1590173947558.png
 
دافعوا عن كركوك قبل أن تلتهمها إيران


يبدو أن ملف عائدية محافظة كركوك، المسكوت عنه والمتنازع عليه بين أربيل وبغداد، سيتحول من إقليم كوردستان إلى إيران. هذا ما تشير إليه الدلائل والممارسات العملية للميلشيات المسلحة الموالية لطهران. وبدلاً من أن تبقى كركوك عراقية تابعة لإقليم عراقي، كوردستان، فستؤول إدارتها وتقرير مصيرها وشؤونها إلى الحرس الثوري الإيراني، جوهراً، وبيد الحشد الشعبي العراقي ظاهراً.

هذا ما فضحته ممارسات الحشد الشعبي عندما نظمت فصائله يوم أمس مسيرات استعراضية، في منطقة تازة، تضمنت رفع لافتات تشيد بـ"يوم القدس"، الذي تحتفل به إيران في آخر جمعة من رمضان في كل عام، على عجلات عسكرية "همر" وعجلات تابعة للدولة، وعليها صور الخميني وخامنئي وحسن نصرالله والحوثي وقاآني وقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. وكانت ذات الاحتفالات قد نظمت في العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية، حيث رفعت ذات الصور وتم حرق العلم الإسرائيلي.

هذه الممارسات تكشف وبوضوح الخطط المرسومة من قبل إيران للسيطرة على المدن العراقية، مستخدمة الحشد الشعبي والميلشيات المسلحة التابعة لها حصان طروادة للتسلل إلى المحافظات العراقية. ذلك أن قادة إيران الذين ينادون بتحرير القدس يتناسون أن الطريق إلى فلسطين لا يمر عبر المدن العراقية.

وإذا شكلت نينوى في المخططات الإيرانية أهمية ستراتيجية في إيجاد طريق بري مباشر بين إيران وسوريا ومن ثم لبنان عبر العراق، لنقل المقاتلين والأسلحة إلى حزب الله اللبناني، فإن كركوك لها في مخططات طهران أكثر من مشروع اقتصادي وأمني وسياسي.

السيطرة من قبل الحرس الثوري على كركوك تعني السيطرة على النفط وأنابيب وطرق تصديره إلى تركيا، والتحكم بالطرق الرابطة بين إقليم كوردستان وبقية مدن العراق، لا سيما وأن الميلشيات المسلحة تسيطر فعلياً على الطرق الرابطة بين مدن الإقليم وبغداد عبر الموصل، وهذا يعني خنق الإقليم ومحاولة السيطرة على الكورد، وبينهم أقلية كاكائية، والتركمان والعرب، وجميعهم من المذهب السني باستثناء أقلية تركمانية شيعية في تلعفر، دون أن ننسى المكون المسيحي في المحافظة، من أهالي كركوك.

الأهم من ذلك، وحسب مخططات طهران، هو تهديد إقليم كوردستان أمنياً واقتصادياً ودفعه إلى عنق الزجاجة، إضافة إلى تفتيت البنية الاجتماعية وتغيير الخارطة السكانية في كركوك.

الأمر الأكثر خطورة هو إعطاء كافة المبررات لتدخل عسكري تركي بحجة الدفاع عن التركمان، من جهة، وإثارة النزعة القومية العربية، من جهة ثانية، وبالتالي فتح الباب واسعاً لتدويل قضية كركوك، وفي هذه الحالة لن تقف حكومة إقليم كوردستان صامتة دون الدفاع عن شعبها الكوردي وحقوقه التاريخية.

ملف عائدية كركوك المتنازع عليه بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، ضمن حدود الوطن الواحد، البيت الواحد، سيتحول إلى قضية إقليمية متنازع عليها بين العراق وتركيا وإيران، وهذا يعني الحكم بموت المادة 140 من الدستور العراقي وضياع كركوك تماماً.

لقد كان الأحرى بالحكومات العراقية المتعاقبة تنفيذ المادة 140 الدستورية، لا سيما وأن أشواطاً واسعة كانت قد قطعت في هذا المجال، حسب تأكيدات الدكتور محمد إحسان، وزير المناطق المتنازع عليها السابق في حكومة إقليم كوردستان، الذي كان قد بذل جهوداً استثنائية من أجل إنجاز العديد من ملفات التعويض وإعادة المتجاوزين إلى مدنهم وصولاً إلى مرحلتي الاحصاء السكاني لأهالي كركوك الأصليين ومن ثم اجراء استفتاء نزيه وتحت رعاية الأمم المتحدة حول عائدية كركوك، سواء للإقليم أو بقائها ضمن مسؤوليات الحكومة الاتحادية.

وقال إحسان لرووداو، لقد "قطعنا أشواطاً كبيرة لحل هذه المشكلة لإنقاذ االعراق من أزمات سياسية وأمنية دون أن نفرق بين كوردي وعربي وتركماني، وحرصنا على أن لا يضيع حق أي عراقي بغض النظر عن قوميته أو دينه أو طائفته".

