الكاتب والمحلل العسكري المبدع Tyler Rogoway والذي دائماً يكون حاضراً بمقالاته التحليلية في الأحداث والقضايا العسكرية الهامة والمثيرة للجدل، وسبق قد نقلت مقال من مقالاته للمنتدى وتجدنه هنا
وقبل أيام نشر مقاله التحليلي عن الغارة الجوية بواسطة طائرة بدون طيار على سيارة أبو الخير المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة.
وكالعادة Tyler Rogoway يقدم تحليله الخاص عن هذه الغارة ويحاول الاجابة على بعض التساؤلات.
إليكم المقال، وأتمنى أن يعجبكم
هل أطلق "الدرون" سلاح غير مألوف مع دقة عالية جداً والقليل من الأضرار الجانبية؟
وهل استخدموا نوع جديد من "الدرون" في قتل الرجل الثاني لتنظيم القاعدة؟
ترجمة عبير البحرين
الصور التي نشرت من مسرح العملية تشير بأن سلاح غير مألوف أطلقته طائرة بدون طيار في الهجوم على سيارة أبو الخير المصري مع دقة عالية جدا والقليل من الأضرار الجانبية.
الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ونائب أيمن الظواهري، أبو الخير المصري، كان من المفترض أنه قتل نتيجة غارة لطائرة بدون طياراستهدفته أثناء تنقله في سيارة "كيا" قرب بلدة المسطومة في محافظة إدلب السورية. ماذا كان يفعل هناك لا يزال غير معروف، على الرغم من أنه كان نشطاً في سوريا منذ إطلاق سراحه من السجن الإيراني في عام 2015.
لغاية اليوم 28 فبراير 2017 لنشرنا هذا المقال، ليس هناك تأكيد واضح بأن الولايات المتحدة هي التي بالفعل قتلته، ولكن صور السيارة المستهدفة عقب الهجوم توحي بأمر واحد واضح وجلي: فما نراها في صور أعقاب الغارة مختلفة جداً عما اعتدنا على رؤيتها في أعقاب أي هجوم تقليدي بواسطة طائرة بدون طيار.
بدلاً من مركبة محترقة وهيكل متحطم من قبل صواريخ AGM-114، أو مطموسة ومحاطة بالأنقاض المحترقة التي عادة ما تنتجها غارة جوية بقنبلة موجهة بالليزر من نوع GBU-12 500lb، نجد حرفياً في صورة السيارة لا يوجد سوى ثقب اللكم من على سطح السيارة ولا توحي بأي علامة حقيقية لإنفجار كبير وقع على السيارة. انها تقريبا كما لو تم اسقاط "سندان الحداد" على سقف السيارة ومن جهة مقعد الركاب. لذلك ما الذي يحدث هنا؟ إلا إنه غير واضح.
ولكن هناك عدد قليل من الأجوبة المحتملة.
منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن، عندما أصبحت مركبة البريداتور الجوية RQ-1 مركبة البريداتور الجوية MQ-1 وأضيف على مخزونها قدرة القتل، أعقبه تقدم في اسلحة النظم الجوية دون طيار (UAS) بمعدل أقل ما يقال بأنه مذهل.
فبعد مرور الجزء الأفضل من العقد من الاعتماد على الأسلحة الموجودة والمحمولة جواً على الطائرات المأهولة، مثل الذخائر الصغيرة والقنابل بقطر صغير والموجهة والتي تزن أقل من 25 رطل - وهي أصغر بكثير من أسلحة أرض - جو من نوع GBU-44/B Viper Strike ونوع AGM-176 Griffin - بدأ التطوير في تسليح الطائرات غير المأهولة.
عبوة ناسفة صغيرة مثل قنبلة 40MM، هذه النوعية من الأسلحة لها من الأضرار الجانبية القليلة جداً، في حين أيضاً توفر الدقة أكثر من أبناء عمومتها الأثقل بكثير. التوجيه عادة يتم توفيره عبر التوجيه بالليزر، أو في بعض التكوينات، عبر إحداثيات GPS. هذه الجولة الجديدة من الأسلحة الصغيرة، سوف تسمح لطائرات بدون طيار الأصغر حجماً بالتأثير الحركي في ساحة المعركة كما لم يكن من قبل.
هذه القنابل الصغيرة والموجهة بدقة - مثل القنبلة التكتيكية Pyros المصنَّعة من قبل رايثيون والقذيفة الصاروخية الموجهة Shadow Hawk والمصنَّعة من قبل لوكهيد مارتن، أو حتى الأصغر قطراً Hatchet بوزن 8 أرطال والمصنَّعة من قبل ATK - قطرها الصغير تساعد مركبات بدون طيار مثل RQ-7 Shadow لتصبح مسلحة وبمثابة صياد قاتل. وحتى الطائرة بدون طيار الشبحية RQ-170 التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية CIA و سلاح الجو الأميركي، أو النسخة المعدَّلة المطوَّرة منها، يمكن لهم حمل مثل هذا السلاح، أو أسلحة في حاوية صغيرة من وراء برجها الكهربائي الضوئي، والتي تهزم المستشعرات البصرية الالكترونية التقليدية.
على الرغم من أن التطوير الأولي من هذه الأسلحة كان مطروحاً للعامة، إلا أن وضع نشرهم للعمليات لم يكن مطروحاً. ومن الواضح أن وحدة سلاح طائرات بدون طيار مثل تلك التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية CIA يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا سراً، وبذلك فإن السرية قد تساعدهم في استيعاب الكثير من الجدل وعدم الاستقرار السياسي المحيط ببرنامج الاغتيالات المستهدفة بواسطة طائرات بدون طيار، وهو البرنامج السريع والشهير للرئيس أوباما خلال فترة ولايته. وباستخدام هذه الأسلحة الصغيرة فمن المرجح وقوع ضحايا أبرياء أقل بكثير وكذلك اضرار مادية أقل بكثير من نظرائها من الأسلحة الأثقل والأكثر أخطاءً.
أيضاً، وجود مثل هذه الأسلحة في جعبة طائرة بدون طيار يعني الضربات يمكن أن تكون في الأماكن التي لم تكن ممكنة في الماضي استناداً إلى مجموعة ثابتة من قواعد الاشتباك. وبصرف النظر عن الليزر ذات الطاقة العالية ضد الأهداف السهلة، هذه القنابل الذكية الصغيرة توفر الدقة والقدرة والأكثر دقة في الضربة الجوية الجراحية على لوحة الرسم اليوم. ليس فقط ذلك، ولكن أيضا السماح للطائرات بدون طيار الصغيرة مع آثار أقدام لوجستية أقل مرهقة لاستخدامها في العمليات الهجومية في مناطق الأهداف المحتملة والمعروف عنها بأنها نشطة. ومن الممكن أن الكثير من هذه الأسلحة للإختبارات التشغيلية مستمرة بهدوء في مجمع Nellis والذي لا يبعد كثيراً عن المنطقة 51 بقاعدة Nellis الجوية. الآن، وأخيراً أظهروا الناحية العملية في هذا المجال.
أنا أعرف ما تفكرون فيه: "لقد استغرق وقتاً طويلاً لوضع قنابل صغيرة موجهة على طائرات بدون طيار صغيرة". نعم، هذا صحيح، على الرغم من أنه الأكثر منطقية وهو فاكهة التكتيك المنخفص. علينا فقط وضع علامة محبطة على غموض وأسرار البنتاغون.
بلدان أخرى أيضاً توجهت إلى هذه الأسلحة الصغيرة الموجهة، بما في ذلك إسرائيل، التي استخدمتها ضد حماس في السنوات الأخيرة. حتى الطائرة بدون طيار بحجم Wing Loong الصينية من ميزتها لديها مجموعة مختارة من الذخائر التي تشمل قنابل صغيرة نسبياً وموجهة، على الرغم من أنها لا تزال تبدو أكبر من الأنواع التي نحن نتحدث عنها هنا اليوم. ومع ذلك، هذه الطائرات بدون طيار الصينية الصنع تنشط بشكل متزايد في المنطقة، مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ومصر، بعد أن طلبوا أساطيل خاصة بهم من هذا النوع.
والحقيقة، حتى لو تم استخدام الذخيرة الصغيرة الموجهة في الهجوم على سيارة المصري، نحن لا نعرف ما هو نوع المنصة التي استخدمت أو حتى من كان طاقم ضوابطها.
