سوريا الفدرالية": إقليم جنوبي برعاية أمريكية والأردن
==================
2017-6-24 | خدمة العصر
كتب مدير صحيفة "القدس العربي" أنه مع الإعلان التركي الرسمي عن "تفاهمات" لها علاقة بمحاصصة جغرافية سياسية للأقاليم والأرض في سوريا، كشف الأتراك عن اتفاق مع روسيا حول "وجود عسكري" مشترك في منطقة إدلب تحت عنوان مطاردة الإرهاب.
وهذا الاتفاق الروسي التركي يحافظ أولا على مستويات تنسيقية متقدمة من الحوار بين موسكو وأنقرة، ويظهر ثانيا روسيا في موقع المبادرة والقادرة على إنجاز تفاهمات جغرافية سياسية على الأرض. ثالثا، وهو الأهم وفقا لتقديراته، قد يدفع هذا الاتفاق تركيا إلى الاسترخاء قليلا بسبب حساسيتها المفرطة من التفاهمات الأمريكية مع قوات كردية تتولى الآن تحرير محافظة الرقة، وبصورة تجعل موسكو طرفا في أي مشروع مستقبلي لمنع إقامة دولة كردية في أطراف جنوبي تركيا.
وتضمن الإعلان التركي معلومتين إضافيتين تحت عنوان التفاهم بين روسيا وإيران على تأمين وحماية حوض ومحيط دمشق العاصمة، ووجود مشروع مماثل عن تفاهم أردني أمريكي مماثل في محيط درعا.
ورأى الكاتب في صحيفة "القدس العربي" أن الإجراء الروسي التركي يشجع الأردن على المضي قدما في مشروع "مناطق منخفضة التوتر" في محيط الحدود الأردنية السورية.
وتزامن كل ذلك مع مستجدين مهمين جدا ميدانيا، فالأمريكيون دخلوا بقوة من أجل الأردن وإسرائيل في مثلث التنف الصحراوي بين العراق وسوريا، ودخلوا عسكريا هذه المرة، والمفاوضات بدأت فعلا عبر الروس مع العاصمة الأردنية عمان بعنوان "إعادة فتح معبر نصيب| الحدودي بين البلدين، و"تمكين رموز الدولة السورية" من العودة إلى معابر درعا الأصيلة والقديمة.
الانطباع اليوم في عمان أن هذه التفاهمات لا يمكنها الولادة من دون تنشيط غرفة التنسيق الأمريكية الروسية، وعبر الأردن تحديدا، وفقا لما أورده في تقريره، والمستجد الثاني المهم أردنيا على الأقل، هو ما يتحدث عنه الروس وحلفاؤهم في جيش النظام من "استمرار دخول أسلحة وذخيرة عبر الأردن للمقاتلين المعارضين في جنوب درعا"، وهو ما كشفه الباحث المتخصص في جنوب سوريا صلاح ملكاوي، الأمر الذي يعتقد أنه قاد إلى "إحباط" هجوم كاسح وثقيل لإخضاع درعا الأسبوع الماضي.
وهنا، نقل الكاتب أن عمان أعلنت أنها ستواصل تقديم الدعم العسكري لمجموعات في المعارضة السورية ما دام الجيش السوري مصرا على العودة إلى درعا بمعية "ميليشيات طائفية" يتوجس منها الأردن ولا يريدها في مسافة تقل عن 30 كيلومترا من منطقة درعا البلد.
وعلى هذا الأساس، وفقا لما أورده الكاتب، برزت تفاهمات ميدانية برعاية ضابط الاتصال الروسي في الأردن في منطقة درعا، تحت ستار "تمديد الهدنة" بعد فشل قوات النظام في الحسم ضد مقاتلي ريف درعا ووسطها.
وتقول عمان إنها تريد عودة جيش النظام من دون ميليشيات، ولا تدعم "هزيمة مجانية" للمعارضة المقاتلة المقربة منها من دون "تسوية سياسية" تسمح أولا بعودة لاجئين إلى درعا بصفتها منطقة "منخفضة التوتر"، وتضمن ثانيا عدم وجود مقاتلين لـ"حزب الله" أو للحرس الثوري في "الجوار".
وأفاد الكاتب، نقلا عن مصادر أردنية، أنه بدأ فعلا توافق الأطراف الأساسية على ترسيم عملية "الأقاليم" بإعادة رسم خريطة الأقاليم وفقا للتقاسم الذي أعلنت عنه تركيا عمليا.
العملية، يقول الكاتب، واستنادا إلى مصدر أردني مطلع ستؤسس لمنطقة منخفضة التوتر في إدلب ومحيطها بنفوذ عسكري تركي، وستضمن لإيران نفوذها في وسط دمشق والساحل، وللأكراد إقليمهم في القامشلي وبعض مناطق الرقة، وستبقى درعا إقليما جنوبيا مستقلا بصورة تحافظ على المصالح الأردنية وبوجود عسكري "أمريكي ودولي".
وختم الكاتب بالقول إن تلك التفاصيل تعني رسم لوحة جديدة للوضع السوري المعقد وبتفاهمات إقليمية ودولية لها علاقة أيضا بتقاسم حصص "إعادة الإعمار"، ويعني كل هذا اليوم تدشين الخطوات الأولى لتأسيس "سوريا الفدرالية"، وفقا لللعبة بدا فعليا أن الجميع يحتاط ويشارك فيها