بسم الله الرحمن الرحيم،
قبل سنتين من الزمان كنت ووالدي الكريم واعمامي نجلس في فناء المنزل لان الاجواء في الرياض في ذلك الوقت كانت رائعة كما هي بالعادة في نهاية مارس. كان المطر ينهمر على الرياض عدة ايام ثم تخلو السماء من السحب اياما اخرى. لا نفوت هذه الفرصة للاستمتاع بجمال هذا الجو الذي هو أقرب شيء للربيع في المدن الكبرى كالرياض.
لكن ذلك اليوم وذلك المساء تحديدا لم يكن يحتمل اي سرور واي سعادة ولا حتى متعة بسيطة. كان الجميع واجما مستآء قلقا. مالذي يجري من حولنا؟ مالذي يحدث وماهو شكل مستقبل منطقتنا القريبة؟
كانت الدعاية الاعلامية لمن يكرهوننا لاخر خلية في عظامهم براقة شديدة. تصرخ تارة بالويل والثبور وان مصيرنا محتوم. وتتحدث بصلف تارة اخرى بانها مستعدة ان تتركنا نعيش طالما عرفنا حجمنا امام الايات الكبرى للثورة العظيمة.
اتذكر انني كنت مضطربا لا استطيع الجلوس عشر دقائق الا وقمت اتفقد اخبار اليمن على اللابتوب. أرى سخرية عظيمة من كثير من الذين كنت اظنهم اخوة ولم احمل عليهم شيئا في قلبي قط. اقرأ السخرية على القروبات بشكل لا يكاد يتوقف. كان هناك حشد اعلامي بحجم المجرة موجه ضدنا كسعوديين بشكل خاص وكخليجيين بشكل عام.
انتشرت المقالات الصحفية في صحف دول شقيقة وتحدثت كل الاحزاب الاسلامية الصرفة والليبرالية المحترقة وغيرها بان ما يجري في اليمن امر صعب لا يمكن التنبؤ بنتائجه. كنت اقرأ كل شيء واتابع كل شيء وانظر الى السماء تارة والى شاشة الحاسوب تارة اخرى.
كان مغرب ذلك اليوم أسودا على وجه لم اعرفه من قبل. اتسائل حتى هذه اللحظة هل كان مغربا مختلفا أم أن ما يدور في نفسي ولا ارغب الافصاح عنه هو الذي غطى تلك الشمس وأجبرها على الغروب.
أتذكر قول الشاعر إيليا أبو ماضي:
الشمس تزل عن الأفق
كالروح المحتضر الساجي
غمرتها أمواج الغسق
فتوارت خلف الأمواج
والغيم الأسود يحتشد
طبقا في الجو على طبق
والليل يطول ويطرد
والأرض كسار في نفق
وكأن إيليا نظر إلى نفسي مغرب ذلك اليوم وهو يكتب قصيدته. خرج في القنوات الفضائية العربية جميع مناصري إيران ليتحدثوا بحماس منقطع النظير عن أن المنطقة أصبحت لهم. كانوا يلمحون ويقتربون من التصريح بقولهم ان باب المندب اصبح لهم. بل وصل بهم الكلام مبلغا لم يصل من قبل حيث قال أحد ناعقيهم الحج هذه السنة مجانا في اشارة انهم سيصلون لمكة بدعم الولي الفقيه. قبلها بيومين تحدث وزير الدفاع الايراني قائلا إن اي رصاصة تنطلق ولو خطأ باتجاه انصار الله ستؤدي لاحراق المنطقة بمن فيها.
انصار الله. هذه العبارة الجديدة التي دخلت قاموسنا رغما عنا. ناموا في الشوارع في صنعاء وقبضوا على الرئيس وقصفوا عدن بالطائرات. أنصار الله. يا لسخرية التاريخ. قال أحد "أنصار الله" سابقا تعالوا حرروا صنعاء إن كنتم رجال. قالها يسخر كثيرا بعد ان هدموا المساجد وقيل لهم إنها بيوت الله صاح مستهزءا منهم إن كانت بيوت الله أين الطير الأبابيل؟
انفض مجلسنا بعد صلاة العشاء ولم نكن نتحدث كثيرا فقد ضربنا اليأس كل مضرب وعلمنا ان الامر سيتم التعامل معه في القمة العربية غدا صباحا. كان أملي ولو صغيرا في ان تكون هذه القمة بداية لتحرك جاد يوقف التهديد الذي يؤثر على كل شيء.
جلست قليلا في غرفتي اقرأ أحد الكتب عندما انفجر جهازي بالاخبار. كنت منذ مدة قد اعددت برنامجا صغيرا يلتقط الكلمات الدلالية ويضيفها الى سلة الاخبار لدي. لقد كان تحديث الاخبار متسارعا جدا اشغلني عن القراءة. فتحت سلة الاخبار واذا بالخبر الذي ضجت به وكالات الانباء وباللون الاحمر: السعودية تبدأ عملا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن.
كدت افقد عقلي. انفجر نور الامل في سحائب الظلمة الكئيبة. تحولت كفة الصراع فورا لتكون جميعها دون استثناء بيد المملكة العربية السعودية وحلفائها.
اصبح الحوثيون من ملوك يغطون قصورهم بالزبرجد يهددون العالم ويقسمون خطوط الملاحة وتأشيرات الحج الى ضباع جائعة في الجبال تطاردها الاقمار الصناعية والمقاتلات.
اخرجت السعودية بالقوة القاهرة صورة وجه ايران المذعور الذي اختبأ في سحب البروباجاندا و حفرت في الكواكب السيارة حقيقة لن يمحوها الدهر. نحن نصبر كثيرا وطويلا جدا حتى يتهمنا الجاهل بالضعف ثم نضرب فتكون في القلب مباشرة.
في اقل من ساعتين تحطم معبد البروباجاندا ومئات الكتب وآلاف المقالات الصحفية، في ضغطة زر واحدة على زر Fire انطفأت اشعة نار كسرى والبروباجاندا الضخمة التي سحرت العقول. فهم من لا يريد ان يفهم أن الضربات الموجهة بالاقمار الصناعية أكثر تأثيرا في نفوس الناس من النوم في الشوارع والتهديدات الاعلامية.
التفت الحوثي من مخبأه باتجاه ايران (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) دعت ايران الى ضبط النفس والتقوى والصبر وحسن الخلق والصدقة واماطة الاذى عن الطريق والاستنجاء والاستجمار.
ظهر جليا لكل الناس المحب و الكاره انك ان هددت مصالح المملكة العربية السعودية فان القوات الجوية السعودية ستزورك.
ظهر لأهل الارض تركيبة جديدة وكسر حاجز جديد وصنع رمز جديد وفتحت آمال بحجم الشمس. تردد في اول الايام صدى عالمي رهيب لاستعراض القوة السعودية. حتى أن البرلمان الايراني طرح سؤالا على وزير الدفاع قائلا: هل تستطيع السعودية السيطرة على اجوائنا؟
تبددت سحب ذلك اليوم وجلست اتابع الاخبار ومعي قهوة عربية فلن يصلح لمثل هذا الحدث الا القهوة العربية. صليت الفجر وبللت رأسي بالمطر. فالمطر قريب عهد بربه قريب عهد بالبركة.
عاش هذ الوطن المقدس وعاش ابناؤه الاوفياء.
Alucard
قبل سنتين من الزمان كنت ووالدي الكريم واعمامي نجلس في فناء المنزل لان الاجواء في الرياض في ذلك الوقت كانت رائعة كما هي بالعادة في نهاية مارس. كان المطر ينهمر على الرياض عدة ايام ثم تخلو السماء من السحب اياما اخرى. لا نفوت هذه الفرصة للاستمتاع بجمال هذا الجو الذي هو أقرب شيء للربيع في المدن الكبرى كالرياض.
لكن ذلك اليوم وذلك المساء تحديدا لم يكن يحتمل اي سرور واي سعادة ولا حتى متعة بسيطة. كان الجميع واجما مستآء قلقا. مالذي يجري من حولنا؟ مالذي يحدث وماهو شكل مستقبل منطقتنا القريبة؟
كانت الدعاية الاعلامية لمن يكرهوننا لاخر خلية في عظامهم براقة شديدة. تصرخ تارة بالويل والثبور وان مصيرنا محتوم. وتتحدث بصلف تارة اخرى بانها مستعدة ان تتركنا نعيش طالما عرفنا حجمنا امام الايات الكبرى للثورة العظيمة.
اتذكر انني كنت مضطربا لا استطيع الجلوس عشر دقائق الا وقمت اتفقد اخبار اليمن على اللابتوب. أرى سخرية عظيمة من كثير من الذين كنت اظنهم اخوة ولم احمل عليهم شيئا في قلبي قط. اقرأ السخرية على القروبات بشكل لا يكاد يتوقف. كان هناك حشد اعلامي بحجم المجرة موجه ضدنا كسعوديين بشكل خاص وكخليجيين بشكل عام.
انتشرت المقالات الصحفية في صحف دول شقيقة وتحدثت كل الاحزاب الاسلامية الصرفة والليبرالية المحترقة وغيرها بان ما يجري في اليمن امر صعب لا يمكن التنبؤ بنتائجه. كنت اقرأ كل شيء واتابع كل شيء وانظر الى السماء تارة والى شاشة الحاسوب تارة اخرى.
كان مغرب ذلك اليوم أسودا على وجه لم اعرفه من قبل. اتسائل حتى هذه اللحظة هل كان مغربا مختلفا أم أن ما يدور في نفسي ولا ارغب الافصاح عنه هو الذي غطى تلك الشمس وأجبرها على الغروب.
أتذكر قول الشاعر إيليا أبو ماضي:
الشمس تزل عن الأفق
كالروح المحتضر الساجي
غمرتها أمواج الغسق
فتوارت خلف الأمواج
والغيم الأسود يحتشد
طبقا في الجو على طبق
والليل يطول ويطرد
والأرض كسار في نفق
وكأن إيليا نظر إلى نفسي مغرب ذلك اليوم وهو يكتب قصيدته. خرج في القنوات الفضائية العربية جميع مناصري إيران ليتحدثوا بحماس منقطع النظير عن أن المنطقة أصبحت لهم. كانوا يلمحون ويقتربون من التصريح بقولهم ان باب المندب اصبح لهم. بل وصل بهم الكلام مبلغا لم يصل من قبل حيث قال أحد ناعقيهم الحج هذه السنة مجانا في اشارة انهم سيصلون لمكة بدعم الولي الفقيه. قبلها بيومين تحدث وزير الدفاع الايراني قائلا إن اي رصاصة تنطلق ولو خطأ باتجاه انصار الله ستؤدي لاحراق المنطقة بمن فيها.
انصار الله. هذه العبارة الجديدة التي دخلت قاموسنا رغما عنا. ناموا في الشوارع في صنعاء وقبضوا على الرئيس وقصفوا عدن بالطائرات. أنصار الله. يا لسخرية التاريخ. قال أحد "أنصار الله" سابقا تعالوا حرروا صنعاء إن كنتم رجال. قالها يسخر كثيرا بعد ان هدموا المساجد وقيل لهم إنها بيوت الله صاح مستهزءا منهم إن كانت بيوت الله أين الطير الأبابيل؟
انفض مجلسنا بعد صلاة العشاء ولم نكن نتحدث كثيرا فقد ضربنا اليأس كل مضرب وعلمنا ان الامر سيتم التعامل معه في القمة العربية غدا صباحا. كان أملي ولو صغيرا في ان تكون هذه القمة بداية لتحرك جاد يوقف التهديد الذي يؤثر على كل شيء.
جلست قليلا في غرفتي اقرأ أحد الكتب عندما انفجر جهازي بالاخبار. كنت منذ مدة قد اعددت برنامجا صغيرا يلتقط الكلمات الدلالية ويضيفها الى سلة الاخبار لدي. لقد كان تحديث الاخبار متسارعا جدا اشغلني عن القراءة. فتحت سلة الاخبار واذا بالخبر الذي ضجت به وكالات الانباء وباللون الاحمر: السعودية تبدأ عملا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن.
كدت افقد عقلي. انفجر نور الامل في سحائب الظلمة الكئيبة. تحولت كفة الصراع فورا لتكون جميعها دون استثناء بيد المملكة العربية السعودية وحلفائها.
اصبح الحوثيون من ملوك يغطون قصورهم بالزبرجد يهددون العالم ويقسمون خطوط الملاحة وتأشيرات الحج الى ضباع جائعة في الجبال تطاردها الاقمار الصناعية والمقاتلات.
اخرجت السعودية بالقوة القاهرة صورة وجه ايران المذعور الذي اختبأ في سحب البروباجاندا و حفرت في الكواكب السيارة حقيقة لن يمحوها الدهر. نحن نصبر كثيرا وطويلا جدا حتى يتهمنا الجاهل بالضعف ثم نضرب فتكون في القلب مباشرة.
في اقل من ساعتين تحطم معبد البروباجاندا ومئات الكتب وآلاف المقالات الصحفية، في ضغطة زر واحدة على زر Fire انطفأت اشعة نار كسرى والبروباجاندا الضخمة التي سحرت العقول. فهم من لا يريد ان يفهم أن الضربات الموجهة بالاقمار الصناعية أكثر تأثيرا في نفوس الناس من النوم في الشوارع والتهديدات الاعلامية.
التفت الحوثي من مخبأه باتجاه ايران (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) دعت ايران الى ضبط النفس والتقوى والصبر وحسن الخلق والصدقة واماطة الاذى عن الطريق والاستنجاء والاستجمار.
ظهر جليا لكل الناس المحب و الكاره انك ان هددت مصالح المملكة العربية السعودية فان القوات الجوية السعودية ستزورك.
ظهر لأهل الارض تركيبة جديدة وكسر حاجز جديد وصنع رمز جديد وفتحت آمال بحجم الشمس. تردد في اول الايام صدى عالمي رهيب لاستعراض القوة السعودية. حتى أن البرلمان الايراني طرح سؤالا على وزير الدفاع قائلا: هل تستطيع السعودية السيطرة على اجوائنا؟
تبددت سحب ذلك اليوم وجلست اتابع الاخبار ومعي قهوة عربية فلن يصلح لمثل هذا الحدث الا القهوة العربية. صليت الفجر وبللت رأسي بالمطر. فالمطر قريب عهد بربه قريب عهد بالبركة.
عاش هذ الوطن المقدس وعاش ابناؤه الاوفياء.
Alucard
التعديل الأخير: