دعوات عربية ودولية إلى رأب الصدع في الجدار الخليجي
هسبريس - الأناضول
الاثنين 05 يونيو 2017 - 13:40
خلال الساعات القليلة الماضية، سارعت دول عربية وإقليمية وغربية إلى نزع فتيل الأزمة الخليجية، التي تصاعدت بشكل كبير، فجر اليوم الإثنين، مع إعلان 3 دول خليجية إضافة إلى مصر قطع علاقاتها مع قطر.
وصدرت تصريحات وبيانات عن مسؤولي دول عدة ضمن مساعي رأب الصدع في الجدار الخليجي، قبل أن يتسع الشق إلى مدى يصعب معه ترميمه، وأضفى الحياد في مواقف أغلب تلك الدول من الأزمة الخليجية ثقلاً لتحركاتها تلك.
وسارعت تركيا إلى الدعوة إلى نزع الخلافات بين الأشقاء الخليجيين، حيث دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى استمرار الحوار بين أطراف الأزمة الخليجية لنزع فتيلها.
العراق، الذي يرتبط بحدود مع دولتين خليجيتين هما السعودية والكويت، اصطف أيضاً إلى جانب جهود نزع فتيل الأزمة الخليجية.
وفي هذا الصدد، دعا نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، اليوم، إلى عقد "حوار حقيقي" بين قطر من جهة، والدول التي قطعت علاقاتها معها، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لاحتواء الأزمة.
وقال علاوي، في بيان اليوم، إن "الحكمة والعقل يدعوان إلى عقد مؤتمر حوار حقيقي يضع النقاط على الحروف خاصة أنه لم تمض على القمة العربية سوى أسابيع قليلة.
الكويت، كذلك، تبدو منخرطة في محاولات نزع فتيل الأزمة؛ إذ دخلت، منذ نحو 10 أيام، وقبل التصعيد الجديد اليوم، على خط الوساطة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى.
وتمثلت هذه الوساطة في زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح لقطر نهاية مايو الماضي، أعرب خلالها عن "استعداد بلاده في التقريب بين وجهات النظر بين الأشقّاء واحتواء أي احتقان".
وبعيدا عن منطقة الشرق الأوسط صدرت دعوات من واشنطن وموسكو لتسوية الخلافات الخليجية، فوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، دعا دول الخليج الست إلى الحفاظ على وحدتها، وتسوية الخلافات التي نشأت بينها مؤخراً.
وحسب مراقبين، تخشى واشنطن من أن تلقى الأزمة الخليجية الحالية بأصداء سلبية على التعاون التي تسعى إلى تعزيزه معها في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، والتصدي للنفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة.
وفي موسكو، أكد الكرملين أن موسكو تقدر عاليا علاقاتها مع دول الخليج كافة، وتأمل في تسوية الخلافات فيما بينها في أجواء سلمية.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، في أول تعليق للكرملين على الأزمة الخليجية القطرية، إن موسكو لا تتدخل في شؤون دول أخرى، ولا في شؤون دول الخليج؛ لأنها تقدر علاقاتها مع الدول الخليجية مجتمعة ومع كل دولة على حدة.
وقبل أسبوعين، أعلنت قطر عن تعرض موقع وكالة الأنباء الرسمية لاختراق، ونشر تصريحات كاذبة منسوبة للشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، نسب فيها المخترقون آراء للشيخ تميم، اعتبرتها بعض دول الخليج مناهضة لسياساتها وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران.
وفي أعقاب الاختراق، انطلقت حملة انتقادات من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر.
واعتبرت وسائل إعلام قطرية، مسارعة وسائل إعلام سعودية وإماراتية نشر تلك التصريحات بعد اختراق الوكالة، رغم نفي الدوحة صحتها، "مؤامرة" تم تدبيرها لقطر "للنيل من مواقفها في عدد من القضايا، والضغط عليها لتغيير سياستها الخارجية".
واليوم، تفاقمت الأزمة الخليجية مع إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
وبحسب بيانات للدول الأربع، اليوم، فإن قرار مقاطعة قطر، يشمل إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء.
وردت الخارجية القطرية بالإعراب عن "بالغ أسفها واستغرابها الشديد" لتلك الخطوة، واعتبرت في بيان أن "هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".
واعتبرت أن "الهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا".