حروب الاعلام المصري و توت عنخ ليمون

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الشيخ الرئيس 

Nothing means anything anymore
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
11 فبراير 2010
المشاركات
30,058
التفاعل
146,735 589 3
الدولة
Lebanon
بسم الله الرحمن الرحيم،

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته "المجنون":

ليس جلال الليل ما أدهشني وإنما أدهشني جلالي
ولا جمال الشهب ما حيرني وإنما حيرني جمالي
إن كان بي شوق إلى وصال
فإنما شوقي إلى خيالي


بهذا المقطع الملخص والقصير جدا أستطيع أن اهيئ القارئ ليفهم ما لا تستطيع الكلمات أن تقوله فأحيانا لا يكون الكلام مهما بقدر ما تكون الاهمية من الصدى والقرع الذي يحدثه ذلك الكلام، فهذا في حد ذاته كلام لا يفهمه إلا أهله وكما يقول العازف المشهور فريدريك فرانسوا شوبان: إذا أنصت قليلا ستسمع البيانو يتكلم، وقد صدق في هذه الجملة عندما قام العالم بأكمله تحية له على مقطوعته Chopin's ballade 1 .

ومن العازف فريدريك فرانسوا شوبان إلى العازف فريدريك شعبان عبدالرحيم ننتقل بدون مقدمات مطولة فالسرد والتطويل ليس له فائدة حقيقية إلا في اشغال القارئ وتصنع الكاتب أن لديه ما يريد قوله دون ان يقوله فعليا، أو كما قال أحد كبار المفكرين المصريين، السيد سعيد الهوا: عملت واحد أمبليه.

ننتقل مع السيد سعيد الهوا عبر رحلته الفلسفية بدءا من القهوة اللي كان قاعد عليها وانتهاء بالقهوة اللي كان قاعد عليها ظاظا، ودون الدخول في تفاصيل هذه الرحلة المثيرة والتي تم اختصارها بعبارة الفيلسوف ظاظا: عيب يا هوا، عيب يا هوا! احنا فتوات زي بعض يا هوا وهنخسر بعض يا هوا!!

بهذا العمق الذي يمثل الكتلة الحرجة من 26% من الأميين في مصر يطالع الاعلام المصري دول الخليج منذ ستة اسابيع بشتائم متتالية يوميا وبضخ غريب. أصبحنا كدول وكشعوب وكثقافات وكموجة فكرية صاعدة عرضة لكافة انواع الهجوم والتحقير والابتزاز والبذائة والهمجية والحمق من طرف الاعلام المصري. أقول هذه الالفاظ وأنا لا أحمل الوزن المشاعري لها، بل اقولها كتوصيف لمشهد قل نظيره في العالم.

أحد أعظم أمثلة الجنون الاعلامي المصري هو زيارة السيد آحمد الخطيب مستشار خادم الحرمين الشريفين لسد النهضة. نافخوا الكير في الاعلام المصري وهم الاغلبية الساحقة بدأوا بمانشيتات تتحدث عن السعودية بحذر، فبعد التوبيخ الذي وجهته الرياض للقاهرة بعد الزج باسم دولة قطر في تحقيق داخلي، اكتشفت القاهرة ان هناك اماكن لا يجب الاقتراب منها لكيلا تتعرض للتوبيخ. المستغرب في الحملة بعد زيارة سد النهضة هو الهجوم الحذر الذي انفجر فجأة في اليوم التالي كمشروع مجاري مضروب بالفساد انفجر في أحد شوارع القاهرة. طالعتنا اليوم السابع من خلال كتابها "الصبيان" بانتقادات حادة للمملكة العربية السعودية وأنها تخنق مصر وأنها تعمل على الاضرار بمصر وانفرد خالد صلاح رئيس التحرير في برنامجه الليلي ليحذر السعودية من مغبة الذهاب لاثيوبيا وان السعودية تجتاز الخطوط الحمراء.
العجيب جدا في هذا الموضوع ان هناك شخص سبق السعودية لاثيوبيا ووثق كل عرى المحبة والصداقة بل وافق على بقاء سد النهضة والاستفادة الاثيوبية القصوى منه. فاذا غضب الاعلام المصري على السعودية فليهاجم هذا الشخص، أحيل انتباه السيد خالد صلاح وصبيانه الى الزائر الذي سبق السعودية وقطر والامارات لسد النهضة، شخص اسمه عبدالفتاح.


عنوان الخبر:
الرئيس يوقع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة مع إثيوبيا والسودان

في الحقيقة ولاي شخص يدرس الوضع بشكل غير متحيز لطرف، نكتشف بوضوح أن حجم مشكلة سد النهضة لا يمكن تجاوزها بالحناجر العالية والعقول الفارغة، لا شك أن مصر ضمنت حقوقها في ادارة السد بحيث لا يتضرر بلد بحجم مصر من خنقه مائيا. وبما أن هذ الامر تم فالاعتراض المصري الاساسي يجب ان يكون قد زال تماما ولن تثير حفيظة مصر زيارة للسد من هنا او هناك فما يهم مصر قد تم الاتفاق عليه وانتهى الامر. لكن الاعلام المصري الذي يقود حربا اعلامية على دول الخليج لا يهمه ما قام به عبدالفتاح ولا بسلامة موقف مصر، ما يهمه هو الهجوم المتواصل على دول الخليج خصوصا السعودية بسبب الشعور الحقيقي بخروج الاعلام المصري من معادلة تكييف الرأي العربي بشكل عام.

وبما أننا لا نزال نسمع صدى كلمات عبدالفتاح التي قالها عندما قطعت ارامكو النفط عن مصر: لن نركع إلا لله، فالمستغرب من الزملاء صبيان الاعلام المصري ان لا يكونوا سعداء بأن غيرهم لن يركع إلا لله - مع أن هذا خطأ فاحش في حقي أن أقول أنني لن أركع إلا لله، مع أنني عبد لربي وخالقي وكل تفاصيل حياتي بيده وأرضى بكل ما قضى، لكنني في نفس الوقت لست تحت التهديد لأنفي أو أثبت أنني سأركع لمصدر التهديد، وهذه من العجائب التاريخية التي لا شك أنها ستسجل في التاريخ على سوء الادارة. لماذا يضطر أي شخص أن يدافع عن نفسه بهذ الشكل والذي في حقيقته هو الرسالة انا مش خايف! من طرح هذا السؤال أصلا؟


أنهي هذه المقالة بجملة قالها الدكتور التعزي/ الالماني مروان الغفوري في أحد مقالاته:

لدى السعودية مخاوف حقيقية من إيران وحلفائها. المتوهم أقل من الواقعي. تبحث السعودية عن أحلاف، عن أصدقاء جاهزين للوقوف معها بجدية في مواجهة ما تعتقد أنها مخاطر وجودية.
في ظرف عصيب، بالمعنى الوجودي، كهذا وقف السيسي مع الطرف المعادي. اختار أن يكون جزءاً من الخطر.
الخلاف ليس فنياً، كما يعتقد كثيرون . فهو لا ينحصر في اختلاف رؤية النظامين لطبيعة المسألة السورية فقد سبق للسيسي أن أرسل وفداً أزهرياً رفيعاً إلى مؤتمر ديني دعت إليه روسيا، وهناك أكد المؤتمر ووفد الأزهر أن السعودية دولة مارقة دينياً.لدى السعودية كروت ثمينة، لا تزال تحتفظ ببعضها إلى صدرها. أما نظام السيسي فيهرول عبر سلسلة انفعالات. لنتذكر أن السيسي لم يطرح برنامجاً انتخابياً. قال إنه ليس بحاجة لذلك. لم يعد لديه من كروت أكثر من المتاجرة الفوضوية بالمواقف الدولية. وتلك تجارة خطرة للغاية.

داخلياً أصبحت المائة جنيه مصري بقوة عشرة جنيه. يتوهم نظام السيسي إنه خاض معركة ناجحة ضد الإخوان ، غير أن الذي ألحقت به الخسارة الكاملة كان هو الديموقراطية وسيادة القانون والسلم الأهلي. تحولت مصر السيسي إلى صورة رمادية لواحدة من دول الموز. سيطر أمن السيسي على المجتمع، وجيشه على الاقتصاد وإعلامه على الذاكرة. أما هو فذاهب يقود كل هذا الخراب إلى الهاوية..

مروان الغفوري
--


يتظاهر الاعلام المصري التنويري كما تظاهر التنويريون العرب طوال أعمارهم أن المشكلة سعودية ولو اعتدلت السعودية لانصلح حال العرب ووصلوا للسماء. مشكلة التنويريين أنهم سرعان ما يخسرون ثيابهم ويسيرون عراة في الشوارع لا يملكون سوى التظاهر والشتائم. تظاهر هيكل بالتنوير والهجوم على المشروع الرجعي فلما مات جمال دمره أنور السادات وعزله طريدا في منزله، نظر هيكل إلى حطام افكاره، نظر طويلا إلي الحطام ثم استدار ليشتم السعودية. قتل حافظ الاسد زوجة احد الشعراء - احتراما للمقتولين ظلما لن اذكر اسمها - نظر الشاعر الى جثمان زوجته المضرج بالدماء. نظر طويلا. وضع زوجته في لحدها ثم استدار ليشتم المملكة.


ينظر الاعلام المصري اليوم إلى ضغوط داخلية غير مسبوقة مع سلسلة انفعالات عشوائية لقيادته، ينظر الى الخراب المقبل، ينظر طويلا، ثم يستدير ليشتم السعودية ودول الخليج. المشكلة هذه المرة ان دول الخليج لم تعد تستطيع ان تسمع نحيبهم فأزيز محركات أنتونوف غطى على صوت الولولة.


Alucard
 
التعديل الأخير:
جرعة السب والإهانات كانت كبيرة من جانب وسائل الإعلام المصرية في حق المملكة العربية السعودية وفي حق الملك سليمان حفظه الله بعد زيارة أثيوبيا ...
لازم القيادة المصرية تتدخل وبقوة .
 
الاعلام المصري وسيلة غير مباشرة يستخدمها النظام المصري لمحاولة ايصال رسالة لدول الخليج بأنه بحاجة إلى الدعم (الرز).. النظام المصري يظن انه يستحق الدعم بل انه حق من حقوقه يجب أن يحصل عليه ويريد تحميل دول الخليج مسؤولية فشله وفسادة في إدارة الاقتصاد المصري وهدر المساعدات المليارية في سمسارت ضباط الجيش على صفقات غير مفهومة..

يجب أن يفهم النظام المصري والشعب المصري والاعلام المصري أننا نعيش وضع مختلف ولم يعد بالإمكان الدعم كما كان سابقاً وأن مشاكلهم ليست مع دول الخليج وليست بسببها وان محاولتهم مهاجمة الخليج لن يحل المشكلة ولن يستطيع اخفاء الحقيقة خلف انهيار الاقتصاد المصري وان السبب الحقيقي هو فساد النظام والجيش مهما حاولوا اشغال الشارع المصري بمعارك جانبية لا قيمة لها
وحفلات من الردح الاعلامي السخيف والساقط​
 
upload_2016-12-21_16-14-45.png

بالنسبه للمصري العادي ايام مرسي صارت تبدو ارحم "انت عايزنا نصل للمرحله ياخونا في الخليج" رسالة السيسي.
 
يا سيدى الفاضل اعلم يقينا
من خان غيرك خانك
ومن غدر بغيرك غدر بك
ومن لم يحفظ جميل غيرك انكر جميلك
ومن انقلب على غيرك انقلب عليك
 
احدى الصحف المصرية ، لا يوجد ما توصف به هذه الكلمات الا الوضاعة
علي فكرة لستم لوحدكم فقد نالنا ما نالكم قبلا

IMG-20161221-WA0047.jpg
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى