قصة أقدم جراحة بالمخ في العالم: أجراها الفراعنة وكانت ناجحة و«الجمجمة» موجودة بلندن
64
طوّرت حضارات ما قبل التاريخ أشكالًا من العمليات الجراحية، وأقدمها بناءً على أدلة، هو النقب، بحيث تُفتح الجمجمة أو تُحفر فيها حفرة صغيرة بهدف إزالة الغطاء عن الجافية، وذلك لعلاج الأمراض المتعلقة بالضغط داخل الجمجمة، ووجدت هذه الأدلة في رفات إنسان ما قبل التاريخ التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
وكشفت اللوحات على جدران الكهوف أن هذا الإجراء استمر لفترة طويلة؛ ومما يثير التعجب هو أن مرضى تلك الحقبة، بالإضافة إلى المرضى في فترة ما قبل العصر الحجري الحديث، نجوا من تلك العمليات وأظهروا مؤشرات على شفاء الجمجمة.
وتوصل الدكتور وسيم السيسي، أستاذ جراحة المسالك البولية، زميل كليات الجراحين الملكية بإنجلترا، وعالم المصريات، في كتابه «مصر علّمت العالم»، إلى أن الحضارة الفرعونية تعرّضت لظلم لم تتعرض له حضارة أخرى بسبب الجهل بها، خاصة من أبنائها الذين لا يعرف كثير منهم أن أقدم جراحات المخ في التاريخ تمت في بلادهم قبل أكثر من أربعة آلاف عام.
وأضاف أنه شاهد في قسم المصريات بالمتحف البريطاني بلندن جمجمة في صندوق زجاجي مكتوب عليه «عملية تربنة جراحة من جراحات المخ.. مصر القديمة 2000 سنة قبل الميلاد»، وكانت أمامه امرأتان، فقالت إحداهما للأخرى «انظري، جراحة مخ قبل الميلاد.. أين كانت إنجلترا في هذا الزمن السحيق؟».
ويضيف «السيسي» أنه يُحسب لهم أيضًا أنهم أول من قاموا بعملية التربنة والعملية كانت ناجحة، وكان واضحًا في المومياء أن قشرة العظم كست على حواف العظام والمريض عاش بعدها فترة طويلة، وهذا دليل على أن العملية دقيقة، لأن الجرّاح إذا جرح dura mater، فسائل المخ سيُصفَّى، فكانوا يفهمون جيدًا في الجسم البشرى، والذي ساعدهم على فهم دقائقه هو التحنيط.
ويؤكد الدكتور عادل فؤاد رمزي، أستاذ الجراحة بطب قصر العيني، أن مصر كانت الأولى على مستوى العالم في الجراحة، منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، حيث اخترعت الآلات الجراحية المرسومة على جدران معبد الكرنك، وكثير منها يُشبه الآلات الحديثة.
ويشير إلى أن المصريين أجروا عمليات متعددة منذ فجر التاريخ، وأول عملية أجريت كانت عملية تربنة في الجمجمة.
منذ آلاف السنين، كانت تقنية جراحة الأعصاب الأكثر تقدمًا، أو ما كان المتاح وقتها، هي الحفر مباشرة في رأس المريض، والتي كان يُنظر إليها على أنها حل لجميع أنواع المشاكل النفسية.
وتُعرف هذه الممارسة، كما اكتشف المنقبون، ووفقًا لجراح الأعصاب تشارلز جي.جروس، بأقدم عملية جراحية معروفة والتي تُسمى «التربنة»، كانت تقنية معروفة بين الثقافات المختلفة بشكل موسع؛ فقد كانت تُمارَس في الشعوب القديمة المختلفة.
إن المنقبين اكتشفوا جماجم «متربنة»، أي وُجدت عليها آثار للحفر في الجمجمة في مواقع الدفن في جميع أنحاء العالم، وتتميز هذه الجروح عن صدمات الرأس الأخرى بشكلها وموقعها على الجمجمة، وبوجود أدلة لمعالجتها والتئامها.
@Road Runner هات الجمجمه بتاعتنا