تأثيرات قاسية للعقوبات الخليجيّة على قطر.. هذه أبرزها
أبراج في الدوحة.(أرشيف)
الأربعاء 7 يونيو 2017 / 10:1424- جورج عيسى
نقل موقع "غولف كونستراكشن" عن مجموعة "سيتي" للأبحاث إشارتها إلى أنّ التطوّرات المرتبطة بقطع كل من السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر للعلاقات الديبلوماسيّة مع قطر هي "أخطر بكثير" من التوتّر الذي برز سنة 2014 حين قطعت دول الخليج علاقاتها مع الدوحة بين شهري مارس (آذار) ونوفمبر (تشرين الثاني).
ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة وانتشار التضخّم، انخفاض النموّ الاقتصادي، ومخاطر محدقة بكأس العالم
قالت "سيتي" التي تشكّل جزءاً من "مجموعة سيتي للأسواق العالميّة" المختصّة بالاستثمار المصرفي والخدامت الماليّة، أنّ العقوبات هذه المرّة قد تصل إلى ما هو أبعد بكثير من المستوى الديبلوماسي.
من بين هذه العقوبات، يبرز إقفال الحدود البرّيّة بين السعوديّة وقطر، تعليق جميع الرحلات بين الدوحة ومعظم جيرانها الخليجيين، طرد جميع القطريين من هذه الدول والطلب من مواطنيها مغادرة البلاد ضمن فترة زمنيّة محدّدة. وتشير "سيتي" إلى وجود صعوبة في تقدير المدى الزمني الذي ستبقى فيه العقوبات موضع التنفيذ. ففي سنة 2014 استغرق الأمر ثمانية أشهر لحلّ المشكلة.
قطر ستحتاج لفعل الكثير.. وأكثر
قد يدفع المدى الزمنيّ لهذه العقوبات بالإضافة لشدّتها إلى إيجاد حلّ بطريقة أسرع، لأنّ قطر ستكون متحفّزة بالتحديد لإيجاد هذا الحل مع جيرانها في أسرع وقت ممكن. من جهة أخرى، يمكن للمراقبين الاستنتاج بأنّ موقف جيران قطر بات أقسى مقارنة مع ما كان عليه خلال سنة 2014 وأنّ قطر ستحتاج إلى فعل أكثر ممّا فعلته سابقاً لإرضائهم. وهذا قد يتضمّن حلّ مسألة قناة الجزيرة التي كانت مصدراً دائماً لاستفزاز دول الخليج، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكيّة منذ أواخر تسعينات القرن الماضي بحسب التقرير. تلك الأوضاع قد تشير إلى أزمة أطول، علماً أنّ التقرير لفت إلى عدم وجود نظرة حاسمة بالنسبة لما يرتبط بالتوقيت أو الزمن.
التأثيرات القصيرة والبعيدة المدى
ووجدت المجموعة أنّ التأثير القصير المدى للأزمة سيكون احتواؤه سهلاً بالنسبة إلى قطر التي تتمتّع بموارد جوهريّة يمكن أن تستخدمها، لكنّ المخاطر ستكون ملحوظة في مجال التأثير الاقتصادي والمالي لهذه العقوبات كلّما طال أمد تطبيقها. هذه التأثيرات الطويلة المدى للتطوّرات الأخيرة يمكن أن تضمّ نواحي متعدّدة أبرزها:
ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة وانتشار التضخّم:
فجزء مهم من هذه المواد يصل إلى قطر برّاً من خلال السعوديّة. وتغيير مسلك هذه الواردات إلى الجو أو البحر سيرفع الأكلاف.
انخفاض النموّ الاقتصادي:
إنّ قطاع البناء هو موجّه أساسي للاقتصاد القطري وهو يعتمد بشكل جزئي على الطرق البرية للإمدادات.
مخاطر محدقة بتنظيم كأس العالم:
إن لم يتمّ إلغاء العقوبات ضمن فترة قصيرة يمكن أن تتأثر أعمال البناء وسيكون الأمر مشابهاً بالنسبة للمشجعين الذين يودّون أن يتنقّلوا أو يقيموا في الدول المجاورة خلال المباريات.
تأثير على الخطوط الجوية القطرية:
فخسارة المسارات أو مستلزمات تحويلها إلى المجال الجوّي للدول المجاورة يمكن أن يكون لها تأثير طويل المدى على هذا القطاع.
تآكل التوازن المالي على صعيد الموازنات وارتفاع متطلبات التمويل:
إنّ أي زيادة في كلفة المواصلات أو أي خسارة تواجهها الخطوط الجوية القطرية قد يتم امتصاصها من قبل الحكومة. لكنّ هذا سيؤدّي إلى ارتفاع في متطلبات الاقتراض السيادي.
زيادة في كلفة الاقتراض:
تشير "سيتي" إلى أنّ السيولة في القطاع المصرفي القطري تأثر بشكل حاد بانخفاض أسعار النفط. والظروف الاقتصادية قد أصبحت أصعب فيما تضاعفت الخصوم الأجنبية في القطاع نفسه بحيث أصبحت حوالي 105 مليار دولار مقارنة مع 34 مليار من احتياطات النقد الأجنبي الصافية. وتعتقد المجموعة أنّ العقوبات المطوّلة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وجعل تمويل هذه الخصوم الخارجية أكثر كلفة وصعوبة في آن.
وأعاد البيان في الختام التأكيد على أنّه المبكر إصدار توقعات حاسمة مع كون العديد من الشكوك تلوح في الأفق لجهة تحديد إطار زمني واضح للعقوبات.
http://24.ae/article/354284/تأثيرات-قاسية-للعقوبات-الخليجيّة-على-قطر-هذه-أبرزها