عضو سابق بالمخابرات القطرية لـ«الرياض»: مافيا تُدير البلد
كشف علي الدهنيم المعارض القطري والموظف السابق في جهاز المخابرات، الممارسات السرية للمخابرات القطرية للإيقاع بكبار رجال الأعمال وموظفي الدولة بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، حتى يخضعوا لأجندتها، مشيراً إلى حالة الخوف التي تعيشها الأسرة الحاكمة بقطر في الوقت الحالي ما جعلها تمنع 50 ألف شخص من السفر.
وأكد الدهنيم في حواره مع "الرياض" أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني في الدرجة السادسة من الحكم، وليس هو المتحكم الأول في الدولة.
وقال: إن قطر كان لها مشروع استخباراتي عالي المستوى لكنه فشل وتوقف مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى رأس السلطة في البيت الأبيض، وتلقت قطر أولى الضربات في أزمتها مع دول الخليج، والآن تبحث عن من ينقذها من هذا الموقف.
الدوحة أرادت تقسيم المملكة.. وحاولت تسييس الحج إرضاءً للملالي
وفيما يلي نص الحوار مع المعارض القطري والموظف السابق في جهاز المخابرات:
عندما بدأ حسن بن عبدالله آل ثاني، الذي كان يشغل رئيس المخابرات القطرية في ذلك الوقت، يتحرك بطريقة غير شريفة وغير نزيهة، وبدأ في تجنيد المصادر المقربة مني، لجمع المعلومات الخاصة عني، لأنني ناجح ومميز، كان يريد معرفة كل شيء عني، وبدوري قمت بتجنيد أصدقائي في جهاز المخابرات في مواقع حساسة للحصول على معلومات وتخزينها عندي، من ضمن هذه المصادر الشخص المسؤول عن "النظام" والكمبيوتر الذي تخزن فيه كل المعلومات والبيانات والأرقام، وبعد ذلك حصلت على كل المصادر تقريباً التي جندتها المخابرات القطرية داخل قطر.
تميم في الدرجة السادسة من الحكم.. ووزير الدفاع القطري "طرطور"
قلت أيضاً إن تميم هو الرجل السادس في البلد.. كيف ترتب من يدير السلطة في الدوحة؟
البلد تدار من قبل عصابة مافيا على مستوى عالٍ من الإجرام، المتحكم الأول هو حمد بن خليفة الأمير السابق، والثاني حمد بن جاسم، ثم عبدالله بن حمد العطية وزير الطاقة سابقاً، وحمد بن خليفة العطية مستشار الأمير الخاص، وحمد بن علي العطية رئيس الأركان وزير الدفاع سابقاً، وبعد ذلك في الدرجة السادسة تميم، وهو مجرد أمير تنفيذي.
"أمن الدولة" يتجسس على رجال الأعمال وموظفي الدولة بمساعدة "الموساد"
عبدالله بن خالد ابن عم الأمير ونسيبه ووضعه وزيراً للأوقاف ووزيراً للداخلية، وحسن بن عبدالله وضعه رئيساً لجهاز المخابرات، وشقيقه حمد بن عبدالله وزيراً للدفاع، كان هدفهم ضرب اللحمة المجتمعية القطرية، والإساءة لوالده الشيخ خليفة، حتى يكره الشعب الأمير أكثر مما كرهوه، كان لهم دوراً معيناً وانتهى، لكن بالنسبة لعبدالله بن خالد دوره مازال مستمراً، هو الرجل الأول المسؤول عن ملف الإرهاب داخلياً وخارجياً، خصوصاً في أفغانستان وفي مصر.
جهاز أمن الدولة يستدرج الموظفين ورجال الأعمال المهمين إلى سهرات حمراء، ويتم تصويرها بالكامل صوت وصورة عبر أجهزة فنية غاية في الحساسية تم استيرادها من جهاز الموساد الإسرائيلي بالتعاون معهم.
50 ألف قطري ممنوع من السفر خوفاً من الانقلاب
جهاز المخابرات اليوم يعتبر من أقوى الأجهزة، ولا يخفي عليك علماً أن الجهاز يعتمد على إستراتيجية وسياسة البلد، الجهاز له ميزانية ضخمة، وله صلاحيات واسعة داخلياً وخارجياً، ويوجد هناك مكاتب في كل سفارات الدولة في الخارج، وهذا الشيء لم يكن في السابق، وحصل جهاز أمن الدولة على الضوء الأخضر بالاتصال المباشر والتعاون مع الأجهزة كالموساد والمخابرات التركية والاستخبارات الإيرانية والباكستانية والأفغانية.
الدولة تتبنى الفكرة الطائفية والإرهاب ودعم المعارضين في الخارج وزعزعة الدول، وجميع المنظمات التي تطمح لتغيير أنظمتها، كل ذلك يديره جهاز أمن الدولة، وبطبيعة الحال يتم شراء معلومات بغاية الأهمية، وأهم شيء التعاون الذي كان بين الموساد والـ"CIA"، لكن الأمور تغيرت بعد وصول ترمب إلى السلطة في أميركا.
قطر أرادت زعزعة استقرار أمن المملكة، وأرادت تغيير نظام الحكم لتقسيم المملكة عبر الحرب الجاسوسية والسرية، أما القوة العسكرية فليست هناك مقارنة بين البلدين بشتى الوسائل، لكن الخطأ الإستراتيجي والسياسي والأمني والعسكري الذي تتخذه قطر أنها تريد أن تلعب دوراً أكبر من حجمها بكثير، وتحارب دولة كبيرة مثل المملكة، ولا تعرف حجمها الطبيعي في العالم على المستوى العربي والإسلامي.
بالنسبة لتفكير الدولة من الداخل، تم تقسيم الشعب القطري إلى ثلاث فئات، الأولى فئة الخدم، وهم المقربون من الأسرة الحاكمة والذين يعملون على خدمتهم مباشرة وتوفير كل ما يحتاجونه، والثانية فئة الحاشية وهي الشعب المثالي بالنسبة لهم ويعطونهم امتيازات معينة بشرط أنهم لا يفكرون بأي طريقة لا دينياً ولا سياسياً ولا لهم أي مطالب سوى العيش في مستوى معين، أما الفئة الثالثة هم الشعب الذين يعيش أفراده كموظفين مهمشين لا يملكون أي حقوق.
البلد تحكم من الداخل بقبضة من الحديد، بوليسية إلى أقصى درجة، حتى في الأزمة تم تقديم 50 ألف اسم للجهات الأمنية لمنعهم من السفر دون علمهم، خوفاً من أي ردة فعل ممكن أن تحدث وهم "العسكريون والأمنيون ورجال المخابرات وأفراد من الأسرة الحاكمة"، والمعارضة في الخارج مثلي يسببون إزعاجاً لهم في وقت زمني صعب، والدولة مقبلة على مرحلة حساسة، الأزمة أدخلت قطر إلى العناية المركزة.
الدولة تدعي أنها أعلى دخل، ولكن لم تنشر طريقة معدل أعلى دخل، وكيف الترتيب حسابياً لهذه الدولة، عندما تتكلم عن الشعب فهو لا يملك سوى الرواتب وليس لديه إدارة مالية صحيحة، الشعب متعود على الرفاهية والمظاهر وبالتالي يضطر للحصول على أموال من البنوك، حتى أصبح 73% من الشعب لديه ديون في البنوك، وهذه الديون تخصم 65 % من الراتب، وفي حالة عدم السداد يتم السجن، إلا الأشخاص من الحاشية يحصلون على قروض بأحجام كبيرة لعمل مشروعات وشراء أراضي لتنمية ممتلكاتهم.
القوات التركية موجودة لضمان وسلامة وحفظ النظام والمحافظة على السلطة، بمعنى آخر لقمع أي تحرك شعبي داخلي مدعوم من الداخل أو الخارج، أما بالنسبة لإيران فهي رفضت طلب الحكومة القطرية لجلب قوات تكون تحت سيطرة القيادة القطرية، ما يوجد هناك قوات قوامها ستة آلاف، وتعتبر هذه القوة نصف وزارة الدفاع القطري، وهي قوات كافية غير المليشيات والشبيحة والخلايا النائمة للحكومة القطرية العصابة الحاكمة في دولة قطر.
العذبة رئيس تحرير صحيفة ويريد تحقيق مكاسب كبيرة من هذه الأزمة، وهو من الشبيحة ومن فئة الحاشية، وصوت الإعلام لا يؤثر داخلياً ولا خارجياً لأنه إعلام هش، ولا ينتظر تميم أو وزارة الخارجية سماع نصيحة من عبدالله العذبة، ووجود السفير الإيراني في قطر والسفير القطري في إيران شيء غير مؤثر، كل سفراء قطر أشخاص مهمشون، وكل شيء يحكمه حمد بن جاسم وليس السفراء، دورهم روتيني فقط.
تم عمل كشوف بأسماء وهمية غير مألوفة في دولة قطر بمناصب وامتيازات وعلاوات لعساكر تعدها وزارة الدفاع بطريقة سرية، وتحويل كل هذه الرواتب في حساب شخصي ببنك قطر الوطني لحساب حمد بن جاسم.
استقطاب أكثر عدد من السياح لدولة قطر بتقديم امتيازات لهم، واستقدامهم إعلامياً بمحاولة إظهار الدولة مستقرة داخلياً وليس بها أي مشاكل، وأن البلد وضعه من الداخل جيد، واستثمار بعض المشروعات لجلب العملة الصعبة للبلد، وتحريك عمليات الصرافة والتحويل، وكل هذا كتابة في الهواء، أو رسم على الماء، لأن قطر ليست دولة سياحية، وهي قدمت لدول لا تحتاج إلى الإقامة الدائمة، وهناك دول أخرى ممكن أن تدفع آلاف الريالات والدولارات لعمل إقامة دائمة، وهذا خطر أمني كبير على الدولة.
المناورات في العرف العسكري تكون صغيرة ولساعات معينة، تمرين لقوات عادية، هو تنسيق عسكري لمدة ساعات فقط، وبهذه المناورات تحاول قطر أن تبين أن لها علاقات جيدة بالدول الكبرى مثل بريطانيا؛ ودول أوروبا المهمة خاطبت قطر رسمياً وعلقت علاقاتها شكلياً ما لم تحل قضيتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وقطر الآن تتسول سياسياً ولا جدوى لها من ذلك.
أمر شكلي غير موضوعي لا يستند إلى مستندات قوية مؤيدة لها، بل هذه الشكوى سوف تدينها، وأعتقد أنه تم تعليقها وإعطائها نصيحة قانونية بسحب هذه الشكوى، مثل ما فعلت في المنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو"، فلا جدوى بكل ما تعمله قطر إلا أنها تخضع للإرادة الدولية القانونية المحترمة وتنفذ ما طلب منها في وثيقة المطالب الخليجية.
هذه لغة إيرانية على لسان قطري، فهذا مطلب إيراني، المملكة لم تمنع حجاج قطر ولا تمنع أي حاج، المملكة لديها قوانين والتزام لحفظ أمن الحجاج أنفسهم، التأويل الذي تفعله الدوحة لإرضاء إيران، فهي تبيع الوهم والكذب والتدليس حالياً، ومحاولتها فاشلة ومكشوفة ولا تؤثر على السعودية.
قطر كان لها مشروع سياسي أمني استخباراتي عالي المستوى بين إسرائيل وأميركا وبريطانيا وفرنسا مع القيادات السابقة فيها، وبعد الخطأ الإستراتيجي الذي وقعت فيه قطر بدعم الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، وتقديمها دعماً مادياً ومعنوياً وإعلامياً وسياسياً، ومحاولتها بكافة الوسائل أن تقصي ترمب من المشهد السياسي الأميركي، فشلت في مشروعها بوصول ترمب إلى رأس السلطة في البيت الأبيض، وتلقت قطر أولى الضربات في أزمتها مع دول الخليج، والآن تبحث عمن ينقذها من هذا الموقف.
طبعاً هناك غضب عارم، واستياء عام للشعب، والقطاع الخاص تأثر من الأزمة، ولكن لا يملك أي أداة للتغيير خصوصاً في ظل ظروف الطوارئ والقبضة الحديدية الراهنة، الجميع يخشى ردة الفعل، والتغيير يحتاج إلى جرأة وإلى شخص يملك مقومات أن يكون البديل لقيادة البلد، ويحتاج إلى إمكانيات وأفراد، ومن الصعب في الوقت الحالي إيجاد شخص لديه هذه الإمكانيات، لكن إذا توفرت للمعارضة الإمكانيات المادية واللوجستية فمن السهولة تغيير النظام من غير احتياج لأي شخص.
هذه دعاية سياسية وإعلامية للأمير تميم، لإعطاء طابع بأن الحكم في قطر بيد تميم وليس حمد، لأن ابن الذيب حكم عليه في ظل فترة حمد بن خليفة،وبالتالي ما حدث لإيهام الشعب أن الأمور قد تغيرت، ولاتنسى أن الذيب من فئة الحاشية، ولو كان من غير الحاشية لكان سيزال موجوداً في السجون،والدليل وجود من قاموا بالعملية الانقلابية بالسجون منذ 21 عاماً، وكل من يحصل على العفو السنوي في رمضان أجانب وليسوا قطريين، والسجون ما زالت تمتلئ بالقطريين.
هذه كذبة طفل كبيرة استغلتها دولة قطر، فالدولة لديها نظام إلكتروني معقد تم تشييده بحماية تكلفته تتجاوز الـ70 مليون دولار، يصعب على أي جهة خارجية أو داخلية اختراق أجهزة الدولة في المؤسسات العادية.
جهاز السنترال المسؤول عن استقبال المعلومات والأخبار وتوزيعها، موجود في جهاز أمن الدولة، ومن الصعوبة اختراق هذا الجهاز، ووكالة الأنباء القطرية لا يوجد بها جهاز استقبال، بها جهاز استقبال داخلي وليس خارجي، مرتبط بالوكالات الدولية، وهذا هو الخطأ، وبالتالي هم فبركوا الموضوع لجس النبض، لأن إيران طلبت ذلك، وبالتالي دفعت ضريبة كبيرة لهذه الكذبة.
شيء مضحك ومبكي، قطر تدعي أنها دولة صاحبة سيادة مستقلة، وفي نفس الوقت يظهر مسؤول "طرطور" لا قيمة له مثل وزير الدفاع ويقول نحن أُجبرنا، ولو هم مسيرون كيف يختلفون مع دولة مثل المملكة ودولة مثل الإمارات؟، هم دخلوا لإفشال عاصفة الحزم، وليكونوا كطابور خامس، وفشلوا في هذه المهمة. قطر كان لها فرصة ذهبية للمشاركة، لكن تصريحات مسؤوليها متناقضة وكذبة كبيرة.
لا يوجد حل في ظل وجود هذا النظام الإجرامي، وأنا طرحت وثيقة لحل الأزمة القائمة، بها انتصار للشعب القطري، وإرضاء للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأهم ما في هذه الوثيقة أنه لا يمكن أن تتجرأ قطر على رفضها، لأن كلها مطالب شعبية مؤكدة ومن حق الشعب، حتى يكون هناك دولة مؤسسات، وحتى لا يكون هناك أزمات في المستقبل.
http://www.alriyadh.com/1618427