بالفيديو والصور طائفة اسلامية صوفية جديدة تظهر في دمشق..
مساجد دمشق تتحول إلى حلبات رقص وأماكن لغناء شارة "باب الحارة"
=================
زمان الوصل - خاص | 2017-01-11 19:19:36
* "نكبة دمشق" تتجلى في جامعي الرفاعي وزين العابدين وسط دمشق وعلى العلن
*النظام يعيد أجواء الثمانينات الكئيبة، عندما كان مدح الرئيس جزءا من طقوس مدح النبي صلى الله عليه وسلم
* "السمانية" تمثل 5 طرق في طريقة واحدة، وهي الآن تتمدد في سوريا بضوء أخضر من النظام
*المنشد يتغنى بـ"الزكرتية" ويلوح بذلة "العواينية"، على عكس الواقع الذي تعيشه العاصمة اليوم
https://www.youtube.com/embed/Poik_eNQaRY
تحول واحد من أشهر جوامع دمشق إلى ما يشبه "حلقة للرقص" عبر دخول "طريقة" جديدة إليه، تقيم فيه ما تسميها "مجالس السمانية للصلاة على خير البرية"، فيما كان "جامع زين العابدين" في حي الميدان مسرحا لـ"مولد" من نوع آخر، علا فيه صوت الإيقاع، وصدحت في جنباته أغنيتان لشارتي مسلسلين منهما مسلسل "باب الحارة"، وفق ما وثقت مقاطع وصور.
فقد أخذت "مجالس الطريقة السمانية" طريقها إلى "جامع الرفاعي" الذي يقع في حي كفرسوسة الدمشقي، والذي غيّر النظام اسمه إلى "جامع عباد الرحمن" بعدما أعلن ابني الشيخ الراحل عبد الكريم الرفاعي (الشيخان أسامة وسارية) مواقفهما المناهضة للنظام والرافضة لجرائمه.
https://www.youtube.com/embed/Xkv6VrKzZeU
*في غيركم لم توجد
وكان آخر "مجلس" للطريقة السمانية قد عقد قبل يومين (يوم الاثنين)، وفيه تم إنشاد العديد من "المدائح النبوية" بالتزامن مع الضرب على الدفوف، ليقوم أحد الحاضرين بأداء رقصة وسط المتحلقين.
ويدوم "مجلس السمانية للصلاة على خير البرية" عادة بين 60 و90 دقيقة، ويقام يوم الاثنين من كل أسبوع، بحضور من يلقبونه "الشيخ الحسيب النسيب الدكتور عبد الرحمن الكتاني"، الذي يبدو أنه متزعم هذه الطريقة.
ويرى مراقبون أن "السمانية" ما هي إلا وسيلة جديدة من وسائل تسريب "التشيع الخفي" إلى السنّة عبر باب "حب النبي وآل بيته"، وهو "الحب" الذي لا يختلف عليه مسلمان مهما كان مذهبهما.
ويعمد "السمانيون" في مجالسهم إلى قراءة وترديد مقاطع خاصة بهم، منها: الصلوات الدرديرية، التوسل السماني، القصيدة الرائية.
وتنسب الطريقة السمانية إلى شخص يدعى "محمد عبدالكريم السمان"، وقد توفي قبل نحو 250 عاما، بعدما أنشأ "طريقة" خلفه في نشرها شخص يدعى "أحمد الطيب بن البشير"، ومن أجل هذه اشتهرت الطريقة باسم "الطريقة السمانية الطيبية".
وتنتشر الطريقة السمانية بشكل لافت في السودان، ولها شيوخها، كما لها مريدوها الذي يعتقدون بـ"شرف" هؤلاء "الشيوخ" ويوقنون بضرورة متابعتهم، إن لم يكن إطاعتهم طاعة عمياء.
وحسب صور ولقطات تعقبتها "زمان الوصل" فإن هناك عددا من مشايخ "السمانية" في السودان يترددون إلى دمشق، ويبدو أنهم تولوا نقل "الطريقة" إليها، ويحاولون تثبيت أركانها بضوء أخضر ومساعدة من النظام، الذي يعرف السوريون أنه لا يساعد من التيارات والحركات السياسية والدينية إلا ما يوافق هواه، وما يمكّنه من مواصلة تخدير الناس وتثبيت أركان حكمه وشرعنته.
ويقول أتباع "السمانية" عن ناشر طريقتهم "أحمد الطيب بن البشير" (توفي قبل 200 عام): "مكث سيدي القطب في الحضرة السمانية سبع سنوات مستزيداً من علم الأصول، مسترشداً في علم الوصول ثم أجازه شيخه السمان شيخاً ومرشداً في الطريقة السمانية، وبشره بمقام القطبية ومرتبة الغوثية"، وإلى جانب هذا الوصف ينشدون فيه شعرا يحيطه بمزيد من هالة "القدسية"، ومهنا قولهم: "الكامل الغوث الأجلّ المنتقى/ الزاهد الورع الإمام الأوحد.. فلكم أمد وكم أغاث وكم هدى/ قوماً إلى نهج الصواب الأرشد.. خصصت يا قطب الهدى بخصائص/ معشارها في غيركم لم توجد".
ويقال إن "السمانية الطيبية" تجمع 5 طرق في واحدة، وهي: القادرية، النقشبندية، الخلوتية، طريقة الأنفاس، طريقة الموافقة، وتعتمد الطريقتان الأخيرتان منهجا يبدو أشد غرابة، حيث تقضي طريقة الأنفاس بمصاحبة الذكر لكل نفس يخرجه الذاكر أو يدخله (كل شهيق وزفير)، أما طريقة الموافقة فتقوم على ما تعتبره موافقة عددية بين بعض أسماء الله الحسنى واسم الذاكر.
*تاريخ قريب
مع اندلاع الثورة السورية كان "جامع الشيخ عبدالكريم الرفاعي" من أوائل الجوامع في دمشق التي خرجت منها مظاهرات مناهضة للنظام، عمد الأخير إلى مواجهتها بجموع من الشبيحة.
وعُرف خطيب الجامع " الشيخ أسامة الرفاعي" بقوة ووضوح خطبه إبان اندلاع الثورة، مستخدما أسلوب التصريح برفض الظلم، شأنه شأن خطيب جامع "الحسن" في الميدان "الشيخ كريم راجح"، وقد دفع الاثنان ثمن مواقفهما تضييقا وتغليظا عليهما، حتى غادرا سوريا.
وشهد "جامع الرفاعي" ليلة لا تنسى من ليالي الثورة ضد النظام، بالتزامن مع ليلة 27 من شهر رمضان من عام 1432 ه (الموافق 27-8-2011)، حيث أمّ الجامع عدد كبير من المصلين لأداء صلاة التراويح، وبعدها حصل ما يمكن تسميته "اعتصاما" مناهضا للنظام شاركت فيه الجموع الضخمة، فعمد النظام إلى الاعتداء عليهم بوحشية مقتحما بشبيحته ومخابراته الجامع، دون أن يقيم أي اعتبار لحرمة المكان ولا الزمان، فنجم عن ذلك اعتقالات وإصابات بالعشرات، وكان من بين المصابين "الشيخ أسامة الرفاعي" الذي جرى نقله إلى المشفى لعلاجه.
*قام ناج جلق
وفي "جامع زين العابدين" كان للنظام وخططه في "مسخ" دور المساجد بصمة واضحة لا يمكن لعين أن تخطئها، عندما انبرت فرقة لـ"مدائح" وبمناسبة ما سمته "المولد النبوي" إلى استعراض مواهبها في العزف والغناء، وصدحت في جنبات بيت الله بأغنية شارة مسلسل "عناية مشددة"، ثم أغنية مسلسل "باب الحارة" مع بعض التعديل الطفيف على الأخيرة، لتتناسب مع توجيهات "القيادة الحكيمة"، مرجعة إلى الأذهان بعض أجواء الثمانينات الكئيبة والبائسة، عندما كان لزاماً على "جوقة الإنشاد الديني" أن تمجد "حافظ الأسد" في نفس المناسبة التي تمدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان من "المألوف" أن تسمع عند انتهاء "وصلة الإنشاد" أو في وسطها مقطوعة من قبيل: "وسلاما مع تحية لرئيس الجمهورية، ولتعيشي يا سوريا بالهناء طول الزمان".
وعلى هذا النهج تقريبا، مضى "المنشد" في جامع "زين العابدين" ورفع عقيرته: "الي بدو يتحدى هي سوريا مين أدا، في مين بيحمي الدار"، حتى وصل إلى الفقرة التي تقول: "عنا ناس زكرتية بالصبر بيتحلو بس العواينية لح ينهانو وينزلو"، ربما جهلا منه أو تغافلا بأن دمشق تحت سلطة الأسد باتت مرتعا لـ"العواينية" الذين يمارسون شتى أنواع الإذلال بحق أهل النخوة (الزكرتية)، معتبرين "صبرهم" ضعفا وخنوعا!
وفي النهاية، لابد أن هذين المقطعين، بما يجسدانه، كافيان لإعطاء دليل واضح على ما وصل إليه حال "الجوامع" وحال "دين السلطان" في دمشق، وهما أكثر من كافيين لاسترجاع قصيدة "أحمد شوقي" التي تعرف باسم "قم ناج جلق" عطفا على أول شطر فيها، وبعضهم يسميها "نكبة دمشق" لأنها قيلت في أعقاب العدوان الفرنسي على المدينة سنة 1925، ومن جملة ما يتطرق إليه الشاعر وصف حال دمشق ومساجدها "المحزونة"، وكأنه كتب ما كتب للتو:
مررت بالمسجد المحزون أسأله/ هل في المصلى أو المحراب مروان؟
تغير المسجد المحزون واختفلت (تناوبت)/ على المنابر أحرار وعبدان