توضيح
قبل سنة تقريباً، أو أكثر بقليل، نشرت الصحف العربية مقالاً نقلاً عن مجلة فورن أفيرز الأميركية عن أن "السعودية والإمارات تسعيان للاستقلال العسكري عن أمريكا عبر بناء صناعات عسكرية محلية في البلدين". ومجلة فورن أفيرز قدمت في عرضها ملخص مقتضب جداً عن جزئية صغيرة جاءت في دراسة بحثية ضمن سياق أشمل وأوسع عن الصناعات العسكرية في السعودية والإمارات. في حين أن الدراسة عبارة عن ورقة بحثية شاملة وموسعة عن جميع جوانب الصناعات الدفاعية في السعودية والإمارات، إلا أن فورن أفيرز في ذلك المقال ركزت فقط على جزئية تداعيات التصنيع العسكري في السعودية والإمارات على سياسات واشنطن في الشرق الأوسط بوجه عام وفي الخليج العربي بوجه خاص، وقدمت ملخص مقتضب مع إشارات بسيطة عن التصنيع العسكري في السعودية والإمارات.
ولكن، كما هو معروف أن الصحف العربية اعتادوا على النسخ واللصق من مجلات وصحف غربية دون الرجوع إلى المصدر الأساسي وفي هذه الحالة المصدر هو الدراسة الموسعة والشاملة عن التصنيع العسكري في السعودية والإمارات. والمضحك أيضاً أن بعض الصحف العربية جيرت الخبر أو المقال لصالح الدول العربية بوجه عام في محاولة منهم للإيحاء إلى قرائها بأن الدول العربية تقوم ببناء صناعات عسكرية تهدد عرش السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، في حين أن الدراسة تحدد بالإسم "السعودية والإمارات".
أما صحفنا الخليجية – وعلى حد علمي – لم تتطرق لهذه الدراسة لا من بعيد ولا من قريب وكأنهم ليسوا معنين بالأمر، على الرغم من أن الدراسة عن السعودية والإمارات وتهم دول الخليج العربي بالدرجة الأولى. وهذا ما جعلني أن أخذ على عاتقي مهمة عناء الترجمة نظراً لما تحتويها من تحليل ووصف وشرح وتقييم وتوصيات للصناعات الدفاعية في الدولتين السعودية والإمارات، ويسرني إدراجها على صفحات هذا الصرح العسكري العربي الأول لإثراء محتواه، وأيضاً أشارك بها مع أعضاء المنتدى الكرام.
الدراسة عبارة عن ورقة بحثية تضبطها أحكام وشروط البحث العلمي، صادرة عن مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي، بالمجلس الأطلسي. من إعداد كبير الباحثين بالمركز بلال صعب المتخصص في قضايا الأمن بالشرق الأوسط.
تنقسم الدراسة إلى أربعة أقسام رئيسية : 1 - الدوافع، 2 - الركائز، 3 - الإنجازات، 4 - التوصيات والآثار المترتبة على السياسة الأميركية. بالإضافة إلى: 1 - الاستهلال (وهو ملخص تنفيذي)، 2 - تقديم للرئيس التنفيذي للمركز، 3 – مقدمة، 4 – الخاتمة.
وتحتوي الدراسة على كم هائل من المصادر، الأولية والثانوية، بالإضافة إلى مقابلات شخصية للباحث مع مسؤولين رفيعي المستوى بدولة الإمارات العربية المتحدة أثناء زيارته للامارات، والباحث له عدة زيارات خليجية – وحسب معلوماتي كانت له أيضاً زيارة للبحرين – لكن لا أعلم إن زار السعودية أو لا لإجراء مقابلات مع المسؤولين، ولكن لربما التقى بمسؤوليين سعوديين في الخارج مثلاً في واشنطن لأن الباحث عند تناوله لمسألة التصنيع العسكري السعودي يوحي إلى أنه كانت له مقابلات مع بعض المسؤولين السعوديين.
بما أن الدراسة نشرت قبل سنة تقريباً، أو اكثر بقليل، فبالتالي الدراسة لم تتطرق لعهد الملك سلمان والانجازات الكبيرة في ميدان التصنيع العسكري التي حدثت منذ توليه الحكم في السعودية. وأعتقد أنه من المفيد التفاعل والتجاوب من الأخوة الأعضاء الكرام المهتمين بالصناعات العسكرية في السعودية والإمارات بإدراج الانجازات الجديدة في البلدين في هذا الموضوع، حتى لو بوضع روابط المواضيع التي تتحدث عن الصناعات الدفاعية في البلدين، فالمنتدى يزخر بكم هائل من هذه المواضيع، وستكون إضافة نوعية للكثيرين من الباحثين والمهتمين في الشأن الخليجي خصوصاً وأن العديد منهم يترددون على هذا الصرح العسكري العربي الكبير للقراءة والمتابعة لما ينشر من جديد.
استخدم الباحث في عنوان دراسته كلمة (Rising) ومعناها في العربية: ارتفاع، صعود، نهوض، نهضة ..
وأنا فضلت ترجمتها إلى نهضة لأن بين ثنايا الدراسة تشير إلى ذلك، ولأنني أجد أن "نهضة" أكثر مناسبة لهكذا حالات، حالة الصناعات العسكرية في السعودية والإمارات.
أعرف تماماً أن البعض من الأخوة الكرام في هذا المنتدى لديهم تحفظات على أطروحات بلال صعب، لربما بسبب تعليقاته ومداخلاته في المؤتمرات والندوات، ولربما أيضاً لمقالاته الصحفية التي تنشر في المجلات والصحف، ولربما ولربما ولربما ...، ولكن ينبغي أن نعرف شيئين، الأول أن معظم الكتاب والباحثين الغربيين (حتى لو كانوا من اصول عربية) لن يكتبوا مدح وثناء بقدر القدح والذم، والثاني علينا أن نميز ونفرق بين المقالات الصحفية والمداخلات في المؤتمرات والندوات وبين الدراسات البحثية والتقارير الاستراتيجية التي تحكمها مجموعة من الضوابط والأحكام. وإذا كانت الدراسة البحثية تتمتع بـ 70% من المصداقية فهذا عمل جيد ويستحق عناء وتعب الترجمة والقراءة.
نظراً لأن الدراسة طويلة جداً، تقريباً عدد صفحاتها 57 صفحة، ولذلك قمت بحذف الهوامش لأن لو أدرجت الهوامش ستكون العملية مرهقة جداً بالنسبة لي وسيصبح الموضوع طويل جداً.
أخيراً، لأن الدراسة طويلة جداً، ساقوم بتقسيمها إلى عدة أقسام وإدراجها تباعاً في شكل ردود، وأطلب منكم لطفاً أن تصبروا معي قليلاً لحين ادراجي الموضوع بالكامل .. وشكراً.
قبل سنة تقريباً، أو أكثر بقليل، نشرت الصحف العربية مقالاً نقلاً عن مجلة فورن أفيرز الأميركية عن أن "السعودية والإمارات تسعيان للاستقلال العسكري عن أمريكا عبر بناء صناعات عسكرية محلية في البلدين". ومجلة فورن أفيرز قدمت في عرضها ملخص مقتضب جداً عن جزئية صغيرة جاءت في دراسة بحثية ضمن سياق أشمل وأوسع عن الصناعات العسكرية في السعودية والإمارات. في حين أن الدراسة عبارة عن ورقة بحثية شاملة وموسعة عن جميع جوانب الصناعات الدفاعية في السعودية والإمارات، إلا أن فورن أفيرز في ذلك المقال ركزت فقط على جزئية تداعيات التصنيع العسكري في السعودية والإمارات على سياسات واشنطن في الشرق الأوسط بوجه عام وفي الخليج العربي بوجه خاص، وقدمت ملخص مقتضب مع إشارات بسيطة عن التصنيع العسكري في السعودية والإمارات.
ولكن، كما هو معروف أن الصحف العربية اعتادوا على النسخ واللصق من مجلات وصحف غربية دون الرجوع إلى المصدر الأساسي وفي هذه الحالة المصدر هو الدراسة الموسعة والشاملة عن التصنيع العسكري في السعودية والإمارات. والمضحك أيضاً أن بعض الصحف العربية جيرت الخبر أو المقال لصالح الدول العربية بوجه عام في محاولة منهم للإيحاء إلى قرائها بأن الدول العربية تقوم ببناء صناعات عسكرية تهدد عرش السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، في حين أن الدراسة تحدد بالإسم "السعودية والإمارات".
أما صحفنا الخليجية – وعلى حد علمي – لم تتطرق لهذه الدراسة لا من بعيد ولا من قريب وكأنهم ليسوا معنين بالأمر، على الرغم من أن الدراسة عن السعودية والإمارات وتهم دول الخليج العربي بالدرجة الأولى. وهذا ما جعلني أن أخذ على عاتقي مهمة عناء الترجمة نظراً لما تحتويها من تحليل ووصف وشرح وتقييم وتوصيات للصناعات الدفاعية في الدولتين السعودية والإمارات، ويسرني إدراجها على صفحات هذا الصرح العسكري العربي الأول لإثراء محتواه، وأيضاً أشارك بها مع أعضاء المنتدى الكرام.
الدراسة عبارة عن ورقة بحثية تضبطها أحكام وشروط البحث العلمي، صادرة عن مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي، بالمجلس الأطلسي. من إعداد كبير الباحثين بالمركز بلال صعب المتخصص في قضايا الأمن بالشرق الأوسط.
تنقسم الدراسة إلى أربعة أقسام رئيسية : 1 - الدوافع، 2 - الركائز، 3 - الإنجازات، 4 - التوصيات والآثار المترتبة على السياسة الأميركية. بالإضافة إلى: 1 - الاستهلال (وهو ملخص تنفيذي)، 2 - تقديم للرئيس التنفيذي للمركز، 3 – مقدمة، 4 – الخاتمة.
وتحتوي الدراسة على كم هائل من المصادر، الأولية والثانوية، بالإضافة إلى مقابلات شخصية للباحث مع مسؤولين رفيعي المستوى بدولة الإمارات العربية المتحدة أثناء زيارته للامارات، والباحث له عدة زيارات خليجية – وحسب معلوماتي كانت له أيضاً زيارة للبحرين – لكن لا أعلم إن زار السعودية أو لا لإجراء مقابلات مع المسؤولين، ولكن لربما التقى بمسؤوليين سعوديين في الخارج مثلاً في واشنطن لأن الباحث عند تناوله لمسألة التصنيع العسكري السعودي يوحي إلى أنه كانت له مقابلات مع بعض المسؤولين السعوديين.
بما أن الدراسة نشرت قبل سنة تقريباً، أو اكثر بقليل، فبالتالي الدراسة لم تتطرق لعهد الملك سلمان والانجازات الكبيرة في ميدان التصنيع العسكري التي حدثت منذ توليه الحكم في السعودية. وأعتقد أنه من المفيد التفاعل والتجاوب من الأخوة الأعضاء الكرام المهتمين بالصناعات العسكرية في السعودية والإمارات بإدراج الانجازات الجديدة في البلدين في هذا الموضوع، حتى لو بوضع روابط المواضيع التي تتحدث عن الصناعات الدفاعية في البلدين، فالمنتدى يزخر بكم هائل من هذه المواضيع، وستكون إضافة نوعية للكثيرين من الباحثين والمهتمين في الشأن الخليجي خصوصاً وأن العديد منهم يترددون على هذا الصرح العسكري العربي الكبير للقراءة والمتابعة لما ينشر من جديد.
استخدم الباحث في عنوان دراسته كلمة (Rising) ومعناها في العربية: ارتفاع، صعود، نهوض، نهضة ..
وأنا فضلت ترجمتها إلى نهضة لأن بين ثنايا الدراسة تشير إلى ذلك، ولأنني أجد أن "نهضة" أكثر مناسبة لهكذا حالات، حالة الصناعات العسكرية في السعودية والإمارات.
أعرف تماماً أن البعض من الأخوة الكرام في هذا المنتدى لديهم تحفظات على أطروحات بلال صعب، لربما بسبب تعليقاته ومداخلاته في المؤتمرات والندوات، ولربما أيضاً لمقالاته الصحفية التي تنشر في المجلات والصحف، ولربما ولربما ولربما ...، ولكن ينبغي أن نعرف شيئين، الأول أن معظم الكتاب والباحثين الغربيين (حتى لو كانوا من اصول عربية) لن يكتبوا مدح وثناء بقدر القدح والذم، والثاني علينا أن نميز ونفرق بين المقالات الصحفية والمداخلات في المؤتمرات والندوات وبين الدراسات البحثية والتقارير الاستراتيجية التي تحكمها مجموعة من الضوابط والأحكام. وإذا كانت الدراسة البحثية تتمتع بـ 70% من المصداقية فهذا عمل جيد ويستحق عناء وتعب الترجمة والقراءة.
نظراً لأن الدراسة طويلة جداً، تقريباً عدد صفحاتها 57 صفحة، ولذلك قمت بحذف الهوامش لأن لو أدرجت الهوامش ستكون العملية مرهقة جداً بالنسبة لي وسيصبح الموضوع طويل جداً.
أخيراً، لأن الدراسة طويلة جداً، ساقوم بتقسيمها إلى عدة أقسام وإدراجها تباعاً في شكل ردود، وأطلب منكم لطفاً أن تصبروا معي قليلاً لحين ادراجي الموضوع بالكامل .. وشكراً.
نهضة الخليج العربي: التصنيع الدفاعي في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة
المجلس الأطلسي
مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي
ترجمة : عبير البحرين
مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي
ترجمة : عبير البحرين
اسْتِهْلاَلُ
نظراً لمواردهما المالية الكبيرة، علاقاتهما الوثيقة مع واشنطن، وامتياز وصولهما إلى أعلى الشركات الدفاعية بين ضفتي الأطلنطي، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في وضع فريد من نوعه مكنتهما من استكشاف الفرص وتحقيق خطوات واسعة ومهمة في ميدان الصناعة العسكرية، في حين أن دول أخرى أخفقت ولم تتمكن من تحقيقها بسبب سوء الإمكانية. وعلاوة على ذلك، إن تعاظم دور العولمة وثورة تقنية المعلومات في الشؤون العسكرية على مدى السنوات العشر الماضية فتحت أسواق الدفاعا لدولي وجعلتها أقل حصرية، وهو ما سمح للمملكة العربية السعودية ودولةالإمارات العربية المتحدة التغلب على بعض التحديات العلمية والتقنية الأساسية التي عادة ترافق عملية بناء الصناعات الدفاعية المحلية المستدامة.
ولإنشاء صناعات عسكرية حديثة في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ويمكنها المنافسة في سوق الدفاع الدولي، يتطلب تعزيز مجموعة من السياسات الداخلية والخارجية ذات المصلحة. أولاً، معالجة تهديدات الأمن الوطني، وكلا البلدين يسعيان لتطوير قدراتهما في تصنيع أسلحة لمواجهة مجموعة من التهديدات الأمنية المحتملة الداخلية والخارجية، ثانياً، الحد من التبعية السياسية للولايات المتحدة والقوى الأخرى المؤثرة التي تهيمن على سوق الدفاع العالمي، ثالثاً، تنويع اقتصادياتهما، رابعاً، تأكيد مكانتهما الإقليمية وهيبتهما، خامساً، تعزيز المصداقية العسكرية، وأخيرا زيادة نفوذهما الدبلوماسي.
الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية ليس هدفاً واقعياً للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن بعض المجالات الأمنية والدفاعية المحدودة بما فيها قطع الغيار والذخيرة، وبناء السفن (لدولة الإمارات العربية المتحدة)،جعلت كلا البلدين تحققان خطوات إلى الأمام.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدولتان تقومان الآن بتصميم وتصنيع وتحديث المركبات العسكرية، والاتصالات والأنظمة الإلكترونية، والأنظمة غير المأهولة بما في ذلك طائرات بدون طيار. وأيضاً إلى حد كبير قامت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بترقية قدراتهما في قطاع الطيران، مثل الصيانة والإصلاح والعمرة في قطاع صناعة الطيران. ونظراً لتحسين قدرات الفرد السعودي والإماراتي في هذا القطاع، فإن القول المأثور القديم "العرب لا تقوم بالصيانة" لم يعد يعكس الواقع. وعلاوةعلى ذلك، فإن الأفراد العسكريين في كلا البلدين تعززت تدريباتهم العسكرية وكفاءاتهم بشكل كبير، ويمكنهم الآن تشغيل بعض أنظمة الأسلحة الأكثر تطوراً. وقد زادت أيضاً وباطراد الإنفاق الدفاعي لدى البلدين كجزء من الناتج المحلي الإجمالي للفرد، واستوعبت الدولتين نقل بعض التقنيات بنجاح.
إن تطور الشراكة الاستراتيجية على مدى سنوات طويلة مع واشنطن ولندن وباريس وبعض شركات الدفاع العالمية الرائدة، منحت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة فرصة قوية للسعي بلا هوادة نحو تأسيس صناعات دفاعية في البلدين. ولكن من بين كل عوامل التمكين، فإنه مما لا شك فيه أن برامج التعويض أو التوازن "الأوفست" الكبيرة والمتطورة لكلا البلدين والتي تؤكد على نقل التقنية ساهمت وبشكل كبير في جهودهما الرامية لتطوير قدراتهما الدفاعية المحلية. ومن المتوقع خلال العقد المقبل أن تكون المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من بين أفضل عشرين من الأسواق العسكرية العالمية للأوفست. ومن خلال برامج الأوفست كلا البلدين أصبحا قادرين على ربط القطاعات الدفاعية المحلية مع منتجي الدفاع العالميين، وقد تم تمكينهما في اكتساب المعرفة الأساسية والدراية الصناعية. النتائج حتى الأن مختلطة، ولكن في بعض المجالات مشجعة للغاية، ففي الرياض وأبوظبي ومناطق أخرى من البلدين تم إنشاء عدد من الصناعات المحلية لمشاريع مشتركة مع الشركات العالمية العملاقة في صناعة الدفاع.
لكن، على الرغم من هذه الإنجازات، فإن للشروع في مسار التصنيع العسكري المحلي الناجح يتطلب على الأقل الجهد الكلي للدولة والتحول المجتمعي. الاستقرار السياسي والقيادة الوطنية والوفرة النسبية لرأس المال في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كانت لهم الأهمية الحاسمة لإنطلاقة التصنيع العسكري في كلا البلدين من على الأرض. بيد أن للتطوير والترشيد والاستدامة لفترة زمنية طويلة فإن للبلدين فرصة أفضل للنجاح إذا ما طبقتا المجموعة التالية من التوصيات:
وضوح الهدف والاستراتيجية: ينبغي أن يكون لدى التصنيع العسكري السعودي والاماراتي هدف استراتيجي وتكتيكي أكثر دقة. التكنولوجيا الفائقة والصغيرة الحجم هي أفضل طريقة للمضي قدماً لكلا البلدين، لكن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يجب أن يفكرا بصورة أكثر جدية حول سبل الاندماج بشكل فعال في عملية إنتاج الأسلحة المحلية ضمن سياق أوسع لسياسة الدفاع الوطنية واكتساب الأسلحة.
سياسة الانتاج الدفاعي: يجب على الرياض وأبوظبي صياغة سياسات إنتاجية دفاعية أكثر وضوحاً، وإنشاء هيئات شاملة للتخطيط الدفاعي على المدى الطويل. وهذا أمر مهم للاتساق والتطابق بين القرارات القصيرة المدى والخطط الطويلة الأجل.
مؤسسة الدفاع: على الرياض وأبوظبي تنظيم مؤسساتهما الدفاعية الوطنية وإضفاء الطابع المؤسسي على العمليات الصناعية الدفاعية من خلال إنشاء مؤسسات موثوقة وذات مصداقية وتتمتع بالأطر القانونية والإدارية الصلبة. وإذا ما وزارتي الدفاع في الرياض وأبوظبي أخذتا على عاتقهما مفاتيح القوة المتعلقة بالدفاع وعدم حصرها في الملوك أو القادة العسكريين، فإن التصنيع العسكري سيكون مربحاً.
نقل التقنية: اتباع نهج متنوع لنقل التقنية التي تعالج الاحتياجات والحقائق الفعلية، ستكون أكثر فائدة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى الرياض وأبوظبي الاستمرار في تبني سياسة مدروسة لتدريب المواطنين وتشجيعهم على تعلم المهارات في العمل.
البحوث والتطوير، والعلوم والتقنية:على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تطوير قدرات محلية أقوى في مجال البحوث والتطوير، والتي ستزيد من التفاعل المباشر بين مستخدمي القوات المسلحة والعملاء الأجانب. ولكن التقدم في البحوث والتطوير يجب أن يتوافق مع المستويات العلمية والتقنية لدى المستخدمين. ويتحتم على كلا البلدين إنشاء روابط أكثر ديناميكية بين المؤسسات العلمية (الجامعات، المجمعات البحثية والمعاهد ... الخ،) والصناعة الدفاعية.
مشاركة القطاع الخاص: المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بحاجة لضمان دور أكبر للقطاع الخاص في تمويل مشروع التصنيع العسكري. وخلاف ذلك، فإن الإنتاج الدفاعي سيبقى مملوكاً بالكامل للدولة وسيكون ضد المسارالانسيابي لحركة وفعالية التصنيع الدفاعي.
برامج الأوفست: ينبغي على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة زيادة دمج برامج "الأوفست" في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الصناعية، للحد من اعتمادهما على موردي التكنولوجيا من الخارج، وكلا البلدين العمل عليهما تعظيم وخلق فرص العمل والتأثيرعليه.
الصيانة، الإصلاح، والعمرة: لأن عدد الفنيين والمهندسين السعوديين والإماراتيين قليل، لذا فإن المملكة والإمارات لا تزالان غير قادرتين على الحفاظ على أنظمة الأسلحة الأمريكية وغيرها من الأسلحة الغربية الحديثة دون مساعدة من العمال الأجانب، وهذا يحتاج للمزيد من التركيز على، والاستثمار في قدرات الصيانة والاصلاح والعمرة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
التعاون الصناعي العسكري الثنائي أو على نطاق أوسع بين دول مجلس التعاون الخليجي: بإمكان المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الاستفادة من تطوير قاعدة مشتركة للصيانة والاصلاح والعمرة، والخدمات المتكاملة أو التكميلية والبنية التحتية للإنتاج. وهذا من شأنه أن يكون مربح للغاية اقتصادياً، كما أنه سيسمح أقصى تبادل من الخبرات والمهارات والقوى العاملة المؤهلة، وكذلك استخدام أكثر للمرافق ولمدة أطول.
الآثار المترتبة على السياسة الأمريكية
استدامة الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج هي مسؤولية مشتركة، على الرغم من موقف كبار صناع السياسة في واشنطن
إن الجهود التي بذلتها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العقد الماضي برفع مستوى قدراتهما الدفاعية الوطنية عبر شراء الأسلحة والسعي نحو التصنيع العسكري المحلي، تساهم أيضاً في الخطط الإستراتيجية للولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط وتتسق مع التزامات الولايات المتحدة بتوسيع قاعدة شركائها في العالم عموماً وتعزز القدرات الدفاعية لأصدقائها وحلفائها. ومع ذلك، فإذا ما استمرت الشكوك السياسية الراهنة في العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وإذا ما حدث خلاف استراتيجي جذري بين واشنطن والرياض وتطور في المستقبل بسبب خلافات سياسية كبرى وتكثفت عملية التصنيع الدفاعي الخليجي، فإن هذا قد يحمل في طياته مخاطر لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
ومن الأهمية الإشارة إلى أن أحد دوافع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للدخول في ميدان التصنيع العسكري هو الحد من التبعية السياسية للولايات المتحدة. أحياناً الأحادية من جانب أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن تقوض المصالح الأمنية الأميركية، كما تتضح من الأعمال العسكرية الإسرائيلية الأحادية في لبنان وسوريا، والأراضي الفلسطينية. والولايات المتحدة في الغالب تفضل وتدعو إلى حلول إقليمية للكثير من المشاكل الأمنية في الشرق الأوسط، وسوف ترتاح واشنطن إذا ما تقدمت السعودية و/ أودولة الإمارات العربية المتحدة واستخدمتا مواردهما الدفاعية والدبلوماسية لنزع فتيل أزمة محتملة في المستقبل. إلا أن، إذا ما إندلعت أزمة كبرى أخرى على غرار حرب الخليج 1990 – 1991، وقرر السعوديون و/ أو الإماراتيون أن يتصرفوا من تلقاء نفسهم لحماية مصالحهم خارج حدود الشراكة التي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، فعندها ستتعرض المصالح الاستراتيجية الأميركية للخطر وستكون بمثابة انهيار للنفوذ السياسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
في حين أن القدرة السعودية الحالية للتصرف بإستقلالية أكثر عن الولايات المتحدة تبدو أقل، إلا أن رغبتها ستزيد في حال فشل تحسين علاقاتها مع واشنطن وتطور جهدها الصناعي الدفاعي بوتيرة أسرع. هذه المعادلة تقريباً عكسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، فقدرة أبوظبي للتصرف باستقلالية أكثرعن الولايات المتحدة تبدو أعلى (القوات المسلحة الإماراتية أكثر كفاءة من الناحية الفنية والجاهزية للقتال)، وسوف تتعزز هذه القدرة مع مرور الوقت، إلا أن رغبتها للقيام بذلك أقل من السعودية، لأن علاقاتها مستقرة مع واشنطن وتفضل كثيراً العمل مع الائتلافات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة. وهذا ما يفسر لماذا أبوظبي مهتمة بتعزيز شراكتها مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعكس بالعكس. وتماماً مثل المملكة العربية السعودية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً لديها طموحات للقيادة الإقليمية، ولكنها تسعى إلى قدوة تحتذي بها، وآفاق سياستها الخارجية تميل إلى أن تكون أكثرعالمية وكونية عن المملكة العربية السعودية.
وبالرغم من موقف كبار صناع السياسة في واشنطن، فإن استدامة الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج هي مسؤولية مشتركة. دول الخليج العربية، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، عليهم التزامات أيضاً. يجب بناء علاقات أمنية أوثق، وتكامل القدرات الدفاعية الوطنية (والأهم فيه الدفاع الجوي والصاروخي، والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع) وأن تكون هذه هي الأولويات الأكثر إلحاحاً لزعماء دول الخليج العربية. وعلينا أن ندرك أن التوافقية ليست طريق باتجاه واحد. كانت واشنطن تلح على شركائها في الخليج للحفاظ على توافق مع أنظمة الدفاع الأميركية، ومع ذلك، في كثير من الأحيان، عندما يتقدمون بطلبية لشراء بنود عسكرية من الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تدعم العمل المشترك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وداخل دول مجلس التعاون الخليجي، فإن واشنطن لا تلبي طلباتهم. ويرجع ذلك لسببين رئيسيين: قيود صارمة على الصادرات، والسياسة الأميركية الاسرائيلية المتعلقة بـ "التفوق العسكري النوعي" والتي تهدف إلى الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة ودعم الردع الاسرائيلي. من وجهة نظر الشركاء الخليجيين، فإن المشكلة لا تقتصر فقط في رفض الولايات المتحدة ولكن أيضاً في بطء واشنطن أو عدم الرد. ففي بعض الاحيان تستغرق سنوات للحصول على رد من واشنطن لشراء بنود عسكرية محددة، وبعد مرور الوقت يأتي الرد من واشنطن مع السعر لتجد أن احتياجات وظروف الشركاء الخليجيين قد تغيرت.
لكن، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لا ينبغي أن تعتمدا فقط على التعاون مع الولايات المتحدة. هناك مجالاً واسعاً للتعاون الصناعي الدفاعي، والتعاون بين الرياض وأبوظبي وعواصم أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي، سواء كان ذلك في القوى العاملة والخبرات الماهرة، والصناعات التحويلية و/أو الصيانة والاصلاح والعمرة، والتي يمكنها معالجة بعض أوجه القصور. المشكلة تكمن في أن السياسة والتنافس والنفوذ وقفت في الطريق نحو تحقيق الهدف. والولايات المتحدة تضغط على دول مجلس التعاون الخليجي للمزيد من التفكير بشكل جماعي لبعض الوقت، ولكن الخلافات بين أعضائها، سواء كان ذلك في سوريا، مصر أو إيران، هي حقيقية. وطالما يسود الخلاف السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي وفي الشراكة الأميركية الخليجية، مع عنصر الصناعة الدفاعية، فسوف لن تلتقي الامكانيات الحقيقية وستبقى الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة مقتصرة على الشؤون الثنائية وكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي على حده.
الاستنتاج
التصنيع العسكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة طبيعية لطموحات البلدين، ولتأكيد وضعهما المتزايد في الإقليم، وكذلك لجهودهما الحثيثة على مدى سنوات لتحديث مجتمعاتهما وتنويع اقتصادياتهما. إن وتيرة ونطاق وفعالية جهود التصنيع العسكري في المملكة والإمارات ستواصل الاعتماد، في كثير من النواحي، على التغييرات المجتمعية الأوسع في كلا البلدين. ولكن سيكون مضللاً القول بأن الأنظمة السياسية السعودية والإماراتية – بسبب السمات السائدة مثل المقيدة بالسرية، المركزية المفرطة، الإقصاء والفساد وانعدام المساءلة – هي التي تساهم بالمطلق في عرقلة التصنيع العسكري. عندما يتعلق الأمر بصناعة عسكرية ناجحة، فإن أكثر ما يهم هو العزم والرؤية والموارد ومجموعة صحيحة من الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكرية. والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مازالتا تكافحان في صياغة هذه الاستراتيجيات، لكنهما منطلقتين نحو التحسن التدريجي للتعلم من الشركات الدفاعية الأعلى تطوراً في العالم، وذلك عن طريق التعاون والشراكة.
ومن الجدير بالذكر أن التصنيع العسكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، عملية طويلة الأجل. في الواقع، من المرجح أن تستغرق ما بين خمسة إلى خمسة عشر عاماً قبل أن تتمكن أي من الدولتين تصدير منتجات عسكرية على نحو فعال وبشكل مستدام، والاعتماد على قواها العاملة المحلية وقدراتها الفردية لإنتاج الأسلحة لتلبية الاحتياجات الأمنية الوطنية. لكن الرياض وأبوظبي حريصتان كل الحرص على عدم التسرع في العملية وتدركان أن المسألة مجرد مسألة وقت حتى تتمكنا من إنتاج صناعات دفاعية، ولديهما كل الأسباب ليكونا واثقين بالمستقبل.
تقديم
تخفيض الميزانيات وتقليص الجيوش تلك هي بعض خصائص تحديات البيئة الدفاعية، والتي على الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها عبر الأطلسي التعايش معها في المستقبل المنظور. وحالياً الرؤية البعيدة المدى للعديد من الصناعات الدفاعية الوطنية عبر الأطلسي وحول العالم في محل شك، نتيجة لزيادة الضغوط السياسية والمالية، فضلاً عن التغييرات الجذرية في عالم الدفاع. حتى حلفاء الولايات المتحدة الأكثر تقدماً صناعياً يواجهون صعوبة في متابعة أهدافهم الدفاعية والأمنية، ونتيجة لذلك، فإنهم اضطروا إلى اتخاذ خيارات صعبة جعلتهم أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة أو تقليص قدراتهم.
نظراً لمواردهما المالية الكبيرة، علاقاتهما الوثيقة مع واشنطن، وامتياز وصولهما إلى أعلى الشركات الدفاعية بين ضفتي الأطلنطي، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في وضع فريد من نوعه مكنتهما من استكشاف الفرص وتحقيق خطوات واسعة ومهمة في ميدان الصناعة العسكرية، في حين أن دول أخرى أخفقت ولم تتمكن من تحقيقها بسبب سوء الإمكانية. وعلاوة على ذلك، إن تعاظم دور العولمة وثورة تقنية المعلومات في الشؤون العسكرية على مدى السنوات العشر الماضية فتحت أسواق الدفاعا لدولي وجعلتها أقل حصرية، وهو ما سمح للمملكة العربية السعودية ودولةالإمارات العربية المتحدة التغلب على بعض التحديات العلمية والتقنية الأساسية التي عادة ترافق عملية بناء الصناعات الدفاعية المحلية المستدامة.
ولإنشاء صناعات عسكرية حديثة في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ويمكنها المنافسة في سوق الدفاع الدولي، يتطلب تعزيز مجموعة من السياسات الداخلية والخارجية ذات المصلحة. أولاً، معالجة تهديدات الأمن الوطني، وكلا البلدين يسعيان لتطوير قدراتهما في تصنيع أسلحة لمواجهة مجموعة من التهديدات الأمنية المحتملة الداخلية والخارجية، ثانياً، الحد من التبعية السياسية للولايات المتحدة والقوى الأخرى المؤثرة التي تهيمن على سوق الدفاع العالمي، ثالثاً، تنويع اقتصادياتهما، رابعاً، تأكيد مكانتهما الإقليمية وهيبتهما، خامساً، تعزيز المصداقية العسكرية، وأخيرا زيادة نفوذهما الدبلوماسي.
الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية ليس هدفاً واقعياً للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن بعض المجالات الأمنية والدفاعية المحدودة بما فيها قطع الغيار والذخيرة، وبناء السفن (لدولة الإمارات العربية المتحدة)،جعلت كلا البلدين تحققان خطوات إلى الأمام.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدولتان تقومان الآن بتصميم وتصنيع وتحديث المركبات العسكرية، والاتصالات والأنظمة الإلكترونية، والأنظمة غير المأهولة بما في ذلك طائرات بدون طيار. وأيضاً إلى حد كبير قامت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بترقية قدراتهما في قطاع الطيران، مثل الصيانة والإصلاح والعمرة في قطاع صناعة الطيران. ونظراً لتحسين قدرات الفرد السعودي والإماراتي في هذا القطاع، فإن القول المأثور القديم "العرب لا تقوم بالصيانة" لم يعد يعكس الواقع. وعلاوةعلى ذلك، فإن الأفراد العسكريين في كلا البلدين تعززت تدريباتهم العسكرية وكفاءاتهم بشكل كبير، ويمكنهم الآن تشغيل بعض أنظمة الأسلحة الأكثر تطوراً. وقد زادت أيضاً وباطراد الإنفاق الدفاعي لدى البلدين كجزء من الناتج المحلي الإجمالي للفرد، واستوعبت الدولتين نقل بعض التقنيات بنجاح.
إن تطور الشراكة الاستراتيجية على مدى سنوات طويلة مع واشنطن ولندن وباريس وبعض شركات الدفاع العالمية الرائدة، منحت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة فرصة قوية للسعي بلا هوادة نحو تأسيس صناعات دفاعية في البلدين. ولكن من بين كل عوامل التمكين، فإنه مما لا شك فيه أن برامج التعويض أو التوازن "الأوفست" الكبيرة والمتطورة لكلا البلدين والتي تؤكد على نقل التقنية ساهمت وبشكل كبير في جهودهما الرامية لتطوير قدراتهما الدفاعية المحلية. ومن المتوقع خلال العقد المقبل أن تكون المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من بين أفضل عشرين من الأسواق العسكرية العالمية للأوفست. ومن خلال برامج الأوفست كلا البلدين أصبحا قادرين على ربط القطاعات الدفاعية المحلية مع منتجي الدفاع العالميين، وقد تم تمكينهما في اكتساب المعرفة الأساسية والدراية الصناعية. النتائج حتى الأن مختلطة، ولكن في بعض المجالات مشجعة للغاية، ففي الرياض وأبوظبي ومناطق أخرى من البلدين تم إنشاء عدد من الصناعات المحلية لمشاريع مشتركة مع الشركات العالمية العملاقة في صناعة الدفاع.
لكن، على الرغم من هذه الإنجازات، فإن للشروع في مسار التصنيع العسكري المحلي الناجح يتطلب على الأقل الجهد الكلي للدولة والتحول المجتمعي. الاستقرار السياسي والقيادة الوطنية والوفرة النسبية لرأس المال في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كانت لهم الأهمية الحاسمة لإنطلاقة التصنيع العسكري في كلا البلدين من على الأرض. بيد أن للتطوير والترشيد والاستدامة لفترة زمنية طويلة فإن للبلدين فرصة أفضل للنجاح إذا ما طبقتا المجموعة التالية من التوصيات:
وضوح الهدف والاستراتيجية: ينبغي أن يكون لدى التصنيع العسكري السعودي والاماراتي هدف استراتيجي وتكتيكي أكثر دقة. التكنولوجيا الفائقة والصغيرة الحجم هي أفضل طريقة للمضي قدماً لكلا البلدين، لكن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يجب أن يفكرا بصورة أكثر جدية حول سبل الاندماج بشكل فعال في عملية إنتاج الأسلحة المحلية ضمن سياق أوسع لسياسة الدفاع الوطنية واكتساب الأسلحة.
سياسة الانتاج الدفاعي: يجب على الرياض وأبوظبي صياغة سياسات إنتاجية دفاعية أكثر وضوحاً، وإنشاء هيئات شاملة للتخطيط الدفاعي على المدى الطويل. وهذا أمر مهم للاتساق والتطابق بين القرارات القصيرة المدى والخطط الطويلة الأجل.
مؤسسة الدفاع: على الرياض وأبوظبي تنظيم مؤسساتهما الدفاعية الوطنية وإضفاء الطابع المؤسسي على العمليات الصناعية الدفاعية من خلال إنشاء مؤسسات موثوقة وذات مصداقية وتتمتع بالأطر القانونية والإدارية الصلبة. وإذا ما وزارتي الدفاع في الرياض وأبوظبي أخذتا على عاتقهما مفاتيح القوة المتعلقة بالدفاع وعدم حصرها في الملوك أو القادة العسكريين، فإن التصنيع العسكري سيكون مربحاً.
نقل التقنية: اتباع نهج متنوع لنقل التقنية التي تعالج الاحتياجات والحقائق الفعلية، ستكون أكثر فائدة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى الرياض وأبوظبي الاستمرار في تبني سياسة مدروسة لتدريب المواطنين وتشجيعهم على تعلم المهارات في العمل.
البحوث والتطوير، والعلوم والتقنية:على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تطوير قدرات محلية أقوى في مجال البحوث والتطوير، والتي ستزيد من التفاعل المباشر بين مستخدمي القوات المسلحة والعملاء الأجانب. ولكن التقدم في البحوث والتطوير يجب أن يتوافق مع المستويات العلمية والتقنية لدى المستخدمين. ويتحتم على كلا البلدين إنشاء روابط أكثر ديناميكية بين المؤسسات العلمية (الجامعات، المجمعات البحثية والمعاهد ... الخ،) والصناعة الدفاعية.
مشاركة القطاع الخاص: المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بحاجة لضمان دور أكبر للقطاع الخاص في تمويل مشروع التصنيع العسكري. وخلاف ذلك، فإن الإنتاج الدفاعي سيبقى مملوكاً بالكامل للدولة وسيكون ضد المسارالانسيابي لحركة وفعالية التصنيع الدفاعي.
برامج الأوفست: ينبغي على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة زيادة دمج برامج "الأوفست" في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الصناعية، للحد من اعتمادهما على موردي التكنولوجيا من الخارج، وكلا البلدين العمل عليهما تعظيم وخلق فرص العمل والتأثيرعليه.
الصيانة، الإصلاح، والعمرة: لأن عدد الفنيين والمهندسين السعوديين والإماراتيين قليل، لذا فإن المملكة والإمارات لا تزالان غير قادرتين على الحفاظ على أنظمة الأسلحة الأمريكية وغيرها من الأسلحة الغربية الحديثة دون مساعدة من العمال الأجانب، وهذا يحتاج للمزيد من التركيز على، والاستثمار في قدرات الصيانة والاصلاح والعمرة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
التعاون الصناعي العسكري الثنائي أو على نطاق أوسع بين دول مجلس التعاون الخليجي: بإمكان المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الاستفادة من تطوير قاعدة مشتركة للصيانة والاصلاح والعمرة، والخدمات المتكاملة أو التكميلية والبنية التحتية للإنتاج. وهذا من شأنه أن يكون مربح للغاية اقتصادياً، كما أنه سيسمح أقصى تبادل من الخبرات والمهارات والقوى العاملة المؤهلة، وكذلك استخدام أكثر للمرافق ولمدة أطول.
الآثار المترتبة على السياسة الأمريكية
استدامة الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج هي مسؤولية مشتركة، على الرغم من موقف كبار صناع السياسة في واشنطن
إن الجهود التي بذلتها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العقد الماضي برفع مستوى قدراتهما الدفاعية الوطنية عبر شراء الأسلحة والسعي نحو التصنيع العسكري المحلي، تساهم أيضاً في الخطط الإستراتيجية للولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط وتتسق مع التزامات الولايات المتحدة بتوسيع قاعدة شركائها في العالم عموماً وتعزز القدرات الدفاعية لأصدقائها وحلفائها. ومع ذلك، فإذا ما استمرت الشكوك السياسية الراهنة في العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وإذا ما حدث خلاف استراتيجي جذري بين واشنطن والرياض وتطور في المستقبل بسبب خلافات سياسية كبرى وتكثفت عملية التصنيع الدفاعي الخليجي، فإن هذا قد يحمل في طياته مخاطر لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
ومن الأهمية الإشارة إلى أن أحد دوافع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للدخول في ميدان التصنيع العسكري هو الحد من التبعية السياسية للولايات المتحدة. أحياناً الأحادية من جانب أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن تقوض المصالح الأمنية الأميركية، كما تتضح من الأعمال العسكرية الإسرائيلية الأحادية في لبنان وسوريا، والأراضي الفلسطينية. والولايات المتحدة في الغالب تفضل وتدعو إلى حلول إقليمية للكثير من المشاكل الأمنية في الشرق الأوسط، وسوف ترتاح واشنطن إذا ما تقدمت السعودية و/ أودولة الإمارات العربية المتحدة واستخدمتا مواردهما الدفاعية والدبلوماسية لنزع فتيل أزمة محتملة في المستقبل. إلا أن، إذا ما إندلعت أزمة كبرى أخرى على غرار حرب الخليج 1990 – 1991، وقرر السعوديون و/ أو الإماراتيون أن يتصرفوا من تلقاء نفسهم لحماية مصالحهم خارج حدود الشراكة التي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، فعندها ستتعرض المصالح الاستراتيجية الأميركية للخطر وستكون بمثابة انهيار للنفوذ السياسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
في حين أن القدرة السعودية الحالية للتصرف بإستقلالية أكثر عن الولايات المتحدة تبدو أقل، إلا أن رغبتها ستزيد في حال فشل تحسين علاقاتها مع واشنطن وتطور جهدها الصناعي الدفاعي بوتيرة أسرع. هذه المعادلة تقريباً عكسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، فقدرة أبوظبي للتصرف باستقلالية أكثرعن الولايات المتحدة تبدو أعلى (القوات المسلحة الإماراتية أكثر كفاءة من الناحية الفنية والجاهزية للقتال)، وسوف تتعزز هذه القدرة مع مرور الوقت، إلا أن رغبتها للقيام بذلك أقل من السعودية، لأن علاقاتها مستقرة مع واشنطن وتفضل كثيراً العمل مع الائتلافات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة. وهذا ما يفسر لماذا أبوظبي مهتمة بتعزيز شراكتها مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعكس بالعكس. وتماماً مثل المملكة العربية السعودية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً لديها طموحات للقيادة الإقليمية، ولكنها تسعى إلى قدوة تحتذي بها، وآفاق سياستها الخارجية تميل إلى أن تكون أكثرعالمية وكونية عن المملكة العربية السعودية.
وبالرغم من موقف كبار صناع السياسة في واشنطن، فإن استدامة الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج هي مسؤولية مشتركة. دول الخليج العربية، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، عليهم التزامات أيضاً. يجب بناء علاقات أمنية أوثق، وتكامل القدرات الدفاعية الوطنية (والأهم فيه الدفاع الجوي والصاروخي، والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع) وأن تكون هذه هي الأولويات الأكثر إلحاحاً لزعماء دول الخليج العربية. وعلينا أن ندرك أن التوافقية ليست طريق باتجاه واحد. كانت واشنطن تلح على شركائها في الخليج للحفاظ على توافق مع أنظمة الدفاع الأميركية، ومع ذلك، في كثير من الأحيان، عندما يتقدمون بطلبية لشراء بنود عسكرية من الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تدعم العمل المشترك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وداخل دول مجلس التعاون الخليجي، فإن واشنطن لا تلبي طلباتهم. ويرجع ذلك لسببين رئيسيين: قيود صارمة على الصادرات، والسياسة الأميركية الاسرائيلية المتعلقة بـ "التفوق العسكري النوعي" والتي تهدف إلى الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة ودعم الردع الاسرائيلي. من وجهة نظر الشركاء الخليجيين، فإن المشكلة لا تقتصر فقط في رفض الولايات المتحدة ولكن أيضاً في بطء واشنطن أو عدم الرد. ففي بعض الاحيان تستغرق سنوات للحصول على رد من واشنطن لشراء بنود عسكرية محددة، وبعد مرور الوقت يأتي الرد من واشنطن مع السعر لتجد أن احتياجات وظروف الشركاء الخليجيين قد تغيرت.
لكن، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لا ينبغي أن تعتمدا فقط على التعاون مع الولايات المتحدة. هناك مجالاً واسعاً للتعاون الصناعي الدفاعي، والتعاون بين الرياض وأبوظبي وعواصم أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي، سواء كان ذلك في القوى العاملة والخبرات الماهرة، والصناعات التحويلية و/أو الصيانة والاصلاح والعمرة، والتي يمكنها معالجة بعض أوجه القصور. المشكلة تكمن في أن السياسة والتنافس والنفوذ وقفت في الطريق نحو تحقيق الهدف. والولايات المتحدة تضغط على دول مجلس التعاون الخليجي للمزيد من التفكير بشكل جماعي لبعض الوقت، ولكن الخلافات بين أعضائها، سواء كان ذلك في سوريا، مصر أو إيران، هي حقيقية. وطالما يسود الخلاف السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي وفي الشراكة الأميركية الخليجية، مع عنصر الصناعة الدفاعية، فسوف لن تلتقي الامكانيات الحقيقية وستبقى الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة مقتصرة على الشؤون الثنائية وكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي على حده.
الاستنتاج
التصنيع العسكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة طبيعية لطموحات البلدين، ولتأكيد وضعهما المتزايد في الإقليم، وكذلك لجهودهما الحثيثة على مدى سنوات لتحديث مجتمعاتهما وتنويع اقتصادياتهما. إن وتيرة ونطاق وفعالية جهود التصنيع العسكري في المملكة والإمارات ستواصل الاعتماد، في كثير من النواحي، على التغييرات المجتمعية الأوسع في كلا البلدين. ولكن سيكون مضللاً القول بأن الأنظمة السياسية السعودية والإماراتية – بسبب السمات السائدة مثل المقيدة بالسرية، المركزية المفرطة، الإقصاء والفساد وانعدام المساءلة – هي التي تساهم بالمطلق في عرقلة التصنيع العسكري. عندما يتعلق الأمر بصناعة عسكرية ناجحة، فإن أكثر ما يهم هو العزم والرؤية والموارد ومجموعة صحيحة من الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكرية. والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مازالتا تكافحان في صياغة هذه الاستراتيجيات، لكنهما منطلقتين نحو التحسن التدريجي للتعلم من الشركات الدفاعية الأعلى تطوراً في العالم، وذلك عن طريق التعاون والشراكة.
ومن الجدير بالذكر أن التصنيع العسكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، عملية طويلة الأجل. في الواقع، من المرجح أن تستغرق ما بين خمسة إلى خمسة عشر عاماً قبل أن تتمكن أي من الدولتين تصدير منتجات عسكرية على نحو فعال وبشكل مستدام، والاعتماد على قواها العاملة المحلية وقدراتها الفردية لإنتاج الأسلحة لتلبية الاحتياجات الأمنية الوطنية. لكن الرياض وأبوظبي حريصتان كل الحرص على عدم التسرع في العملية وتدركان أن المسألة مجرد مسألة وقت حتى تتمكنا من إنتاج صناعات دفاعية، ولديهما كل الأسباب ليكونا واثقين بالمستقبل.
تقديم
تخفيض الميزانيات وتقليص الجيوش تلك هي بعض خصائص تحديات البيئة الدفاعية، والتي على الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها عبر الأطلسي التعايش معها في المستقبل المنظور. وحالياً الرؤية البعيدة المدى للعديد من الصناعات الدفاعية الوطنية عبر الأطلسي وحول العالم في محل شك، نتيجة لزيادة الضغوط السياسية والمالية، فضلاً عن التغييرات الجذرية في عالم الدفاع. حتى حلفاء الولايات المتحدة الأكثر تقدماً صناعياً يواجهون صعوبة في متابعة أهدافهم الدفاعية والأمنية، ونتيجة لذلك، فإنهم اضطروا إلى اتخاذ خيارات صعبة جعلتهم أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة أو تقليص قدراتهم.
في هذه البيئة الدفاعية القاسية، فمن الصعب أن نرى كيف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، دولتين حديثتين وقدراتهما الصناعية وقواعدهما العلمية والتكنولوجية أضعف بكثير، أن تنجحا حيث دول أخرى أكثر تقدماً منهما فشلت في الماضي أو تعاني في الوقت الحالي من التحجيم والتقليص والتسرب من هذا المجال. بيد أن مع أهداف مرسومة بعناية، توقعات متواضعة، استراتيجيات ذكية، إدارة مالية فعالة، وبالتعاون مع واشنطن يمكن للرياض وأبوظبي الابحار في بعض تعقيدات التصنيع العسكري والتغلب على بعض التحديات الرئيسية. فالتكنولوجيات الحديثة، مثل الأنظمة غير المأهولة والاتصالات والتقنيات المستمدة تجارياً، جعلت التسلسل الهرمي الدفاعي الحالي في تحدي. وإن ظهور قاعدة صناعية دفاعية جديدة ناشئة قد تحمل المزيد من الفرص للداخلين الجدد نسبياً مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تجعل منحنيات تعلمهما أقل حدة.
الولايات المتحدة الأميركية لديها مصلحة قوية في رؤية شركائها في الخليج ينجحون في تحقيق أهدافهم الدفاعية والأمنية. ويمكن للتصنيع العسكري في المملكة العربية السعودية أن يساهم، وكذلك الجهود التي تبذلها دولة الامارات العربية المتحدة، في تنويع اقتصادياتهما وتعزيز النمو الاقتصادي في البلدين إذا ما اقتربت مع جرعة صحية من العقلانية، والصدق، والدقة، والتبصر. وبنفس القدر من الأهمية، فإنه يمكن رفع مستوى قدراتهما المحلية الدفاعية والأمنية بحيث تسمح للولايات المتحدة الاعتماد عليهما بشكل متزايد، وليكون كلا البلدين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من مقدمي وموردي الأمن في منطقة الخليج العربي.
هذه الورقة البحثية من إعداد بلال صعب، المتخصص في دراسات وبحوث الأمن في الشرق الأوسط، وهو زميل رفيع المستوى في مركز سكوكروفت برنت بالمجلس الأطلسي للأمن الدولي، يقدم فيها تحليل جديد ورؤى سياسية رئيسية عن التصنيع العسكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويضيف فيها بعداً مهماً، وإن كان الكثير من الباحثين يتجاهلون مناقشة سياسة الولايات المتحدة بشأن الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج والتصنيع العسكري في دول الخليج العربي.
وهذا الجهد هو جزء من مبادرة الأمن والسلام في الشرق الأوسط لمركز سكوكروفت التي نظمته المجلس الأطلسي، ويساهم مباشرة في مبادرة مركز سكوكروفت للأمن عبر الأطلسي، من خلال استكشاف الفرص لتعاون أوثق في مجال الصناعة الدفاعية والتعاون بين المجتمعات عبر الأطلسي وشركائنا في الخليج العربي.
فيرد كيمبي
الرئيس التنفيذي
المجلس الأطلسي
البقية سأضعها تباعاً في المشاركات القادمة
يرجى الإنتظار قليلاً
الرئيس التنفيذي
المجلس الأطلسي
البقية سأضعها تباعاً في المشاركات القادمة
يرجى الإنتظار قليلاً