هذه الأسباب سقطت "ميغ 29" الروسية في سواحل سوريا بعد هبوطها على "كوزنيتسوف"
===========
العقيد الطيار الركن اسماعيل عبد الرحمن أيوب - مشاركة لــ"زمان الوصل" | 2016-11-22 02:23:56
يعتبر الطيران على حاملات الطيران أعقد أنواع الطيران بسبب الإقلاع والهبوط على مهبط الحاملات
سقطت طائرة "ميغ 29" في البحر المتوسط بعد هبوطها على متن حاملة الطائرات الروسية "كوزينتسوف" بتاريخ 13/11/2016، ولم يكن خبر سقوط الطائرة في البحر لينتشر لولا تسريب وكالة المخابرات الأمريكية الخبر للإعلام نتيجة وسائط الاستطلاع الفضائية الأمريكية، حيث كان بإمكان الروس إخفاء الخبر نهائيا وخاصة على وسائل الإعلام الروسية بعد أن استطاع الطيار النجاة عن طريق القذف من الطائرة.
وتعتبر هذه الحادثة وفي هذا الوقت بالذات ضربة موجعة لطيران البحرية الروسية وخاصة للحاملة "الأدميرال كزنيتسوف"، لا سيما بعد أن تعرضت أثناء إبحارها إلى سواحل سوريا إلى أعطال خطيرة في محركاتها في بحر الشمال.
واعترفت وزارة الدفاع الروسية بسقوط الطائرة، وعزت سبب سقوط الطائرة إلى خطأ فني في الطائرة أدى إلى عدم تمكن الطيار من الهبوط على متن الحاملة، ولكن الحقيقة أن الطائرة هبطت فعلياً على الحاملة، ولكنها تابعت سيرها للأمام بعد الهبوط حتى سقطت من نهاية المهبط في البحر واستطاع الطيار أن ينجو بنفسه عن طريق القذف من الطائرة بواسطة المقعد المقذوف (k-36dm) المركب على الطائرة والذي يعتبر طوق نجاة الطيار في الطائرات الحربية في كل الطائرات الحربية في العالم.
ومن خلال مشاهدة فيديو هبوط الطائرة على الحاملة ثم سقوطها في البحر يتضح أن خطاف الهبوط قد كسر أو أفلت من كيبل إيقاف الطائرة، ما أدى إلى عدم قدرة الطيار على إيقاف الطائرة بسبب قصر مهبط الحاملة وعدم تمكنه من الإقلاع مجدداً لنفس السبب، ما أدى إلى سقوط الطائرة من نهاية المهبط في البحر وقذف الطيار منها قبل أن تلمس الطائرة الماء، حيث يعتبر تصرف الطيار في هذه الحالة (القذف من الطائرة) مثاليا في إنقاذ نفسه من الموت المحتم.
وتعد مرحلة الهبوط على الحاملة من أصعب وأخطر مراحل طيران الطائرة، إذ يتعرض الطيار إلى إجهادات نفسية عميقة، فضلا عن الإجهادات الجسدية الناتجة عن إيقاف الطائرة قسرا بواسطة الكيبل الذي يعلق به الخطاف المعدني أسفل الطائرة، حيث يتعرض الطيار إلى قوة (10g) أي تساوي عشرة أضعاف وزن الطيار والطائرة معا.
كما تعد هذه الحالة (انقطاع كيبل الهبوط) نادرة الحدوث، ولكنها الأكثر شيوعا في مثل هذه الحالة وقد حدثت عدة مرات على حاملات الطائرات الأمريكية.
*أسباب سقوط الطائرات من على متن حاملات الطائرات
==
1-انقطاع كيبل إيقاف الطائرة لسبب ما اثناء عملية لمس الطائرة على مهبط الحاملة حيث يتوضع الكيبل في الربع الاول من مهبط الحاملة
2-انكسار خطاف تعشيق الطائرة بكيبل الحاملة أثناء عملية لمس الطائرة على مهبط الحاملة، لسوء صنع معين أو سرعة لمس كبيرة جداً من قبل الطيار.
وهذان سببان فنيان رئيسيان يفقد فيهما الطيار أثناء عملية اللمس القدرة على متابعة إيقاف الطائرة بواسطة فرامل الطائرة ويفقد أيضا القدرة على فتح دورة ثانية (الإقلاع مجدداً)، بسبب قصر مهبط الحاملة، وبالتالي لا يبقى للطيار إلا خيار واحد وهو القذف من الطائرة بالمقعد المقذوف، لأن الطائرة ونتيجة سرعتها التقدمية سوف تتابع مسيرها باتجاه الماء (كما حدث مع "ميغ 29"الروسية) وهما سببان خارجان عن إرادة الطيار.
3-سوء تقدير الطيار للحظة كسر زاوية الهبوط في بداية المهبط من أجل تعشيق خطاف الطائرة بكيبل إيقافها على مهبط الحاملة وضعف قدرته في سرعة اتخاذ القرار في متابعة الهبوط أو متابعة الإقلاع مرة أخرى.
4-تأخر الطيار بفتح دورة ثانية (الإقلاع مجددا) أثناء فشله في تعشيق خطاف الطائرة بكيبل الهبوط أثناء عملية اللمس على مهبط الحاملة.
5-الثقة الزائدة بالنفس لدى الطيار تجعله مربكا حيال الحالة الطارئة أثناء الهبوط.
6-تأخر مدير الطيران بإعطاء التعليمات السريعة واللازمة للطيار حيال الموقف الطارئ أثناء اللمس.
* كيف يتم انتقاء وتأهيل الطيارين للطيران على حاملات الطائرات؟
======
يعتبر الطيران على حاملات الطيران أعقد أنواع الطيران بسبب الإقلاع والهبوط على مهبط الحاملات الذي لا يتجاوز طوله في أفضل وأضخم حاملات الطائرات 300 متر، وهي الحاملة الأمريكية (نيميتز)، لذلك يتم انتقاء طيارين من ذوي القدرات والمهارات والخبرات العالية بحيث يكون لدى الطيار أكثر من 1500 ساعة طيران ومن ذوي الأعمار الصغيرة الذين يتمتعون بمواصفات نفسية وجسدية وعقلية خاصة ثم يتم تدريبهم بطائرات مقاتلة تدريبية (ذات كبينين) من نفس الطراز الذين سيمارسون عليه الطيران بطائرات ذات كبين منفرد على مهابط قصيرة على الأرض تحاكي مهبط الحاملة التي سوف يتم الطيران عليها حتى يتمكن الطيارون من كسب القدرات والمهارات في تنفيذ الإقلاع والهبوط على تلك المهابط بشكل ممتاز، ثم يتم نقلهم إلى حاملات الطائرات وإخضاعهم لدورة تدريبية جديدة، ولكنها أقصر زمنيا وساعيا من الدورة الأولى على الأرض حتى يمتلكون القدرات والمهارات والخبرات في الإقلاع والهبوط بأمان على مهابط الحاملات، ثم يتم اعتمادهم كطياري حاملا
-وهذا النوع من سلاح الطيران يكلف مبالغ هائلة وخبرات كبيرة لذلك نرى أن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في هذا المجال منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي تمتلك الآن أكثر من 25 حاملة طائرات ذات محركات نووية متطورة، حيث تمتلك الولايات المتحدة خبرات هائلة في مجال حاملات الطائرة، حيث تعمل على ظهر حاملاتها أكثر من 1800طائرة من أحدث أنواع الطائرات الحربية الأمريكية ثم تأتي بعدها باقي الدول العظمي كفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين مؤخرا وكل هذه الدول لا تمتلك سوى حاملة واحدة أو حاملتين على الأكثر.