CIA تخوض بتفاصيل حرب الجزائر للخروج من ورطة العراق
"معركة الجزائر" لسعدي يقع في أربعة أجزاء
وفي الصورة يظهر حي القصبة أحد معاقل الثورة (الجزيرة نت)
قال ياسف سعدي أحد أشهر قادة جبهة التحرير الجزائرية الميدانيين خلال "معركة الجزائر" إن أميركيين زاروه في بيته بصفة صحفيين، ولكنه اكتشف من نوعية الأسئلة أنهم من الاستخبارات هدفهم معرفة تفاصيل دقيقة عن حرب العصابات التي أدارها بنفسه في العاصمة خلال "معركة الجزائر" عام 1957, بما فيها تنفيذ العمليات ووضع قنابل في المقاهي بمناطق يقطنها الفرنسيون فقط ويصعب اختراقها إلا بأساليب مبتكرة.
وذكر سعدي للجزيرة نت أن رجلين جاءا من السفارة الأميركية وقدما نفسيهما على أنهما صحفيان وبدءا في طرح الأسئلة, لكنه لاحظ بعد فترة أن الأسئلة خاضت في أمور تتعدى الاهتمام الإعلامي, وعندما طلب منهما التوجه إلى الدولة الجزائرية وواجههما بالأمر ضحكا، ما جعله يفهم أنهم من الاستخبارات, وقالا له إن هدف الأسئلة استخلاص دروس تجربة الجزائر لتفاديها في العراق ودراسة كل أنماط المقاومة لمحاربتها.
المأزق العراقي
ويعتقد مراقبون أن الجيش الأميركي وجد نفسه بعد احتلال العراق أمام مأزق المقاومة وكان لابد من دراسة الظاهرة للتصدي لها, ليتناقل الإعلام خبر عكوف جورج بوش على قراءة كتاب عن ثورة الجزائر للمؤرخ الإنجليزي أليستر هورن بعنوان "تاريخ حرب الجزائر", أهداه إياه هنري كيسنجر ونصحه بقراءته بتمعن للاستفادة منه في حرب العراق.
غلاف كتاب "تاريخ حرب الجزائر" للمؤرخ البريطاني أليستر هورن (الجزيرة نت)كما جمع البنتاغون أكبر القادة العسكريين لمشاهدة أفلام حربية ووقع الإجماع على فيلم "معركة الجزائر" الذي أنتجه ومثل أحداثه الواقعية ياسف سعدي, ومن هناك كان الاهتمام الأميركي به, كما أن ذكره ورد كثيرا في كتاب المؤرخ الإنجليزي.
أوجه الشبه
واستضافت قناة سي.أن.أن الأميركية ياسف سعدي حيث عرضت مشاهد من "معركة الجزائر" الذي أُنتج عام 1965 وحظي باهتمام كبير ليس كإنتاج سينمائي وإنما كفيلم يصور مشاهد واقعية.
وعند عرض لقطات التعذيب أجاب سعدي على أسئلة الأميركيين بالقول إن "فرنسا أيقنت أن الشعب الجزائري يسعى للحصول على استقلاله بأي ثمن، لذلك استعملت كل أنواع التعذيب".
كما عرضت مشاهد لحرب العصابات ضد جنود الاحتلال الفرنسي، حيث أبدى الأميركيون اهتمامهم بوجه الشبه مع حرب العراق.
وبعث الاهتمام الأميركي فيلم "معركة الجزائر" مجددا في مهرجانات سينمائية في المكسيك وبريطانيا ونيويورك وكان, فضلا عن المحاضرات التي يلقيها ياسف سعدي في كل مهرجان يعرض فيه.
ياسف سعدي الآن عضو بمجلس الشيوخ الجزائري (الجزيرة نت)لا وجه للمقارنة
غير أن سعدي اعتبر ألا مجال للمقارنة بين الثورة الجزائرية وحرب العراق لأسباب بينها أن فرنسا احتلت الجزائر لتجعلها مقاطعة واستقدمت الأقدام السوداء (المستوطنين) ومواطنيها, في حين احتلت أميركا العراق للاستحواذ على النفط. هذا بالإضافة إلى الاختلاف الجغرافي, فجبال الجزائر كانت مخبأ آمنا للثوار الجزائريين.
وأشار سعدي إلى تعدد مذاهب وطوائف العراق وهذا لم يكن حال الجزائريين الذين يجمعهم المذهب المالكي مثل بقية أبناء شمال أفريقيا, قائلا "خلافاتنا كنا نتجاوزها لأننا جعلنا حرية الوطن القضية الأساسية, وتغلبنا على فرنسا بقوة الإيمان لا السلاح", مؤنبا العراقيين لاقتتالهم وانسياقهم وراء نزاعات مذهبية تخدم الأميركيين.
ومع ذلك رجح ياسف سعدي فشل أميركا حتى "لو أن كل جيوش العالم تحالفت على العراق.. لأن أي بلد يسعى إلى حريته سيظل يقاوم حتى يسترجعها وهذه قاعدة", مذكرا بأن فرنسا خرجت من الجزائر بعد 132 عاما من الاستعمار.
المصدر:الجزيرة
وفي الصورة يظهر حي القصبة أحد معاقل الثورة (الجزيرة نت)
قال ياسف سعدي أحد أشهر قادة جبهة التحرير الجزائرية الميدانيين خلال "معركة الجزائر" إن أميركيين زاروه في بيته بصفة صحفيين، ولكنه اكتشف من نوعية الأسئلة أنهم من الاستخبارات هدفهم معرفة تفاصيل دقيقة عن حرب العصابات التي أدارها بنفسه في العاصمة خلال "معركة الجزائر" عام 1957, بما فيها تنفيذ العمليات ووضع قنابل في المقاهي بمناطق يقطنها الفرنسيون فقط ويصعب اختراقها إلا بأساليب مبتكرة.
وذكر سعدي للجزيرة نت أن رجلين جاءا من السفارة الأميركية وقدما نفسيهما على أنهما صحفيان وبدءا في طرح الأسئلة, لكنه لاحظ بعد فترة أن الأسئلة خاضت في أمور تتعدى الاهتمام الإعلامي, وعندما طلب منهما التوجه إلى الدولة الجزائرية وواجههما بالأمر ضحكا، ما جعله يفهم أنهم من الاستخبارات, وقالا له إن هدف الأسئلة استخلاص دروس تجربة الجزائر لتفاديها في العراق ودراسة كل أنماط المقاومة لمحاربتها.
المأزق العراقي
ويعتقد مراقبون أن الجيش الأميركي وجد نفسه بعد احتلال العراق أمام مأزق المقاومة وكان لابد من دراسة الظاهرة للتصدي لها, ليتناقل الإعلام خبر عكوف جورج بوش على قراءة كتاب عن ثورة الجزائر للمؤرخ الإنجليزي أليستر هورن بعنوان "تاريخ حرب الجزائر", أهداه إياه هنري كيسنجر ونصحه بقراءته بتمعن للاستفادة منه في حرب العراق.
أوجه الشبه
واستضافت قناة سي.أن.أن الأميركية ياسف سعدي حيث عرضت مشاهد من "معركة الجزائر" الذي أُنتج عام 1965 وحظي باهتمام كبير ليس كإنتاج سينمائي وإنما كفيلم يصور مشاهد واقعية.
وعند عرض لقطات التعذيب أجاب سعدي على أسئلة الأميركيين بالقول إن "فرنسا أيقنت أن الشعب الجزائري يسعى للحصول على استقلاله بأي ثمن، لذلك استعملت كل أنواع التعذيب".
كما عرضت مشاهد لحرب العصابات ضد جنود الاحتلال الفرنسي، حيث أبدى الأميركيون اهتمامهم بوجه الشبه مع حرب العراق.
وبعث الاهتمام الأميركي فيلم "معركة الجزائر" مجددا في مهرجانات سينمائية في المكسيك وبريطانيا ونيويورك وكان, فضلا عن المحاضرات التي يلقيها ياسف سعدي في كل مهرجان يعرض فيه.
غير أن سعدي اعتبر ألا مجال للمقارنة بين الثورة الجزائرية وحرب العراق لأسباب بينها أن فرنسا احتلت الجزائر لتجعلها مقاطعة واستقدمت الأقدام السوداء (المستوطنين) ومواطنيها, في حين احتلت أميركا العراق للاستحواذ على النفط. هذا بالإضافة إلى الاختلاف الجغرافي, فجبال الجزائر كانت مخبأ آمنا للثوار الجزائريين.
وأشار سعدي إلى تعدد مذاهب وطوائف العراق وهذا لم يكن حال الجزائريين الذين يجمعهم المذهب المالكي مثل بقية أبناء شمال أفريقيا, قائلا "خلافاتنا كنا نتجاوزها لأننا جعلنا حرية الوطن القضية الأساسية, وتغلبنا على فرنسا بقوة الإيمان لا السلاح", مؤنبا العراقيين لاقتتالهم وانسياقهم وراء نزاعات مذهبية تخدم الأميركيين.
ومع ذلك رجح ياسف سعدي فشل أميركا حتى "لو أن كل جيوش العالم تحالفت على العراق.. لأن أي بلد يسعى إلى حريته سيظل يقاوم حتى يسترجعها وهذه قاعدة", مذكرا بأن فرنسا خرجت من الجزائر بعد 132 عاما من الاستعمار.
المصدر:الجزيرة
التعديل الأخير بواسطة المشرف: