سلكت كل الطرق المباشرة والملتوية
تقرير أمريكي: قطر فشلت في إقناع إدارة ترامب بموقفها من الأزمة
الأربعاء - 01 محرّم 1440 - 12 سبتمبر 2018 - 07:19 صباحا ً
واشنطن
وكالات
"كيف تحوَّلت أصغر دول العالم إلى مصدر إزعاج للإدارة الأمريكية ولجيرانها؟".. كان هذا محور تقرير عرضته قناة "سي إن بي سي" الأمريكية حول الدعم القطري للإرهاب، ومحاولات تنظيم الحمدين المتواصلة لاستمالة الإدارة الأمريكية لتبنِّي موقفها في أزمتها مع الرباعي العربي الداعي إلى مكافحة الإرهاب.
التقرير الذي أعده محرر الشؤون السياسة "دان مانجان"، أشار إلى أن "قطر (الدولة الصغيرة والغنية بالنفط) باتت مصدرًا كبيرًا للإزعاج والتعقيد بالنسبة إلى دونالد ترامب"، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي وصف قطر -التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية- بأنها "ممولة للإرهاب على مستوى عالٍ جدًّا".
وباتت الدوحة -بحسب التقرير- تشكل "صداعًا" في رأس ترامب، على اعتبار أنها تصدر له مشكلات وتثير غضبه، مشيرًا إلى أن هذه الدولة تلعب دورًا "مثيرًا للجدل" في المنطقة والعالم.
وكشف المصدر أن "تنظيم الحمدين" الحاكم في قطر، سلك جميع الطرق المباشرة والملتوية لإقناع الإدارة الأمريكية بتبنِّي موقفها في أزمتها مع محيطها.
ومن الطرق الملتوية التي رصدها التقرير "مضاعفة حجم إنفاق الدوحة في أمريكا 4 أضعاف، وإعداد قائمة للشخصيات المقربة من الرئيس للتأثير في القرار الأمريكي، منهم صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، والمستشار السابق لترامب (بيري بينيت) ومحامي ترامب الشخصي السابق مايكل كوهين، وكبير جامعي تبرعات الحزب الجمهوري إليوت برودي، الذي كان يلاحق أفراد الأسرة الحاكمة القطرية أمام القضاء الأمريكي".
وتطرق التقرير إلى أن قطر دفعت لبينيت 500 ألف دولار شهريًّا، ودفعت نحو 5 ملايين دولار لشراء خدمات شركات ضغط وشركات علاقات عامة وإعلانات ومكاتب محاماة في العاصمة واشنطن؛ لإقناع صناع السياسة بتبنِّي موقفها. وهذا لا يشمل المتعاقدين الفرعيين الذين تستخدمهم هذه الشركات، مؤكدًا أن القطريين دفعوا أكثر من 5 ملايين دولار إلى شركات ضغط وشركات علاقات عامة وإعلانات ومكاتب محاماة في العاصمة واشنطن.
وتابع التقرير: "امتدَّت المحاولات القطرية لتحسين صورتها داخل الولايات المتحدة، إلى إنفاق أكثر من 16 مليون دولار، في محاولةٍ لتشكيل لوبي قطري لتبنِّي موقفها في أزمتها الحالية الناجمة عن دعمها الإرهاب، وخروجها عن الصف العربي والخليجي، بالإضافة إلى شراء شقة بسعر 6.5 ملايين دولار في أحد أبراج ترامب بنيويورك".
وتبقى كل المحاولات القطرية دون جدوى؛ حيث ذكر التقرير أن الرأي الأمريكي في النظام القطري يظل سلبيًّا، خاتمًا بالقول: "رغم تصاعد التوتر بين أمريكا وروسيا، فإن واشنطن ستُبقي أعينها على قطر".
وأكد التقرير أن النظام القطري أصبح مصدر إزعاج لجيرانه، وهم أيضًا حلفاء للولايات المتحدة، لكن التوترات زادت في يونيو 2017، عندما فرضت الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على الدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
وأصدرت قطر أخيرًا قانونًا تحت عنوان "تنظيم اللجوء السياسي"، كشف عن نوايا تنظيم الحمدين في احتضان مزيد من الإرهابيين تحت غطاء قانوني.
وأكد تقرير لقناة "سكاي نيوز" الأمريكية، أن القانون الجديد يعد انتهاكًا للقانون الدولي؛ فهو يمنح الغطاء القانوني للإرهابيين الموجودين داخل قطر والمطلوبين لدى دولهم، وأضاف أن توقيت إصدار القانون يحمل عدة معانٍ. ويعد القانون الأبرز ضمن مجموعة قوانين صدرت مؤخرًا؛ منها "الإقامة الدائمة".
وأشارت القناة إلى تناقضٍ فاضحٍ بين القانونين؛ حيث يشترط قانون الإقامة حسن السيرة وعدم إدانة الشخص داخل قطر أو خارجها، فيما يُستثنَى من هذا الشرط، بنص قانون اللجوء، "مَن أدَّى خدمات جليلة لقطر، وذوو الكفاءات".
المصدر جريدة عاجل