لقد وقف حزب الدعوة الذي حكم العراق لأربع ولايات (إبراهيم الجعفري، نوري المالكي ولايتين، وحيدر العبادي) بقوة ضد تنفيذ المادة 140، بل تم تسويف هذه المادة وإضاعة الجهود البشرية والمادية التي أنجزت في هذا الملف الحيوي.

المشكلة هي أن الحكومات الاتحادية السابقة لم تبذل جهدها للحفاظ على الأوضاع الأمنية في كركوك التي بقيت عرضة لإرهاب تنظيم داعش، كما لم تقم بأية إنجازات عمرانية أو تتعلق في البنية التحتية والخدمات الحيوية، وبقيت هذه المحافظة مهملة، كما بقية المحافظات العراقية، وعلى العكس من محافظات إقليم كوردستان التي تحولت إلى مدن حضارية من حيث العمارة والبنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية والأمنية، كما أن الحكومات الاتحادية السابقة لم تساعد بإنجاز المادة 140 كي لا تبقى كركوك معلقة ومهددة أمنياً.

وحسب المستجدات الأخيرة واستعراض الحشد الشعبي ورفع صور الرموز الإيرانية، وبضمنهم الحوثي اليمني، نكاية بالعراقيين والخليجيين، فإن ملف كركوك ستؤول عائديته للحرس الثوري الإيراني.

ومن المؤكد أن أحزاب الإسلام السياسي الشيعية ستحاول إبقاء حكومة مصطفى الكاظمي منشغلة بملفات جانبية لتحقق برامجها تنفيذاً لأجندات إيرانية. هنا يجب أن يبرز الدور القوي والحاسم للحكومة العراقية لإنهاء متعلقات ملف كركوك قبل أن يضيع من يدها ويد كل العراقيين.

عن موقع رووداو
 
استهدفت نيران داعش بصحراء الانبار طائرة مروحية عسكرية للجيش العراقي في قرية الفيضة بالقرب من مدينة الرطبة بالاسلحة المتوسطة و الثقيلة و القذائف الصاروخية مما ادى لإعطابها و مقتل و اصابة من كان بها .
 
((إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان)).!!!!!
نتمنى ان تصل للكاظمي .....
باعتبار الدوله في ضيق مالي
اقرأ للنهايه سيادة رئيس الوزراء. وان اردت فعلا ان تكسب ثقة الشعب فأفعلها ...

- قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا العظم.. خلال رحلاته بين دمشق و بيروت..
يقال أنه كان في يوم ما بحاجة إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية. (( كما هو حال العراق اليوم))
. فاقترح عليه حاشيته أن يفرض (ضريبة) على المسيحيين.. وعلى صناع النسيج في دمشق..
فسألهم أسعد باشا: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟
قالوا :من خمسين إلى ستين كيسا من الذهب..
فقال أسعد باشا: ولكنهم أناس محدودي الدخل.. فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال؟
فقالوا: يبيعون جواهر وحلي نسائهم يا مولانا..
فقال أسعد باشا: وماذا تقولون لو حصلت المبلغ المطلوب بطريقة أفضل من هذه؟!
في اليوم التالي.. قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي.. لمقابلته بشكل سري.. وفي الليل وعندما وصل المفتي.. قال له أسعد باشا: نما إلى علمنا أنك ومنذ زمن طويل.. تسلك في بيتك سلوكا غير قويم.. وأنك تشرب الخمر.. وتخالف الشريعة.. وإنني في سبيلي لابلاغ اسلامبول.. ولكنني أفضل أن أخبرك أولا.. حتى لا تكون لك حجة علي!!! المفتي أخذ يتوسل.. ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشا.. لكي يطوي الموضوع.. فعرض أولا ألف قطعة نقدية.. فرفضها أسعد باشا.. فقام المفتي بمضاعفة المبلغ.. ولكن أسعد باشا رفض مجددا.. وفي النهاية تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقدية! وبعد اخذها عزله
وفي اليوم الثاني.. قام باستدعاء القاضي.. وأخبره بنفس الطريقة.. مضيفا أنه يقبل الرشوة.. ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة.. وانه يخون الثقة الممنوحة له؟! وهنا صار القاضي يناشد الباشا.. ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي.. فلما وصل معه إلى مبلغ مساوي للمبلغ الذي دفعه المفتي.. أطلقه ففر القاضي سريعا وهو لا يصدق بالنجاة!
بعدها جاء دور المحتسب.. وآغا الينكجرية.. والنقيب.. .. وكل من له مسؤوليه في ذاك الوقت .. من مسلمين ومسيحيين..

بعدها قام بجمع حاشيته الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيسا..
وقال لهم: هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟
فقالوا: لا ما سمعنا..!!
فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيس.. بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم.. فتساءلوا جميعا بإعجاب.. كيف فعلت هذا يا مولانا؟!
فأجاب : إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان.

فهل سيأتي اليوم الذي يُجَزُ فيه صوف الفاسدين.. بدل سَلخِ جِلد المواطن !؟!

المرجع:
قسطنطين فرانسوا ڤولني (1757 - 1820 م) و هو فيلسوف و رحالة و مؤرخ و سياسي فرنسي.
 
عودة
أعلى