آآآآمين ,,
ويرحم والديك ..
والله مسكتني من إيدي اللي توجعني، ولذلك ما أقدر أرد طلبك
لكن حتى لا نرهق القارئ تكلّفه قراءة مشاركة طويلة وسطور كثيرة، سأذكر باختصار شديد بعض الأخطاء التي وقع فيها التقرير:
أولاً القوات السعودية ومعها القوات الإماراتية (وعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لضباط كويتيين وقطريين وعمانيين) لم تكن وجهتهم العاصمة البحرينية المنامة لإخماد الاحتجاجات وإنما بمجرد وصولهم لجسر الملك فهد ذهبوا مباشرة إلى جنوب البحرين وبالتحديد إلى المعسكر في منطقة الصخير ومنطقة رأس البر التي هي مناطق عسكرية خاصة بقوة دفاع البحرين فيها قواعد ومنشآت ومرافق عسكرية.
ثانياً التقرير سقط في الازدواجية والتناقض مخالفاً للمهنية وميثاق الشرف الاعلامي، فالمعلق في التقرير يقول "لقد نجح السعوديون في إخماد الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح" في حين التقرير يظهر لقطات للمتظاهرين في البحرين يرددون هتافات "الشعب يريد اسقاط النظام"، وهذه قمة التناقض والاسفاف والعهر الاعلامي، فكيف المعلق يقول احتجاجات تطالب بالاصلاح والمتظاهرين يرددون شعارات اسقاط النظام؟؟!!
ثالثاً في مقطع "جذور الابتلاع" نشاهد لقطة فيها المبنى القديم لمطار البحرين الدولي، وهذا المبنى القديم أنشأ في نهاية الستينيات وبداية السبعيينات تقريبا ما بين الأعوام 1969 - 1971 في فترة استقلال البحرين، وهذه اللقطة هي جزء بسيط من تصوير تلفزيوني لاستقبال الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - الله يرحمه - في مطار البحرين أثناء زيارة الملك فيصل للبحرين في عام 1973، والزيارة كانت زيارة ودية وأخوية وكان الأمير سعود الفيصل رحمه الله يرافق الملك فيصل في هذه الزيارة، لكن التقرير قام بتركيب لقطة زيارة الملك فيصل للبحرين والمعلق علق عن "حقل أبو سعفة النفطي" للايحاء بأن اللقطة تخص قضية حقل أبو سعفة النفطي. بينما قضية فشت أبو سعفة وجزيرتي لبنية الكبرى والصغرى أنتهت باتفاق عام 1958، واللقطة التي أظهرها التقرير هي لعام 1973 أثناء زيارة الملك فيصل للبحرين، والتقرير يحاول تضليل المشاهد والايحاء بأن اللقطة تخص قضية حقل أبو سعفة والجزيرتين.
رابعاً زعم التقرير خطورة جسر الملك فهد وابتلاع سعودي للبحرين مع إنشاء الجسر، والله هذه الجزئية في التقرير فيها كمية غباء لا توصف،
خامساً أظهر التقرير لقطة لملك البحرين ينزل من الطائرة، ومعلق التقرير علق على هذه اللقطة بأنه أثناء اندلاع احتجاجات عام 2011 لجأ ملك البحرين فوراً إلى الرياض، لكن لقطة الطائرة وينزل منها ملك البحرين قديمة ترجع لعام 2009 ولا صلة لها بأحداث عام 2011.
والحقيقة ليست كما يرويه التقرير، ففي الواقع منذ اليوم الأول لاندلاع أحداث البحرين في فبراير 2011 كانت البحرين تعج بعناصر الاستخبارات من دول كثيرة، من الشرق ومن الغرب، من أميركا وبريطانيا ودول أوروبية ومن السعودية والامارات وقطر وإيران، وكل دولة كانت تعمل وفق أجندتها ومصالحها، والبحرين كانت في حالة فوضى لا يعلم بها سوى الله وحده، والله لا نعلم كيف نجانا الله من تلك الكارثة.
وبما أن عناصر من الاستخبارات السعودية كانت متواجدة في البحرين فهذا يعني أن السعودية كانت على اطلاع بكل شيء، وملك البحرين لم يذهب إلى السعودية، الذي ذهب إلى السعودية هو صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء وبالتحديد يوم 10 مارس 2011 ركب طائرته من قاعدة الشيخ عيسى الجوية وذهب إلى الرياض لمقابلة الملك عبد الله رحمه الله، وعند لقاءه بالملك عبدالله قال له الملك عبدالله بالحرف الواحد: "تأخرتوا وايد ليش ما جيتونا من أول يوم" رد عليه الأمير خليفة بن سلمان "كنا نحاول أن نحلها بهدوء".
سادساً التقرير يدعي بأن السعودية رفضت حوار ولي العهد البحريني مع المحتجين، وهذا الكلام غير صحيح، مقترح حوار ولي العهد مع المحتجين تم رفضه من داخل البحرين، القسم الآخر من الشعب البحريني الذي كان معارضاً لتلك الفوضى وتلك الأحداث كان رافضاً رفضاً باتاً لأي حوار مع المحتجين، ونظموا عدة تجمعات في ساحة مركز الفاتح الاسلامي ووصلت أعدادهم إلى أكثر من 400 ألف شخص وجميعهم كانوا يطالبون بعدم الحوار مع المحتجين، وبما أن الاستخبارات السعودية كانت متواجدة في البحرين فبالتالي كانوا يقيسون نبض الشارع البحريني ولذلك السعودية كانت على علم بأن قسم كبير من الشعب البحريني يرفض حوار ولي العهد مع المحتجين.
سابعاً التقرير ذكر بأن السعودية وعدت البحرين بدعم اقتصادي للمنامة بعد انتهاء الأزمة، وهذا كلام حق يريد به باطل، فالسعودية تدعم البحرين اقتصادياً منذ أمد بعيد ودعم السعودية للبحرين ليست مشروطة باشتراطات أو ورائها أهداف مغرضة كما يحاول التقرير الإيحاء بها بأن السعودية أرادت أن تنهى الأزمة على طريقتها ووعدت المنامة بدعم اقتصادي إذا أنهت الأزمة بالطريقة السعودية.