ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻧﺴﺤﺐ ﺍﻟﺠـﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸـﺎﺭﻑ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ؟
ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻟﻦ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻧﺼﺮ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻻ ﺑﺨﻄﺔ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ؟
ﺍﻟﺠـﻴﺶ ﺍﻋﺎﺩ ﻧﺸﺮ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻟﻌﺪﺓ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻟـ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻟـﺒﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ .
١ - ﺍﻥ ﺍﻟﺠـﻴﺶ ﻗﺪ ﻟﺠﺄ ﺍﻟﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻟـﺄﻥ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻗﺪ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻓﻀﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻟﻴﺴﺤﺐ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻲ ﺍﻻﻣﺎﻡ .
٢- ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺗﻔﻮﻕ ﺑﻤﺮﺓ ﻭﻧﺼﻒ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻢ ﻻﻥ ﺍﻹﻭﻝ ﻳﺘﻤﺘﺮﺱ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺣﺪﺍﺛﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺠـﻴﺶ ﺍﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻢ ﻟﻠﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻭﺗﻨﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺑﺄﻗﻞ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .
٣- ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺴﺤﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻻﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﺋﻦ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺳﺢ .
٤- ﻳﻌﻮﻝ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺳﺘﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺴﺤﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻔﺌﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺟﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻋﻴﻦ ﺯﺍﺭﺓ ﻭﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻜﺎﺯﻳﺮﻣﺎ ﻭﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﺮﻣﻠﺔ .
٥ - ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺑﺎﻋﺎﺩﺓ ﺗﻤﺮﻛﺰﺍﺗﻬﺎ ﻻﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﺣﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﻟـﺄﺯﻗﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻗﻄﻮﻧـﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟـﺄﻣﺮ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺭﺗﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻪ ﺍﺣﺪ ﺧﻂ ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺴﺤﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻧﺠﺤﺖ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻄﻌﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ 100% ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺳـﻮﻯ ﺍﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻘﻴﺔ ﺧﻄﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺠﻮﻡ ﻛـﺎﺳﺢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺻﻌـﻮﺑﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﻚ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﻋﺪﻭ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﻳﻘﺼﻒ ﺑﻤﺪﺍﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ .
ﺍﺑﺘﻠﻌﻮﺍ ﺍﻟﻄﻌﻢ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻠﻌـﻴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻔﺌﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻤـﻴﺎﻥ .
ﻭﻻﺯﺍﻝ ﻋﺰﻑ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻣﺴﺘﻤﺮﺁ