بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تقرير خاص وحصري عن "الاشتباك الجوي السعودي الإيراني في 5 يونيو 1984 كابوس لا يزال يؤرق الإيرانيين ويقلقهم، وعملية عاصفة الحزم تعيد لإذهانهم قدرات القوات الجوية السعودية"،
من إعدادي وترجمتي، وقد أخذ مني الكثير من الجهد والوقت،
أقدمه للمنتدى العربي للدفاع والتسلح وأعضائه الكرام،
راجية أن ينال التقرير قبولكم واستحسانكم،،،
القوات الجوية الملكية السعودية تسقط طائرتين إيرانيتين عام 1984
كابوس لا يزال يؤرق الإيرانيين ويقض مضاجعهم
وعاصفة الحزم تعيد لأذهان الإيرانيين قدرات القوات الجوية السعودية
تقرير خاص وحصري:
المنتدى العربي للدفاع والتسليح
إعداد وترجمة:
عبير البحرين
المقدمة
قبل أكثر من ثلاثة عقود شهدت سماء ومياه الخليج العربي معركة جوية سطرها أبطال القوات الجوية الملكية السعودية، حيث في الخامس من يونيو 1984 حدث اشتباك جوي بين الطائرات السعودية والطائرات الإيرانية وتمكنت مقاتلتين للقوات الجوية السعودية من نوع F-15C التصدي لمقاتلات إيرانية مهاجمة من نوع اف 4 فانتوم F-4 Phantom II وأسفر الاشتباك عن اسقاط مقاتلتين إيرانيتين وإصابة الثالثة والحاق أضرار بها واضطرارها للهروب، وكانت طائرات الفانتوم - وقتها - تعتبر احدى الطائرات الحربية المهاجمة البارزة. في ذلك االاشتباك الجوي كان عدد الطائرات الإيرانية يترواح ما بين 5 إلى 6 طائرات أرسلتهم إيران في مهمة هجومية على سفن ومصافي النفط السعودية، من بينها 3 إلى 4 طائرات نوع الفانتوم F-4E وكانوا في المقدمة، وطائرتين من نوع اف 14 تومكات F-14 Tomcat في المؤخرة مهامهما الحماية والإسناد لطائرات الفانتوم التي في المقدمة.
وفي ذلك الاشتباك الجوي تلقت القوات الجوية الإيرانية ضربة مؤلمة من القوات الجوية السعودية، ولا يزال بمثابة كابوس يؤرق الإيرانيين ويقض مضاجعهم. الإيرانيون لغاية يومنا هذا يبحثون عن ما جرى في ذلك اليوم، ويتساءلون ما الذي حدث في ذلك اليوم، ولماذا لم تُنتشل جثث الطيارين من بحر الخليج العربي، وكيف استطاعت القوات الجوية السعودية اسقاط مقاتلتين إيرانيتين من نوع الفانتوم ومن ثم احكام السيطرة الجوية التامة وبالكامل على منطقة سقوط المقاتلتين الإيرانيتين للدرجة التي لم يستطع سلاح الجو الإيراني إنتشال جثث طياريه، على الرغم من تواجد طائرتين من نوع تومكات F-14 الإيرانية وقت المعركة الجوية وكانت مسلحة بصواريخ فينكس Phoenix إلا أنها ظلت عاجزة عن أي فعل. وعلاوة على ذلك، بعد نحو 30 دقيقة أرسلت إيران من جديد 11 مقاتلة إضافية في محاولة لكشف منطقة حدوث المعركة الجوية ولمعرفة ماذا حدث لجثث الطيارين وأين هوت، ولكنهم رجعوا خائبين بدون أي نتيجة.
ومؤخراً جاءت عملية عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 والتي برهنت مدى إمكانيات وقدرات القوات الجوية الملكية السعودية وهذا ما أقلق الإيرانيين أكثر وبدأوا يطرحون التساؤل الكبير إلى أي مدى تستطيع قواتهم الجوية التصدي للقوات الجوية السعودية في حال وقوع معركة جوية أخرى جديدة آخذين في الاعتبار التطور والنمو الكبيرين التي حظيت بها القوات الجوية السعودية طوال العقود الثلاثة الماضية؟. وبدأوا بطرح المقارنات بين القوتين الجويين (السعودي والإيراني) وشرح وفهم حجم العتاد العسكري الكبير والمتقدم لدى القوات الجوية السعودية.
وفي المقابل نحن الخليجيون لطالما سمعنا عن الاشتباك الجوي السعودي الإيراني الذي وقع في 5 يونيو 1984، والأخوة السعوديون - بالمنتدى - دائماً يستشهدون به في مداخلاتهم، ولكن للأسف لا نجد تقرير شامل ومفصل أو دراسة بحثية أكاديمية باللغة العربية تلقي الضوء على ذلك الاشتباك الجوي بشيء من الاسهاب والتفصيل لتسجيله في التاريخ للأجيال. وهذا هو ما جعلني أن أقضي أيام بالبحث والتقصي في محاولة مني لإستقصاء واستكشاف جميع جوانب هذه العملية العسكرية البطولية وفق منهجية البحث العلمي.
ولجمع المعلومات والبيانات اعتمدتُ على مصادر باللغات الثلاث: العربية، الإنجليزية، والفارسية. وللأسف جل المصادر العربية التي ذكرت عملية اسقاط القوات الجوية السعودية لطائرتين إيرانيتين في عام 1984 لا تتجاوز سوى 4 أو 5 سطور وبشكل عام وليس بالتفصيل، وأما المصادر الإنجليزية إلى حدٍ ما تحتوي على معلومات وتفاصيل أكثر بقليل من المصادر العربية. لكن المفاجأة في المصادر الفارسية، حيث وجدت كم هائل من المصادر الفارسية التي تتحدث عن هذه العملية، ومن بينها مصادر حديثة إلى حدٍ ما حيث أغلبها نشرت حديثاً وهذه لها من الدلالات والمؤشرات الهامة وأبرز هذه الدلالات السيطرة الجوية الكاملة للقوات الجوية السعودية في اليمن عبر عملية عاصفة الحزم وسنستعرضها فيما بعد ضمن سياق هذا التقرير.
ونظراً لمحدودية المصادر العربية والإنجليزية عن هذه العملية، وإن أغلب المصادر فارسية، اعتمدت على الاستقراء والاستنباط والاستقصاء من المواقع الإخبارية الإيرانية ومن المنتديات الإيرانية وعبر ما ينشره الإيرانيون في مواقع التواصل الإجتماعي (انستغرام، فيسبوك، تويتر .. الخ)، وخاصة ما ينشر من قبل عائلات وأقارب ومعارف الطياريين الذين قتلوا في الحرب الإيرانية - العراقية وكذلك الذين شاركوا في ذلك الاشتباك الجوي، سواءً عبر مذكراتهم أو المقابلات الصحفية لمن هم على قيد الحياة، وأيضاً ما نشره هاشمي رفسنجاني في يومياته ومذكراته. ومن ثم جمع هذه المعلومات والبيانات التي كانت متاحة أمامي للوصول إلى التحليل والاستنتاج واعداد مادة في شكل "تقرير".
هذا التقرير يركز على كيفية وقوع الاشتباك الجوي في عام 1984 ومجرياته، وكم عدد المقاتلات الإيرانية التي كانت مشاركة في الهجوم، وما نوع هذه المقاتلات الإيرانية، وكم منها أسقطت بواسطة مقاتلات F-15 السعودية، وما نوع الصاروخ الذي استخدمته القوات الجوية السعودية لاسقاط الطائرتيين الإيرانيتين، وماذا جرى لجثث طياري الطائرتيين الإيرانيتين، وكيف كان رد الفعل الإيراني - على المستوى الرسمي - وقت حدوث العملية وبعدها، وما هي الاستراتيجية الإيرانية الجديدة التي لجأ إليها النظام الإيراني بعد هذا الحادث لمجابهة قدرات القوة السعودية العسكرية المتنامية، وبعد مرور أكثر من 3 عقود ما هي نظرة الإيرانيين عامة وعائلات وأقارب ومعارف الطياريين الذين لقوا حتفهم في هذا الهجوم خاصة تجاه قدرات القوات الجوية السعودية. كل هذه الأسئلة وغيرها سنركز عليها وسنستعرضها ضمن سياق هذا التقرير من خلال المصادر المتوافرة باللغات الثلاث الإنجليزية، العربية، والفارسية.
ينقسم التقرير إلى 4 أقسام رئيسية، 1 - مجريات الاشتباك الجوي: (أ) وفق المصادر الإنجليزية والعربية، (ب) وفق المصادر الفارسية، 2 - نوع الصاروخ المستخدم من قبل القوات الجوية السعودية، 3 - تغيير الاستراتيجية الإيرانية من الهجوم الجوي على سفن ومصافي النفط السعودية إلى الاعتداءات الإرهابية والحروب بالوكالة، 4 - عاصفة الحزم تعيد لأذهان الإيرانيين قدرات القوات الجوية السعودية. وبالاضافة إلى المقدمة والخلاصة.
البقية سأضعها تباعاً في المشاركات القادمة
يرجى الإنتظار قليلاً
هذا تقرير خاص وحصري عن "الاشتباك الجوي السعودي الإيراني في 5 يونيو 1984 كابوس لا يزال يؤرق الإيرانيين ويقلقهم، وعملية عاصفة الحزم تعيد لإذهانهم قدرات القوات الجوية السعودية"،
من إعدادي وترجمتي، وقد أخذ مني الكثير من الجهد والوقت،
أقدمه للمنتدى العربي للدفاع والتسلح وأعضائه الكرام،
راجية أن ينال التقرير قبولكم واستحسانكم،،،
القوات الجوية الملكية السعودية تسقط طائرتين إيرانيتين عام 1984
كابوس لا يزال يؤرق الإيرانيين ويقض مضاجعهم
وعاصفة الحزم تعيد لأذهان الإيرانيين قدرات القوات الجوية السعودية
تقرير خاص وحصري:
المنتدى العربي للدفاع والتسليح
إعداد وترجمة:
عبير البحرين
المقدمة
قبل أكثر من ثلاثة عقود شهدت سماء ومياه الخليج العربي معركة جوية سطرها أبطال القوات الجوية الملكية السعودية، حيث في الخامس من يونيو 1984 حدث اشتباك جوي بين الطائرات السعودية والطائرات الإيرانية وتمكنت مقاتلتين للقوات الجوية السعودية من نوع F-15C التصدي لمقاتلات إيرانية مهاجمة من نوع اف 4 فانتوم F-4 Phantom II وأسفر الاشتباك عن اسقاط مقاتلتين إيرانيتين وإصابة الثالثة والحاق أضرار بها واضطرارها للهروب، وكانت طائرات الفانتوم - وقتها - تعتبر احدى الطائرات الحربية المهاجمة البارزة. في ذلك االاشتباك الجوي كان عدد الطائرات الإيرانية يترواح ما بين 5 إلى 6 طائرات أرسلتهم إيران في مهمة هجومية على سفن ومصافي النفط السعودية، من بينها 3 إلى 4 طائرات نوع الفانتوم F-4E وكانوا في المقدمة، وطائرتين من نوع اف 14 تومكات F-14 Tomcat في المؤخرة مهامهما الحماية والإسناد لطائرات الفانتوم التي في المقدمة.
وفي ذلك الاشتباك الجوي تلقت القوات الجوية الإيرانية ضربة مؤلمة من القوات الجوية السعودية، ولا يزال بمثابة كابوس يؤرق الإيرانيين ويقض مضاجعهم. الإيرانيون لغاية يومنا هذا يبحثون عن ما جرى في ذلك اليوم، ويتساءلون ما الذي حدث في ذلك اليوم، ولماذا لم تُنتشل جثث الطيارين من بحر الخليج العربي، وكيف استطاعت القوات الجوية السعودية اسقاط مقاتلتين إيرانيتين من نوع الفانتوم ومن ثم احكام السيطرة الجوية التامة وبالكامل على منطقة سقوط المقاتلتين الإيرانيتين للدرجة التي لم يستطع سلاح الجو الإيراني إنتشال جثث طياريه، على الرغم من تواجد طائرتين من نوع تومكات F-14 الإيرانية وقت المعركة الجوية وكانت مسلحة بصواريخ فينكس Phoenix إلا أنها ظلت عاجزة عن أي فعل. وعلاوة على ذلك، بعد نحو 30 دقيقة أرسلت إيران من جديد 11 مقاتلة إضافية في محاولة لكشف منطقة حدوث المعركة الجوية ولمعرفة ماذا حدث لجثث الطيارين وأين هوت، ولكنهم رجعوا خائبين بدون أي نتيجة.
ومؤخراً جاءت عملية عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 والتي برهنت مدى إمكانيات وقدرات القوات الجوية الملكية السعودية وهذا ما أقلق الإيرانيين أكثر وبدأوا يطرحون التساؤل الكبير إلى أي مدى تستطيع قواتهم الجوية التصدي للقوات الجوية السعودية في حال وقوع معركة جوية أخرى جديدة آخذين في الاعتبار التطور والنمو الكبيرين التي حظيت بها القوات الجوية السعودية طوال العقود الثلاثة الماضية؟. وبدأوا بطرح المقارنات بين القوتين الجويين (السعودي والإيراني) وشرح وفهم حجم العتاد العسكري الكبير والمتقدم لدى القوات الجوية السعودية.
وفي المقابل نحن الخليجيون لطالما سمعنا عن الاشتباك الجوي السعودي الإيراني الذي وقع في 5 يونيو 1984، والأخوة السعوديون - بالمنتدى - دائماً يستشهدون به في مداخلاتهم، ولكن للأسف لا نجد تقرير شامل ومفصل أو دراسة بحثية أكاديمية باللغة العربية تلقي الضوء على ذلك الاشتباك الجوي بشيء من الاسهاب والتفصيل لتسجيله في التاريخ للأجيال. وهذا هو ما جعلني أن أقضي أيام بالبحث والتقصي في محاولة مني لإستقصاء واستكشاف جميع جوانب هذه العملية العسكرية البطولية وفق منهجية البحث العلمي.
ولجمع المعلومات والبيانات اعتمدتُ على مصادر باللغات الثلاث: العربية، الإنجليزية، والفارسية. وللأسف جل المصادر العربية التي ذكرت عملية اسقاط القوات الجوية السعودية لطائرتين إيرانيتين في عام 1984 لا تتجاوز سوى 4 أو 5 سطور وبشكل عام وليس بالتفصيل، وأما المصادر الإنجليزية إلى حدٍ ما تحتوي على معلومات وتفاصيل أكثر بقليل من المصادر العربية. لكن المفاجأة في المصادر الفارسية، حيث وجدت كم هائل من المصادر الفارسية التي تتحدث عن هذه العملية، ومن بينها مصادر حديثة إلى حدٍ ما حيث أغلبها نشرت حديثاً وهذه لها من الدلالات والمؤشرات الهامة وأبرز هذه الدلالات السيطرة الجوية الكاملة للقوات الجوية السعودية في اليمن عبر عملية عاصفة الحزم وسنستعرضها فيما بعد ضمن سياق هذا التقرير.
ونظراً لمحدودية المصادر العربية والإنجليزية عن هذه العملية، وإن أغلب المصادر فارسية، اعتمدت على الاستقراء والاستنباط والاستقصاء من المواقع الإخبارية الإيرانية ومن المنتديات الإيرانية وعبر ما ينشره الإيرانيون في مواقع التواصل الإجتماعي (انستغرام، فيسبوك، تويتر .. الخ)، وخاصة ما ينشر من قبل عائلات وأقارب ومعارف الطياريين الذين قتلوا في الحرب الإيرانية - العراقية وكذلك الذين شاركوا في ذلك الاشتباك الجوي، سواءً عبر مذكراتهم أو المقابلات الصحفية لمن هم على قيد الحياة، وأيضاً ما نشره هاشمي رفسنجاني في يومياته ومذكراته. ومن ثم جمع هذه المعلومات والبيانات التي كانت متاحة أمامي للوصول إلى التحليل والاستنتاج واعداد مادة في شكل "تقرير".
هذا التقرير يركز على كيفية وقوع الاشتباك الجوي في عام 1984 ومجرياته، وكم عدد المقاتلات الإيرانية التي كانت مشاركة في الهجوم، وما نوع هذه المقاتلات الإيرانية، وكم منها أسقطت بواسطة مقاتلات F-15 السعودية، وما نوع الصاروخ الذي استخدمته القوات الجوية السعودية لاسقاط الطائرتيين الإيرانيتين، وماذا جرى لجثث طياري الطائرتيين الإيرانيتين، وكيف كان رد الفعل الإيراني - على المستوى الرسمي - وقت حدوث العملية وبعدها، وما هي الاستراتيجية الإيرانية الجديدة التي لجأ إليها النظام الإيراني بعد هذا الحادث لمجابهة قدرات القوة السعودية العسكرية المتنامية، وبعد مرور أكثر من 3 عقود ما هي نظرة الإيرانيين عامة وعائلات وأقارب ومعارف الطياريين الذين لقوا حتفهم في هذا الهجوم خاصة تجاه قدرات القوات الجوية السعودية. كل هذه الأسئلة وغيرها سنركز عليها وسنستعرضها ضمن سياق هذا التقرير من خلال المصادر المتوافرة باللغات الثلاث الإنجليزية، العربية، والفارسية.
ينقسم التقرير إلى 4 أقسام رئيسية، 1 - مجريات الاشتباك الجوي: (أ) وفق المصادر الإنجليزية والعربية، (ب) وفق المصادر الفارسية، 2 - نوع الصاروخ المستخدم من قبل القوات الجوية السعودية، 3 - تغيير الاستراتيجية الإيرانية من الهجوم الجوي على سفن ومصافي النفط السعودية إلى الاعتداءات الإرهابية والحروب بالوكالة، 4 - عاصفة الحزم تعيد لأذهان الإيرانيين قدرات القوات الجوية السعودية. وبالاضافة إلى المقدمة والخلاصة.
البقية سأضعها تباعاً في المشاركات القادمة
يرجى الإنتظار قليلاً
التعديل الأخير: