حضور الإمارات في أفغانستان: محطات لا تحصى من الدعم الإنساني
جانب من المساعدات الإنسانية في الإمارات (أرشيف)
الأربعاء 11 يناير 2017 / 12:38
24 - أبوظبي
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول التي تولي اهتماماً كبيراً للجانب الإنساني والعمل الإغاثي على مستوى العالم. وفيما تشهد الدولة حالة من الحزن والحداد، إثر الهجوم الإرهابي الذي وقع في مقر محافظ قندهار في أفغانستان، أمس الثلاثاء، راح ضحيته 50 شخصاً بينهم 5 دبلوماسيين إماراتيين وإصابة نحو 90 آخرين بينهم السفير الإماراتي في أفغانستان، يذكر هذا التقرير، بالأعمال الإنسانية والإغاثية التي قدمتها دولة الإمارات على مدى أعوام من العطاء في أفغانستان.
وليس بجديد على دولة الإمارات هذا الدور الإنساني، فهو توجه راسخ في سياستها الخارجية منذ عهد الراحل مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، واستمر هذا العمل الدؤوب في عهد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
سجلّ حافل
يتضمن سجل المساعدات الإنسانية الإماراتية لأفغانستان، الكثير من الأعمال الخيرية والإغاثية، وأبرزها برنامج دولة الإمارات لدعم الشعب الأفغاني الشقيق، حيث زار وفد دبلوماسي ولاية قندهار، بمشاركة سفير الدولة لدى أفغانستان جمعة محمد الكعبي الثلاثاء، قبل العمل الإرهابي الأثيم، لوضع حجر الأساس لدار خليفة بن زايد آل نهيان، في الولاية والتوقيع على اتفاقية مع جامعة كاردان للمنح الدراسية على نفقة الدولة، بحضور والي قندهار ووزيرة العمل.
إضافة إلى ذلك، وضع السفير الكعبي كذلك حجر الأساس لمعهد خليفة بن زايد آل نهيان للتعليم الفني والمهني في العاصمة الأفغانية كابول، بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بحضور 3 من نواب وزير التعليم الأفغاني، حيث تستهدف استراتيجية المؤسسة، دعم التعليم المهني.
وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد أن سجل المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات للشعب الأفغاني، حافل بالنشاطات والأعمال الإغاثية والتأهيلية، وأحد أبرز هذه الأعمال، مدينة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان السكنية في كابول، التي تم إنجازها من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتضم 200 وحدة سكنية وبتكلفة 16.5 مليون درهم، بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
أعمال إغاثية
وفيما يخص الأعمال الإغاثية، فقد قامت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بالتنسيق مع سفارة دولة الإمارات في كابول بتوزيع مساعدات إغاثية على المتضررين من الزلازل الذي وقع العام الماضي، في ولاية كونر الأفغانية، حيث تضرر أكثر من ألفين و500 أسرة أفغانية من الزلزال في كل من مركز الولاية أسد أباد ومديرية شوكي. وتم جمع المحتاجين من معظم المديريات في الولاية في هاتين المنطقتين، وحصلت كل أسرة على 50 كيلو غراماً من الدقيق و10 كيلو غرامات من زيت الطهي، و10 كيلو غرامات من السكر، و10 كيلوغرامات من الفاصوليا وأربع بطانيات من الحجم الكبير.
وقبلها بعام، وبتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبدعم من ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبمتابعة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، نفذت المؤسسة، بالتعاون مع سفارة الدولة في كابول، المرحلة الثانية من توزيع المساعدات على المتضررين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أصابت عدداً من القرى والبلدات الأفغانية في ولاية فارياب بالشمال الغربي الأفغاني.
وتمكن فريق من المؤسسة، من إقامة مخيم يضم 200 خيمة لإيواء المتضررين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أصابت مساكنهم بأضرار شديدة. وتمكن الفريق من إيواء الأسر المتضررة في مديرية دولت آباد داخل المخيم وتوزيع مساعدات غذائية وأغطية على ألفين و19 أسرة أفغانية شملت 50 كيلوغراماً من الدقيق وخمسة لترات من زيت الطعام و10 كيلوغرامات من السكر وأغذية أخرى، إضافة إلى أربع بطانيات كبيرة لكل أسرة. وشملت هذه التوزيعات 913 أسرة في مديرية دولت آباد و615 أسرة في مديرية بشتون كوت و491 أسرة في مدينة ميمنة بمركز ولاية فاريات.
مساعدات الأيتام
ولم تتوقف أعمال الإمارات الإنسانية على الجانب التعليمي والإغاثي، إذ اهتمت أيضاً بالأيتام، حيث أنشأت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية "دار زايد للأيتام" تخليداً لذكرى مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي عرف عنه تشجيعه للتعليم، لتقديم خدماتها للطلبة الأيتام بولاية قندهار وما حولها عام 2003.
واعتمدت دار زايد للأيتام كمدرسة ابتدائية وثانوية في ولاية قندهار تتضمن 31 صفاً دراسياً ويدرس فيها 1032 طالباً منهم 721 طالباً يتيماً و311 طالباً من جيران الدار الذين يقطنون حوله بالإضافة إلى سكن للطلاب يتسع لـ 300 طالب مع المرافق ومسجد يتسع لـ 500 مصلي وصالة لتدريب الأيتام على صناعة السجاد بالإضافة إلى المطعم الذي يوفر الوجبات الغذائية للأيتام، ويوجد في الدار عدد من الباصات الكبيرة لتوصيل الطلاب من وإلى الدار، كما يتم توفير جميع القرطاسية والاحتياجات الضرورية للعام الدراسي، مع توفير المعلمين الذين يدرسون المنهج الحكومي الأفغاني على نفقة المؤسسة.
ونجحت الأهداف الموضوعة للدار والتحق عدد كبير من خريجيها بالجامعات الأفغانية المختلفة في كليات الطب والهندسة والزراعة والحقوق والحاسوب والاقتصاد وغيرها.
المشاريع الإنمائية ودعم المرأة
أما في ما يخص دعم المرأة الأفغانية، وتطوير دورها في مجال العمل، فقد أطلقت الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، مبادرة تأسست عام 2010 تتيح الفرصة أمام مختلف شرائح المجتمع الأفغاني للاستفادة من الخدمات الاجتماعية الأساسية التي تقدمها والتي تشمل برامج التدريب المهني للراشدين والبرنامج التعليمي للأطفال بالإضافة إلى برنامج الرعاية الصحية المجانية. ويبلغ الإنتاج السنوي للمشروع أكثر من 25 ألف متر مربع من السجاد المنسوج يدوياً ويتم تقديمه للعملاء من مختلف أنحاء العالم.
وفي جانب المشاريع الإنمائية، كان أكد مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الاقتصادية والتجارية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي محمد شرف، في بيان، في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، أن "صندوق أبوظبي للتنمية قدم نحو 149.6 مليون دولار أمريكي لتنفيذ مشروع الإسكان الاجتماعي الهادف إلى توفير 4000 وحدة سكنية في كابول لأبناء الشعب الأفغاني وخاصة للأرامل واليتامى والمعاقين فيما خصصت مؤسسة دبي العطاء ما يزيد عن 1.3 مليون دولار أمريكي من أجل دعم خدمات التعليم الأساسي في أفغانستان وبرامج تنمية الطفولة المبكرة ومحو الأمية".
وشملت مساعدات دولة الإمارات أيضاً تنفيذ مشروع إزالة الألغام في قندهار بكلفة تقدر بـ 27.8 مليون دولار أمريكي بالإضافة إلى مساهماتها في الجهود العسكرية الدولية عبر القوة الدولية للمساعدة الأمنية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أجل إعادة الإعمار وتقديم الدعم والمساعدة للشعب الأفغاني.
يذكر أن جملة مساهمات دولة الإمارات على مدار الخمس سنوات الماضية، بلغت ما يزيد عن 400 مليون دولار أمريكي.
http://24.ae/article/312968/88/حضور-الإمارات-في-أفغانستان-محطات-لا-تحصى-من-الدعم-الإنساني