حج مبرور وتنظيم رائع
الأحد - 12 ذو الحجة 1438 هـ - 03 سبتمبر 2017 مـ رقم العدد [14159]
حسين شبكشي
اعلاميّ ورجل اعمال سعوديّ وعضو مجلس ادارة شركة شبكشي للتّنميّة والتّجارة وعضو مجلس ادارة مؤسّسة عُكاظ للصّحافة والنّشر
كل من شارك وكل من تابع أيام موسم الحج المبارك لهذا العام، يؤكد أن الاستعدادات والتجهيزات والإمكانات الموضوعة والمسخّرة غير مسبوقة على الأصعدة كافة؛ سواء أكانت من ناحية القوى والأعداد البشرية، أو البنية التحتية والتجهيزات الفنية والتقنية المصاحبة والمساندة لها.
هناك تطور نوعي في تطبيق وسائل المساندة في جميع القطاعات الأمنية والمواصلات المرورية والطبية والسلامة والسكن والخدمات الإسعافية. أكثر من 55 ألفاً جندتهم السعودية في جميع القطاعات العسكرية والمدنية والطبية والتطوعية للعمل على إنجاح موسم الحج هذا العام.
كان هناك عمل دؤوب على مدار الساعة في جهات مختلفة حتى يظهر موسم الحج بالمظهر المشرف الذي ظهر عليه هذا الموسم. عمل الجميع على دراسة الملاحظات والشكاوى والاقتراحات كافة المقدمة من خلال مواسم الحج السابقة. وقامت وزارة الحج عن طريق وزيرها الجديد المؤمن جداً بالتقنية الحديثة وبالعمل الإداري الحديث، بتطوير جدي في أداء مؤسسات الطوافة، وتسهيل وصول وانسيابية حراك الحجاج.
كما أن وزارة الداخلية طورت من أداء إدارات الجوازات والمرور والدفاع المدني، بحيث حققت معدلات تسهيل الإجراءات بشكل لافت ومميز جداً. القطاعات الأمنية بأكملها بالمؤسسات الرسمية السعودية كافة كانت موجودة وبقوة في المشهد العام هذه السنة، وأداؤهم وتفاعلهم مع الحجاج والقصص التي يتم تداولها عما قاموا به، يشبه الأساطير في قوة تأثيرها الكبير.
منظومة الحج في السعودية تتطور بشكل عملي وملموس، تنفتح على المدارس الفقهية لتوسيع الأحكام حتى لا يتم التضييق على المسلمين برأي واحد وفتوى واحدة فتتسبب في اختناقات وأزمات... تستعين بأحدث وأهم التقنيات لتأمين سهولة الحراك، وأمان الحجيج، ومراقبة المخاطر، وتأمين المجمعات، ويمكن مشاهدة ذلك في مواقع مختلفة.
هناك خبرة تراكمية على مدى عقود من الزمن، تميزت وانفردت بها السعودية، وحدث عبر مرور الوقت منحنى تعليمي لا يمكن إنكاره، بل ولا بد من ملاحظته والإشارة إليه، لأنه هو الذي يحدث الفارق الإصلاحي والتطويري عاماً بعد عام، وهو العنصر الفارق الذي لا يتوافر عند «مسيّسي الحج». التنظيم المبهر لحج هذا العام والتطور الملحوظ جداً في وسائل النقل من طائرات وحافلات وسيارات وسكك حديدية، وفي وسائل الإقامة بالمخيمات والفنادق، وسلاسة الانسياب المروري، والتطور الأسطوري في الخدمات الطبية، وسرعة التفاعل والتعامل والاستجابة لحالات الطوارئ بمختلف أنواعها، كان مذهلاً للكل.
الخطاب الإعلامي «إياه» المعترض على السعودية واستضافتها الحج تم إخراسه وفضحه، فلقد أسقط في يديه أمام هذا الإنجاز التنظيمي الذي افتخر به السعوديون أكثر من أي شيء آخر، فهو شهادة لا تعادلها شهادة في قدرة السعودي على مواجهة التحدي الاستثنائي في ظروف مناخية قاسية وتجمهر بشري قياسي وشعيرة دينية عظيمة، ويبقى الأداء مبهراً رغم كل المصاعب. مبروك للسعوديين تنظيم حج هذا العام بشكل رائع ومشرف وراق. ولعله يكون درساً لإخراس الألسن إياها.