يعلمنا التاريخ أن الأكاذيب ومحاولة إستخدام مساحيق المكياج مهما حاول البعض إستخدامها بشكل مطرد إلا أنها سرعان ما تنكشف وتزول لتكشف الحقيقة.
والحمدالله أننا في زمن تدون فيه كل كبيرة وصغيرة ويآرشف التاريخ بعظمائه وكلابه فقبل 14 سنة ، أي على الأغلب عندما لم تكن تبلغ من العمر سن المراهقه كان لهذه المسألة تدوين وآرشيف :
في وسط هذه الاجواء يقوم صدام باحتلال الكويت، وفي اجواء كهذه كانت الناس في الكويت تتطلع الى كلمة حق، وخاصة من اولئك الذين وقفنا معهم من منطلق الواجب، فكان المشهد مأساويا.
القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة (12 اغسطس 1990) تتبنى وجهة النظر العراقية وتعلن في بيانها ان المهمة العاجلة هي «التصدي للوجود العسكري الاجنبي» وتتحدث عن «التركة الاستعمارية وتقسيم الوطن العربي وسيطرة الاقلية على الثروة واغراق اسواق النفط» وهو بيان معدل ومهجن عن بيان صدام حسين عن احتلال الكويت.
قيادة عرفات «ناضلت» في مؤتمر القاهرة الطارئ (10 اغسطس 1990) ضد اصدار قرار ادانة الاحتلال وصوتت ضده، واعلن عرفات تحالفه مع صدام حسين واستمر، ودفع الشعب الفلسطيني الى اوسلو.
الشيخ اسعد بيوض التميمي، زعيم حركة الجهاد الاسلامي يطالب من بغداد (اواخر سبتمبر 1990) بنصرة العراق المسلم ضد دول الكفر (الكويت والسعودية) ويدعو صدام حسين من بغداد الى اعلان نفسه خليفة للمسلمين واعلان العراق دولة الخلافة الاسلامية، ويصدر فتواه «الوقوف الى جانب صدام حسين واجب شرعي والقتال معه قتال في سبيل الله ومن تخلف فهو من المتخلفين».
حركة حماس اصدرت بيانها الشهير (17 اغسطس 1990) الذي تطالب فيه بجلاء القوات العراقية من الكويت، ورغم انه موقف ايجابي الا انه يشبه تحقيقات الشرطة في جريمة تسجل في النهاية ضد «مجهول»، فليس في البيان ظالم ومظلوم بل القضية كما يقول البيان نصا «مناشدة الجارين العراق والكويت ان يتقوا الله في المسلمين فيجمعوا كلمتهم ويتجاوزوا خلافاتهم» وهذا الموقف يذكرنا بالموقف الاميركي الحالي من القضية الفلسطينية حين يناشد «الطرفين» باللجوء الى السلام. الطرف الاسرائيلي الذي احتل الارض، والطرف الفلسطيني الذي هو ضحية الظلم والعدوان. بل ان حماس تذهب الى ما هو ابعد من هذا بعد ايام من البيان بتفسير كل ما حدث بأنه مؤامرة مدبرة «من الصهيونية العالمية وعلى رأسها اميركا للقضاء على القدرات العلمية والعسكرية للعراق الشقيق» ثم تربط حماس موقفها بموقف شرعي بانه «لا يجوز دخول الكافرين ارض الحجاز، ومن يقل بغير ذلك فهو جانح مهزوم او متخاذل خراص». وفي 15/8/1990 دعت حركة حماس في بيان لها الى اضراب شامل «احتجاجا على الاحتلال الاميركي الصليبي لبلاد المسلمين» ودعت الى «مقاطعة البضائع الاميركية»! وبعد ذلك دعت حماس الفلسطينيين الى «الاكثار من الصيام والصلاة والدعاء الى الله ان يثبت اخواننا في العراق على اميركا وحلفائها وعبيدها والخروج الى السطوح والصراخ باسم الله، الله اكبر مع كل صاروخ يطلقه العراقيون..»!
أبَعْدَ كل ذلك يا اخي عبد العزيز الرنتيسي تتحدث عن حزنك وحزن الشيخ احمد ياسين الشخصي على احتلال الكويت، رغم التقدير لهذا الشعور؟ لكن المسألة اكبر من قضية عواطف. فالمواقف السياسية لحركة حماس وغيرها كانت احد اسباب تشجيع الرئيس العراقي على استمراره في العدوان. واهمال مشاعر شعب عربي تحت الاحتلال كان مأساة حقيقية لو حدثت لغير الكويتيين لدفعتهم ـ لا سمح الله ـ الى الكفر بقضيتهم والوقوف في المعسكر الاخر.
كل كاذب يسقط مهما بدى لك شريفاً عفيفاً ، وما أكثرهم
رحمك الله وشكراً علي ما كتبت قبل 14 عام