من كوريا الى الصهيونية: عن موقفك كمرآة
«الحليف الراديكالي»
التركيز على هذه التقنيات «عقلاني» لأنّ كوريا الشمالية، كما أسلفنا، لا أمل لها في هزيمة اميركا وكوريا الجنوبية في حربٍ تقليديّة، أو حتّى منع الاعتداء عليها، فيما النووي يساوي بين الجميع. وضعت كوريا الشمالية كل مواردها العسكرية في مجالاتٍ محددة، منها السلاح الذري والصواريخ، وانسحبت من المنافسة في المجال التقليدي المكلف (كسلاح الجو والمدرعات)، وهنا كان الرّهان. اضافة الى هذه الأسلحة «الشهيرة»، فإنّ كوريا قد عملت مؤخّراً على انتاج نظام دفاعٍ جوّيّ متقدّمٍ، يشابه نظام «اس ــــ 300» الرّوسي وبرادارٍ حديثٍ وصواريخ بعيدة المدى. تمّ إظهار هذا السّلاح للمرة الأولى عام 2012، ولكنه لم يدخل الانتاج ــــ بحسب السلطات الكورية ــــ حتى هذه السّنة. نظامٌ كهذا، لو تمّ انتاجه ونشره على نطاقٍ واسع، قد يصعّب جديّاً من مهمّة الحرب الغربية ضدّ كوريا ويجعل من السيطرة الجوية مهمّة مكلفة، بخاصّةٍ وأنّ مزيج الطبيعة والتحصينات يعطي امتيازاً لكوريا الشمالية في الدفاع الجوي ــــ فشمال البلاد ترتفع فيه الجبال المشرفة، التي تكشف جنوب البلاد والبحر بسهولة، وفي ظهرها الصين التي لن يخترق مجالها الجوي الطيران الأميركي في أي حربٍ محتملة.
المسألة هنا هي أنّ حيازة كوريا على سلاحٍ من هذا النّوع لن يكون بلا تأثيرٍ بالنسبة الى سياقنا العربي. آخر مكانٍ ظهرت فيه أسلحة كورية شمالية حديثة، بالمناسبة، كان قطاع غزّة، حيث تم تصوير صواريخ كورية شمالية مضادّة للدروع في يد مقاتلي «القسّام»؛ وقد أرسلت اليهم كوريا أحدث ما لديها، صاروخ «بولساي ــــ 2». لو انتشر نظام الدفاع الجوي الكوري الشمالي المذكور أعلاه، فإنك قد تجده في ايران أو لبنان أو سوريا خلال أشهر، فيما باقي «الأصدقاء» في العالم، ولو من مستوى الصين وروسيا، لن يبيعوك سلاحاً «خطيراً» كهذا، وسيماطلونك أو يعرضون نسخات قديمة أو يخضعون لضغوط اميركا واسرائيل، فيما الحليف «الراديكالي» ــــ مثل كوريا ــــ مستعدٌّ لبناء خطوط انتاجٍ لك لو شئت، بل ومشاركتك التكنولوجيا النووية والصواريخ (وتاريخ بيونغ يانغ معروفٌ في هذا المجال، وبخاصة مع الدول العربية وايران).
كنبه عامر محسن