معركة الموصل إستنزاف مستمر للروافض ولا نهاية واضحة لها
وكالات
أعلن القادة العسكريون والسياسيون العراقيون حتى الآن قرب تحقيق الانتصار على تنظيم "الدولة الإسلامية عدة مرات، لكن التنظيم أعد العدة لمعركة بقائه في الموصل، سعياً لإطالة خلافته بالعراق على أرض تبلغ مساحتها أقل من 9 كلم مربع.
لا يمكن لأي شخص أو جهة أو محلل سياسي التكهن بموعد انتهاء الحرب في الجانب الأيمن من الموصل، حيث قام داعش خلال الفترة الماضية بجر الجيش العراقي الى المنطقة التي يخوض فيها آخر معاركه الآن، لعدم قدرته على المقاومة في الأحياء الواسعة، بعد أن أجبر على خسارة أكثر من 40 حياً بالجانب الأيسر من الموصل خلال 4 أشهر من القتال.
نطاق الحرب في الموصل تقلص إلى أصغر المساحات، ما أنهى استخدام المدافع الصاروخية بعيدة المدى والدبابات والمدرعات في المعارك، ولم يعد بقبضة داعش سوى منطقة واحدة ألا وهي "الموصل القديمة".
يتجمع أكبر عدد من سكان الجانب الغربي من المدينة في منطقة "الموصل القديمة"، وسط توقعات تشير لوجود من 500 إلى ألف مسلح من داعش في تلك المساحة الصغيرة، ومن الناحية العسكرية يُعد حيا الزنجيلي والصحة مكملين للموصل القديمة.
للموصل القديمة سبعة أبواب (ثلاثة منها من الجهة الشمالية وأربعة بالجانب الجنوبي)، والأبواب التي تشكل كل واحدة منها حياً هي: باب الطوب وباب سنجار وباب لكش وباب البيض وباب الشمس وباب السراي وباب الجديد، وتبلغ مساحة المنطقة 9 كلم مربع حيث يوجد نحو 130 ألف مدني محاصرين فيها، وتعد السرجخانة والفاروق والشفاء وباب سنجار والزنجيلي أهم أحياء الموصل القديمة.
تتقارب توقعات المحللين العسكريين إلى حد كبير حول الحرب الأخيرة لداعش في الموصل، وقال المحلل العسكري، اللواء الركن ماجد جاسم، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "قطعات جهاز مكافحة الإرهاب هي الوحيدة التي تملك خبرةً في خوض حرب الشوارع فيما لاتملك القوات الأخرى ذلك، وقلنا في البداية أن توزيع القوات في الموصل تم بطريقة سيئة جداً وهذا يصب في مصلحة داعش".
الشرطة تتطلع إلى مسجد "البغدادي"
تشارك الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع وقطعات مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة من الجيش العراقي في معارك غربي الموصل، فيما يحارب الحشد الشعبي خارج المدينة، ومنذ أكثر من 40 يوماً تتمركز قوات الشرطة الاتحادية على بعد 900 متر من مسجد النوري الكبير الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي الخلافة، وهي تتطلع إلى المسجد دون تحقيق أي تقدم، وأدى فتح المحور الشمالي من قبل جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة إلى توجه مسلحي داعش نحو الموصل القديمة لتكون معركتهم الأخيرة هناك.
وقال الخبير العسكري في حرب المدن، مؤيد سالم الجحش، لرووداو إن "الموصل القديمة ستكون مستنقع القوات العراقية بسبب وجود سراديب في كل منازل المنطقة، وداعش استقر هناك، فيما الجيش العراقي لا يملك خبرة في حرب المدن".
معركة استعادة الجانب الأيمن من الموصل انطلقت في 19-2-2017، لكن نهايتها ليست واضحة لدى المحللين العسكريين، فيما تتزايد أعداد الضحايا العسكريين والمدنيين (خاصة) يوماً بعد الآخر.
ولدى المحللين ملاحظات على طريقة اطلاق الصواريخ وأنواعها، وقال مؤيد الجحش، "توجه يومياً منذ 19 شباط، 100 – 200 صاروخ على الجانب الأيمن، ولكن الصواريخ العراقية لا تصيب أهدافها، لذا فإن داعش سيبقى في الموصل القديمة طوال شهر رمضان وسيواصل القتال، والحرب ستنتهي بعد شهر رمضان".
من جانبه، قال العميد يحى رسول: "لا يمكننا وضع سقف زمني لانتهاء معركة الموصل، لكننا نملك مقاتلينا لخوض معركة الموصل القديمة وهم مجهزون بشكل جيد، على الرغم من أن مسلحي داعش يحتمون بـ100 ألف مدني".
وحول بقاء داعش في الموصل وعدد مسلحيه، قال ماجد جاسم إن "دبابات الجيش العراقي تقف على أبواب الموصل القديمة، و90% من المسلحين الذين لا يزالون في الموصل انتحاريون، لذا فإن المعركة ستكون ضارية وحرب الشوارع هي الوحيدة التي ستحسم الأمر، لأن داعش يملك شبكة أنفاق في الموصل القديمة تربط بين جميع الأحياء".