اتساع التأييد لمواقف دول خليجية من قطر
النسخة:
الورقية - دوليالنسخة: الجمعة، ٩ يونيو/ حزيران ٢٠١٧ (٠١:٠)
آخر تحديث: الجمعة، ٩ يونيو/ حزيران ٢٠١٧ (٠١:٠)الدوحة، نجامينا، أبوظبي، لندن - رويترز -
صعّدت دول خليجية الضغط على قطر أمس بينما يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على إنهاء النزاع. وفي وقت صعّدت الدوحة موقفها قائلة إنها غير مستعدة لتغيير سياساتها، اتسع نطاق التأييد الدولي لمواقف المملكة العربية السعودية ودول خليجية وعربية أخرى غاضبة من الدعم الذي تقدمه قطر لجماعات إسلامية متشددة وإيران.
وعرض الرئيس ترامب المساعدة في حل الأزمة ربما باستضافة اجتماع في البيت الأبيض، في حين أوقفت الإمارات العربية المتحدة الخدمات البريدية إلى قطر وطالبت البحرين الدوحة مجدداً بأن تنأى بنفسها عن الخصم الإقليمي إيران. وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين ودول أخرى علاقاتها الديبلوماسية مع قطر يوم الإثنين واتهمتها بدعم جماعات متشددة وإيران وهي اتهامات تنفيها قطر. كما أوقفت الدول الأربع حركة النقل مع قطر.
وأعلنت وزارة الخارجية التشادية أمس أنها استدعت سفيرها من قطر للتشاور، في خطوة تلحقها بغيرها من الدول الأفريقية التي أظهرت دعمها موقف السعودية ودول الخليج. ويأتي هذا الإعلان بعد يوم على استدعاء السنغال مبعوثها من الدوحة مشيرة إلى «تضامنها الفعلي» مع السعودية. كما قطعت موريتانيا، العضو في جامعة الدول العربية، يوم الثلثاء علاقاتها مع قطر بدورها، في حين اكتفت الغابون باستنكار أفعال الدوحة.
وقالت وزارة الخارجية التشادية في بيان «إن الحكومة التشادية تدعو جميع الدول المعنية إلى تفضيل الحوار لحل الأزمة وتطلب من قطر احترام التزاماتها عبر الامتناع عن أي موقف من شأنه على الأرجح إلحاق الضرر بتماسك دول المنطقة والسلام في العالم».
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للصحافيين في الدوحة أمس، إن بلاده ليست مستعدة لتغيير سياستها الخارجية لحل النزاع مع جيرانها وإنها لن تتنازل مطلقاً. وأضاف إن قطر ليست على استعداد لـ «الاستسلام». واعتبر أن الخلاف الحالي يهدد استقرار المنطقة بأسرها، مضيفاً أن الديبلوماسية لا تزال خيار الدوحة المفضل وأنه لن يكون هناك أبداً حل عسكري للأزمة. وأضاف أن انتشار الجيش القطري لم يشهد أي تغيير ولم يتم تحريك أي قوات. وقال إن بلاده «لا تتوقع أي تغير في مهمة القاعدة الأميركية».
وشدد الوزير على أن بلاده ستحترم اتفاقات الغاز الطبيعي المسال التي أبرمتها مع الإمارات على رغم قطع أبوظبي العلاقات مع الدوحة. وقال إن الإمارات تعتمد على الغاز القطري في توفير 40 في المئة من الكهرباء.
وقال المدير العام لشبكة قنوات «الجزيرة» بالوكالة مصطفى سواق أمس إن «الجزيرة» ستلتزم بسياسة الاستقلال التحريري خلال الأزمة الحالية، رافضاً في تصريحات إلى «رويترز» اتهامات توجّه إلى الشبكة بالتدخل في شؤون الدول الخليجية من خلال ما تبثه من تقارير. وقال: «كل هذا الحديث عن تدخل الجزيرة في شؤون دول أخرى لا أساس له. نحن لا نتدخل في شؤون أحد، نحن فقط نقوم بالتغطية الإخبارية».
ومع تعطل الإمدادات الغذائية وغيرها من الإمدادات وتزايد المخاوف من اشتداد حدة الاضطرابات الاقتصادية تحاول بنوك وشركات في دول الخليج العربية أن تبقي على الصلات التجارية مع قطر وتفادي بيع للأصول بأبخس الأسعار. ووافق البرلمان التركي على تشريع يسمح بنشر قوات تركية في قطر وتعهدت أنقرة بتوفير إمدادات المياه والغذاء لحليفتها الدوحة.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية أمس، إن مجموعة بريد الإمارات، هيئة البريد الوطنية في الإمارات، أوقفت كل الخدمات البريدية إلى قطر، في أحدث سلسلة إجراءات لتخفيض العلاقات التجارية وروابط الاتصالات مع الدوحة. وأعادت هيئة الموانئ البترولية في أبوظبي أيضاً فرض حظر على دخول أي ناقلات نفط متجهة من قطر أو إليها وذلك بعد أن خففت السلطات القيود في وقت سابق، وهو ما قد يؤدي إلى تكدس شحنات النفط.
وانهمك مسؤولون من قطر وجيرانها الخليجيين في جولة سريعة من ديبلوماسية المكوك، إذ من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية القطري إلى موسكو وبروكسيل بينما يزور ملك البحرين حليفته مصر لمحادثات بشأن الأزمة.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن مصدر ديبلوماسي روسي قوله إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجتمع مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن الذي سيزور موسكو غداً. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين لا ينوي مقابلة وزير الخارجية القطري خلال الزيارة.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال أول من أمس إن بوسع الدول الخليجية أن تحل النزاع في ما بينها من دون مساعدة خارجية. وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني أثناء زيارة إلى برلين أن الرياض لم تطلب الوساطة.
واجتمع وزير خارجية سلطنة عمان مع أمير الكويت الذي زار الإمارات وقطر الأربعاء لمحادثات بشأن الأزمة قبل أن يعود للكويت.
في الوقت ذاته، يواصل جيران قطر وابل الانتقادات والتحذيرات. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال السفير الإماراتي إلى روسيا عمر سيف غباش إن قطر يجب أن تختار بين مساندة الإرهاب أو مساندة جيرانها. وأضاف أن لدى الإمارات «كل أنواع التسجيلات» التي تشير إلى أن قطر تنسق مع «القاعدة» في سورية. وتابع أن قطر بحاجة إلى أن تتخذ قراراً بشأن هل تريد أن تكون «في جيب» تركيا وإيران والمتطرفين الإسلاميين، مضيفاً أن عليهم أن يتخذوا قراراً وأنهم يمكنهم السير على الحبلين.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في مقابلة مع «رويترز»، إن المزيد من القيود الاقتصادية ستفرض على قطر إذا دعت الضرورة وقال إن على الدوحة أن تعلن التزامها الكامل بتغيير ما يصفه منتقدوها بأنها سياسة لتمويل متشددين إسلاميين.