نيويورك تايمز كشفت المستور وأسقطت ورقة التوت !
سرمد عبد الكريم*
اخيرا قام مجهر نيويورك تايمز , بتكبير الصورة المعروفة لكل العراقيين والايرانيين و العالم حول دور ايران خامنئي الاحتلالي في العراق وبالتفاصيل الدقيقة . ولغرض تسليط الضوء على هذا الموضوع الخطير جدا , علينا ملاحظة ما يلي قبل الدخول والتعليق
على الخبر :
1- صحيفة نيويورك تايمز , هي من أقدم الصحف العالمية الحرة حيث يبلغ عمرها 150 عام .
2- ان هذه الصحيفة ليست محسوبة على ادارة ترامب , بل ان ترامب يصفها دائما بانها صحيفة كاذبة .
3- صحيفة نيويورك تايمز تعتبر من أهم الصحف عندما تتناول تقاريرها معالجة أي قضية , لان لديها مراكز بحوث علمية ولا يمكن لها ان تنشر اي تقرير , إلا بعد التأكد من دقة وصحة المعلومات التي تتناولها وحصولها على أدلة مادية حصيفة تضمن سلامة موقفها القانوني وامام الراي العام .
نرجع لموضوع تقرير نيويورك تايمز , فهذا التقرير عبارة عن تسريبات من جهاز المخابرات الايراني نقلها شخص عراقي لم يكشف عنه , لأسباب تتعلق ربما بالصحيفة أو ربما حماية لمصدر المعلومة !
والتقرير حسب ماتم نشره تكلم عن مختصر لمعلومات طويلة و كبيرة حيث تكلمت الصحيفة عن 700 صفحة تتضمن عن معلومات تخص قيادات المنظومة السياسية بالعراق وخضوعها لادارة ايرانية نظمتها اجهزة الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري , ومنسقها في العراق الجنرال قاسم سليماني ...
تضمن المختصر اشارة واضحة لرؤساء حكومات العراق ووزرائه وضباطه , وكيفية تعاملهم مع ايران وكيفية تلقي الأوامر والهدايا , إضافة لشراء مواقف رموز سنية وعسكرية .
فخطورة التقرير , انه يتكلم عن تسليم القرار السيادي والسري العراقي تحت تصرف إيران , بشكل رسمي وهنا تاتي الخطورة ... فمختصر التقرير وضع رؤساء الحكومات العراقية ووزرائها ورؤساء البرلمان وضباط الجيش تحت عنوان الخيانة العظمى , والتي تصل عقوبتها للاعدام بموجب القوانين العراقية والدولية ..
مما جعل بعض من وردت أسماؤهم بالتقرير المسارعة بالنفي , لكننا نذكر ان للصحيفة الادلة القاطعة .
على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر نفي رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورئيس البرلمان السابق سليم الجبوري , لإن الاتهامات جدية وليست تسريبا عادية .
مما يميز التقرير ان الموضوع مس بشكل مباشر مهنية السي اي ايه , حيث ورد بالتقرير أن إيران قامت بـ "تجنيد عملاء سابقين لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بعد الانسحاب الأمريكي من العراق" وهذا موضوع خطير جدا يمس المؤسسة الامنية الامريكية مباشرة , ويصور بان جهاز المخابرات الايرانية اخترق بشكل او بأَخر السي اي ايه وهي أكبر مؤسسة امنية بالعالم .
كما تناول التقرير الوثائق تكشف عن زيارة قام بها مؤخرا قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، للعراق (لم تكشف عن موعد الزيارة بالتحديد).
وأضافت أن هدف سليماني كان تثبيت حكومة عادل عبد المهدي، ووضع خطط لقمع أي انتفاضة شعبية تهدد نفوذ طهران في العراق.
كما لفتت الصحيفة الأمريكية، استنادا للوثائق، إلى أن إيران تستخدم الأجواء العراقية للإمدادات العسكرية للنظام السوري.
وأوضح التقرير "إيران زرعت جواسيس في مطار بغداد لمراقبة الجنود الأمريكيين ورحلات قوات التحالف الدولي المعني بمحاربة داعش".
هذه بعض لمحات التقرير المطول الذي حصل عليه موقع The Intercept الذي تشارك في نشرها مع صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت واحد.
كشف هذا التقرير بشكل رسمي كارثة سياسية و امنية للنظام السياسي الموجود بالعراق حيث وصفهم التقرير بـ"العملاء العراقيين" الذين يعملون لصالح إيران , وادخل هذه المنظومة تحت طائلة الخيانة العظمى وبشكل رسمي , ويعد هذا الموضوع متوازي مع مطالب ثوار العراق بإسقاط النظام ... كل النظام .
مايهمنا الان بقدر تعلق الأمر بالعراق وثورة العراق , ان نيويورك تايمز أسقطت ورقة التوت عن القيادات الاحتلالية العراقية وكشفت عن عوراتهم , واصبحوا عراة لايسترهم شيء بل دفعهم هذا التقرير باتجاه حبال المشانق بشكل واضح ...
ونحن بانتظار نشر التقرير الكامل من قبل نيويورك تايمز , لنكتشف عن الاسماء والمناصب وطرق العمالة والخيانة كما وصفها ملخص التقرير , ولحين النشر نقول كما قال عزيز علي في أغنيته دكتور :
يا ناس مصيبة مصيبتنا ..نحچي تفضحنا قضيتنا ..نسكت تكتلنا علتنا بس وين نولي وجهتنا ؟ دلينا يا دكتور !
والخبر اليوم بفلوس , باجر ببلاش
والله من وراء القصد
*كاتب وإعلامي عراقي
في 18 نوفمبر 2019م
سوندربورغ - الدانمارك