دبابـــــــــــــــة المعركــــــــــــة الرئيســـــــــة وقيــــــــــود الـــــــــــوزن
فيما يتعلق بوزن دبابة المعركة الرئيسة MBT والعناصر المرتبطة بزيادة عامل الوزن ، تبرز أمامنا قضية الحماية المدرعة وصفائح التدريع بالدرجة الأولى . فالحجم الداخلي الذي تحتاجه الدبابة لإسكان وإيواء أطقمها وكذلك استيعاب وحدات الطاقة ومنظومة الأسلحة ، لا يحددان حجم الدبابة فقط ، بل ولدرجة كبيرة أيضاً وزنها الأقصى . وهنا تبرز حقيقة أن معظم تبعات عامل الوزن والثقل تجيء من غلاف وصفائح التدريع . الدبابة الأمريكية "أبرامز" Abrams على سبيل المثال عانت كثيراً خلال حرب تحرير العراق العام 2003 وما بعدها من جزئية قيود الوزن هذه ، حتى أنها تعرضت لأكثر من حادث غوص في الوحل والطين أو حتى السقوط والغرق في مياه النهر !! فقد تحدثت التقارير الرسمية عن فقدان ثلاث دبابات أثناء المراحل المبكرة لعملية حرية العراق عندما التصقت جنازير الدبابات في التضاريس أو الأراضي الناعمة soft terrain وهجرت بعد ذلك من قبل أطقمها . هذه الحوادث في الغالب كانت فرصة مناسبة لتحفيز قوات المقاومة العراقية على إشعال النار في هذه الدبابات لضمان تدميرها . عامل الوزن المفرط تسبب في حوادث أخرى للدبابة الأمريكية ، منها ما حدث في تاريخ 25 مارس عندما دبابة من طراز M1A1 سقطت من أعلى جسر غير مكتمل البناء ، لينتهي المطاف بها إلى قاع النهر مع فقدان جميع أفراد طاقمها . غواصو البحرية عثروا على الدبابة بعد ذلك وهي قابعة على وجهها upside down أسفل قاع النهر على عمق ستة أمتار . حادثة أخرى مماثلة جرت لدبابة من نفس النوع في محافظة الأنبار Al-Anbar ، سقطت معها الدبابة إلى الماء وانقلبت وتسبب الحادث أيضاً في وفاة كامل الطاقم .
على أية حال ، في دبابات المعركة المحمية جيداً والتي ظهرت في العقود الثلاث الأخيرة ، فإن النسبة المئوية الأعلى من الوزن فسرت بالدرع . هذه عموماً وقعت ضمن حدود 45-51% من إجمالي الوزن العام ، حيث تراوح الوزن لكل وحدة حجم داخلي ما بين 1.3 إلى 1.7 طن/متر مكعب . بعد عنصر الدروع ، المساهمة الأكثر أهمية إلى وزن الدبابة جعلت وتركزت على مجموعة السير ، مثل نظام التعليق suspension والجنازير tracks . وزن هذه الأدوات ثابت عند حدود 20-23% ، الذي منه 11-13% خاصة بمجموعة التعليق و8-10% خاصة بالجنازير . المساهمة الرئيسة الثالثة إلى الوزن ناتجة عن نظام الدفع propulsion system ، الذي يعتبر المحرك أحد مكوناته الرئيسة وكذلك ناقل الحركة transmission . وكنسبة من إجمالي الوزن ، هذا كان أيضاً ثابت تقريباً عند نحو 12% ، على الرغم من كل التطورات في المحركات وأنظمة نقل الحركة التي تحققت على مر السنين .
المكونات الباقية للوزن تفسر بالأسلحة وحواضنها mountings ، التي تقف عند نسبة 3-7% فقط من الوزن الكلي لدبابة المعركة الرئيسة ، على الرغم من الزيادة المتصاعدة في أحجام هذه التجهيزات . الزيادات في حجم المدافع رافقها بشكل ملحوظ تخفيضات في عدد القذائف المحملة من أجلهم . هكذا ، حمولة مثالية لعدد 63 قذيفة من عيار 105 ملم ، تزن حوالي 1200 كلغم ، بينما يبلغ وزن المدفع M68 عيار 105 ملم الذي يطلق هذه الذخيرة نحو 1891 كلغم ، سويتاً مع حواضنها . وللمقارنة ، فإن حمولة مثالية من 42 قذيفة عيار 120 ملم تزن حوالي 850 كلغم ، تطلق من مدفع Rh 120 يبلغ وزنه 3015 كلغم .
إن وزن الوقود الذي تحمله الدبابات ، يشكل عبئاً ثقيلاً كما هو الحال مع الذخيرة . وتتراوح قدرة استيعاب خلايا وقود fuel cells الدبابات عموماً عند حدود 900-1400 لتر . وفي حالة المحرك التوربيني الغازي gas turbine الذي يشغل ويدفع الدبابة الأمريكية أبرامز ، فإن خزين الوقود يبلغ نحو 1911 لتر . في النتيجة ، يمكن لوزن حمولة الوقود أن تبلغ نحو 750-1160 كلغم من وقود الديزل ، أو 1530 كلغم لوقود التوربينه الغازية . وبالإضافة إلى الذخيرة والوقود ، هناك مواد متنوعة مختلفة قابلة للتخزين ، وبالطبع هناك أيضاً طاقم العربة الذي عندما يزود بتجهيزاته بالكامل (ستر وخوذ وقفازات وسلاح شخصي خفيف) فإن وزنه يمكن أن يبلغ في المعدل نحو 95 كيلوغرام لكل فرد .