عرض خطي" من ترامب إلى بوتين: عودة إلى "نادي الكبار" مقابل ترك الأسد
================
2017-4-12 |
خدمة العصر
كشفت صحيفة "الحياة" اللندنية أن قادة "مجموعة السبع الكبار" عكفوا خلال الأيام الماضية على صوغ "عرض مكتوب" حمله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الرئيس فلاديمير بوتين اليوم، بتخفيف العقوبات على روسيا وإعادتها إلى نادي "الثماني الكبار" والتعاون في محاربة الإرهاب مقابل وقف نار كامل في سورية لا يشمل من يصنفهم الغرب في قائمة "الإرهابيين" وإطلاق عملية انتقال سياسي جدية تحافظ على المؤسسات وتؤدي إلى خروج بشار الأسد.
وأفاد كاتب التقرير أن الوصول إلى صوغ هذا "العرض" تطلب الكثير من المفاوضات والمشاورات بقيادة الرئيس دونالد ترامب وصولاً إلى اجتماع وزراء خارجية "مجموعة السبع" في إيطاليا في اليومين الماضيين لوضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة التي حملها تيلرسون إلى الكرملين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إقليمي بارز قوله إنه لاحظ وجود "زعامة أميركية لم تكن موجودة لسنوات"، وتمثلت هذه القيادة بتولي الرئيس ترامب إجراء اتصالات مع عدد من قادة "مجموعة السبع"، بينهم رؤساء وزراء اليابان شينزو آبي وكندا جاستن ترودو وبريطانيا تيرزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل.
وأما نقاط التشاور بين القادة، فتناولت ربط الأزمة السورية بملفي جزيرة القرم وأوكرانيا. الثاني، التلويح بفرض عقوبات إضافية على روسيا في حال لم تستجب إلى العرض. الثالث، دور الرئيس الأسد. وقال مسؤول غربي إن مستشاري الأمن القومي ووزراء الخارجية في الدول الكبرى عكفوا على صوغ العرض بدقة متناهية، فهو لم يتضمن الإشارة مباشرة إلى أوكرانيا أو القرم ولا إلى التلويح بعقوبات إضافية على روسيا، إضافة إلى أنه لم يشترط تنحي الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية بل قبول بوتين "عملية انتقالية ذات صدقية تؤدي إلى خروج الأسد من دون انهيار المؤسسات".
وقالت الصحيفة إن عرض "ترامب" لم يتضمن شرط بريطانيا وكندا تشديد العقوبات المفروضة على روسيا منذ عام 2014 بسبب ضمها أراضي من أوكرانيا إذا واصلت موسكو دعمها للأسد بل إعادتها إلى "نادي الثماني الكبار"، إضافة إلى أنه ترك مصير الأسد إلى العملية الانتقالية على عكس رغبة دول إقليمية بينها تركيا.
وإذا وافق بوتين على هذا "العرض المكتوب"، وفقا للصحيفة، فإنه يمكن عقد صفقة تتضمن وقفاً شاملاً للنار عدا قتال من يصنفهم الغرب في قائمة "الإرهابيين" وصدور قرار دولي بمبادئ الحل السياسي واستئناف مفاوضات جنيف على أرضية تتضمن جدية من ممثلي الحكومة والمعارضة ودعم ذلك خلال اجتماع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بمجلس الأمن اليوم، إضافة إلى بحث تفصيلي باحتمال نشر مراقبين عرب وإقليميين برعاية دولية في سورية لتنفيذ الاتفاق السياسي، بحسب مسؤول غربي.
وأما إذا رفض الرئيس بوتين هذا العرض، فستتجه أميركا إلى قيادة حلف دولي وإقليمي يؤدي إلى السيطرة الكاملة على شرق نهر الفرات بعد طرد "داعش" منها وبحث إقامة "مناطق استقرار موقتة" شمال سورية وجنوبها لإعادة لاجئين إليها وتحويلها إلى مناطق نفوذ إقليمي ودولي من دون تنسيق الحرب ضد "داعش" بين الجيشين الأميركي والروسي، إضافة إلى ترك "سورية المفيدة" غرب الفرات إلى النفوذ الروسي والإيراني وحرمان هذه المناطق من الموارد الاقتصادية والنفطية والغازية الموجودة شرق النهر الخاضعة لسيطرة الأكراد وترك مناطق النظام "مدمرة من دون أي موارد مالية للإعمار" مع استمرار غرق روسيا في "المستنقع".
وهذا يفسر رفع البيت الأبيض سقف "الخطوط الحمر"، كما أوردت الصحيفة، من منع استعمال السلاح الكيماوي إلى تحذير شون سبايسر الناطق باسم البيت الأبيض من أن واشنطن قد ترد إذا استخدمت دمشق "البراميل المتفجرة".