عاش أحد أحياء الموصل الجديدة الخميس
، لم تتكشف كل تفاصيلها بعد، فأكثر من 250 جثة (مصادر أشارت إلى 500) انتشلت من تحت الأنقاض والركام، معظمها لنساء وأطفال، إثر ما قيل إنها ضربة جوية للتحالف الدولي استهدفت 3 منازل، ما دفع مجلس قضاء
الجمعة، إلى المطالبة بإعلان مدينة
منطقة منكوبة، وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكداً أن ما تعيشه المدينة
حقيقية.
فما الذي حصل في هذا الحي حتى تحولت منازله إلى أقبية للموت؟
"العربية.نت" تحدثت مع قادة عسكرين وبرلمانيين لمعرفة تفاصيل المجزرة التي "نكبت" الموصل الجديدة.
وجواباً عن كل ما حدث من لغط حول أخطاء ارتكبت من جانب التحالف الدولي والقوات العراقية، قال اللواء الركن معن السعدي، قائد العمليات الخاصة الثانية بجهاز
العراقي والقائد الميداني في المنطقة، إن
استخدم
دروعاً بشرية، من أجل إيقاف القصف الجوي، واحتجزهم رهائن، فأخذ أعداداً من المدنيين من نساء وأطفال ورجال وزج بهم داخل أقبية المنازل، وبدأ يقاتل فوق الأسطح، مستخدماً تلك الطريقة البشعة لإيقاف
الجوي عليه.
وأكد السعدي في تصريح خاص لـ"العربية.نت" أنه تم إيقاف القصف الجوي مباشرة بعد ورود معلومات استخباراتية عن استخدام داعش للمدنيين كـ
.
وأضاف أن داعش بدأ يستخدم
كبيرة تحدث
ً هائلاً، وقد تسقط عدة منازل قريبة من موقع تفجيرها.
جثث الأطفال والنساء عالقة تحت الركام
من جانبه، ذكر النائب عن محافظة
، عبد الرحمن اللويزي، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أن "أحد الموصليين ميسوري الحال، كان يستضيف في داره التي تقع في حي
خلف مستشفى الرحمة بفرعين، عدداً من العائلات الموصلية، لأن لديه كمية كبيرة من المؤن، وأراد المساهمة في مساعدة تلك العوائل التي نفدت مؤنها".
وأضاف "خصص هذا الشخص غرفة للرجال وقاعة على شكل سرداب للنساء، لكن داعش اتخذ من سطح تلك الدار موقعاً له، وبمجرد أن وجهت طائرات التحالف ضربة قوية إليها وأخرى بجوارها، لقي جميع من في الدارين حتفهم، ولغاية عصر اليوم الجمعة تم انتشال 56 جثة كلها لرجال، إذ لم تتمكن جهود الإنقاذ من الوصول إلى القاعة السفلية التي تقبع فيها جثث النساء والأطفال".
وقد أكد الجيران وجود ما لا يقل عن 126 شخصاً في الدار، فضلاً عن 8 جثث تم انتشالها من الدار المجاورة.
تضارب الروايات
إلا أن تلك الرواية تتضارب مع روايات أهلية، تشير إلى أن القوات الحكومية استهدفت البنايات الثلاث براجمات
عمداً، لاعتقادها بوجود عناصر تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي بين النازحين، وأن النازحين كانوا قد تجمعوا بالمكان قبل يومين بمعرفة القوات الحكومية التي أكدت لهم أنها ستنقلهم بصفة عاجلة إلى مخيمات للنازحين بحيث يتلقون المساعدة.
وقد أسفرت الواقعة عن مقتل المئات، حيث تم انتشال 305 جثامين حتى الساعة الثالثة من عصر الجمعة، وتتوقع المصادر وجود نحو 200 آخرين تحت الأنقاض.
وبينما لا يمكن للمنظمة ترجيح صحة الروايات الرسمية أو الأهلية إلا أنها تعتقد أن المعطيات المتوافرة في الرواية الأهلية تستدعي إجراء تحقيق مستقل بصفة عاجلة.
أخيراً يبقى القاسم الوحيد المشترك بين كل تلك الروايات هو إزهاق أرواح المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ وشباب.