هل مصر الآن دولة إسلامية تحتكم إلى كتاب الله و سنة رسوله؟
بالتأكيد لا. مصر دولة علمانية صراحة منذ 23 يوليو 1952 و حتى الآن. ليس كافيا أن هناك نص فى الدستور يقول أن دين الدولة الإسلام يعنى أن الدولة تحتكم إلى شريعة الإسلام. فمعظم دساتير دول العالم تحتوى على نصوص تحدد دين الدولة و لكن لا تحتكم إلى شرائع هذه الدولة. أيضا مصر دولة علمانية غير صريحة منذ أن تولى الخديوى إسماعيل حكم مصر خلفا للخديوى سعيد و أدخل المحاكم المختلطة و رضى بالإحتكام إلى القوانيين الوضعية فى حينها.
من ناحية أخرى عندما فتح عمر بن العاص مصر وقع عهد مع النصارى فى حينها على الآمان مقابل دفع جزية سنوية معينة. أستمر الحال على هذا حتى عهد الخديوى سعيد و منذ عهد الخديوى إسماعيل بتحوله إلى العلمانية و توقف النصارى عن دفع الجزية أنتهى ذلك العهد بالفعل.
فلا داعى أن نثير قضايا و نلبسها على الآخرين فالنصارى حاليا ليسوا أهل ذمة لأنه لا توجد دولة إسلامية فى مصر قائمة بالفعل. النصارى حاليا فى مصر مواطنون متساوون فى الحقوق و الواجبات مع المسلمين و ليسوا يحيون فى جوارنا كما كان يحدث فى الماضى.
نرجو التعقل من البعض الذين يتعاملون مع الأمور بالعواطف و ليس بالعلم الشرعى. لا يعنى أننى أرحب بقتلهم أو تدمير دور عبادتهم أو سلب أموالهم أو هتك أعراضهم. لكن علينا أن نعى الحقائق التاريخية و التغيرات المجتمعية التى طرأت على مصر منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر و حتى الآن.