على نطاق أصغر، جماعات مثل حزب الله وداعش قاموا بتسليح طائرات الهواة بدون طيار. فمن الممكن أن داعش أو حزب الله، وكلاهما يعارض بعضه البعض، وتنظيم القاعدة في سوريا، قد استخدموا احدى القنابل غير الموجهة البدائية الصغيرة لمهاجمة سيارة المصري. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا العمل يتطلب جرعة كبيرة من الحظ، وخصوصاً إذا كانت السيارة تتحرك في وقت وقوع الهجوم لأن هذه الأسلحة تستخدم أساساً ضد الأهداف الثابتة، ولأن مجرد سقوطها على الأرض عن طريق الجاذبية، وستجد بعض الاستقرار في الذيل أو حتى ذيل الريشة. ومع ذلك، فمن الممكن أن مثل هذه الذخائر قد وجدت البصمات ومزقت سيارة كيا للمصري وفتحت سقفها كما تفتح العلب المعدنية بواسطة فتاحة العلب، مما أسفر عن مقتل ركابها في الداخل من دون وجود كبير للشظايا والضغط الزائد أو الحريق.
الاحتمال الآخر هو أن "الطائرات بدون طيار الانتحارية" قد استهدفت مركبة المصري. هذه الطائرات بدون طيار والتي هي كاميكازي نوعاً ما، بعضها يمكن التخلص منها اختياريا، تنتشر في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، الطائرة المطواة AeroVironment Switchblade تستخدم من قبل الولايات المتحدة، أو حتى الوحدة الاسرائيلية، مثل طائرة هاروب Harop بعيدة المدى أو الأصغر من ذلك بكثير Hero-30، من الممكن تم استخدامهم في الهجوم. المشكلة الوحيدة هي أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم لا تزال متنازع عليها للغاية، والولايات المتحدة ليس لديها قوات العمليات الخاصة في أي مكان بالقرب من هذه المنطقة. وطائرة Harop الإسرائيلية يمكنها أن تقوم بأدائها هناك إنطلاقاً من الأراضي الإسرائيلية، على الرغم من أن ضرب هدف حساس، وربما متحرك، فوق مثل هذا النطاق مع طائرة بطيئة تتطلب الحظ مع التوقيت بشكل لا يصدق. ليس فقط ذلك، ولكن أيضاً يحتاج المخابرات لمعرفة من وماذا تستهدف في الوقت الحقيقي عند وصول الطائرة بدون طيار إلى المنطقة. روسيا، التي لديها خليط من الطائرات بدون طيار بدائية إلى حد ما تعمل في سوريا، بما في ذلك أنواع من الطائرات بدون طيار الباحث UAV الإسرائيلي، ولكن ليس من المعروف أن تم تسليح أي من هذه الطائرات بدون طيار. على الرغم من أنه من المحتمل أن الوضع قد تغير في الأشهر الأخيرة، إلا أنه من غير المحتمل، ولم يكن هناك أي حديث عن أن أنها قد تتحول إلى "طائرات بدون طيار انتحارية".
وإذا بالفعل طائرة أمريكية بدون طيار نفذت الهجوم على المصري، أو على الأقل على السيارة السليمة بشكل مثير للدهشة كما تبين في الصورة، وربما من الممكن استخدمت Inert bombs القنبلة الخاملة 500 رطل GBU-12 الموجهة بالليزرفي الهجوم ضد الهدف، ولكن هذا كان يتطلب قنبلة للهجوم على الهدف dead-on. وقد اسُتخدمت في الماضي هذه القنابل الذكية "الخرسانة" للقضاء على حد كبير من إمكانية الأضرار الجانبية عند ملاحقة الأهداف في المناطق الحضرية. وربما أشهرها، سلاح الجو الملكي البريطاني استخدمها أثناء عملية تيليك Telic لإخراج المركبات القتالية العراقية التي كانت تختبئ بجانب المنازل والمدارس والمساجد في البصرة في العراق. وثم في وقت لاحق، الفرنسيين استخدموها ضد أهداف في ليبيا.
المفهوم بسيط - قنبلة واحدة من MK82 شديدة الانفجار تبادلت مع الخاملة، القنبلة (الخرسانة) نسخة التدريب من نوع Mk82 ونفس القنبلة GBU-12 مجموعة التوجيه guidance kit معلق بها والتي عادة يتم تركيبها على نظيرتها الحية. سرعة وارتفاع الزاوية للسلاح في الأثر يمكن أن تلحق ضرراً كبيرا دون أي انفجار. وضد الأهداف السهلة هذا التكوين قاتل للغاية، ولكن مرة أخرى، يجب أن تكون hit dead-on حتى تصبح فعالة. على هذا النحو، إذا كان الهدف يتحرك فإن فرصها في النجاح تقل بشكل كبير. وهو تكتيك جدير بالاهتمام، ولكن في هذه الحالة من المفترض أن الهدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والذي كان يتنقل بالفعل في منطقة حرب، واستخدام مثل هذا السلاح يبدو وكأنها حقن مخاطر لا داعي لها في ضربة هجومية ذات أولوية عالية جداً. أيضاً في الصور لم تظهر مكونات مثل هذا السلاح.
في النهاية لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين بالضبط ما تسبب في الضرر الموضعي للغاية وعلى ما يبدو الغريب جداً ما حصل لسيارة الكيا، ولكن أياً كان ما فعلوه، فإن حتى الزجاج الأمامي للسيارة لم يتفجر. ويمكن أيضا أن يكون هناك بعض تفسيرات أخرى غريبة لما حدث، ومنها بأن لا شيء من هذا الهجوم حدث، ولم يكن الهجوم بواسطة طائرة بدون طيار كما نشرته وسائل الإعلام على نطاق واسع. ولكن استناداً إلى المعلومات المحدودة التي لدينا، يمكننا التأكد إلى حد كبير جداً أنه إذا كان الهجوم بالفعل بواسطة طائرة بدون طيار، فأن الطائرة بدون طيار لم تستخدم صاروخ هيلفاير AGM-114 أو قنبلة موجهة بالليزر GBU-12 Paveway لتنفيذ هدفها بالتفجير.
ومع هذا يجب أن نأخذ في الاعتبار، يمكن أن تكون هذه واحدة من غارة جوية لأولى اللمحات عن المرحلة المقبلة التكنولوجية للحرب بواسطة الطائرات بدون طيار على الإرهاب.
المصدر
[link to The War Zone]
ترجمة عبير البحرين
وقبل أيام نشر مقاله التحليلي عن الغارة الجوية بواسطة طائرة بدون طيار على سيارة أبو الخير المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة.
وكالعادة Tyler Rogoway يقدم تحليله الخاص عن هذه الغارة ويحاول الاجابة على بعض التساؤلات.
إليكم المقال، وأتمنى أن يعجبكم
هل أطلق "الدرون" سلاح غير مألوف مع دقة عالية جداً والقليل من الأضرار الجانبية؟
وهل استخدموا نوع جديد من "الدرون" في قتل الرجل الثاني لتنظيم القاعدة؟
ترجمة عبير البحرين
الصور التي نشرت من مسرح العملية تشير بأن سلاح غير مألوف أطلقته طائرة بدون طيار في الهجوم على سيارة أبو الخير المصري مع دقة عالية جدا والقليل من الأضرار الجانبية.
الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ونائب أيمن الظواهري، أبو الخير المصري، كان من المفترض أنه قتل نتيجة غارة لطائرة بدون طياراستهدفته أثناء تنقله في سيارة "كيا" قرب بلدة المسطومة في محافظة إدلب السورية. ماذا كان يفعل هناك لا يزال غير معروف، على الرغم من أنه كان نشطاً في سوريا منذ إطلاق سراحه من السجن الإيراني في عام 2015.
لغاية اليوم 28 فبراير 2017 لنشرنا هذا المقال، ليس هناك تأكيد واضح بأن الولايات المتحدة هي التي بالفعل قتلته، ولكن صور السيارة المستهدفة عقب الهجوم توحي بأمر واحد واضح وجلي: فما نراها في صور أعقاب الغارة مختلفة جداً عما اعتدنا على رؤيتها في أعقاب أي هجوم تقليدي بواسطة طائرة بدون طيار.
بدلاً من مركبة محترقة وهيكل متحطم من قبل صواريخ AGM-114، أو مطموسة ومحاطة بالأنقاض المحترقة التي عادة ما تنتجها غارة جوية بقنبلة موجهة بالليزر من نوع GBU-12 500lb، نجد حرفياً في صورة السيارة لا يوجد سوى ثقب اللكم من على سطح السيارة ولا توحي بأي علامة حقيقية لإنفجار كبير وقع على السيارة. انها تقريبا كما لو تم اسقاط "سندان الحداد" على سقف السيارة ومن جهة مقعد الركاب. لذلك ما الذي يحدث هنا؟ إلا إنه غير واضح.
ولكن هناك عدد قليل من الأجوبة المحتملة.
منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن، عندما أصبحت مركبة البريداتور الجوية RQ-1 مركبة البريداتور الجوية MQ-1 وأضيف على مخزونها قدرة القتل، أعقبه تقدم في اسلحة النظم الجوية دون طيار (UAS) بمعدل أقل ما يقال بأنه مذهل.
فبعد مرور الجزء الأفضل من العقد من الاعتماد على الأسلحة الموجودة والمحمولة جواً على الطائرات المأهولة، مثل الذخائر الصغيرة والقنابل بقطر صغير والموجهة والتي تزن أقل من 25 رطل - وهي أصغر بكثير من أسلحة أرض - جو من نوع GBU-44/B Viper Strike ونوع AGM-176 Griffin - بدأ التطوير في تسليح الطائرات غير المأهولة.
عبوة ناسفة صغيرة مثل قنبلة 40MM، هذه النوعية من الأسلحة لها من الأضرار الجانبية القليلة جداً، في حين أيضاً توفر الدقة أكثر من أبناء عمومتها الأثقل بكثير. التوجيه عادة يتم توفيره عبر التوجيه بالليزر، أو في بعض التكوينات، عبر إحداثيات GPS. هذه الجولة الجديدة من الأسلحة الصغيرة، سوف تسمح لطائرات بدون طيار الأصغر حجماً بالتأثير الحركي في ساحة المعركة كما لم يكن من قبل.
هذه القنابل الصغيرة والموجهة بدقة - مثل القنبلة التكتيكية Pyros المصنَّعة من قبل رايثيون والقذيفة الصاروخية الموجهة Shadow Hawk والمصنَّعة من قبل لوكهيد مارتن، أو حتى الأصغر قطراً Hatchet بوزن 8 أرطال والمصنَّعة من قبل ATK - قطرها الصغير تساعد مركبات بدون طيار مثل RQ-7 Shadow لتصبح مسلحة وبمثابة صياد قاتل. وحتى الطائرة بدون طيار الشبحية RQ-170 التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية CIA و سلاح الجو الأميركي، أو النسخة المعدَّلة المطوَّرة منها، يمكن لهم حمل مثل هذا السلاح، أو أسلحة في حاوية صغيرة من وراء برجها الكهربائي الضوئي، والتي تهزم المستشعرات البصرية الالكترونية التقليدية.
على الرغم من أن التطوير الأولي من هذه الأسلحة كان مطروحاً للعامة، إلا أن وضع نشرهم للعمليات لم يكن مطروحاً. ومن الواضح أن وحدة سلاح طائرات بدون طيار مثل تلك التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية CIA يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا سراً، وبذلك فإن السرية قد تساعدهم في استيعاب الكثير من الجدل وعدم الاستقرار السياسي المحيط ببرنامج الاغتيالات المستهدفة بواسطة طائرات بدون طيار، وهو البرنامج السريع والشهير للرئيس أوباما خلال فترة ولايته. وباستخدام هذه الأسلحة الصغيرة فمن المرجح وقوع ضحايا أبرياء أقل بكثير وكذلك اضرار مادية أقل بكثير من نظرائها من الأسلحة الأثقل والأكثر أخطاءً.
أيضاً، وجود مثل هذه الأسلحة في جعبة طائرة بدون طيار يعني الضربات يمكن أن تكون في الأماكن التي لم تكن ممكنة في الماضي استناداً إلى مجموعة ثابتة من قواعد الاشتباك. وبصرف النظر عن الليزر ذات الطاقة العالية ضد الأهداف السهلة، هذه القنابل الذكية الصغيرة توفر الدقة والقدرة والأكثر دقة في الضربة الجوية الجراحية على لوحة الرسم اليوم. ليس فقط ذلك، ولكن أيضا السماح للطائرات بدون طيار الصغيرة مع آثار أقدام لوجستية أقل مرهقة لاستخدامها في العمليات الهجومية في مناطق الأهداف المحتملة والمعروف عنها بأنها نشطة. ومن الممكن أن الكثير من هذه الأسلحة للإختبارات التشغيلية مستمرة بهدوء في مجمع Nellis والذي لا يبعد كثيراً عن المنطقة 51 بقاعدة Nellis الجوية. الآن، وأخيراً أظهروا الناحية العملية في هذا المجال.
أنا أعرف ما تفكرون فيه: "لقد استغرق وقتاً طويلاً لوضع قنابل صغيرة موجهة على طائرات بدون طيار صغيرة". نعم، هذا صحيح، على الرغم من أنه الأكثر منطقية وهو فاكهة التكتيك المنخفص. علينا فقط وضع علامة محبطة على غموض وأسرار البنتاغون.
بلدان أخرى أيضاً توجهت إلى هذه الأسلحة الصغيرة الموجهة، بما في ذلك إسرائيل، التي استخدمتها ضد حماس في السنوات الأخيرة. حتى الطائرة بدون طيار بحجم Wing Loong الصينية من ميزتها لديها مجموعة مختارة من الذخائر التي تشمل قنابل صغيرة نسبياً وموجهة، على الرغم من أنها لا تزال تبدو أكبر من الأنواع التي نحن نتحدث عنها هنا اليوم. ومع ذلك، هذه الطائرات بدون طيار الصينية الصنع تنشط بشكل متزايد في المنطقة، مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ومصر، بعد أن طلبوا أساطيل خاصة بهم من هذا النوع.
والحقيقة، حتى لو تم استخدام الذخيرة الصغيرة الموجهة في الهجوم على سيارة المصري، نحن لا نعرف ما هو نوع المنصة التي استخدمت أو حتى من كان طاقم ضوابطها.
على نطاق أصغر، جماعات مثل حزب الله وداعش قاموا بتسليح طائرات الهواة بدون طيار. فمن الممكن أن داعش أو حزب الله، وكلاهما يعارض بعضه البعض، وتنظيم القاعدة في سوريا، قد استخدموا احدى القنابل غير الموجهة البدائية الصغيرة لمهاجمة سيارة المصري. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا العمل يتطلب جرعة كبيرة من الحظ، وخصوصاً إذا كانت السيارة تتحرك في وقت وقوع الهجوم لأن هذه الأسلحة تستخدم أساساً ضد الأهداف الثابتة، ولأن مجرد سقوطها على الأرض عن طريق الجاذبية، وستجد بعض الاستقرار في الذيل أو حتى ذيل الريشة. ومع ذلك، فمن الممكن أن مثل هذه الذخائر قد وجدت البصمات ومزقت سيارة كيا للمصري وفتحت سقفها كما تفتح العلب المعدنية بواسطة فتاحة العلب، مما أسفر عن مقتل ركابها في الداخل من دون وجود كبير للشظايا والضغط الزائد أو الحريق.
الاحتمال الآخر هو أن "الطائرات بدون طيار الانتحارية" قد استهدفت مركبة المصري. هذه الطائرات بدون طيار والتي هي كاميكازي نوعاً ما، بعضها يمكن التخلص منها اختياريا، تنتشر في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، الطائرة المطواة AeroVironment Switchblade تستخدم من قبل الولايات المتحدة، أو حتى الوحدة الاسرائيلية، مثل طائرة هاروب Harop بعيدة المدى أو الأصغر من ذلك بكثير Hero-30، من الممكن تم استخدامهم في الهجوم. المشكلة الوحيدة هي أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم لا تزال متنازع عليها للغاية، والولايات المتحدة ليس لديها قوات العمليات الخاصة في أي مكان بالقرب من هذه المنطقة. وطائرة Harop الإسرائيلية يمكنها أن تقوم بأدائها هناك إنطلاقاً من الأراضي الإسرائيلية، على الرغم من أن ضرب هدف حساس، وربما متحرك، فوق مثل هذا النطاق مع طائرة بطيئة تتطلب الحظ مع التوقيت بشكل لا يصدق. ليس فقط ذلك، ولكن أيضاً يحتاج المخابرات لمعرفة من وماذا تستهدف في الوقت الحقيقي عند وصول الطائرة بدون طيار إلى المنطقة. روسيا، التي لديها خليط من الطائرات بدون طيار بدائية إلى حد ما تعمل في سوريا، بما في ذلك أنواع من الطائرات بدون طيار الباحث UAV الإسرائيلي، ولكن ليس من المعروف أن تم تسليح أي من هذه الطائرات بدون طيار. على الرغم من أنه من المحتمل أن الوضع قد تغير في الأشهر الأخيرة، إلا أنه من غير المحتمل، ولم يكن هناك أي حديث عن أن أنها قد تتحول إلى "طائرات بدون طيار انتحارية".
وإذا بالفعل طائرة أمريكية بدون طيار نفذت الهجوم على المصري، أو على الأقل على السيارة السليمة بشكل مثير للدهشة كما تبين في الصورة، وربما من الممكن استخدمت Inert bombs القنبلة الخاملة 500 رطل GBU-12 الموجهة بالليزرفي الهجوم ضد الهدف، ولكن هذا كان يتطلب قنبلة للهجوم على الهدف dead-on. وقد اسُتخدمت في الماضي هذه القنابل الذكية "الخرسانة" للقضاء على حد كبير من إمكانية الأضرار الجانبية عند ملاحقة الأهداف في المناطق الحضرية. وربما أشهرها، سلاح الجو الملكي البريطاني استخدمها أثناء عملية تيليك Telic لإخراج المركبات القتالية العراقية التي كانت تختبئ بجانب المنازل والمدارس والمساجد في البصرة في العراق. وثم في وقت لاحق، الفرنسيين استخدموها ضد أهداف في ليبيا.
المفهوم بسيط - قنبلة واحدة من MK82 شديدة الانفجار تبادلت مع الخاملة، القنبلة (الخرسانة) نسخة التدريب من نوع Mk82 ونفس القنبلة GBU-12 مجموعة التوجيه guidance kit معلق بها والتي عادة يتم تركيبها على نظيرتها الحية. سرعة وارتفاع الزاوية للسلاح في الأثر يمكن أن تلحق ضرراً كبيرا دون أي انفجار. وضد الأهداف السهلة هذا التكوين قاتل للغاية، ولكن مرة أخرى، يجب أن تكون hit dead-on حتى تصبح فعالة. على هذا النحو، إذا كان الهدف يتحرك فإن فرصها في النجاح تقل بشكل كبير. وهو تكتيك جدير بالاهتمام، ولكن في هذه الحالة من المفترض أن الهدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والذي كان يتنقل بالفعل في منطقة حرب، واستخدام مثل هذا السلاح يبدو وكأنها حقن مخاطر لا داعي لها في ضربة هجومية ذات أولوية عالية جداً. أيضاً في الصور لم تظهر مكونات مثل هذا السلاح.
في النهاية لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين بالضبط ما تسبب في الضرر الموضعي للغاية وعلى ما يبدو الغريب جداً ما حصل لسيارة الكيا، ولكن أياً كان ما فعلوه، فإن حتى الزجاج الأمامي للسيارة لم يتفجر. ويمكن أيضا أن يكون هناك بعض تفسيرات أخرى غريبة لما حدث، ومنها بأن لا شيء من هذا الهجوم حدث، ولم يكن الهجوم بواسطة طائرة بدون طيار كما نشرته وسائل الإعلام على نطاق واسع. ولكن استناداً إلى المعلومات المحدودة التي لدينا، يمكننا التأكد إلى حد كبير جداً أنه إذا كان الهجوم بالفعل بواسطة طائرة بدون طيار، فأن الطائرة بدون طيار لم تستخدم صاروخ هيلفاير AGM-114 أو قنبلة موجهة بالليزر GBU-12 Paveway لتنفيذ هدفها بالتفجير.
ومع هذا يجب أن نأخذ في الاعتبار، يمكن أن تكون هذه واحدة من غارة جوية لأولى اللمحات عن المرحلة المقبلة التكنولوجية للحرب بواسطة الطائرات بدون طيار على الإرهاب.
المصدر
[link to The War Zone]
ترجمة عبير البحرين
التعديل الأخير: