكتور "صموئيل غرين" Samuel G. Green (من مديرية المدفعية) ، الذي أعاد تصميم المستقبل الرئيس للسلاح basic receiver (الهيكل الذي توصل به السبطانة السلاح ويضم آلية الإطلاق والتعبئة) بحيث بات بالإمكان استخدامه بالتزامن مع السبطانات المبردة بالماء (تغليف معبأ بالماء water jacket) أو تلك المبردة بالهواء (أنبوب معدني قصير بثقوب متعددة perforated sleeve) . صموئيل طور أيضا نظام التغذية بالرصاص belt-feeding ليصبح قابلاً للتطبيق من الجهتين .. تبنى الجيش الأمريكي الرشاشة المحسنة الجديدة وأطلق عليها التعيين M2 ، لتكون النسخة المضادة للطائرات مبردة بالماء ، في حين النسخة الأرضية المثبتة على منصب ثلاثي ستكون مبردة بالهواء وكذلك الأمر بالنسبة لسلاح الطائرات . ولكون السبطانات الأصلية المبردة بالهواء كانت خفيفة جداً لتزويد درجة نيران ثابتة sustained fire في التطبيقات الأرضية ، فإن سبطانات أثقل قدمت لتجاوز هذه النقيصة ، ليصبح تعيين السلاح عندها M2HB كاختصار (HB = Heavy Barrel) .
النموذج القياسي للرشاش M2HB يبرد بالهواء ويعمل وفق مبدأ الارتداد القصير short recoil principle الذي يستخدم عادة في تصاميم الرشاشات الآلية والمسدسات نصف الآلية . ففي الأسلحة النارية الفردية التي تعمل بمبدأ الارتداد ، نجد أن كامل السلاح لا يرتد متى ما الرصاصة أطلقت (إن سرعة الرصاصة عالية ، لكن نتيجة كون كتلة الرصاصة أصغر بكثير من كتلة السلاح الناري ، فإن سرعة الارتداد للسلاح الناري recoil velocity أصغر تماثليا من سرعة الرصاصة) . بدلاً من ذلك ، فقط جزء محدد من السلاح الناري يسمح له بالارتداد ، بينما بقية أجزاء السلاح الأخرى تبقى ساكنه نسبياً إلى الأجزاء المرتدة . الأجزاء المرتدة والأجزاء غير المرتدة مرتبطة وموصولة سوية من قبل نابض حلزوني spring ، الذي يستخدم لإرجاع الجزء المرتد مره أخرى إلى موقعه الأصلي . هكذا ووفق مبدأ الارتداد القصير ، فإن فقط السبطانة والمزلاج هما من يسمح لهم بالارتداد .
السلاح M2HB يرمي نظرياً ما بين 450-575 طلقة/دقيقة ، بسرعة فوهة لنحو 930 م/ث . هذه النسبة القصوى من النار بشكل عام ليست قيد الإنجاز أو الاستخدام . فمع نيران ثابتة ومتواصلة sustained fire وفق هذا المعدل ، السبطانة التي يبلغ طولها 1140 ملم ، ستتعرض للإنهاك والإهتراء بعد رمي بضعة ألاف الطلقات ، مما يستلزم استبدالها بأخرى جديدة . لذلك ، نظام الإطلاق في الرشاش M2HB يوفر صيغ رمي أخرى بالإضافة للنمط الآلي الكامل ، مثل الرمي المفرد لطلقة طلقة ، أو لأقل من 40 طلقة بالدقيقة ، أو النار السريعة rapid fire لأكثر من 40 طلقة بالدقيقة . أنماط الرمي البطيئة والسريعة تستعمل رشقات من 5-7 طلقات بفاصل زمني للتوقف بين الرشقات . أما معدل الرمي العملي في الرشاش فيتراوح ما بين 70-80 طلقة/دقيقة . المدى الأقصى الفعال والمؤثر للسلاح M2HB يبلغ نحو 1,830 م عند التعامل مع أهداف برية ، ونحو 800-1000 م عند التعامل مع أهداف جوية منخفضة الطيران . في النسخة المنقولة على الأرض ground-portable ، السلاح يزن لوحده 38 كلغم ، في حين الحامل الثلاثي يزن 20 كلغم . وعملياً على خلاف جميع الرشاشات الحديثة الأخرى ، السلاح M2HB ليس له نظام أمان (على الرغم من مفتاح أمان انزلاقي تم توفيره مؤخرا من قبل المنتج لصالح القوات المسلحة الأمريكية) . لذا القوات في ساحة الميدان توصى بإضافة إجراء سلامة مرتجل ضد إطلاق النار العرضي accidental firing وذلك بطرح حاوية طلقة مستهلكة تحت زناد الرمي الذي يحمل شكل الفراشة .
لكون السلاح M2HB صمم عمداً لكي يلائم العديد من الترتيبات ، فإنه يستطيع رمي أكثر من 20 نوعاً من ذخيرة العيار 12.7 × 99 ملم (حسب نوع الهدف) . مثل الخارقة للدروع AP والخارقة للدروع الحارقة API والخارقة للدروع الحارقة الخطاطة APIT ، وهي نفس الذخيرة التي يمكن استخدامها ورميها من بنادق القنص الحديثة من ذات العيار . وتتميز هذه ببعد المدى والدقة ، وأداءها البالستي العالي ، وقوتها المدهشة على الإيقاف والتأثير . على سبيل المثال المقذوف البدائي الخارق للدروع كان قادراً على ثقب صفيحة فولاذية بسماكة 22.2 ملم من مسافة 91 م ، وكذلك ثقب صفيحة بسماكة 19 ملم من مسافة 500 م . الذخيرة الخارقة للدروع الأحدث للسلاح تحمل التعيين M903 SLAP ، وهي من النوع الخارق للدروع النابذ للكعب . هذه الذخيرة المجهزة بخارق من التنغستن بقطر 7.6 ملم ، تستطيع اختراق لوح فولاذي مقسى بسماكة 34 ملم من مسافة 500 م ، أو 23 ملم من مسافة 1,200 م ، أو 19 ملم من مسافة 1,500 م .