*اصابع سودانية في حصار قطر الاخوانية* (الحلقة الاولى)
*ياسر العطا قائد قوة الاقتحام وطه عثمان مستشار سياسي اول*
قبل عامين نشر موقع الإنترسبت الأمريكي تقريرا عرض فيه معلومات حول ضلوع المملكة العربية السعودية والإمارات في التخطيط للتدخل عسكريا ضد قطر، وكيف ان تدخلات وزير الخارجية السابق للولايات المتحدة ريكس تيلرسون لوقف مخطط الغزو وحل الأزمة الخليجية بشكل سلمي كلفه منصبه
قال التقرير إنه خلال الأيام والأسابيع التي تلت قرار كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وغلق مجالها البري والجوي والبحري أمامها، قام تيلرسون بسلسلة من المكالمات الهاتفية دعا فيها المسؤولين السعوديين إلى عدم القيام بأي تحركات عسكرية ضد قطر.
كما حث تيلرسون وزير الدفاع جيم ماتيس على التواصل مع نظرائه في المملكة، ليشرح لهم مخاطر مثل هذا الغزو العسكري،
وقدم تحقيق بمجلة "نيويوركر" معلومات اضافية عن مخطط التدخل العسكري في قطر حيث نقل الصحفي الأميركي ديكستر فيلكينز في التحقيق عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، إن ابن سلمان وابن زايد أعلناها على الملأ وبشكل خاص أن هدفَهما كان تبديل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "أعتقد أنهما كانا سيغزوان قطر".
وقال فيلكنز إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس هاتَف ابن سلمان وأبلغه أن الوقت ليس مناسبا لشن حرب، واعترى القلقُ المسؤولين الأميركيين إلى حد أنهم أرسلوا طائرة استطلاع لمراقبة الحدود القطرية السعودية.
تمر هذه الايام الذكري الثالثة لبداية حصار دولة قطر الاخوانية، من قبل خمسة دول اربعة منها اعلنت فرض الحصار والمواجهة مباشرة والدولة الخامسة كانت تمثل شريكا خفيا في العمل sleeping partner
هذا الشريك كان يتردد همسا في اروقة السياسة المغلقة واتخاذ القرار (الدور الذي كان سيقوم به) منذ الاطاحة بمدير مكتب الرئيس المخلوع عمر البشير بعد عشرة ايام من بداية تطبيق الحصار على قطر
وربما لم يحن الوقت بعد لكشف كل الاوراق فوق الطاولة لكن مما لا شك فيه هو ان نافذين كبار جدا في الدولة السودانية قد شاركوا في رسم الخطط الاولي للحصار وكان ينتظر من بعضهم القيام بادوار حاسمة في وقت معين لكن تاخر سرجهم عن التقدم وفق الخطة المرسومة لاسباب بعضها سنقوم بكشفه الان بشواهد تعضدها الوقائع وبعضها متروك للظروف والايام نقوم بتجليتها. فكل من يقرا مسار سير الاحداث التي بدات يوم الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧ يوم نشرت وكالة الانباء القطرية خبرا مفاده ان امير البلاد يتحدي دول الجوار (الامارات والسعودية) وقالت قطر ان جهات اخترقت موقع وكالة الانباء الرسمية للدولة ونشرت خبرا مفبركا، ولكن اعلنت ثلاث دول قطع علاقاتها الدبلوماسية وسحب السفراء من الدوحة والدول هي (مصر، السعودية، الامارات، والبحرين) وبدات بالتصعيد وفرض حصار بري وبحري وجوي علي قطر وكانها خطوات سابقة لاعلان الغزو.
للقصة رواية من جانب طرف خامس سميناه بالشريك الخفي وهو طرف سوداني بدات معرفته للاحداث قبل ستة اسابيع من وقوعها تحديدا في الاسبوع الثاني من شهر ابريل حين تلقي اللواء اركان حرب ياسر العطا الدود قائد سلاح الحدود السابق بالجيش السوداني والذي انتقل حديثا وقتها ليشغل مهام مدير فرع العمليات الحربية بالقيادة العامة للجيش السوداني اتصالاً هاتفيا من مكتب رئيس الجمهورية السوداني يخبره بان مبعوث خاص يحمل رسالة من الرئيس البشير يريد ان يلتقيه في امر سري وعاجل، وبالفعل تم تحديد موعد في مقر امن التقي فيه الفريق طه عثمان الحسين مدير مكاتب الرئيس البشير باللواء ياسر ونقل له في بداية اللقاء اشادة الرئيس به وتقارير من قادته في الجيش يتحدثون عن امكانته العالية وسمعته الطيبة في القيادة وكل ذلك يرشحه لهذه المهة الوطنية التي يود ان يفاتحه فيها، اللواء ياسر رجل عسكري مثله مثل اي عسكري يحب المدح والاطراء كما يحب السفر والمهمات الخارجية والفريق طه معروف بانه مقيم دائم في الاجواء ومحب للطيران يتنقل من عاصمة لاخري وقد لمع نجمه بعد هبوب عاصفة الحزم واقترابه من قصور ال سعود وال زايد بالامارات، وجد السيد طه الطريق ممهد بعد ان سهل عليه المهمة الفريق (هـ، ع، ع) الذي اصبح رئيس اركان فيما بعد، ولتلك الاسباب التي ذكرناها وغيرها كان ود العطا لقمة سائقة امام طه وبريق ما يعرضه، المهمة بسيطة وبعيدة تماما عن القوات السودانية وخطوط التشابك في اليمن السعيد لكنها تحمل في طياتها ملايين الدولارات في المنطقة الشرقية من الخليج وهي تأمين طريق، والقوات الجاهزة وخطوط الامداد سالكة والطرق ممهدة وهناك دعم اقليمي واشراف دولي لتنفيذها وهي فقط تامين طريق.
ياسر العطا ليس ساذج يعرف دروب الحرب وصقلته الايام والتجارب فيها جرب منها الفر والكر وربما كان للفرار مرات اكثر منها للانتصار لكنه يعرفها جيدا وليس غرا فيها. فسال بتعجب كيف مهمة في شرق الجزيرة العربية والمعارك في جنوبها الغربي - طبعا وقتها طائرات الدرون الحوثي لم تستهدف ارامكو بعد فنحن في ابريل ٢٠١٧م- الخريطة التي يحملها السيد طه كانت تتحدث عن اربعة مناطق للحشد المتقدم (الرويس في ابوظبي، البطحا في السعودية، جزيرة حوار بالبحرين) وثماني للحشد التعبوي،
اللواء وقتها ياسر العطا لم يخدم في السعودية وان كان زارها عدة مرات ولكن المنطقة الشرقية ليست له علاقة بها ولم تدخل ضمن نطاق انفتاح قواته المنتشرة هناك ثم انه استلم فرع العمليات الحربية حديثا، لاحظ في الخريطة ان هذه النقاط الاربعة تشبه شكل هلال مكتمل او دائرة مركزها دولة قطر، فسال الفريق طه هل المطلوب حقيقي تامين طريق ام احتلال مدينة قبل ان ندخل في تفاصيل عدد القوات المطلوبة والدعم الفني والاسنادي واللوجستي والغطاء السياسي او القانوني الخ.
في الحلقة القادمة
دور رئيس الاركان عندما علم المخطط
دور البشير في الحصار
طه عثمان يفقد وظيفته
زيارة طه عثمان لياسر العطا في ابو سعد