كشف الصحفي، فاضل هورامي، المقيم حاليا في كردستان العراق، نقلا عن مصدر لم يسمه، أن جنرالاً إيرانياً في الحرس الثوري يرافقه القياديان العراقيان في "الحشد الشيعي"، أبو مهدي المهندس وهادي العامري، التقوا عند الساعة الثامنة مساء تقريباً من يوم الأحد الفائت، قياديين من البشمركة في كركوك.
وأورد في مقال نشره موقع "المونيتور"
أن الجنرال الإيراني الملقب بـ"إقبال بور" والذي يعمل عن قرب مع الجنرال قاسم سيلماني،
طلب من قياديي البشمركة تسليم المدينة، قائلاً:
"إذا قاومتم، سنسحقكم وستخسرون كل شيء".
وأشار الكاتب في تقريره إلى أن قياديي البشمركة الذين قاتلوا الرئيس العراقي صدام حسين إلى جانب سيلماني وغيره من قياديي الحرس الثوري في الثمانينيات عرفوا أنه سينتقم بعدما فشلت محاولاته في إقناعهم بالتراجع عن إجراء الاستفتاء على الاستقلال.
وبعد التشاور مع مسؤولين كبار في القيادة الكردية، أخبر قياديو البشمركة الجنرال الإيراني "إقبال بور" أنهم لن يتخلوا عن كركوك، ما دفع الأخير إلى وضع خارطة للمنطقة أمام نظرائه الأكراد قائلاً: "هذه خطتنا العسكرية، سنضربكم الليلة من ثلاث مواقع: هنا وهنا وهنا"، ثم غادر الاجتماع مع الوفد المرافق له، وفقا لما نقله الصحفي الكردي عن المصدر المطلع.
وبعيدا عن مبنى المقر الرئيس للاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، حيث عُقد الاجتماع، جلست مجموعة من المستشارين العسكريين الأمريكيين في قاعدة كيه 1 الجوية المترامية الإطراف. والتزم الجنود الصمت بينما قام سليماني والعراقيون بتدبير الهجمات على كركوك. وأشار أحد المسؤولين الكرديين إلى أن هناك اتفاقا دوليا لتنفيذ هذا الهجوم المنسق.
وكتب أن الأكراد تفاجأوا جداً بما حصل، إذ هاجم العراقيون النقاط التي حددها الجنرال الإيراني بعد منتصف الليل في ساعات الفجر الأولى في 16 أكتوبر الجاري. وبحلول الساعة الثامنة مساء، ورغم المقاومة الشرسة من قبل بعض البيشمركة، استولت القوات العراقية على المدينة بينما فر المسؤولون والقادة الأكراد. وكشف الموقع أن ثلاثة مصادر من البشمركة أفادوا أنهم سمعوا جنوداً ارتدوا بزات "الحشد الشعبي" يتحدثون الفارسية إلى جانب المقاتلين العراقيين.
لكن الكيفية التي هزمت بها البشمركة الكردية بسرعة كانت موضع جدل، غير أن عدم وجود الذخائر والنزاع الذي طال أمده بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني أثرا كثيرا.
ومع سيطرة القوات العراقية على المدينة، فر آلاف المدنيين الأكراد والبشمركة إلى أربيل والسليمانية. وقال أحد البيشمركة لموقع "المونيتور": "باعونا، باعنا المسؤولون [الكردستانيون]، حيث غادر آلاف المدنيين الأكراد المُحبطين بسياراتهم نحو السليمانية، ويمكن رؤية المسؤولين الكرديين الهاربين من خلال التلال في سياراتهم ذات الدفع الرباعي".
وفقا لتقديرات الكاتب، فإن شعوراً معادياً لإيران بدأ يُلاحظ في كردستان، الإقليم الذي اعتاد اللجوء إلى طهران في أوقات الحاجة. ورأى أن مساعدة طهران لبغداد في هذه المرحلة من تاريخ عراق المضطرب قد يضر في نهاية المطاق بنفوذ إيران في كردستان العراق.
** رابط التقرير الأصلي:
https://www.al-monitor.com/pulse/or...recapture-soleimani-quds-force-eqbalpour.html