الحقيقية الميدانية للأيام الأخيرة قبل سقوط بغداد الافتراضي " 1 "
الغاية من كتابة هذه السطور هي إحياء مجد شهداء دفعوا الغالي رخيصاً في سبيل الله والوطن وأظهروا شجاعة قل أن يكون لها مثيل عبر التاريخ ...
كان العدو في معركة الحواسم الأولى يخشى خوض مواجهة مباشرة مع تشكيلات حرس صدام الخاص المتحصن جنوب وغرب بغداد لذلك كان لديه خطة تضمن له نجاح سريع وإرباك لدفاعات بغداد القوية من خلال التركيز على نقطة إستراتيجية بغية خلق ثغرة في دفاعات بغداد وتم اختيار نقطة انطلاق لهذه الخطة تمثلت بمطار صدام الدولي لكن القيادة العامة كانت تعي خطورة هذا الأمر فعمدت إلى إحداث خطة غير تقليدية يتم بواسطتها تبديد الجهود المعادية وكان النجاح مبهر في معركة المطار ولكن القيادة كانت تعلم أن العدو يمكنه أن يكرر ذلك من هذه النقطة الضعيفة التي لم يكن يسبقها خطوط رد دفاعية متقدمة بعد انهيار اللواء 37 و انسلاخ اللواء 34 عن عتاده الثقيل والتحول لمجاميع راجلة للقتال مع لواء القوات الخاصة "بابل" (مغاوير صدام) شمال غرب كربلاء وهي ألوية تابعة لفرقة "الفاروق" من حرس صدام الخاص كانت تشغل القطاع الغربي من بغداد .
وقد لاحظت عناصر المراقبة المتقدمة العراقية تحضيرات معادية كبيرة بعد معركة المطار لهجوم شامل على بغداد من كل الاتجاهات يشارك فيه نحو 180 ألف علج أمريكي لذلك كان لا بد من إيجاد خطة مميزة تبدد هذه جهود و تسد ثغرة مطار صدام الدولي بنفس الوقت .
في الساعة 3.45 من بعد ظهر يوم السبت 5/4/2003 تحركت قافلة عملاقة تضم مئات الشاحنات المحملة بالذخائر و الحاملة لأكثر من 1500 آلية مجنزرة متفاوتة التدريع فيها 300 دبابة قتال رئيسي من الجيل الرابع معظمها من نوع T-72 المعروف بالنموذج M والتي كانت مدعمة بثلاثة أنواع من الدروع الإضافية منها السلبي المعروف بالمركب بسماكة بوصة (انش) من خليط معدني يفوق مقاومة التدريع الرئيسي من الفولاذ المكثف بضعفين ونصف كما ثبت فوقها في مقدمة الهيكل و البرج و الجوانب الأمامية علب دروع تفاعلية رديه نابذة بالضغط التفجيري للقذائف المضادة الحركية و الحرارية ، أما القسم الخلفي من الهيكل فجهز بدروع اسطوانية وثابة ترتبط آلية الإطلاق فيها بثلاثة مستقبلات إنذار حراري IR مثبتة في محيط مقدمة البرج تغطي 180 درجة مرتبطة بحاسب الكتروني يحدد اتجاه القذيفة المضادة وموقع الآلية المعادية مصدر التهديد ويحدد توقيت وصول القذيفة الانقضاضية ليتصدى لها الدرع الوثاب الانشطاري بكراته المعدنية الكثيفة والسريعة لتدمر وتقطيع أوصال تلك القذائف المتفجرة الموجهة أو لتقوم الدبابة بمناورة حركية مناسبة إذا كانت القذائف من النوع السمتي الغير موجه من فئة القلوب المعدنية الخارقة بالطاقة الحركية KE "سابوت" وهذه المناورة تحتاج إلى محرك سريع الإقلاع والتسارع الحركي إضافة لمراعاة زيادة الوزن الناتجة عن الدروع الإضافية السلبية والايجابية لذلك فقد زودت هذه الدبابات بمحرك بنزين بدل الديزل وبقدرة أكبر على الإزاحة الحركية من الجيل السابق .
وبالعودة إلى القافلة العملاقة التي بلغ طولها عدة كيلومترات فقد كانت عرضة للفناء السريع من قبل العدو بعتاده الجوي و الأرضي ذو الذخائر الصماء (العمياء) أو الذكية أو الفائقة الذكاء الفرعية الباحثة عن الأهداف و التي منها على وجه المثال لا الحصر قذائف مدفعية ميدانية من عيار 155 ملم تطلقها مدافع "بلادين" هويترز المجنزرة النموذج A6 تدعى هذه القذيفة XM982 وهي من فئة القذائف الموسعة المدى بشكل مضاعف أي 60 كم بدل 30 ذات الزعانف المتحركة ERGM الثنائية التوجيه GPS/INS بالأقمار الصناعية و نظام العطالة يتفرع عنها اسطوانتين من نوع Smart 155 ذات مظلة وهي باحثة عن الأهداف بالنمط الإيجابي (الراداري ) والسلبي (الحراري) المليمتري تغطي دائرة البحث الحلزونية قطر 300 متر لتطلق بسرعة هائلة حشوه معدنية تفاعلية حرارية خارقة لأعتى الدروع تستهدف النقاط العلوية الضعيفة بشكل شاقولي ، وبإمكان 144 مدفع "بلادين" تابع لفيلق الفرسان المدرع السابع الأمريكية إطلاق خلال دقيقة واحدة بمعدل 6 قذائف لكل مدفع يتفرع عنها بالنبذ الخلفي أثناء الانقضاض أكثر من 1700 ذخيرة فرعية فائقة الذكاء Brilliant كافية لتدمير كامل القافلة مع الشاحنات اللوجستية المرافقة .
فأي جنون دفع بهذه القافلة إلى هذا التحرك الخطير و الأدهى من ذلك أن القافلة كانت تتحرك دون أي إجراء وقائي وكأنها تتحرك في وقت السلم و الذي يثير الدهشة و العجب أكثر من كل ما سلف أن العدو رغم كل ذلك لم يطلق ولو طلقة واحدة نحو القافلة و السبب يعود إلى أن وسائل الرصد و المراقبة المعادية الفضائية و الجوية و الأرضية أكدت أن القافلة العسكرية الضخمة لم تكن عراقية؟! بل كانت روسية؟؟؟!!! ...
لقد كان الطلاء والأعلام يشيران إلى أن القافلة روسية الأمر الذي عطل وشل القرار الميداني عند العدو ، فتدمير القافلة هو بمثابة إعلان الحرب على خصم قوي ذو إمكانيات مفتوحة دخوله بالحرب يعني إما وقف الحرب أو التحول إلى حرب نووية كونية لا تبقي و لا تذر ليس فيها طرف منتصر .
تم نقل الوضع الميداني الجديد للقيادة السياسية الأمريكية للتحول إلى الاتصالات الدبلوماسية مع القيادات الروسية لمعرفة سبب التدخل الروسي المباشر في هذه الحرب دون أسباب موجبة لذلك وقد أوكل الأمر لمستشارة الأمن القومي وتبين بعد اجتماع مغلق مع القادة الروس أن روسيا لم تدخل الحرب بعد و لن تتدخل إلا إذا استخدمت أمريكيا أسلحة نووية تكتيكية من أجل الإسراع بحسم هذه المعركة .
نعم لم تكن القافلة روسية لقد كانت عراقية ولكن الذي ضلل العدو أيضاً رصد مجنزرات ليست في لائحة التسليح العراقي و هي 30 عربة من عربات "تنغوسكا" Tunguska مضادة للجو و300 راجمة صواريخ مدرعة محملة على هياكل دبابات T-72 تسمى "بوراتينو" Buratino استخدمها الروس بشكل كبير في حربهم مع الشيشان إضافة إلى 30 دبابة قيادية من نوع T-80 القتالية الرئيسية عند الروس وأخيراً 30 عربة مجنزرة متخصصة بالحرب الالكتروني من إنتاج العراق تقوم بإطلاق حزمة مخروطية نحو الأعلى بزاوية انفراج قدرها 135 درجة من أشعة الميكروويف العالية الكثافة HDM مهمتها تخدير الدارات الإلكترونية للذخائر الذكية الأمريكية وهو السلاح السري العراقي الأهم في هذا التشكيل .
لقد كانت هذه القافلة خطة من خطط القائد العبقري "صدام حسين" لتطبيق مبدأ أو فكرة جديدة للخداع و التضليل العراقي المشتق من مبدأ التقنيع الروسي "ماسكورفكا" وقد كانت الغاية الظاهرية من هذه الخطة بعد تأمين القافلة تأخير الهجوم الأمريكي الشامل وشد الأنظار المعادية للتمكن من إخفاء الكتلة الأكبر من قوات النخبة من الحرس الجمهوري العام و القوات الخاصة العراقية و حرس صدام الخاص (نمور صدام) حيث تم تحويل نقاط التوضع الدفاعي لها جنوب بغداد إلى نقاط وهمية من خلال سحب هذه القوة المحترفة واستبدال آلتها الثقيلة بأخرى هيكلية خداعية متقنة الصنعة يصعب كشفها حتى على المعاين القريب .
وكان في ظاهر الأمر أيضاً أن مهمة هذه القافلة المدرعة الثقيلة هي سد الثغرة الدفاعية غرب بغداد ولكن الجانب الباطني في هذه الخطة هو فتح المجال لإعادة انتشار منصات إطلاق الصواريخ التكتيكية المتحركة الحاملة لصواريخ "الصمود2" من الجيل الثاني شمال بغداد التي كانت تابعة للواء صدام الصاروخي من فرقة "صدام" من الحرس الخاص في أماكن جديدة خارج نقاط المراقبة المعادية بعد شد أنظار معظم هيكلية المراقبة تجاه القافلة المدرعة المتحركة نحو غرب بغداد والتي توضعت في أماكن حصينة تحت غطاء دخاني معدني حاجب ومضلل لكافة وسائط الكشف المعادية ولدتها مدافع 300 مجنزرة من عربات "نوريكو" Nortico (سباغ) الثنائية من مدافع عيار 57 ملم التابعة للتشكيل القتالي والتي توضعت في خط ثاني خلف التشكيل الرئيسي الذي غطيت آلياته بأغطية تمويه وإخفاء عازلة ضد وسائط الكشف المعادية وتم توريتها في أماكن حصينة شديدة العزل أيضاً استعداداً لتنفيذ صدمة بغداد التسلسلية الاحتياطية التي خططت لها القيادة العامة ولإجراء اختبار عملي لهذه التشكيلات الجديدة المدرعة التي أعدت أساساً لتحرير فلسطين ؟؟!! .
كان العدو يتحسب لهذه الكتلة المدرعة المتطورة نوعياً التي امتلكها العراق وطورها وخصوصاً راجمات "بوراتينو" التي يسميها حلف الناتو "مدمرة المدن" ذات القذائف المزودة برؤوس الباريوم الحراري "ثيرموباريك" زنة 50 كغ التي تفوق بقوتها وتأثيرها رؤوس الوقود الغازي التفاعلي "ايروفيول" FAE وتوقع العدو أن تكون معظم كتلة حرس صدام الخاص من هذا التشكيل لذلك قامت وسائط المسح الالكتروني والإلكتروبصري والاستقطاب الحراري المعادية بسبر أماكن اختفاء القافلة بغية تحديد أماكن تواجدها فلم تجد أي شيء فلم يعد أمامها إلا القيام بضربة وقائية آمنة مساحية لكل أماكن توضع القافلة ونقاط توضع الحرس الخاص جنوب بغداد بوسائط ذكية من خلال تحريك عدد كبير من نفاثات مجموعة F (ف15و14و16و18) إضافة لصقر الليل F117A Nighthawk التي ألقت مجتمعة مئات القنابل من نوع JDAM الموجهة بموجات الرنين المغناطيسي الصادرة عن الأقمار الصناعية ذات الأوزان التي تتراوح بين 500 إلى 2000 رطل كانت 30% منها تولد موجات إشعاعية الكترومغناطيسية فائقة الطاقة من الميكروويف HMPw لشل البنية الحركية والكهربائية والالكترونية للكتلة المدرعة الثقيلة الخاصة بالحرس فيؤمن خطرها وتبقى مدفونة في مخابئها السرية دون حراك بعد أن تصبح قطع من الخردة و30% من نوع إشعاعي حراري من فئة نبضة الميكروويف الحرارية TMPw التي تفتك موجاتها الإشعاعية القصيرة بكل شيء مع إمكانية اختراق للتحصينات بموجهاتها الفائقة الصغر لعدة أمتار في الأرض لتقوم بقتل الأفراد بتجفيف الجلد و تجليط وتجميد الدم وتأين الأكسجين داخل الجسم و خارجة إلى عناصر أحادية تسبب الاختناق أما باقي القنابل فقد كانت مساحية إما عنقودية أو من فئة الصدمة المدمرة البلازمية أو الوقودية أو من نوعية جديدة تسمى أسلحة القدرة الفائقة EBWs تفوق القنابل الشديدة الانفجار بأضعاف المرات من كل النواحي لكن الاستعداد لأسوء الاحتمالات حال دون سريان فتك هذه الوسائط الفتاكة والتي كان أخرها أربع قنابل من فئة الأم ( أم القنابل ) "عتاد الاختراق الهائل" MOP تزن 30000 رطل تخترق 60 متر بالجرانيت أو الكرونكيت ( الاسمنت المسلح) حامل لمادة عالية الانفجار بلاستيكية تزن 6000 رطل تولد قوة انفجار بقوة 13 طن من مادة ت.ن.ت الشديدة الانفجار في جوف الأرض وقد كان هدف هذه القنابل المعروفة بالزراق الكبير Big BLU “ Big blue” التي ألقتها أربعة قاذفات "سبيريت " الشبح الاستراتيجي مستهدفة أربع تحصينات عملاقة متميزة لنمور صدام في جنوب بغداد قدرت أماكنها الاستخبارات الأمريكية حيث بإمكان هذه القنابل الخاصة خرق و تدمير هذه التحصينات وقتل ودفن كل من فيها من نمور الحرس الخاص كما استهدفت أربع قاذفات أخرى منها أربعة تشكيلات بمستوى كتيبة من مدفعية م/ط مهمتها اعتراض صواريخ " كروز " الجوالة والمقاتلات المنخفضة و المتوسطة الارتفاع المتجهة نحو بغداد بواسطة قنابل خاصة ضخمة من فئة الأم أيضاً من النوع الهوائي القاطع "عتاد التفجير الهوائي الهائل " MOAB توازي الواحدة منها قوة ثلاثة قنابل خاصة قاطعة من فئة "ديزي كاتر" Daisy Cutter الشهيرة التي تزن 15000 رطل وقد حجمت هذه القنابل الأخيرة من قدرة المدافع المضادة للجو بشكل كبير بسبب تفجيرها تقاربياً على ارتفاع عشرات الأمتار بواسطة إشارة الأقمار الصناعية الملاحية التي كانت توجه هذه القنابل أيضاً وتم ذلك مع اقتراب مجموعة من صواريخ كروز "توماهوك" الذي كانت مدافع م/ط تعترض 60% منه قبل وصولها مما جعل المدافع خارج تحصيناتها مع أطقمها وجعلها عرضة للصدمة الضاغطة المدمرة للعتاد والفانية للأفراد إضافة إلى تأثير الصعق الكهربائي المركز و الصوتي الحاد الذي يقتل الأفراد على مساحات واسعة خارج دائرة المحو الضاغط الذي يغطي دائرة قطرها 1700 متر وقد كانت هذه القنابل الهوائية القاطعة العملاقة هي القنابل الثانية الفعالة بعد القنبلتين اللتين تم إلقائها على خطوط دفاعية نشطة لفرقة "بغداد" من الحرس العام جنوب العراق من قبل شمال مدينة الكوت وكانتا من نوع "ديزي كاتر" وهو ما يفسر تزايد الغارات الجوية و الصاروخية على بغداد في الأيام الأخيرة.
بعد هذه الحملة الجوية المدعمة بوابل كبير من القذائف الأرضية الثقيلة المدفعية الميدانية والصاروخية ذات الطابع المساحي أيضاً حرك العدو تشكيلاته المدرعة في كل من الجبهة الجنوبية وتولى ذلك فرق و أفواج فيلق الفرسان المدرع السابع و الجبهة الغربية تولتها ألوية وأفواج فرقة الخيالة المدرعة الثامنة عشر وتحركت تشكيلات فرقة المارينز الرابعة مشاة لتغطي الجانب الشرقي من بغداد وقامت فرقة المارينز المدرعة الأولى بالتحرك للالتفاف على الجبهة الشمالية لبغداد .
القنابل الفائقة الذكاء الأمريكية
قنبلة كراسنبول و كيتولوف
بدأ هنا دور ما يمكن وصفهم بالرماة الصامتون وهم عناصر من النخبة Elite المختارة من القوات الخاصة العراقية مزودة بأجهزة من تطوير عراقي منها كمرات حرارية وليفية بصرية مدعمة بمحدد المدى الليزري LDR ومدمجة مع مضيء أهداف ليزري LN وجهت نحو الجبهة الغربية على وجه المثال لا الحصر 60 قذيفة مدفعية صاروخية روسية محورة محلياً من حيث المدى و الدقة منزلقة على الليزر لتصل لمسافة 45 كم تدعى "كراسنوبول" Krasnopol من عيار 152 ملم قام بإطلاقها 20 مدفعية هويترز ذاتية الحركة مجنزرة من نوع "ماستا" المحدثة الروسية المجنزرة -S Masta وفي نفس الوقت أطلقت خلال دقيقة أيضاً سريتين هويترز مجنزرة من مدفعية "بغداد" عيار 155 ملم (40 مدفع) المشتقة من مدفعية "بلادين" الأمريكية 240 قذيفة من النموذج M الأحدث الذي يصل مداها بعد التحوير حتى 53 كم كانت هذه السرايا المدفعية منتشرة على رقعة واسعة على شكل ثلاثة سرايا مدفعية حققت أهدافها بنسبة 67% وكان متوقع أن تكون النسبة أكبر لأن وسائل الحماية الذاتية لرأس الحربة المدرعة المعادية المتمثلة بالدروع الالكترونيةHERF التي تصعق الجوف المتفجر للقذائف المضادة وقذائف الفلاش الليزري HLFS التي تعطل المستشعرات الخاصة بهذه القذائف فتعميها وهي من وسائل حماية دبابات أبرامز أما دروع التحييد المساري المغناطيسي والقذائف الكترومغناطيسية FCLAS التي تعمل عمل الدروع الالكترونية فهي لمجنزرات برادلي وهذه الوسائط مضادة للقذائف ذات المسار الأفقي و المائل الانقضاض و ليس الانقضاضية الشاقولية كما في حلنا هذا والتي لم تستطيع رادارات الرصد المدفعي المعادية "فايرفايندر" Fire finder رصدها بسبب إطلاقها من مسافة تصل إلى50 كم خاصة أن مدى كشف هذه الرادارات الميدانية الذاتية الحركة كان 25 كم أما سبب انخفاض نسبة الأداء للقذائف العراقية الذكية فهو إفلات عدد من آليات العدو من إضاءة حزمة الليزر المشفرة ذات الانعكاس المخروطي إلى الأعلى المرشد للقنابل المنزلقة الشاقولية بسبب الحركة أو تغير المواضع .
وعلى صعيد حرب الصمت أيضاً وفي نفس الوقت قامت مجاميع أخرى من عناصر الرصد والمراقبة المتقدمة التابعة للقوات الخاصة العراقية بمراقبة وتتبع وإضاءة الأهداف ليزرياً من جهة الجنوب الغربي نحو كربلاء حيث قامت وحدة تابعة للواء مغاوير "التدريب" بإطلاق قذائف مورتر (هاون) عيار 120 ملم فائقة الذكاء روسية من نوع "غران" Gran ذات الباحث الليزري الذاتي الذي يبحث عن الأهداف وينقض نحوها ضمن دائرة قطرها 300 متر و حتى مدى 9 كم وهي إما ذات رؤوس حرارية مضادة للدروع زنة 5.3 كغ أو شديدة الانفجار متشظية زنة 11.2 كغ ذات أغراض عامة علماً أن الوزن العام للقذيفة هو 27 كغ وقد تم تدعيم توجيه هذه الدانات الذكية بعناصر مراقبة مزودة بأجهزة رصد حرارية و ليفية مزودة بمحدد مدى و مسافة ليزري وقامت عناصر أخرى بإضاءة الأهداف ليزرياً لقذائف صاروخية من نوع "كيتولوف" 2M Kitolov تطلق من مدافع هويترز مطور بالعراق خاص بالقوات الخاصة تمتاز بسرعة الفك و التركيب عيار 122 ملم تحمل أجزائه من قبل خمسة أفراد مع أربعة قذائف ذكية تطلق خلال 20 ثانية في اتجاهات متعددة دون تغير الإحداثيات للمدفع نتيجة تزويد المدفع بمغذي رقمي للقذائف متصل لاسلكياًُ بعنصر الإشارة الموزع للمهام على مغاوير الإضاءة الليزرية ويصل مدى هذه القذائف حتى 12 كم منزلقة على حزمة SACLOS الليزرية المشفرة التي لا يتم كشفها أو التشويش عليها من قبل العدو وهي نفس حزمة صواريخ "كورنت" Kornet-E المضاد للدروع حتى مدى 6 كم والذي أطلق من آلية إطلاق وتوجيه خاصة بالأفراد وقد بلغ عدد هذه القذائف مجتمعه 678 قذيفة استهدفت آليات الدعم اللوجستي والميكانيكي والمدفعي الميداني و الصاروخي لفرقة الخيالة المدرعة الثامنة عشر المعادية المتمثلة بفوج المدفعية 70 فألحقت بها خسائر كارثية بعد أن حققت قذائفها الذكية أهدافها بنجاح منقطع النظير.
قذائف مدافع مورتر م 112 من نوع "غران" عيار 120 ملم وطريقة عملها
وقد ساهمت هذه الضربات الجراحية الدقيقة التي قادها الرماة الصامتين من القوات الخاصة والأمن الخاص في تعطيل وإفشال الهجوم المعادي للخيالة المعادية و قد شارك في إضاءة وتوجيه هذه الضربة الذكية وحدة قوات خاصة (500 مغوار) من لواء مغاوير "بابل" ووحدة مماثلة من لواء مغاوير "التدريب" إضافة إلى 120 عنصر ميداني محترف من الأمن الخاص (نمور صدام) اختصوا بالمراقبة والاتصال عبر أقنية لاسلكية ليزرية مشفرة رقمياً من النوع الهامد الذي لا ترصده أجهزة العدو وقاموا بإدارة و توجيه قذائف مدفعية هويترز المنزلقة على الليزر والمورترز الباحثة بالليزر الذاتية التوجيه وكان من نتائج هذه الضربة الإيجابية تشتيت الدعم المعادي الجوي الذي كان يريد أن يستهدف أماكن تمركز مجنزرات القافلة المدرعة غرب بغداد إضافة إلى تحيد الدعم المدفعي الميداني و الصاروخي وحتى الهاون في خط الوسط وتعطيل تقدم القوة المدرعة الرئيسية وبدأ مشاة العدو مع سمتيات الأباتشي بتمشيط منطقة التواجد الصامت بحثاً عن جنود الظل أو شياطين أشور وفق التسمية المعادية .
لقد تدرب مغاوير صدام ستة سنوات على طرق قتال الخفاء أو قتال المحاربين الصامتين أو ما يعرف أيضاً بجنود الظل على يد أمهر خبراء الكوماندوس الروسي "سبتسناز " Spetsnaz يسمون العقارب الحمراء الذين يحملون في أنفسهم حقد دفين على الإمبريالية التي أزالت الإمبراطورية الشيوعية 0
لقد فاقت النخبة المختارة العراقية من مغاوير صدام و نمور صدام ( الحرس والأمن الخاص) من دربهم من ضباط الكوماندوس الروسي وأضحوا أسياد قتال الظل الذي شهدنا مشهداً عنه في السطور السابقة وقيادة حرب العصابات وإدارة نيران المدفعية و الصواريخ التكتيكية أمثال الصمود و الليث و الرعد و أبابيل الخ .... وتوجيه الصواريخ التكتيكية البعيدة المدى أمثال صواريخ الغضب ذات الرؤوس الخبيثة التي دكت في أيامنا هذه ستة قلاع لوجستية للعدو كانت بداية نهاية الجيش الأمريكي كقوة ضاربة من الصنف الأول وجاءت بوجه جديد للقتل الصامت في ما أسماه العدو وعملائه "خطة فرض القانون" يسمى قتال العقارب يعتمد مع أنظمة الإضاءة و التوجيه بالليزر على بنادق القنص والأوتوماتيكية ورشاشات خفيفة و متوسطة والثقيلة جميعها مزودة بكواتم صوت ولهب ومناظير تسديد وتهديف إما كهربائية تزيد دقة بنادق القنص ومداها أمثال بندقية "دراغانوف" الشهيرة ليصبح مداها 1300 متر بدل 800 متر أومناظير تقريب للبنادق الأوتوماتيكية أوتكبير للرشاشات ذات أغطية أمامية خاصة تمنع أنظمة البحث الليزري المعادية من إيجاد وسائط الإطلاق المذكورة آنفاً.
وإن نجاح المقاومة اللبنانية ضد لواء "الغولاني" الإسرائيلي الخاص هو ثمرة تفعيل هذا المبدأ القتالي الصامت على يد ضباط روس شهدوا نجاحه في العراق فطبقوه في الجبهة اللبنانية على يد وحدة خاصة لا يزيد عددها عن 500 مغوار شلوا حركة 35000 عنصر غولاني من النخبة ؟!.
يتــبع ...
الغاية من كتابة هذه السطور هي إحياء مجد شهداء دفعوا الغالي رخيصاً في سبيل الله والوطن وأظهروا شجاعة قل أن يكون لها مثيل عبر التاريخ ...
كان العدو في معركة الحواسم الأولى يخشى خوض مواجهة مباشرة مع تشكيلات حرس صدام الخاص المتحصن جنوب وغرب بغداد لذلك كان لديه خطة تضمن له نجاح سريع وإرباك لدفاعات بغداد القوية من خلال التركيز على نقطة إستراتيجية بغية خلق ثغرة في دفاعات بغداد وتم اختيار نقطة انطلاق لهذه الخطة تمثلت بمطار صدام الدولي لكن القيادة العامة كانت تعي خطورة هذا الأمر فعمدت إلى إحداث خطة غير تقليدية يتم بواسطتها تبديد الجهود المعادية وكان النجاح مبهر في معركة المطار ولكن القيادة كانت تعلم أن العدو يمكنه أن يكرر ذلك من هذه النقطة الضعيفة التي لم يكن يسبقها خطوط رد دفاعية متقدمة بعد انهيار اللواء 37 و انسلاخ اللواء 34 عن عتاده الثقيل والتحول لمجاميع راجلة للقتال مع لواء القوات الخاصة "بابل" (مغاوير صدام) شمال غرب كربلاء وهي ألوية تابعة لفرقة "الفاروق" من حرس صدام الخاص كانت تشغل القطاع الغربي من بغداد .
وقد لاحظت عناصر المراقبة المتقدمة العراقية تحضيرات معادية كبيرة بعد معركة المطار لهجوم شامل على بغداد من كل الاتجاهات يشارك فيه نحو 180 ألف علج أمريكي لذلك كان لا بد من إيجاد خطة مميزة تبدد هذه جهود و تسد ثغرة مطار صدام الدولي بنفس الوقت .
في الساعة 3.45 من بعد ظهر يوم السبت 5/4/2003 تحركت قافلة عملاقة تضم مئات الشاحنات المحملة بالذخائر و الحاملة لأكثر من 1500 آلية مجنزرة متفاوتة التدريع فيها 300 دبابة قتال رئيسي من الجيل الرابع معظمها من نوع T-72 المعروف بالنموذج M والتي كانت مدعمة بثلاثة أنواع من الدروع الإضافية منها السلبي المعروف بالمركب بسماكة بوصة (انش) من خليط معدني يفوق مقاومة التدريع الرئيسي من الفولاذ المكثف بضعفين ونصف كما ثبت فوقها في مقدمة الهيكل و البرج و الجوانب الأمامية علب دروع تفاعلية رديه نابذة بالضغط التفجيري للقذائف المضادة الحركية و الحرارية ، أما القسم الخلفي من الهيكل فجهز بدروع اسطوانية وثابة ترتبط آلية الإطلاق فيها بثلاثة مستقبلات إنذار حراري IR مثبتة في محيط مقدمة البرج تغطي 180 درجة مرتبطة بحاسب الكتروني يحدد اتجاه القذيفة المضادة وموقع الآلية المعادية مصدر التهديد ويحدد توقيت وصول القذيفة الانقضاضية ليتصدى لها الدرع الوثاب الانشطاري بكراته المعدنية الكثيفة والسريعة لتدمر وتقطيع أوصال تلك القذائف المتفجرة الموجهة أو لتقوم الدبابة بمناورة حركية مناسبة إذا كانت القذائف من النوع السمتي الغير موجه من فئة القلوب المعدنية الخارقة بالطاقة الحركية KE "سابوت" وهذه المناورة تحتاج إلى محرك سريع الإقلاع والتسارع الحركي إضافة لمراعاة زيادة الوزن الناتجة عن الدروع الإضافية السلبية والايجابية لذلك فقد زودت هذه الدبابات بمحرك بنزين بدل الديزل وبقدرة أكبر على الإزاحة الحركية من الجيل السابق .
وبالعودة إلى القافلة العملاقة التي بلغ طولها عدة كيلومترات فقد كانت عرضة للفناء السريع من قبل العدو بعتاده الجوي و الأرضي ذو الذخائر الصماء (العمياء) أو الذكية أو الفائقة الذكاء الفرعية الباحثة عن الأهداف و التي منها على وجه المثال لا الحصر قذائف مدفعية ميدانية من عيار 155 ملم تطلقها مدافع "بلادين" هويترز المجنزرة النموذج A6 تدعى هذه القذيفة XM982 وهي من فئة القذائف الموسعة المدى بشكل مضاعف أي 60 كم بدل 30 ذات الزعانف المتحركة ERGM الثنائية التوجيه GPS/INS بالأقمار الصناعية و نظام العطالة يتفرع عنها اسطوانتين من نوع Smart 155 ذات مظلة وهي باحثة عن الأهداف بالنمط الإيجابي (الراداري ) والسلبي (الحراري) المليمتري تغطي دائرة البحث الحلزونية قطر 300 متر لتطلق بسرعة هائلة حشوه معدنية تفاعلية حرارية خارقة لأعتى الدروع تستهدف النقاط العلوية الضعيفة بشكل شاقولي ، وبإمكان 144 مدفع "بلادين" تابع لفيلق الفرسان المدرع السابع الأمريكية إطلاق خلال دقيقة واحدة بمعدل 6 قذائف لكل مدفع يتفرع عنها بالنبذ الخلفي أثناء الانقضاض أكثر من 1700 ذخيرة فرعية فائقة الذكاء Brilliant كافية لتدمير كامل القافلة مع الشاحنات اللوجستية المرافقة .
فأي جنون دفع بهذه القافلة إلى هذا التحرك الخطير و الأدهى من ذلك أن القافلة كانت تتحرك دون أي إجراء وقائي وكأنها تتحرك في وقت السلم و الذي يثير الدهشة و العجب أكثر من كل ما سلف أن العدو رغم كل ذلك لم يطلق ولو طلقة واحدة نحو القافلة و السبب يعود إلى أن وسائل الرصد و المراقبة المعادية الفضائية و الجوية و الأرضية أكدت أن القافلة العسكرية الضخمة لم تكن عراقية؟! بل كانت روسية؟؟؟!!! ...
لقد كان الطلاء والأعلام يشيران إلى أن القافلة روسية الأمر الذي عطل وشل القرار الميداني عند العدو ، فتدمير القافلة هو بمثابة إعلان الحرب على خصم قوي ذو إمكانيات مفتوحة دخوله بالحرب يعني إما وقف الحرب أو التحول إلى حرب نووية كونية لا تبقي و لا تذر ليس فيها طرف منتصر .
تم نقل الوضع الميداني الجديد للقيادة السياسية الأمريكية للتحول إلى الاتصالات الدبلوماسية مع القيادات الروسية لمعرفة سبب التدخل الروسي المباشر في هذه الحرب دون أسباب موجبة لذلك وقد أوكل الأمر لمستشارة الأمن القومي وتبين بعد اجتماع مغلق مع القادة الروس أن روسيا لم تدخل الحرب بعد و لن تتدخل إلا إذا استخدمت أمريكيا أسلحة نووية تكتيكية من أجل الإسراع بحسم هذه المعركة .
نعم لم تكن القافلة روسية لقد كانت عراقية ولكن الذي ضلل العدو أيضاً رصد مجنزرات ليست في لائحة التسليح العراقي و هي 30 عربة من عربات "تنغوسكا" Tunguska مضادة للجو و300 راجمة صواريخ مدرعة محملة على هياكل دبابات T-72 تسمى "بوراتينو" Buratino استخدمها الروس بشكل كبير في حربهم مع الشيشان إضافة إلى 30 دبابة قيادية من نوع T-80 القتالية الرئيسية عند الروس وأخيراً 30 عربة مجنزرة متخصصة بالحرب الالكتروني من إنتاج العراق تقوم بإطلاق حزمة مخروطية نحو الأعلى بزاوية انفراج قدرها 135 درجة من أشعة الميكروويف العالية الكثافة HDM مهمتها تخدير الدارات الإلكترونية للذخائر الذكية الأمريكية وهو السلاح السري العراقي الأهم في هذا التشكيل .
لقد كانت هذه القافلة خطة من خطط القائد العبقري "صدام حسين" لتطبيق مبدأ أو فكرة جديدة للخداع و التضليل العراقي المشتق من مبدأ التقنيع الروسي "ماسكورفكا" وقد كانت الغاية الظاهرية من هذه الخطة بعد تأمين القافلة تأخير الهجوم الأمريكي الشامل وشد الأنظار المعادية للتمكن من إخفاء الكتلة الأكبر من قوات النخبة من الحرس الجمهوري العام و القوات الخاصة العراقية و حرس صدام الخاص (نمور صدام) حيث تم تحويل نقاط التوضع الدفاعي لها جنوب بغداد إلى نقاط وهمية من خلال سحب هذه القوة المحترفة واستبدال آلتها الثقيلة بأخرى هيكلية خداعية متقنة الصنعة يصعب كشفها حتى على المعاين القريب .
وكان في ظاهر الأمر أيضاً أن مهمة هذه القافلة المدرعة الثقيلة هي سد الثغرة الدفاعية غرب بغداد ولكن الجانب الباطني في هذه الخطة هو فتح المجال لإعادة انتشار منصات إطلاق الصواريخ التكتيكية المتحركة الحاملة لصواريخ "الصمود2" من الجيل الثاني شمال بغداد التي كانت تابعة للواء صدام الصاروخي من فرقة "صدام" من الحرس الخاص في أماكن جديدة خارج نقاط المراقبة المعادية بعد شد أنظار معظم هيكلية المراقبة تجاه القافلة المدرعة المتحركة نحو غرب بغداد والتي توضعت في أماكن حصينة تحت غطاء دخاني معدني حاجب ومضلل لكافة وسائط الكشف المعادية ولدتها مدافع 300 مجنزرة من عربات "نوريكو" Nortico (سباغ) الثنائية من مدافع عيار 57 ملم التابعة للتشكيل القتالي والتي توضعت في خط ثاني خلف التشكيل الرئيسي الذي غطيت آلياته بأغطية تمويه وإخفاء عازلة ضد وسائط الكشف المعادية وتم توريتها في أماكن حصينة شديدة العزل أيضاً استعداداً لتنفيذ صدمة بغداد التسلسلية الاحتياطية التي خططت لها القيادة العامة ولإجراء اختبار عملي لهذه التشكيلات الجديدة المدرعة التي أعدت أساساً لتحرير فلسطين ؟؟!! .
كان العدو يتحسب لهذه الكتلة المدرعة المتطورة نوعياً التي امتلكها العراق وطورها وخصوصاً راجمات "بوراتينو" التي يسميها حلف الناتو "مدمرة المدن" ذات القذائف المزودة برؤوس الباريوم الحراري "ثيرموباريك" زنة 50 كغ التي تفوق بقوتها وتأثيرها رؤوس الوقود الغازي التفاعلي "ايروفيول" FAE وتوقع العدو أن تكون معظم كتلة حرس صدام الخاص من هذا التشكيل لذلك قامت وسائط المسح الالكتروني والإلكتروبصري والاستقطاب الحراري المعادية بسبر أماكن اختفاء القافلة بغية تحديد أماكن تواجدها فلم تجد أي شيء فلم يعد أمامها إلا القيام بضربة وقائية آمنة مساحية لكل أماكن توضع القافلة ونقاط توضع الحرس الخاص جنوب بغداد بوسائط ذكية من خلال تحريك عدد كبير من نفاثات مجموعة F (ف15و14و16و18) إضافة لصقر الليل F117A Nighthawk التي ألقت مجتمعة مئات القنابل من نوع JDAM الموجهة بموجات الرنين المغناطيسي الصادرة عن الأقمار الصناعية ذات الأوزان التي تتراوح بين 500 إلى 2000 رطل كانت 30% منها تولد موجات إشعاعية الكترومغناطيسية فائقة الطاقة من الميكروويف HMPw لشل البنية الحركية والكهربائية والالكترونية للكتلة المدرعة الثقيلة الخاصة بالحرس فيؤمن خطرها وتبقى مدفونة في مخابئها السرية دون حراك بعد أن تصبح قطع من الخردة و30% من نوع إشعاعي حراري من فئة نبضة الميكروويف الحرارية TMPw التي تفتك موجاتها الإشعاعية القصيرة بكل شيء مع إمكانية اختراق للتحصينات بموجهاتها الفائقة الصغر لعدة أمتار في الأرض لتقوم بقتل الأفراد بتجفيف الجلد و تجليط وتجميد الدم وتأين الأكسجين داخل الجسم و خارجة إلى عناصر أحادية تسبب الاختناق أما باقي القنابل فقد كانت مساحية إما عنقودية أو من فئة الصدمة المدمرة البلازمية أو الوقودية أو من نوعية جديدة تسمى أسلحة القدرة الفائقة EBWs تفوق القنابل الشديدة الانفجار بأضعاف المرات من كل النواحي لكن الاستعداد لأسوء الاحتمالات حال دون سريان فتك هذه الوسائط الفتاكة والتي كان أخرها أربع قنابل من فئة الأم ( أم القنابل ) "عتاد الاختراق الهائل" MOP تزن 30000 رطل تخترق 60 متر بالجرانيت أو الكرونكيت ( الاسمنت المسلح) حامل لمادة عالية الانفجار بلاستيكية تزن 6000 رطل تولد قوة انفجار بقوة 13 طن من مادة ت.ن.ت الشديدة الانفجار في جوف الأرض وقد كان هدف هذه القنابل المعروفة بالزراق الكبير Big BLU “ Big blue” التي ألقتها أربعة قاذفات "سبيريت " الشبح الاستراتيجي مستهدفة أربع تحصينات عملاقة متميزة لنمور صدام في جنوب بغداد قدرت أماكنها الاستخبارات الأمريكية حيث بإمكان هذه القنابل الخاصة خرق و تدمير هذه التحصينات وقتل ودفن كل من فيها من نمور الحرس الخاص كما استهدفت أربع قاذفات أخرى منها أربعة تشكيلات بمستوى كتيبة من مدفعية م/ط مهمتها اعتراض صواريخ " كروز " الجوالة والمقاتلات المنخفضة و المتوسطة الارتفاع المتجهة نحو بغداد بواسطة قنابل خاصة ضخمة من فئة الأم أيضاً من النوع الهوائي القاطع "عتاد التفجير الهوائي الهائل " MOAB توازي الواحدة منها قوة ثلاثة قنابل خاصة قاطعة من فئة "ديزي كاتر" Daisy Cutter الشهيرة التي تزن 15000 رطل وقد حجمت هذه القنابل الأخيرة من قدرة المدافع المضادة للجو بشكل كبير بسبب تفجيرها تقاربياً على ارتفاع عشرات الأمتار بواسطة إشارة الأقمار الصناعية الملاحية التي كانت توجه هذه القنابل أيضاً وتم ذلك مع اقتراب مجموعة من صواريخ كروز "توماهوك" الذي كانت مدافع م/ط تعترض 60% منه قبل وصولها مما جعل المدافع خارج تحصيناتها مع أطقمها وجعلها عرضة للصدمة الضاغطة المدمرة للعتاد والفانية للأفراد إضافة إلى تأثير الصعق الكهربائي المركز و الصوتي الحاد الذي يقتل الأفراد على مساحات واسعة خارج دائرة المحو الضاغط الذي يغطي دائرة قطرها 1700 متر وقد كانت هذه القنابل الهوائية القاطعة العملاقة هي القنابل الثانية الفعالة بعد القنبلتين اللتين تم إلقائها على خطوط دفاعية نشطة لفرقة "بغداد" من الحرس العام جنوب العراق من قبل شمال مدينة الكوت وكانتا من نوع "ديزي كاتر" وهو ما يفسر تزايد الغارات الجوية و الصاروخية على بغداد في الأيام الأخيرة.
بعد هذه الحملة الجوية المدعمة بوابل كبير من القذائف الأرضية الثقيلة المدفعية الميدانية والصاروخية ذات الطابع المساحي أيضاً حرك العدو تشكيلاته المدرعة في كل من الجبهة الجنوبية وتولى ذلك فرق و أفواج فيلق الفرسان المدرع السابع و الجبهة الغربية تولتها ألوية وأفواج فرقة الخيالة المدرعة الثامنة عشر وتحركت تشكيلات فرقة المارينز الرابعة مشاة لتغطي الجانب الشرقي من بغداد وقامت فرقة المارينز المدرعة الأولى بالتحرك للالتفاف على الجبهة الشمالية لبغداد .
القنابل الفائقة الذكاء الأمريكية
قنبلة كراسنبول و كيتولوف
بدأ هنا دور ما يمكن وصفهم بالرماة الصامتون وهم عناصر من النخبة Elite المختارة من القوات الخاصة العراقية مزودة بأجهزة من تطوير عراقي منها كمرات حرارية وليفية بصرية مدعمة بمحدد المدى الليزري LDR ومدمجة مع مضيء أهداف ليزري LN وجهت نحو الجبهة الغربية على وجه المثال لا الحصر 60 قذيفة مدفعية صاروخية روسية محورة محلياً من حيث المدى و الدقة منزلقة على الليزر لتصل لمسافة 45 كم تدعى "كراسنوبول" Krasnopol من عيار 152 ملم قام بإطلاقها 20 مدفعية هويترز ذاتية الحركة مجنزرة من نوع "ماستا" المحدثة الروسية المجنزرة -S Masta وفي نفس الوقت أطلقت خلال دقيقة أيضاً سريتين هويترز مجنزرة من مدفعية "بغداد" عيار 155 ملم (40 مدفع) المشتقة من مدفعية "بلادين" الأمريكية 240 قذيفة من النموذج M الأحدث الذي يصل مداها بعد التحوير حتى 53 كم كانت هذه السرايا المدفعية منتشرة على رقعة واسعة على شكل ثلاثة سرايا مدفعية حققت أهدافها بنسبة 67% وكان متوقع أن تكون النسبة أكبر لأن وسائل الحماية الذاتية لرأس الحربة المدرعة المعادية المتمثلة بالدروع الالكترونيةHERF التي تصعق الجوف المتفجر للقذائف المضادة وقذائف الفلاش الليزري HLFS التي تعطل المستشعرات الخاصة بهذه القذائف فتعميها وهي من وسائل حماية دبابات أبرامز أما دروع التحييد المساري المغناطيسي والقذائف الكترومغناطيسية FCLAS التي تعمل عمل الدروع الالكترونية فهي لمجنزرات برادلي وهذه الوسائط مضادة للقذائف ذات المسار الأفقي و المائل الانقضاض و ليس الانقضاضية الشاقولية كما في حلنا هذا والتي لم تستطيع رادارات الرصد المدفعي المعادية "فايرفايندر" Fire finder رصدها بسبب إطلاقها من مسافة تصل إلى50 كم خاصة أن مدى كشف هذه الرادارات الميدانية الذاتية الحركة كان 25 كم أما سبب انخفاض نسبة الأداء للقذائف العراقية الذكية فهو إفلات عدد من آليات العدو من إضاءة حزمة الليزر المشفرة ذات الانعكاس المخروطي إلى الأعلى المرشد للقنابل المنزلقة الشاقولية بسبب الحركة أو تغير المواضع .
وعلى صعيد حرب الصمت أيضاً وفي نفس الوقت قامت مجاميع أخرى من عناصر الرصد والمراقبة المتقدمة التابعة للقوات الخاصة العراقية بمراقبة وتتبع وإضاءة الأهداف ليزرياً من جهة الجنوب الغربي نحو كربلاء حيث قامت وحدة تابعة للواء مغاوير "التدريب" بإطلاق قذائف مورتر (هاون) عيار 120 ملم فائقة الذكاء روسية من نوع "غران" Gran ذات الباحث الليزري الذاتي الذي يبحث عن الأهداف وينقض نحوها ضمن دائرة قطرها 300 متر و حتى مدى 9 كم وهي إما ذات رؤوس حرارية مضادة للدروع زنة 5.3 كغ أو شديدة الانفجار متشظية زنة 11.2 كغ ذات أغراض عامة علماً أن الوزن العام للقذيفة هو 27 كغ وقد تم تدعيم توجيه هذه الدانات الذكية بعناصر مراقبة مزودة بأجهزة رصد حرارية و ليفية مزودة بمحدد مدى و مسافة ليزري وقامت عناصر أخرى بإضاءة الأهداف ليزرياً لقذائف صاروخية من نوع "كيتولوف" 2M Kitolov تطلق من مدافع هويترز مطور بالعراق خاص بالقوات الخاصة تمتاز بسرعة الفك و التركيب عيار 122 ملم تحمل أجزائه من قبل خمسة أفراد مع أربعة قذائف ذكية تطلق خلال 20 ثانية في اتجاهات متعددة دون تغير الإحداثيات للمدفع نتيجة تزويد المدفع بمغذي رقمي للقذائف متصل لاسلكياًُ بعنصر الإشارة الموزع للمهام على مغاوير الإضاءة الليزرية ويصل مدى هذه القذائف حتى 12 كم منزلقة على حزمة SACLOS الليزرية المشفرة التي لا يتم كشفها أو التشويش عليها من قبل العدو وهي نفس حزمة صواريخ "كورنت" Kornet-E المضاد للدروع حتى مدى 6 كم والذي أطلق من آلية إطلاق وتوجيه خاصة بالأفراد وقد بلغ عدد هذه القذائف مجتمعه 678 قذيفة استهدفت آليات الدعم اللوجستي والميكانيكي والمدفعي الميداني و الصاروخي لفرقة الخيالة المدرعة الثامنة عشر المعادية المتمثلة بفوج المدفعية 70 فألحقت بها خسائر كارثية بعد أن حققت قذائفها الذكية أهدافها بنجاح منقطع النظير.
قذائف مدافع مورتر م 112 من نوع "غران" عيار 120 ملم وطريقة عملها
وقد ساهمت هذه الضربات الجراحية الدقيقة التي قادها الرماة الصامتين من القوات الخاصة والأمن الخاص في تعطيل وإفشال الهجوم المعادي للخيالة المعادية و قد شارك في إضاءة وتوجيه هذه الضربة الذكية وحدة قوات خاصة (500 مغوار) من لواء مغاوير "بابل" ووحدة مماثلة من لواء مغاوير "التدريب" إضافة إلى 120 عنصر ميداني محترف من الأمن الخاص (نمور صدام) اختصوا بالمراقبة والاتصال عبر أقنية لاسلكية ليزرية مشفرة رقمياً من النوع الهامد الذي لا ترصده أجهزة العدو وقاموا بإدارة و توجيه قذائف مدفعية هويترز المنزلقة على الليزر والمورترز الباحثة بالليزر الذاتية التوجيه وكان من نتائج هذه الضربة الإيجابية تشتيت الدعم المعادي الجوي الذي كان يريد أن يستهدف أماكن تمركز مجنزرات القافلة المدرعة غرب بغداد إضافة إلى تحيد الدعم المدفعي الميداني و الصاروخي وحتى الهاون في خط الوسط وتعطيل تقدم القوة المدرعة الرئيسية وبدأ مشاة العدو مع سمتيات الأباتشي بتمشيط منطقة التواجد الصامت بحثاً عن جنود الظل أو شياطين أشور وفق التسمية المعادية .
لقد تدرب مغاوير صدام ستة سنوات على طرق قتال الخفاء أو قتال المحاربين الصامتين أو ما يعرف أيضاً بجنود الظل على يد أمهر خبراء الكوماندوس الروسي "سبتسناز " Spetsnaz يسمون العقارب الحمراء الذين يحملون في أنفسهم حقد دفين على الإمبريالية التي أزالت الإمبراطورية الشيوعية 0
لقد فاقت النخبة المختارة العراقية من مغاوير صدام و نمور صدام ( الحرس والأمن الخاص) من دربهم من ضباط الكوماندوس الروسي وأضحوا أسياد قتال الظل الذي شهدنا مشهداً عنه في السطور السابقة وقيادة حرب العصابات وإدارة نيران المدفعية و الصواريخ التكتيكية أمثال الصمود و الليث و الرعد و أبابيل الخ .... وتوجيه الصواريخ التكتيكية البعيدة المدى أمثال صواريخ الغضب ذات الرؤوس الخبيثة التي دكت في أيامنا هذه ستة قلاع لوجستية للعدو كانت بداية نهاية الجيش الأمريكي كقوة ضاربة من الصنف الأول وجاءت بوجه جديد للقتل الصامت في ما أسماه العدو وعملائه "خطة فرض القانون" يسمى قتال العقارب يعتمد مع أنظمة الإضاءة و التوجيه بالليزر على بنادق القنص والأوتوماتيكية ورشاشات خفيفة و متوسطة والثقيلة جميعها مزودة بكواتم صوت ولهب ومناظير تسديد وتهديف إما كهربائية تزيد دقة بنادق القنص ومداها أمثال بندقية "دراغانوف" الشهيرة ليصبح مداها 1300 متر بدل 800 متر أومناظير تقريب للبنادق الأوتوماتيكية أوتكبير للرشاشات ذات أغطية أمامية خاصة تمنع أنظمة البحث الليزري المعادية من إيجاد وسائط الإطلاق المذكورة آنفاً.
وإن نجاح المقاومة اللبنانية ضد لواء "الغولاني" الإسرائيلي الخاص هو ثمرة تفعيل هذا المبدأ القتالي الصامت على يد ضباط روس شهدوا نجاحه في العراق فطبقوه في الجبهة اللبنانية على يد وحدة خاصة لا يزيد عددها عن 500 مغوار شلوا حركة 35000 عنصر غولاني من النخبة ؟!.
يتــبع ...
التعديل الأخير: