في خضم محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة الحالية حول سوريا في جنيف، كشف أسعد الزعبي، رئيس وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات، وكتلة المعارضة الرئيسية المدعومة من السعودية، بأن هناك وحدتين من الميليشيات الكورية تقاتل في سورية جنباً إلى جنب مع القوات السورية التابعة لنظام الأسد.
وقال الزعبي -وهو عقيد سابق في الجيش العربي- بأن الوحدتين "شالما" و"شالما2"من المقاتلين الكوريين يقاتلون في البلاد ويمثلون خطورة كبيرة.
ومنذ بداية الحرب في سوريا، كانت هناك شائعات متكررة عن التدخل العسكري لكوريا الشمالية بما في ذلك نقل الأسلحة ووجود مستشارين عسكريين في البلاد، ومع ذلك، وحتى الآن، لا يوجد دليل قاطع على أن القوات الكورية الشمالية على الأرض، تقاتل إلى جانب القوات الموالية للأسد، أو أن عاصمة كوريا الشمالية "بيونغ يانغ" تقوم حالياً بتوفير الدعم المادي للحكومة السورية.
ومع ذلك، تورط كوريا الشمالية ليس بمستحيل، وهناك تاريخ طويل للتعاون العسكري الكوري الشمالي مع سورية والمعهد (الأمريكي الكوري) يشير إلى هذا تحليل: فخلال العقود الأخيرة، زودت كوريا الشمالية سوريا مراراً بالمعدات العسكرية بما في ذلك ناقلات الجند المدرعة والأسلحة المضادة للدبابات والبنادق والمدفعية الثقيلة.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ساعدت كوريا الشمالية أيضاً على تحديث مئات الأسلحة السوفيتية الصنع، مثل الدبابة تي 45 وتي 55 والتي تعمل في خدمة الجيش السوري، كما رفعت من مستوى الأبراج وجهزت العربات المدرعة بجهاز ضبط من تصميمها.
كذلك زودت كوريا الشمالية سوريا بعدد غير معروف من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، والتي لا تزال تستخدم، مثلما أكدت صورة لمقاتل من تنظيم الدولة عام 2014.
وبالإضافة إلى ذلك، باعت كوريا الشمالية صواريخ سكود سي، ومنصات قاذفات الإطلاق المتحركة (TELs) ورؤوس حربية عنقودية إلى سورية ويقال أنها وفرت أيضاً مساعدة تقنية كبيرة للأسد في برامج الأسلحة النووية والكيميائية على مر السنين.
كما أن لكوريا الشمالية تاريخ من وجود قواتها على أرض سوريا، فعلى سبيل المثال، أرسلت العاصمة الكورية 25 طيار لسوريا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، و30 طياراً عام 1973 خلال الحرب بين العرب واسرائيل لكل من (سورية ومصر) و4 طيارين و75 مدربا في القوات الجوية في عامي 1975 و 1976، ووفر الطيارون الكوريون التدريب وفي بعض الحالات حلقوا في مهام قتالية ضد إسرائيل.
وخلال عام 1980، أرسلت كوريا الشمالية قوات للعمليات الخاصة إلى سوريا للمساعدة في تدريب الجيش السوري التقليدي وحلفائه في تكتيكات "مقاومة الشغب"، وفي عام 1984 – 1986 و1990 تم إرسال 30 إلى 50 مدربا عسكريا من كوريا الشمالية إلى سورية، وفقاً للمعهد الأمريكي الكوري.
كما يزعم جنود من كوريا الشمالية أنهم قاموا بتشغيل قاذفات صواريخ محمولة على شاحنة عيار 122 ملليمتر (وهي منظومة تم استيرادها من كوريا الشمالية) خلال الانتفاضة السلمية عام 1982 في مدينة حماه، والتي قتل فيها ما يصل إلى 25.000 الف مدني، عندما قمعت الحكومة السورية الانتفاضة بقصف عشوائي على المدينة بالمدفعية وبالأسلحة الكورية.
وكان واحد من المسهلين لهذه الصفقات العسكرية والتدريب، هو رئيس أركان الجيش الشعبي في كوريا، الجنرال "كيم كيوك سيك" وذلك في عام 1970، والذي خدم لأكثر من عشر سنوات كملحق عسكري لكوريا في دمشق.
ومع ذلك، هل كان هناك أدلة ملموسة على مشاركة الجنود الكوريين الشماليين في القتال في الحرب الدائرة في سورية؟ هناك دلائل، ولكنها ليست قاطعة.
على سبيل المثال، يقول المعهد الكوري الأمريكي أنه خلال عام 2013، كان وجود الجنود الكوريين عاملاً أساسياً في هزيمة قوات المعارضة المناهضة للحكومة السورية، حيث كان المستشارون العسكريون من كوريا والذين يتحدثون العربية جزءاً مهماً ومحورياً في التخطيط والهجوم المفاجئ والتنفيذ في المعركة الضارية "القصير" في مدينة حمص.
وبالمثل في عام 2013، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضباط كوريين شماليين يشاركون جنباً إلى جنب مع القوات النظامية في القتال في حلب، وبالإضافة لذلك، أوضح الرحمن أن العدد الإجمالي لهؤلاء الضباط غير معروف، ولكن هناك بالتأكيد ما بين 11 و 15 ضابطا من كوريا الشمالية والغالبية منهم يتكلمون اللغة العربية، وهم ينتشرون في عدة جبهات مثل معامل الدفاع الى الجنوب الشرقي من حلب وفي قواعد القوات النظامية 'داخل المدينة نفسها".
ومع ذلك لا توجد علناً صور يمكن الوصول إليها لجنود كوريين شماليين على أرض المعركة ، ولم ترد أية تقارير عن وجود جنود كوريين قد قتلوا، أو اعتقلوا، أو جرحوا في سوريا.
إذاً... ما الذي ستحصل عليه كوريا الشمالية من القتال على الأرض مع قوات الأسد؟
أولا: يمكن للجنود الكوريين اكتساب الخبرة القتالية القيمة والتي من بين أمور أخرى، ستساعد في نقل تكتيكات حرب الشوارع والمشاة للجيش الشعبي الكوري، والتي يمارسها الجيش السوري، وحزب الله، والقوات الإيرانية في سورية.
ثانياً: يمكن أن توفر ساحة المعركة في سورية الرؤية للضباط الكوريين عن فعالية معدات الحقبة السوفيتية العسكرية في حرب ضد عتاد عسكري غربي.
المصدر/ شبكة بلدي السورية
وقال الزعبي -وهو عقيد سابق في الجيش العربي- بأن الوحدتين "شالما" و"شالما2"من المقاتلين الكوريين يقاتلون في البلاد ويمثلون خطورة كبيرة.
ومنذ بداية الحرب في سوريا، كانت هناك شائعات متكررة عن التدخل العسكري لكوريا الشمالية بما في ذلك نقل الأسلحة ووجود مستشارين عسكريين في البلاد، ومع ذلك، وحتى الآن، لا يوجد دليل قاطع على أن القوات الكورية الشمالية على الأرض، تقاتل إلى جانب القوات الموالية للأسد، أو أن عاصمة كوريا الشمالية "بيونغ يانغ" تقوم حالياً بتوفير الدعم المادي للحكومة السورية.
ومع ذلك، تورط كوريا الشمالية ليس بمستحيل، وهناك تاريخ طويل للتعاون العسكري الكوري الشمالي مع سورية والمعهد (الأمريكي الكوري) يشير إلى هذا تحليل: فخلال العقود الأخيرة، زودت كوريا الشمالية سوريا مراراً بالمعدات العسكرية بما في ذلك ناقلات الجند المدرعة والأسلحة المضادة للدبابات والبنادق والمدفعية الثقيلة.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ساعدت كوريا الشمالية أيضاً على تحديث مئات الأسلحة السوفيتية الصنع، مثل الدبابة تي 45 وتي 55 والتي تعمل في خدمة الجيش السوري، كما رفعت من مستوى الأبراج وجهزت العربات المدرعة بجهاز ضبط من تصميمها.
كذلك زودت كوريا الشمالية سوريا بعدد غير معروف من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، والتي لا تزال تستخدم، مثلما أكدت صورة لمقاتل من تنظيم الدولة عام 2014.
وبالإضافة إلى ذلك، باعت كوريا الشمالية صواريخ سكود سي، ومنصات قاذفات الإطلاق المتحركة (TELs) ورؤوس حربية عنقودية إلى سورية ويقال أنها وفرت أيضاً مساعدة تقنية كبيرة للأسد في برامج الأسلحة النووية والكيميائية على مر السنين.
كما أن لكوريا الشمالية تاريخ من وجود قواتها على أرض سوريا، فعلى سبيل المثال، أرسلت العاصمة الكورية 25 طيار لسوريا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، و30 طياراً عام 1973 خلال الحرب بين العرب واسرائيل لكل من (سورية ومصر) و4 طيارين و75 مدربا في القوات الجوية في عامي 1975 و 1976، ووفر الطيارون الكوريون التدريب وفي بعض الحالات حلقوا في مهام قتالية ضد إسرائيل.
وخلال عام 1980، أرسلت كوريا الشمالية قوات للعمليات الخاصة إلى سوريا للمساعدة في تدريب الجيش السوري التقليدي وحلفائه في تكتيكات "مقاومة الشغب"، وفي عام 1984 – 1986 و1990 تم إرسال 30 إلى 50 مدربا عسكريا من كوريا الشمالية إلى سورية، وفقاً للمعهد الأمريكي الكوري.
كما يزعم جنود من كوريا الشمالية أنهم قاموا بتشغيل قاذفات صواريخ محمولة على شاحنة عيار 122 ملليمتر (وهي منظومة تم استيرادها من كوريا الشمالية) خلال الانتفاضة السلمية عام 1982 في مدينة حماه، والتي قتل فيها ما يصل إلى 25.000 الف مدني، عندما قمعت الحكومة السورية الانتفاضة بقصف عشوائي على المدينة بالمدفعية وبالأسلحة الكورية.
وكان واحد من المسهلين لهذه الصفقات العسكرية والتدريب، هو رئيس أركان الجيش الشعبي في كوريا، الجنرال "كيم كيوك سيك" وذلك في عام 1970، والذي خدم لأكثر من عشر سنوات كملحق عسكري لكوريا في دمشق.
ومع ذلك، هل كان هناك أدلة ملموسة على مشاركة الجنود الكوريين الشماليين في القتال في الحرب الدائرة في سورية؟ هناك دلائل، ولكنها ليست قاطعة.
على سبيل المثال، يقول المعهد الكوري الأمريكي أنه خلال عام 2013، كان وجود الجنود الكوريين عاملاً أساسياً في هزيمة قوات المعارضة المناهضة للحكومة السورية، حيث كان المستشارون العسكريون من كوريا والذين يتحدثون العربية جزءاً مهماً ومحورياً في التخطيط والهجوم المفاجئ والتنفيذ في المعركة الضارية "القصير" في مدينة حمص.
وبالمثل في عام 2013، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضباط كوريين شماليين يشاركون جنباً إلى جنب مع القوات النظامية في القتال في حلب، وبالإضافة لذلك، أوضح الرحمن أن العدد الإجمالي لهؤلاء الضباط غير معروف، ولكن هناك بالتأكيد ما بين 11 و 15 ضابطا من كوريا الشمالية والغالبية منهم يتكلمون اللغة العربية، وهم ينتشرون في عدة جبهات مثل معامل الدفاع الى الجنوب الشرقي من حلب وفي قواعد القوات النظامية 'داخل المدينة نفسها".
ومع ذلك لا توجد علناً صور يمكن الوصول إليها لجنود كوريين شماليين على أرض المعركة ، ولم ترد أية تقارير عن وجود جنود كوريين قد قتلوا، أو اعتقلوا، أو جرحوا في سوريا.
إذاً... ما الذي ستحصل عليه كوريا الشمالية من القتال على الأرض مع قوات الأسد؟
أولا: يمكن للجنود الكوريين اكتساب الخبرة القتالية القيمة والتي من بين أمور أخرى، ستساعد في نقل تكتيكات حرب الشوارع والمشاة للجيش الشعبي الكوري، والتي يمارسها الجيش السوري، وحزب الله، والقوات الإيرانية في سورية.
ثانياً: يمكن أن توفر ساحة المعركة في سورية الرؤية للضباط الكوريين عن فعالية معدات الحقبة السوفيتية العسكرية في حرب ضد عتاد عسكري غربي.
المصدر/ شبكة بلدي السورية