هذه إجراءات تحرير القروض وتحريك السوق وتحفيز الاستثمار
أقرّ بنك الجزائر خفض نسبة الاحتياطات الإجبارية التي تُلزم البنوك التجارية بإيداعها لديه من ودائع الزبائن، لتستقر عند 2 بالمائة فقط بدل المستويات السابقة الأعلى، ويعني هذا القرار أن البنوك ستحتفظ بجزء أكبر من أموالها بدل تجميدها لدى البنك المركزي، ما يمنحها هامشا أوسع لتوجيه هذه السيولة نحو منح القروض وتمويل الاستثمارات. ويهدف هذا الإجراء إلى تحريك السوق، دعم المؤسسات، وتسهيل وصول المشاريع الاقتصادية إلى التمويل، مع ضمان بقاء الاحتياطي كأداة رقابية من دون أن يشكل عبئا على البنوك.
وفي السياق، أقرّ بنك الجزائر مراجعة جديدة لنظام الاحتياطات الإجبارية، من خلال إصدار التعليمة رقم 09-2025 المؤرخة في 10 سبتمبر 2025، التي تعدل وتتمم التعليمة رقم 02-2004 المؤرخة في 13 ماي 2004 والمتعلقة بالاحتياطات الإجبارية.
الجزائر
تخفيض الاحتياطات البنكية الإجبارية وضبط سعر الفائدة المطبّق بـ0 بالمائة
هذه إجراءات تحرير القروض وتحريك السوق وتحفيز الاستثمار
أقرّ بنك الجزائر خفض نسبة الاحتياطات الإجبارية التي تُلزم البنوك التجارية بإيداعها لديه من ودائع الزبائن، لتستقر عند 2 بالمائة فقط بدل المستويات السابقة الأعلى، ويعني هذا القرار أن البنوك ستحتفظ بجزء أكبر من أموالها بدل تجميدها لدى البنك المركزي، ما يمنحها هامشا أوسع لتوجيه هذه السيولة نحو منح القروض وتمويل الاستثمارات. ويهدف هذا الإجراء إلى تحريك السوق، دعم المؤسسات، وتسهيل وصول المشاريع الاقتصادية إلى التمويل، مع ضمان بقاء الاحتياطي كأداة رقابية من دون أن يشكل عبئا على البنوك.
وفي السياق، أقرّ بنك الجزائر مراجعة جديدة لنظام الاحتياطات الإجبارية، من خلال إصدار التعليمة رقم 09-2025 المؤرخة في 10 سبتمبر 2025، التي تعدل وتتمم التعليمة رقم 02-2004 المؤرخة في 13 ماي 2004 والمتعلقة بالاحتياطات الإجبارية
وحسب تعليمة موقّعة من طرف محافظ بنك الجزائر، صالح الدين طالب، اطلعت عليها “الشروق”، فإن الهدف من هذا الإجراء هو ضبط نظام الاحتياطات الإجبارية بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة، حيث نصّت التعليمة الجديدة على تعديل المادة 3 من التعليمة السابقة، لتحدد معدل الاحتياطات الإجبارية بنسبة 2 بالمائة من وعاء الاحتياطات الإجبارية المنصوص عليه في المادة 2 المعدّلة.
كما شملت التعليمة تعديل المادة 4 من نفس النص القانوني، ليُضبط سعر الفائدة المطبق على الاحتياطي الإلزامي بمعدل يساوي 0 بالمائة، أي من دون أي عوائد مالية للبنوك على الأموال المجمّدة لدى بنك الجزائر في شكل احتياطات إلزامية.
وأوضحت الوثيقة، أن هذه الأحكام الجديدة تدخل حيز التنفيذ ابتداء من 15 سبتمبر 2025، وهو ما يمنح البنوك والمؤسسات المالية فترة قصيرة للتكيّف مع القواعد المعدّلة قبل تاريخ السريان الرسمي.
وبهذا، يكون بنك الجزائر قد أعاد ضبط نسبة الاحتياطات الإجبارية إلى مستوى منخفض يقدر بـ2 بالمائة فقط، في خطوة من شأنها تحرير المزيد من السيولة لدى البنوك، مقابل الإبقاء على قاعدة عدم دفع فوائد على هذه الأموال.
ويأتي هذا القرار في سياق السياسة النقدية التي ينتهجها بنك الجزائر للحفاظ على التوازنات الكبرى للاقتصاد الوطني، إذ يُعتبر تخفيض نسبة الاحتياطات الإجبارية إلى 2 بالمائة أداة فعالة لتحرير السيولة داخل البنوك وتمكينها من توجيه المزيد من الموارد نحو تمويل الاقتصاد الوطني، لاسيما القطاعات المنتجة.
كما يعكس الإبقاء على سعر الفائدة الخاص بالاحتياطي الإلزامي عند 0 بالمائة حرص بنك الجزائر على ضمان أن يظل هذا الإجراء ذا طابع تنظيمي فقط،من دون أن يشكّل عبئا ماليا إضافيا على الخزينة العمومية، بما يضمن التوازن بين متطلبات ضبط السوق النقدية وتشجيع البنوك على أداء دورها المحوري في منح القروض والاستثمار.
ومن المنتظر أن يسهم هذا التعديل في إعطاء ديناميكية جديدة للحركة الاقتصادية، من خلال تسهيل وصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى التمويلات، وتحفيز البنوك على لعب دور أكبر في مرافقة المشاريع الاستثمارية، وهو ما ينسجم مع توجهات الدولة في دعم النمو وخلق مناصب شغل جديدة.
وشهد نظام الاحتياطات الإجبارية في الجزائر عدة مراجعات في العقدين الماضيين، حيث تراوحت نسبته بين 6 و12 بالمائة خلال الفترة الممتدة من 2000 إلى 2011، وذلك في سياق وفرة السيولة الناجمة عن العائدات النفطية، حيث كان الهدف امتصاص الكتلة النقدية وتطويق التضخم، ومع تراجع أسعار النفط ابتداء من 2014، اتجه بنك الجزائر إلى تخفيض هذه النسبة تدريجيا لتوفير سيولة أكبر لدى البنوك، فوصلت في بعض الفترات إلى حدود 4 بالمائة فقط، قبل أن يتم تعديلها مجددا بالرفع لنحو 8 بالمائة خلال 2017 و2019 لضبط السيولة المفرطة.
ومع تداعيات جائحة “كورونا” في 2020، بادر بنك الجزائر إلى خفض ملموس للاحتياطات الإلزامية من 10 بالمائة إلى 8 بالمائة ثم 6 بالمائة، في خطوة استهدفت دعم البنوك وتمكينها من تمويل الاقتصاد في ظرف صحي استثنائي، وبعد مرحلة التعافي، واصل البنك المركزي سياسته التيسيرية خلال السنوات 2022 إلى 2024 بالإبقاء على نسب منخفضة تراوحت بين 3 و6 بالمائة، إلى أن جاء القرار الأخير في سبتمبر 2025 بخفضها إلى 2 بالمائة فقط، وهو أدنى مستوى تاريخي منذ اعتماد هذا النظام سنة 2004، بما يعكس توجها واضحا نحو تحرير السيولة وتحفيز الإقراض.
أقرّ بنك الجزائر خفض نسبة الاحتياطات الإجبارية التي تُلزم البنوك التجارية بإيداعها لديه من ودائع الزبائن، لتستقر عند 2 بالمائة فقط.
www.echoroukonline.com